Insight Image

التطرف وصراع الهوية الدينية في عصر العولمة في منطقة الشرق الأوسط

08 مارس 2020

التطرف وصراع الهوية الدينية في عصر العولمة في منطقة الشرق الأوسط

08 مارس 2020

يعد مفهوم الهويّة من المفاهيم المرنة نسبياً، ويتأثر بالتغيرات الداخلية التي تشهدها الدول والمجتمعات، وكذلك بالتطورات الإقليمية والعالمية وما يرتبط بها من تغيرات ثقافية وسياسية، وهي تُعرف – أي الهوية – بشكل عام بأنها منظومة من القيم، والتقاليد، والأفكار، والثقافة التي تنتقل بالتوارث من جيل إلى آخر وتميز أمة أو حضارة عن غيرها.

وهناك مظاهر عدة للهوية، منها الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية، والتي تتكامل في ما بينها لتشكل الهوية الوطنية الجامعة لأي دولة أو أمة[1]. وكلما كان هناك انسجام وتكامل بين عناصر هذه الهوية في أي دولة كانت أكثر تماسكاً، والعكس صحيح؛ فحينما تبرز الهويات أو الانتماءات الفرعية، أياً كانت طبيعتها، إثنية أو عرقية أو مذهبية، فإنها تمثل تهديداً لوحدة الدولة وتماسكها.

إن التطورات التي شهدتها المنطقة والعالم في السنوات القليلة الماضية، من تسييس لدور الدين، ومن تصاعد للعنف الطائفي في العديد من المناطق حول العالم، جعل من الهوية الدينية أحد أسباب نشأة الصراعات، وأهم روافد ما يطلق عليه “القتل باسم الدين”.

جدلية العلاقة بين الهوية الدينية والتطرف

لا يمكن فهم خريطة الأزمات المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بمعزل عن الصراع باسم الهوية الدينية التي تتداخل فيها الأبعاد السياسية والطائفية والعقائدية والمذهبية، وباتت بالفعل أهم روافد الفكر المتطرف، وما يرتبط به من عنف تعاني منه العديد من دول المنطقة. فالصراع حول الهوية الدينية يعد أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة التطرف المسلح والعنف الطائفي، خاصة حينما تضعف الانتماءات الوطنية وتسود بدلاً منها هويات فرعية بمضامين مذهبية وعرقية وإثنية ضيقة[2]، والتي عادة ما تغذيها الجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة التي لا تؤمن بالدولة الوطنية، وتنحاز دوماً لانتماءاتها الفكرية والأيديولوجية حتى لو كانت على حساب المصالح الوطنية.

وتشهد منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات بروز العديد من الصراعات الطائفية والمذهبية، التي تتمحور حول الهوية الدينية، تقف وراءها ميليشيات مسلحة وأحزاب طائفية تريد تعزيز مكاسبها السياسية؛ لأنها ترفض الاندماج في الدولة التي تتواجد فيها بدعوى أنها لا تستجيب لمصالحها[3].

ولا شك في أن الخطاب الذي تتبناه هذه الجماعات والحركات الدينية السياسية يعد أحد أسباب الصراع حول الهوية الدينية، خاصة أنها تسعى إلى احتكار الحديث باسم الدين، وتوظيفه سياسياً لخدمة مصالحها، من خلال تضمين خطابها مفردات تحظى بقبول واسع، كإحياء الخلافة الإسلامية وإقامة نظام الحكم الإسلامي، وتطبيق الشريعة الإسلامية.

لقد حاولت هذه الجماعات استقطاب الكثيرين من خلال اللعب على وتر “الهوية الدينية”، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، كان تنظيم التكفير والهجرة في مصر يطلق على نفسه “جماعة المسلمين”، لأن هذا المسمى يحمل معاني الاصطفاء والنقاء والعمق، رغم أنه كان يتبنى مبادئ تكفير المجتمع ويدعو إلى العنف. كما أن المسمى الرئيسي الذي أطلقه أسامة بن لادن على تنظيم القاعدة كان “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين”، استناداً إلى أن نقطة انطلاق بن لادن، والذين كانوا معه هو “قاعدة الجهاد” التي تأسست في باكستان، لاستقبال المقاتلين الذين جاءوا من دول إسلامية عدة لخوض المعارك ضد الاتحاد السوفييتي المنهار في أفغانستان.

