Insight Image

الهند والصين بين السلام الهش ونقطة اللاعودة

27 يوليو 2020

الهند والصين بين السلام الهش ونقطة اللاعودة

27 يوليو 2020

من المعروفة أن السلام بين القوى الناشئة دائماً ما يكون هشــاً، والهند والصين ليستا استثناءً لهذه القاعدة؛ ففي 15 مايو 2020 حدثت أعنف مواجهة عسكرية بينهما منذ عقود هددت السلام في وادي غالوان الواقع في القطاع الغربي من خط السيطرة الفعلية (LAC) الذي يُرسّم الحدود بين الجارتين النوويتين.

ويوجد هذا القطاع في منطقة استراتيجية بين مقاطعة لاداخ التابعة للاتحاد الهندي في الغرب، ومنطقة أكساي تشين (وهي جزء من إقليم شينجيانغ يوغور الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت سيطرة الصين) في الشرق. كما يقع هذا القطاع على ارتفاع نحو 4,300 متر عن سطح البحر في جبال الهملايا، وهذا يجعل المنطقة واحدة من ساحات المعارك الأكثر صعوبة.

والملاحظ، في هذا السياق، أن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة أتت في ظرفية يسعى فيه الجانبين منذ زمن إلى بناء الثقة من خلال مجموعة من الإجراءات من ضمنها اتفاقيتين عامي 1996 و2005، وضرورة التزام جنود الحدود بالأوامر لتجنب استخدام الأسلحة النارية، وتشجيع ضبط النفس في أي صِدامات على طول خط السيطرة الفعلية المتنازع عليه[1].

وقد جعلت هذه الإجراءات الصارمة الصِّدامات السابقة على طول الخط الحدودي في وادي غالوان تتخذ أشكالا أخرى كانت بالأيدي في بعض نقاط المراقبة على طول سياج الأسلاك الشائكة؛ والهراوات الحديدية المعززة بمسامير، والحجارة، وقبضات الأيدي التي أودت بحياة 20 جندياً في الجانب الهندي، وخلفت “عددًا غير معروف من الإصابات” في الجانب الصيني[2].

لقد عرف التوتر بين البلدين منذ شهر مايو هذا العام (2020) تصعيدًا متزايدًا على طول خط السيطرة الفعلية رافقته آمال في عودة الأمور إلى نصابها بمحادثات بدأت في السادس من يونيو، غير أن جهود تقريب وجهات النظر هذه كادت أن تذهب أدراج الرياح، وتدفع بالجارتين إلى نقطة اللاعودة بسبب ما خلفته التطورات الأخير من ضحايا، وبسبب طموحات زعيمي البلدين وقادة القوى السياسية فيهما[3].

وستتناول هذه الورقة، في هذا السياق، بالتحليل الديناميكيات والأسباب التي تقف وراء عدم استقرار العلاقات بين الجارتين في جنوب آسيا. كما ستستعرض العواقب المحتملة لتفاقم هذا الصراع الذي تمتد تداعياته لتطال ما وراء آسيا.

شكل خط السيطرة الفعلية تاريخياً عاملًا وتَّر العلاقات بين الجارتين، وسببًا وقف وراء تبادل عدة اتهامات سواءً جراء مناورات مفاجئة أو القيام بأعمال للبنية التحتية أو الإقدام على توغلات تهدف إلى تغيير الوضع القائم على حدود غير مُرسمة يبلغ طولها 3,488 كلم؛ ومثال هذا توغلات الصين في مناطق حدودية منها شومار، وسهول ديبسانغ، وداولات، وبيغ أولدي.

وقد أسفرت هذه العمليات عن مآزق متعددة مع الهند في العقد الأخير، ومن هذه المآزق أزمة استمرت 73 يوماً بسبب قيام الصين ببناء منشآت على هضبة دوكلام المتنازع عليها؛ هذه الهضبة الواقعة عند نقطة التقاطع الثلاثي الحساس بين الهند-والصين-وبوتان. ويشار إلى أنه وفي أوج العلاقات المزيفة بين الهند والصين، فقد أدت التطورات الأخيرة على خط السيطرة الفعلية إلى مفاقمة المأزق الأمني بينهما[4].

الشكل (1): تطورات على طول خط السيطرة الفعلية المتنازع عليه[5]

China and India border conflict image 1 

 

وحسب ما توضح الصور الحديثة التي التقطتها شركة ماكسار الأمريكية للتكنولوجيات الفضائية، فإن الوضع القائم على مسار خط السيطرة يُظهر تواجد حشود كبيرة للقوات الصينية، وقوافل مدرعات، وآليات ثقيلة للبناء، وتوسع هيكلي مع تحصينات محتملة قريبة يرجّح أنها تشبه التحصينات الدفاعية على الجانب الهندي[6]. وقد قام جيش التحرير الشعبي الصيني بالتقدم والاقتراب من ضفاف بحيرة بانغونغ التي ما تزال تشكل بؤرة للصراع بين الدولتين منذ الحرب الصينية/الهندية الأولى عام 1962[7].