وينطبق الأمر نفسه على جماعة الإخوان المسلمين، فهذه التسمية التي وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا لا يقبلها الكثيرون، لأنها تنطوي على تمييز وعنصرية واضحين، ويسمونها بدلاً عن ذلك “جماعة الإخوان”، أو”الإخوان المتأسلمون”[4].  ينسحب الأمر عينه أيضاً على الجماعات المتطرفة في أفريقيا، التي تضفي على نفسها هالة من القداسة، كجماعة “‏بوكو حرام” في نيجيريا، و”حركة الشباب” في الصومال، واللتان تتبنيان خطاباً دينياً يبرر أعمالهما الإرهابية. كما تؤمنان بأفكار تنظيم “داعش” الخاصة ببناء دولة الخلافة، وتطبيق الشريعة الإسلامية.[5]

لقد دفع هذا المفهوم الضيق والغامض للهوية الدينية من جانب هذه الجماعات البعض إلى وصفها بـ”الهوية القاتلة”، ليس فقط لأنها تسعى إلى اختزال الهوية في انتماء واحد يقوم على المذهبية والتعصب، ثم يتطور إلى العنف والقتل[6]، وإنما أيضاً لأن هذا المفهوم للهوية الدينية يتجاوز الدولة الوطنية، ولا يعترف بها لصالح ولاءات أكثر اتساعاً من الناحية الجغرافية، فـ”دولة الخلافة”، على سبيل المثال، تمثل العامل المشترك الذي يجمع بين كل من داعش والقاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، وهي مفهوم – كما أوضحته تجربة داعش في العراق وسوريا خلال الفترة ما بين عامي 2016-2018 – يقوم على التمدد الجغرافي ولا يعترف بالحدود الوطنية.

ويمكن القول، في ضوء ما سبق، أن صراع الهوية الدينية يمثل أحد أسباب انتشار الفكر المتطرف الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والعنف المصاحب له في أكثر من دولة، خاصة أن هذا الصراع تغذيه عوامل تاريخية وتدخلات خارجية تسعى إلى تسييس الخلافات المذهبية والطائفية، لخدمة مشاريعها في التمدد والسيطرة.

InsightImage
أسباب تصاعد الصراع حول الهوية الدينية

لا شك أن تصاعد الصراع باسم الهوية الدينية، وما يرتبط به من استقطاب حاد وعنف طائفي ومذهبي، لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتاج مجموعة من العوامل المتداخلة، لعل أبرزها:

  1. بروز توجهات دولية متنامية نحو تسييس دور الدين، لا تقتصر فقط على منطقة الشرق الأوسط بل تشمل العديد من المناطق حول العالم، من منطلق أن الدين يعد أحد أهم أدوات السياسية الخارجية للدول، ويندرج ضمن مفهوم القوة الناعمة، ويحظى بالقبول العام لدى المجتمعات. لكن المشكلة الحقيقية تكمن بالأساس حينما يتم توظيف الدين لخدمة مصالح بعض الدول أو الجماعات سواء كانت دينية سياسية، أو يمينية متطرفة، أو شعبوية تسعى إلى تقديم تأويلات معينة لمفهوم الدين تخدم مصالحها الضيقة.

    فالبعد الديني – الطائفي يشكل أحد أدوات السياسة الخارجية الإيرانية التي تستخدمه في التمدد وتعظيم النفوذ في منطقة الشرق الأوسط من خلال رفع شعارات فضفاضة؛ كالدفاع عن المظلومين والمضطهدين في المنطقة ودول العالم أجمع. واللافت في هذا السياق أن توظيف إيران للبعد الديني – الطائفي في سياستها الخارجية ليس مجرد شعارات فقط، وإنما يتعداه إلى تحركات على الأرض، تستهدف دعم الأقليات الشيعية في الدول العربية والخليجية سياسياً وثقافياً، بل أنها إذا ما وجدت الفرصة متاحة في أي دولة، فإنها تحاول إنشاء أحزاب سياسية أو ميليشيات عسكرية تعمل على تحقيق مصالحها في هذه الدول، سواء في الضغط على حكوماتها كما هو الحال مع حزب الله اللبناني أو في إفشال أي تحركات سياسية لا تتواءم مع مصالحها مثلما فعلت مع الحوثيين، حينما أوعزت إليهم بضرورة إفشال المبادرة الخليجية للحل السياسي في اليمن عام 2010، وصولاً إلى تقديم الدعم العسكري لهم حتى احتلال العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014[7]. وما تزال إيران توظف الحوثيين، حتى الآن، كأداة ضمن مشروعها للتمدد الإقليمي في المنطقة، وكورقة ضغط لمساومة دول المنطقة والولايات المتحدة في أية مفاوضات مستقبلية

    ولا شك في أن هذا يمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لأن هذه الميليشيات الطائفية التي تجعل من الدين شعاراً لهويتها قد يؤدي إلى حلقة مفرغة من التطرف والتطرف المضاد، والنتيجة هي مزيد من تعقيد أزمات المنطقة، وتوفير البيئة المغذية لانتشار جماعات التطرف والإرهاب، فأحد أسباب ظهور تنظيم “داعش في العراق في السنوات الماضية كان الخطاب الذي تتبناه الميليشيات الشيعية والعنف الطائفي الذي مارسته ضد العرب السنة بعد سقوط نظام صدام حسين العراق، وخاصة خلال الفترة من 2006-2008.

    تركيا هي الأخرى لجأت إلى توظيف الدين في إحياء علاقاتها بدول المنطقة وخاصة بعد تولي حزب العدالة والتنمية للحكم عقب الانتخابات الديمقراطية لعام 2002، وشكلت أفكار رئيس وزرائها السابق الأكاديمي أحمد داوود أوغلو، عن العثمانية الجديدة ركيزة التمدد في العالمين العربي والإسلامي، وهي الأفكار التي قوبلت بترحيب كبير من جانب جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وخاصة لدى جماعة الإخوان المسلمين، وبدا هذا واضحاً منذ أحداث ما يسمى “الربيع العربي” نهاية عام 2010، حينما قدمت تركيا الدعم للإخوان المسلمين في مصر وتونس، وكانت ترى أن وصولها للسلطة في الدولتين يمثل انتصاراً لمشروعها السياسي. وبعد فشل تجربة الإخوان في مصر استضافت تركيا العديد من قيادات الإخوان، وواصلت تقديم الدعم المادي والإعلامي لهم؛ ما يؤكد أن تركيا سعت في ظل قيادة رجب طيب أردوغان إلى تقديم نفسها باعتبارها المدافع الأول عن القضايا العربية والإسلامية، من خلال خطاب أيديولوجي يوظف الدين في استثارة مشاعر العرب والمسلمين، دون ترجمة ذلك في مواقف حقيقية تعبر عن هذا الخطاب[8].

    وفي أوروبا أيضاً، تصاعد التيار اليميني المتطرف الذي يركز على البعد الديني المسيحي للهوية الأوروبية لمواجهة الهجرة الإسلامية، وبات يحظى بتأييد العديد من القطاعات الشعبية وتعبر عنه العديد من الأحزاب السياسية التي وصلت إلى السلطة أو تشارك فيها، حتى أن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أعلن أن “بلاده هي بوابة الدفاع عن الهوية المسيحية الأوروبية، وأن على الأوروبيين العودة لهويتهم المسيحية حفاظاً على أوروبا”. وفي ألمانيا أصدرت ولاية بافاريا قراراً يلزم رسمياً بتعليق الصليب في مداخل كل مؤسسات الولاية، وقد بدأ تنفيذه في يونيو 2019، وقد علق رئيس وزراء بافاريا ماركوس زودر على قرار حكومته بالقول:”الصليب لا يمثل ديانة فحسب، وإنما هو جزء من الهوية التاريخية الثقافية لولاية بافاريا”. كل هذا يشير بوضوح إلى أن ثمة تحولاً بدأ يطرأ على التوجه العلماني الذي ساد أوروبا لصالح محاولات إعادة إحياء الهوية المسيحية، واستخدام الرموز الدينية التي تتنافى مع مبادئ العلمانية والثقافة التعددية التي أرستها أوروبا وضمنت استقرارها[9].

    لقد شكل تنامي تيارات اليمين المتطرف والشعبوية الجديدة في أوروبا والولايات المتحدة، أحد العوامل الرئيسية وراء ظهور الصراعات باسم الهوية الدينية، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن هذه التيارات تعادي منظومة القيم الليبرالية التي تؤمن بالحرية الفردية والدينية والتنوع الثقافي، والتي أسهمت بدورها في تحصين المجتمعات الأوروبية من مخاطر التطرف والكراهية والتعصب[10]. ولهذا فقد شكل صعود اليمين المتطرف، على مدى العقد الماضي في العديد من الدول الأوروبية صدمة للكثيرين، خاصة أن الأحزاب اليمينية استطاعت تحويل الخوف من المهاجرين، والنفور من تكنوقراطية الاتحاد الأوروبي، والمخاوف من فقدان الوظائف إلى خطاب تآمري ضد هؤلاء المهاجرين، خاصة القادمين من دول عربية وإسلامية[11]، بل وظهرت دعوات تطالب بطرد هؤلاء المهاجرين، وأكثر من ذلك عبرت أحزاب سياسية أوروبية عن رفضها الصريح لاستقبال المواطنين الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم “داعش”، وشاركوا في عملياته في سوريا والعراق في السنوات الماضية، وفي مقدمتها حزب “المصلحة الفلمنكية” اليميني المتطرف، الذي يعد ثاني أكبر حزب سياسي في بلجيكا، في الجانب الناطق باللغة الهولندية، والذي يشن حملة ضد إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى المناطق التي جاءوا منها12].

    وفي الهند، ورغم أنها تعتبر دولة علمانية منذ أن استقلت عام 1947 إلا أن التعصب الهندوسي يشعل بين الحين والآخر العنف الطائفي في البلاد، على النحو الذي شهدته البلاد مؤخراً من أعمال عنف ضد المسلمين، نتيجة سعي بعض القوى السياسية المتطرفة إلى فرض الهوية الهندوسية، باعتبارها الهوية الأصلية الوحيدة في الهند، والذي انعكس في مجموعة من القرارات المثيرة للجدل والتوتر الديني في الآونة الأخيرة[14].