في ظل هذا التطورات، وجدت نيودلهي نفسها في مأزق جديد بسبب التكتيكات الصينية الصِّدامية، حيث أعلنت بكين في تصريح صادر عن وزارة الخارجية في يونيو 2020 نيتها فرض سيادتها على وادي غالوان[8]، الأمر الذي احتجت الهند عليه نافية صحته في ما وصفته بـ “أقوال مبالغ فيها، ولا يمكن إثبات صحتها”، وهذا الاحتجاج الهندي أتى مدعومًا بجاهزيتها الدفاعية التي تشكل مبعث قلق بالنسبة لمراقبي تطورات هذا الصراع[9].

وتحسبا لأي تطور نشرت الهند دبابات من طراز بهيشما T-90، وطائرات غلوبماستر C-17، وطائرات شحن سوبر هيركوليس C-130، وطائرات تشينوك CH-47، قرب خط السيطرة الفعلية على الحدود. كما أجرت اختبارات لقدرات دفاعية جديدة للفيلق المتطور XVII، والمجموعات القتالية المتكاملة على طول الجبهة الشرقية لخط السيطرة الفعلية في أكتوبر الماضي (2019).

وتجدر الإشارة إلى أنه في خضم تطورات الأوضاع وتلاحقها بين الصين والهند حصل صاروخ كروز – أسرع صاروخ في العالم – براهموس وهو مشروع مشترك هندي/روسي على شهادة جاهزية قتالية[10]. كما وافقت وزارة الدفاع الهندية – عملاً بالسياسة التي يتبناها رئيس الوزراء الهندي مودي (الهند المكتفية ذاتياً) – على تحديث 59 طائرة قتالية من طراز ميغ – 29، وشراء 21 طائرة من طراز ميغ – 29، و12 طائرة من طراز سوخوي – 30 بهدف تعزيز أسراب الطائرات الحربية الهندية، وكل هذا بقيمة تتجاوز 5.2 مليار دولار[11].

ويجب، في هذا الصدد، ملاحظة أن المساعي الهندية الحثيثة لتطوير قدراتها العسكرية في السنوات الأخيرة، كان يقابلها برامج متفوقة عليها لدى الصين؛ فحسب تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد عززت الصين إنفاقها العسكري في السنوات العشر الأخيرة بواقع 85%، وأصبحت تحتل حسب تقرير 2019 المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول بأعلى إنفاق عسكري في العالم وتليها الهند في المرتبة الثالثة[12].

الشكل (2): مدى الضربة النووية الصينية (على اليسار) بالمقارنة مع مدى الضربة النووية الهندية (على اليمين) .

مفتاح خريطة الصين:  

 

مفتاح خريطة الهند:

نوع الصاروخقاعدة القوة الصاروخية والموقعلون الدائرة

المدى التقريبي للصاروخ

(بالميل)

 نوع عربة الإطلاق النوويالموقعلون الدائرة

المدى التقريبي للصاروخ

(بالميل)

DF-31A

القاعدة 56: بيداون تاوانلي، مقاطعة غانسوأصفر6,830 Agni-III

ولاية أسام

أصفر

1,990

DF-21, DF-31القاعدة 56: شينينغ، مقاطعة كوينغايأخضر ساطع1,335 (DF-21) 4,350 (DF-31) 

Agni-II

ولاية أسامأحمر

1,240

DF-21, DF-31القاعدة 56: ديلينغا بمقاطعة تشينغهايأحمر1,335 (DF-21) 4,350 (DF-31) 

طائرات حربية ميراج 2000H، مع قنابل نووية يتم إسقاطها بقوة الجاذبية

غواليور AFS، ولاية مادهيا براديشأخضر

920

DF-21القاعدة 56: ليوكينغكو بمقاطعة تشينغهايأسود1,335 

طائرات حربية Jaguar IS مع قنابل نووية يتم إسقاطها بقوة الجاذبية

أمبالا AFS، ولاية هاريانازهري

560

DF-21القاعدة 56: كورلا، منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكمWhite1,335 

طائرات حربية Jaguar IS مع قنابل نووية يتم إسقاطها بقوة الجاذبية

غوراكبور AFS، ولاية أوتار براديش

أزرق

560

DF-21القاعدة 53: جيانشوي، مقاطعة يونانأزرق1,335 

 

DF-21

القاعدة 53: شوكسيونغ، مقاطعة يونانأخضر غامق

1,335

 

تقديرات القدرات والمواقع مبنية على أبحاث مركز بلفر (Belfer Center).