  2. الأيديولوجيات المتطرفة العابرة للحدود، والتي تعبر عنها الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش، والجماعات الدينية السياسية كجماعة الإخوان المسلمين، حيث تتبنى هذه الجماعات أيديولوجيات تتجاوز حدود الدولة الوطنية، لتشمل العالم بأسره، فرغم انهيار دولة الخلافة المزعومة التي أسسها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، إلا أن أيديولوجية التنظيم وأفكار ما تزال قائمة، وقد تظل مصدر إلهام للحركات المتطرفة في المدى القريب، وخاصة في ما يتعلق بإمكانية تكرار التجربة القصيرة لـ “دولة الخلافة”، إذا ما أتيحت الفرصة مجدداً[15]. في الوقت ذاته، فإن تنظيم “داعش”، أسهم بدور رئيسي في عولمة التطرف، فإذا كانت حركة الجهاد التي تشكلت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان مقتصرة على العرب والمسلمين، فإن التنظيم استطاع في تجربته في سوريا والعراق أن يستقطب آلاف المتطرفين من جميع أنحاء العالم إلى الشرق الأوسط، في مؤشر واضح على عولمة ظاهرة التطرف، وتطور أدواتها وتحول أهدافها مع الوقت[16].

    كما تعد جماعة الإخوان المسلمين من أبرز الجماعات التي تتبنى أيديولوجيات عابرة للحدود، فمنذ نشأتها عام 1928 لم تؤمن بفكرة الوطن، لأنها تحدد الوطنية بالعقيدة لا بالتخوم الجغرافية، وتعتبر كل بقعة فيها مسلم بمثابة وطن له قدسيته وحرمته ووجوب الإخلاص له والجهاد في سبيله، وقد حرص مؤسس الجماعة حسن البنا على تأكيد عالمية فكرته منذ أول رسائله التي حملت عنوان (إلى أي شيء ندعو الناس)، والتي قال فيها: “الإخوان المسلمون لا يختصون بهذه الدعوة قطرا دون قطر من الأقطار الإسلامية، ولكنهم يرسلونها صيحة يرجون أن تصل إلى آذان القادة والزعماء في كل قطر يدين أبناؤه بدين الإسلام، وإنهم لينتهزون لذلك هذه الفرصة التي تتحد فيها الأقطار الإسلامية و تحاول بناء مستقبلها على دعائم ثابتة من أصول الرقي والتقدم والعمران” [17].

    وقد ترجمت الجماعة هذه الرؤية في تأسيس التنظيم الدولي عام 1981 الذي يضم حوالي 67 فرعا حول العالم، تحت تقسيم جغرافي إلى سبعة مناطق: الأولى، هي منطقة شمال أفريقيا وتتكون من مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا؛ والثانية تضم دول أوروبا؛ والثالثة تضم دول أمريكا الشمالية واللاتينية وكندا؛ والرابعة تشمل شرق آسيا والباسفيك؛ والخامسة تغطي وسط آسيا؛ والسادسة تشمل اليمن والخليج وإيران وأفغانستان؛ والسابعة والأخيرة تشمل دول الشام.

    ومن المعروف أن للتنظيم الدولي أهدافا يسعى لتحقيقها سواء داخل المنطقة العربية أو داخل أوروبا، ومن الممكن أن يستعين التنظيم المحلي بقيادات التنظيم الدولي في الكثير من الشؤون السياسية والاقتصادية وأيضا بالدعم المالي، إذ أن أموال التنظيم الدولي وشركاته العابرة للقارات يتم توظيفها لتوطين الإخوان داخل المجتمعات سياسيا واجتماعيا وفكريا واقتصاديا [18]. وهذه الأيديولوجية العابرة للحدود تعد أحد الأسباب وراء تصاعد حالة “الإسلاموفوبيا” في الغرب، وتفسر أيضاً المخاوف المتزايدة لدى كثير من الأوروبيين من ممارسات الإخوان الساعية إلى “أسلمة” المجتمعات الغربية.

  3. ثورة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، والتي أسهمت بدرجة كبيرة في عولمة التطرف وتسييس الهوية الدينية، وبدا واضحاً أن ثمة علاقة بين التطور التكنولوجي وبين تصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، والتي نجحت في استغلال مخرجات هذه التكنولوجيا بكافة أشكالها بفعالية في عمليات التجنيد والدعاية والتنسيق والتخطيط للقيام بالعمليات الإرهابية. ولا شك في أن انتشار تقنيات وسائل الاتصال الجديدة، كوسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية الرقمية قد أتاح نافذة للجماعات المتطرفة لإيصال رسالتها، ونشر أفكارها وأيديولوجياتها التي تروج للعنف وتحرض على الكراهية، وتتغذى بالتالي من الاحتقان الطائفي والمذهبي[19]. وما تزال، في الوقت ذاته، الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت من أهم وسائل اليمين المتطرف في أوروبا في نشر أيدولوجياته المتطرفة وأفكاره العنصرية التي تدعو إلى طرد المهاجرين من العرب والمسلمين وتعمل على إحياء الهوية الدينية المسيحية، وتدعو إلى الانغلاق على الذات ورفض الاتحاد الأوروبي والخروج منه [20].