المصدر: مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية، كلية كنيدي جامعة هارفارد[13].

 

إذا كان التباين في القدرات الهجومية/الدفاعية بين الهند والصين ومواقف التوتر بينهما، تنذر بمخاطر لآسيا، هناك توقعات تشير إلى احتمال تزايد حدة هذه التعقيدات أخذت مبدئيًا شكل نشر قوات من جانب باكستان على الحدود المتنازع عليها مع الهند، وهذا التطور يجعل الصراع المحتمل هاجساً خطيراً[14].

اختلال توازن القوى في آسيا

شكل زحف البحرية الصينية غير المقيد في المنطقة، والذي تمثل خاصة في سيطرتها على خطوط الملاحة البحرية الحساسة أو “سلسلة اللآلئ” التي تحيط بالهند هاجساً أمنياً قديماً للنخبة الهندية المعنية بالأمن جسده عام 2011 اجتماع لجنة “ناريش شاندرا” العسكرية العليا بهدف تقييم الوضع الأمني الوطنية للهند، وقد حذرت هذه اللجنة من مساعي الصين “لاحتواء الهند”. كما حذرت من “ممارسات القوة المتزايدة على الحدود”، وأوصت بتغيير محور تركيز استراتيجية الأمن القومي الهندي من إسلام أباد إلى بكين[15].

ومن ناحية أخرى ما يطرح تهديدا للهند في المنطقة هو مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI) التي يندرج تحتها جهود الصين الساعية إلى تطوير مرافئ تشمل ميانمار، وسيريلانكا، وباكستان وكينيا، وهذا يهدد ميزة الهند باعتبارها شبه جزيرة في منطقة المحيط الهندي إذ تمكنها هذه الميزة من فرض سيطرتها على نقطة التحكم بإمدادات الطاقة للصين، وهي مضيق ملقا الذي كانت الهند في الماضي تستغل باعتباره – كما وصفه الرئيس الصيني السابق  هُو جينتاو – بأنه “مأزق ملقا” الذي في كثير من المناسبات هددت الهند بإغلاق ممرات الوصول إليه في حال تدخّل الصين في الحروب الهندية – الباكستانية الحساسة بين عامي 1971 و1999.

وتحاول الهند بالنظر لهذه التطورات مُسابقة تلاحق الأحداث من خلال محاولة فرض موقعها ومكانتها كمنافس قوي ودولة تتحدى الصين، إذ عملت على تعزيز مستويات أنشطتها الاستطلاعية البحرية في منطقة المحيط الهندي. كما أجرت تدريبات وتمارين مشتركة مع اليابان التي تُعتبر واحدة من أعضاء التحالف الأمني “الرباعي“، وهو تنسيق أمني بين الهند، واليابان، وأستراليا، والولايات المتحدة.

سبب آخر يجعل طموحات بكين غير منسجمة مع النموذج التعاوني مع الهند، هو تقاطع طموحات التنين مع الشعور القومي الهندي المغروسة على وجه التحديد في منطقة كشمير، وعلى امتداد جزء كبير من الحدود الهندية لأقاليم جامو وكشمير ولاداخ التي تحتل مناطق منها الصين أو تم التنازل عنها من قبل باكستان بناءً على اتفاقيات حدودية ثنائية أُبرمت عام 1963، وهذا يشكل خيبة أمل وهاجساً بالنسبة للهند.

ويزيد من حدة تعقيد الوضع بين الجارتين الحديث عن مبادرة الحزام والطريق الصينية الساعية إلى إرساء دعائم الممر الاقتصادي الصيني/الباكستاني بمخططات هادفة إلى جعله يعبر منطقة جيلجيت/بالتيستان في كشمير المحتلة من قبل باكستان، الأمر الذي يفتح أعين الهند على مدى خطر هذه الشراكة المتنامية على موقعها ضمن خريطة التوازنات الجيوستراتيجية في آسيا.

وهناك تفاؤل حذر يكتنف العقيدة الهندية المتمثلة في “الاستقلالية الاستراتيجية” المعدة للحفاظ على حالة “عدم توازن” القوى بين الدول المجاورة في جنوب آسيا، وتحقيق “التوازن” في عالم متعدد الأقطاب مع القوى العظمى الصينية، وروسية، والأمريكية[16]؛ واستنادًا إلى هذه العقيدة اعتمدت حكومة مودي – على الجبهة الإقليمية – سياسة علنية لإرساء حدود قوية وآمنة، ونهج دولي يستعرض قوتها. وقد كان هذا النهج واضحاً في الخطاب الهندي تجاه باكستان، بل كان أكثر وضوحاً مما هو في خطابها تجاه الصين.