    لقد لجأت الجماعات الإرهابية إلى العالم الرقمي لنشر أفكارها المتطرفة، لأنها وجدت في بيئة الإنترنت بما تتضمنه من مواقع مختلفة (يوتيوب، فيسبوك، تويتر.. إلخ) وسيلة رخيصة نسبياً وملائمة وآمنة لإيصال رسائلها؛ ومن ثم فإن شبكة الإنترنت تعتبر بمنزلة أداة لتعبئة الموارد للجماعات المتطرفة، وكذلك فإنها تتيح نافذة مهمة (اليوتيوب) لتصوير أعمال العنف التي تقوم بها تلك الجماعات ونقلها إلى الجمهور المستهدف، وتخويف المعارضين[21].

    كما تعد وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل المهمة للتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود لنشر أفكارها وكسب المتعاطفين والأتباع الجدد من الشباب، ولهذا توظف حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع الآخرين عبر مبرمجين متخصصين لحثهم على تنفيذ أجندتها، ومن بين أنشط الجماعات في هذا الصدد تنظيم “داعش”، خلال الفترة (2015-2018)، حينما كان يقوم بنشر الصور والفيديوهات، عبر “تويتر” بصورة خاصة لسهولة استخدامه عبر الهواتف[22]. ويعد “تويتر” أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق بين التنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، وهو ما تستفيد منه تلك الجماعات من خلال متابعة أحدث المعلومات عن أي قضية تظهر في المجال العام[23] .

    لكن الملاحظة الجديرة بالانتباه أن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف والتحريض على الكراهية لا يقتصر على التنظيمات المتطرفة ، وإنما يمتد أيضاً إلى اليمين المتطرف في أوروبا، فالعمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين وسط مدينة “كرايست تشرش” في نيوزيلندا وأدى إلى استشهاد نحو خمسين وإصابة العشرات في شهر مارس 2019 هو نتاج لخطاب الكراهية السائد على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن هناك اتهامات وجهت لمواقع وشركات كبرى مثل أمازون وفيسبوك ويوتيوب بتحقيق أرباح ومكاسب مالية لعرضها محتوى يشجع على التطرف والعنصرية[24].

    والخطير في هذا الهجوم أنه تم بثه بشكل واسع على موقع فيسبوك، وأُعيد تحميله ملايين المرات عبر شبكة الإنترنت[25]، قبل أن يتم حذفه في مرحلة لاحقة. كما يعد “تيليجرام” منصة لنشر الأفكار المتطرفة؛ مثل الأناركية لليسار المتطرف واليمين المتطرف، وأهم ما يميز هذا التطبيق أنه يجذب مثل هذه الجماعات؛ لأنه يتيح للمسؤول فقط التفاعل مع المستخدمين، فضلًا عن أن الاتصال يكون محميًّا بخاصية التشفير “من الطرف إلى الطرف الآخر”؛ ما يعزز شعور المستخدمين بالخصوصية[26].

السمات العامة لعولمة التطرف

لم يعد التطرف يرتبط بمنطقة أو ديانة بعينها، وإنما تحول إلى ظاهرة “مُعولمة”، خاصة مع تصاعد قوى اليمين المتطرف وعودة الشعبوية في أوروبا والعديد من المناطق في العالم في الآونة الأخيرة، وهذه الجماعات تشترك في العديد من السمات مع الجماعات الدينية السياسية والتنظيمات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، والتي يمكن توضيحها على النحو التالي:

  1. رفض الآخر وعدم القبول به أو التعايش معه: فاليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية في أوروبا تتبنى خطاباً يرفض اندماج المهاجرين، وخاصة القادمين من الدول العربية والإسلامية، بدعوى الحفاظ على الهوية الأوروبية الموحدة، وهذا بدوره قد يجعل من الهوية الدينية مدخلاً للصراع والصدام داخل المجتمعات الأوروبية في المستقبل [27]. وهو نفس ما تفعله التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها “القاعدة” و”داعش”، والتي ترفض في كل أدبياتها الحوار مع الغرب، وتروج لصدام الحضارات، بل أنها جعلت من المصالح الغربية هدفاً لعملياتها الإرهابية كما أظهرته خبرة السنوات الماضية.
  2. التعصب والاستعلاء: فاليمين المتطرف، والقوى الشعبوية تعد أقل تسامحًا مع الجماعات والآراء المختلفة معها، ولديها شعور بالتفوق الأخلاقي على الآخرين، وهذا يفسر مواقفها المتشددة ضد الأقليات العرقية والمهاجرين ورفض اندماجهم في المجتمعات الأوروبية، بل وتنظر إلى هويتهم الإسلامية باعتبارها تهديد للهوية الأوروبية [28]، وليس أدل على ذلك من قيام حركة “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب” في هولندا، والمعروفة باسم “بيغيدا”، بتنظيم مظاهرةً مناهضة للمسلمين أمام أحد المساجد في مدينة أنسخدية وعرض فيلم مسيء للإسلام والمسلمين، وذلك في أكتوبر 2018 [29]. الأمر نفسه تشترك فيه التنظيمات المتطرفة والجماعات الدينية السياسية التي تتمسك بمواقفها وأيديولوجياتها الفكرية، والتي تقوم بالأساس على التعصب في مواجهة الأقليات والاستعلاء ضدها، واستهدافها في عملياتها الإرهابية.
  3. التحريض على الكراهية: إذا كانت التنظيمات المتطرفة والإرهابية كـ”داعش” والقاعدة والجماعات الدائرة في فلكلهما تحرض في خطابها على الكراهية والتعصب، فإن اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية يتبنى خطاباً مشابهاً كما سبقت الإشارة.
  4. اللجوء إلى العنف والقتل باسم الهوية الدينية: تؤمن التنظيمات المتطرفة باستخدام العنف وتبرر اللجوء إلى ما يسمى بـ “القتل على الهوية الدينية”، من خلال تسويغ القتل لعناصرها، وتصويره لهم بأنه وسيلة للتقرب إلى الله، وتعبير عن التدين والالتزام[30]. ويشترك اليمين المتطرف في هذه الظاهرة، ليس فقط لأنه ينمي نزعات الكراهية ضد العرب والمسلمين في أوروبا، وإنما أيضاً لأن أفكاره تمثل العامل الرئيسي وراء العمليات الإرهابية التي استهدفت المساجد في العديد من الدول الأوروبية في الأعوام الماضية، كما حدث في الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا في مارس عام 2019. وقد كشفت الشرطة البريطانية، في هذا السياق، من خلال دراسة إحصائية أن خطابات الكراهية والعنف تزايدت بنسبة تصل إلى 40% وأن عدد الحوادث العنصرية وصل إلى 94,098 حادثة من 2015 إلى مارس 2018[31]. فيما أظهرت تقارير المخابرات الداخلية الألمانية عن تصاعد حجم تهديدات اليمين المتطرف، الذي يؤكد أن 12,700 يميني متطرف “يميلون إلى العنف” [32].

    يشكل القتل باسم الهوية الدينية الوجه الآخر لظاهرة التطرف التي تتغذى على الأيديولوجيات التي تروج للعنف باسم الدين، وتستخدم العديد من المفردات التي تستهوي بها العامة والبسطاء من أفراد المجتمع، مثل انتصار الخير على الشر، والعدالة الإلهية، وتستوي في ذلك الجماعات الجهادية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط مع نظيرتها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية [33].

    ويعيد تصاعد الصراع باسم الهوية الدينية، وما يرتبط به من عولمة التطرف والإرهاب إلى الأذهان نظرية “صدام الحضارات”، لعالم السياسة الأمريكي المعروف صمويل هنتينجتون، والتي تشير إلى أنه ورغم انتهاء الصراع بين الأيديولوجيات في العالم، فإن الهويات الثقافية والدينية ستظل مصدراً للصراع بين الأمم والشعوب[34].

    لقد كانت توقعات هنتينجتون صحيحة في ما يتعلق ببقاء الدين مصدراً للكراهية والعنف، لكن ما أغفله بشهادة الكثير من الباحثين أن الصراع باسم الهوية الثقافية أو الدينية ليس حكراً على التيارات الإسلامية، بل ظهرت تيارات في الولايات المتحدة والغرب تتبنى خطاباً مشابها، كالمحافظين الجدد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وكانت شديدة التأثير على سياسات بوش الابن في الحرب على الإرهاب وغزو أفغانستان والعراق، وفي ما بعد برزت قوى اليمين المتطرف والشعبوية الجديدة في أوروبا والولايات المتحدة، والحزب القومي الهندوسي في الهند.

تحييد الصراعات باسم “الهوية الدينية”

في ظل عولمة التطرف، الذي لم يعد يقتصر على ديانة أو منطقة بعينها، وما يرتبط به من صراع على الهوية الدينية قد تؤدي إلى تصاعد مخاطر العنف والإرهاب العابر للحدود فإن هناك ضرورة لتحرك إقليمي ودولي فاعل من أجل احتواء الصراعات التي تتخذ من الهوية الدينية ستاراً لها، حتى لا ينزلق العالم إلى أتون حروب دينية مدمرة تعيده إلى عصور الظلام، وهذا يتطلب العمل على:

  1. التصدي لمحاولات تسييس الدين، وتجنب الوقوع في فخ المصطلحات التي تشير إلى وجود صراع ديني أو حضاري من الأساس؛ لأن ذلك من شأنه أن يخدم أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة سواء كانت تنظيمات متطرفة مثل “القاعدة وداعش” أو قوى اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية الجديدة.
  2. ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة، باعتبارها الحاضن لمختلف الهويات الأخرى، الدينية والثقافية والاجتماعية، وذلك من خلال العمل على إعلاء قيم المواطنة واحترام حقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير، فهذا يضمن تعزيز التماسك والاستقرار الداخلي في الدول والمجتمعات، والتصدي كذلك لأي محاولات، داخلية أو خارجية، تحاول استثمار وجود هويات دينية ومذهبية وطائفية لتحقيق أهداف سياسية[35].
  3. الاستفادة من الخبرات والممارسات الناجحة في مواجهة التطرف والإرهاب، والتي تتعامل مع هذه الظاهرة من منظور شامل، يأخذ في الاعتبار أبعادها المختلفة، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية وتربوية، وإشراك كافة المؤسسات، الحكومية والخاصة، في التصدي لها، فضلاً عن تطوير أدوات جديدة، مثل التعليم، والرياضة، واستخدام الروايات المضادة، وتفعيل الرقابة الحكومية على التعليم الخاص، وإزالة المحتوى الإرهابي غير القانوني على الإنترنت بشكل أسرع، وتدريب المعلمين على اكتشاف علامات التطرف بين الطلاب في مختلف المراحل الدراسية[36]. إن هذه الأدوات الجديدة من شأنها المساهمة في تحصين المجتمعات من أية نزعات للتعصب والتطرف، والتصدي كذلك لأي محاولات تسعى إلى “تسييس” دور الدين، وكشف الجهات التي تقوم بها في الداخل أو الخارج.
  4. تفعيل “وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” التي وقع عليها شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وبابا الكنيسة الكاثوليكية “البابا فرنسيس” في أبوظبي في فبراير عام 2019، خاصة أن هذه الوثيقة تتضمن العديد من الأفكار والرؤى الثرية التي من شأنها التصدي لنزعات التعصب والتطرف والكراهية القتل على “الهوية الدينية” في العالم أجمع، حيث تؤكد على أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. كما ترى أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان[37].

خاتمة:

إن المبادئ والأفكار التي تؤكد عليها هذه الوثيقة تشكل خريطة طريق متكاملة للتصدي لقوى التطرف والإرهاب، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعايش بين الثقافات والحضارات، أساسها احترام الأديان وقدسيتها وعدم الزج بها في أتون الصراعات المذهبية والطائفية، والقبول بالآخر والتعايش معه، لأن المشتركات الإنسانية التي تتضمنها الأديان السماوية تتيح لجميع البشر العيش في أمن وسلام. 

 


[1]- للمزيد من التفاصيل حول مفهوم الهوية، يمكن الرجوع إلى: إليكس ميكشيللي،”الهويّة”، ترجمة علي وطفة، (دار النشر الفرنسية، 1993)، الطبعة الأولى.

[2]-  د. صبحي غندور، عصر التطرّف في المناخ والأفكار!، صحيفة البيان(دبي)، 19 فبراير 2015.

[3]-   حميد المنصوري، الأقمار الدامية والليل العربي، صحيفة الاتحاد (ابوظبي)، 17 سبتمبر 2014.

[4]- عمار علي حسن، مسميات “داعش”.. الدوافع والأهداف، صحيفة الاتحاد (أبوظبي)، 16 سبتمبر 2016

[5]- د. حمدي عبدالرحمن حسن، كيف تفكر الجماعات الإرهابية في أفريقيا؟، مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، أبوظبي، 24 سبتمبر، 2019، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/32vZKyx

[6]- الحاج دواق، الدين والهوية، بين ضيق الانتماء وسعة الإبداع، مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، سلسلة ملفات بحثية، عدد مايو 2016، ص ص 109-110

[7]- البعــــد الطــائـفـي أحـــد أدوات القـــوة الناعمـــــة، مجلة درع الوطن، أبوظبي، العدد (531)، أبريل 2016، ص 7-71

[8] – محمد جميل أحمد، تركيا وقناع الإسلام السياسي في المنطقة العربية، موقع حفريات، 4 يناير 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2VwHBzm

[9]  هالة الحفناوي، عودة الدين إلى نقاشات المجال العام على الساحة الدولية، مجلة اتجاهات الأحداث، العدد 29(2018-2019)، مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، أبوظبي، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2wRurTf

[10]-  د. السيد ولد إباه، دماء الخوف وقِلاع الهوية، صحيفة الاتحاد(أبوظبي)، 17 مارس 2019

[11]-   للمزيد من التفاصيل عن ظاهرة اليمين المتطرف يمكن الرجوع إلى:

Walden Bello, Counterrevolution: The Global Rise of the Far Right, , Practical Action Publishing, 2019

[12]- Guy Van Vlierden,The Vicious Circle of Polarization: How the West is Creating the Next Wave of Jihadist Radicalization, European Eye on Radicalization, 24 January 2020, https://bit.ly/38XpJS5

[13]-   ibid

[14]-   حميد المنصوري، مصدر سابق.

[15]-   Colin P. Clarke, After the Caliphate: The Islamic State & the Future Terrorist Diaspora, (Cambridge: Polity Press, 2019).

[16]-   للمزيد من التفاصيل عن هذه الجزئية، وكيف أدت الحرب التي قادها التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” إلى عولمة التطرف، يمكن الرجوع إلى:

Seth J. Frantzman ,After ISIS: America, Iran and the Struggle for the Middle Eastm , Gefen Publishing House, 2019.

[17] – للاطلاع على نص هذه الرسالة، يمكن الرجوع إلى: حسن البنا، رسالة إلى أي شيء ندعو الناس؟، موقع ويكبيديا الإخوان المسلمين، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/39Xvnn7

[18]-  رشا عمار، تفكك التنظيم الدولي للإخوان.. نهاية أحلام البنا لـ”أستاذية العالم”، بوابة العين(أبوظبي)،22 أكتوبر 2019. من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2w2Gehd

[19]- Genevie Abdo, Nathan Brown, RELIGION, IDENTITY, COUNTERING VIOLENT EXTREMISMAND, Atlantic Council, RAFIK HARIRI CENTERFOR THE MIDDLE EAST, September 2016, pp7-8, https://bit.ly/3c4HVv1

[20]-  جاسم محمد، مخاطر اليمين المتطرف في ألمانيا …وضرورة إعادة التقييم، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 22 فبراير 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/37ZAKAU

[21]-  للمزيد من التفاصيل حول كيفية استخدام الجماعات الجهادية والمتطرفة للمحتوى الرقمي على شبكة الإنترنت، يمكن الرجوع إلى:

Carol K. Winkler & Cori E. Dauber (Eds), Visual Propaganda and Extremism in the Online Environment (New York: Strategic Studies Institute, July 2014).

[22]وليد أبو الخير ومحمد القيسي، داعش تعمل للتضليل الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكسب التأييد، موقع درر العراق، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/1TZBZWE 

[23]- Geoff Dean, Peter Bell, Jack Newan, The Dark Side of Social Media: Review of Online Terrorism, Pakistan Journal of Criminology, Vol. 3, No. 4, April – July 2012, pp 194 – 195.

[24]- بعد هجوم نيوزيلندا – شركات كبرى متهمة بالتربح من التطرف والعنصرية، موقع دويتش فيله (ألمانيا)، 22 مارس 2019، على الرابط التالي: https://bit.ly/31o3kZo

[25]-  Thomas Coughlan, How to regulate social media, newsroom, MAY 14, 2019, https://bit.ly/31jJ8Im

[26] –   Valerio Mazzoni, Far Right extremism on Telegram: A brief overview, European Eye on Radicalization, 14 March 2019, https://bit.ly/3a3xOEK

[27]-     للمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، يمكن الرجوع إلى الملف الذي أعده موقع “دويتش فيله” الألماني على الرابط التالي: https://bit.ly/2Prl82O

[28]- عزة هاشم، سيكولوجيا الخوف: السمات النفسية للمتطرفين اليمينيين، مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، أبوظبي، 4 سبتمبر، 2019، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/394Tq3G

[29]-   أحمد البحيري، الإفتاء: خطاب اليمين الغربي متطابق مع “داعش” وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حذفه، صحيفة المصري اليوم(القاهرة)،  18 مارس 2019، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2T4ityf

[30]- لمعرفة المزيد من التفاصيل عن مفهوم (القتل على الهوية)، يمكن الرجوع إلى: د نصر محمد عارف، الدوافع الدينية للقتل على الهوية، بوابة العين الإخبارية، (أبوظبي)، 20 ديسمبر 2017، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/37PITba

[31]- Hate Crime, England and Wales, 2018/19, https://bit.ly/2PJ5mjU

[32]-  جاسم محمد،  مصدر سبق ذكره.

[33]-Michael Wessells, “Terrorism, Apocalyptic Ideology, and Young Martyrs: Why Peacebuilding Matters”, Paper Presented at The American Psychological Association Conference, Chicago, August 2002

[34]- Samuel P. Huntington, The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order )New York: Simon & Shuster, 1996), pp. 19 - 20.

[35]-  حسام ميرو، أزمة الهوية والأمن القومي العربي، صحيفة الخليج(الشارقة)، 14 نوفمبر 2016

[36]- Robin Simcox, “Assessing Europe’s Efforts to Oppose Islamist Extremism”, Hudson Institute, March 11, 2019. https://bit.ly/2Tis0ka

[37] –  للاطلاع على نص الوثيقة، يمكن الرجوع إلى الرابط التالي: https://bit.ly/2I2uuho

 

المواضيع ذات الصلة