وبالنظر إلى هذه العقيدة وموقف حزب مودي والدعم الشعبي للأيديولوجيا القومية، نجد أن هناك ضغطاً كبيراً على الهند للرد على التهديدات بكل قوة[17] تجسدت في عمل الهند على حظر حوالي 60 تطبيقاً صينياً، من ضمنها TikTok، في خطوة اعتبرها المحللون “قومية – تكنولوجية”[18]، غير أن احتمال رد انتقامي اقتصادي من قبل الهند تجاه الصين وعدم التعاون معها يبدو احتمالا بعيدًا، نظراً لاعتمادها عليها في الصناعات التحويلية، وصناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، وصناعة السيارات، وصناعة المواد الصيدلانية والطبية.

ومع أن القدرات العسكرية الهندية – دون شك – قد تطورت عبر السنين تطورًا مطردًا أدى إلى صدامات على طول خط السيطرة الفعلية، إلا أنه يجب الإقرار بوجود حالة من عدم التوازن الكبير بين الجارتين على الرغم من تقارب ترتيبهما عالمياً في الإنفاق العسكري تبقى الصين متفوقة بإنفاق يتراوح بين 177 و261 مليار دولار سنوياً مقارنة بإنفاق يبلغ 71 مليار دولار في الهند.

الشكل (3) تقديرات لحجم القدرات العسكرية لكل من الصين والهند[19]

القوة العسكريةالهنــدالصيــن
الدبابات42923500
عربات مدرعة868633000
مدفعية ذاتية الحركة2353800
طائرات مقاتلة5381232
فرقاطات بحرية1352
قوارب/طرادات سريعة1950
قوارب دورية139220

وقد أثبتت هاتين القوتين منذ تسعينيات القرن العشرين أن لديهما رغبة جامحة تحدوهما لتعزيز قدراتهما الخاصة بالبنية التحتية على طول المناطق الحدودية بينهما ما جعل آفاق التعاون تتضاءل أكثر فأكثر بموازاة سيرهما على هذا النهج. كما أن اتفاقيات التسوية المؤقتة السارية المفعول بينهما لأكثر من نصف قرن وصلت إلى مرحلة حرجة في وادي غالوان مع نهاية “الصعود السلمي” للصين، حسب ما جاء على لسان د. شاشي ثارور، وزير الدولة الهندي السابق للشؤون الخارجية[20].

وفي ظل هذه الظروف المتسمة بعدم التوازن بين الجارتين، لا تستطيع الهند تحمل أعباء حرب شاملة، ولا تحمل تكتيكات القضم التدريجي من قبل الصين على امتداد أطول حدود غير مرسمة في العالم؛ ويفرض هذا الوضع على الهند عند دراسة خياراتها أن تتوخى الحذر وألّا تتصرف بدافع الخضوع والإذعان، وما يمكن أن يساعدها في المحافظة على مكانتها الإقليمية – على الرغم من حالة عدم التوازن النسبي بينها وبين جارتها اقتصادياً وعسكرياً – هو تبني نهج سياسة خارجية استراتيجية واستباقية.

ويمكن، في هذا المضمار، الاسترشاد من آراء الدبلوماسي الأمريكي ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس التي تملي على الهند ضرورة أن تضع في حسبانها أن السياسة الخارجية الصلبة تُبنى على أسس محلية صلبة[21]؛ وبالنظر إلى ما وراء المبارزة بين الجارتين، فإن صراع جنوب آسيا بين الصين والهند يجسد صراعًا بين الحزب الشيوعي الصيني الذي لا يخضع لقيود ولا يوجد رادع يكبح جماحه، والديمقراطية التي تكافح الهند للمحافظة عليها منذ عقود.

وما يميز الهند عن الصين في هذه المبارزة بالضبط هو هذه الديمقراطية التي اختارت ترسيخ قيمها، والتي لم تواجه من أجلها إلى الآن أي حاجة تدفعها أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد صف جبهة قواها السياسية الداخلية[22]. ونجاح الهند في رأب صدع الاختلافات على مستوى الساحة السياسية الداخلية بتقديم تنازلات لسد الفجوات السياسية الناجمة عن التعصب للسياسات الحزبية، فإنها ستشكل خطوة أقل تكلفة من تقديم تنازلات لطرف خارجي.

الرابطة الآسيوية: لماذا مواقف الجيران مهمة في جنوب آسيا؟

ينقسم المحللون حول مدى استعداد الهند للرد على ما لا يمكن اعتباره حادثًا “استثنائيًا نادرًا” على خط السيطرة الفعلية بين الهند والصين[23]، إذ يرى بعضهم أن الرد الانتقامي الهندي قد يعرضها لخطر تجاهل جيرانها لها بغض النظر عمَّا حققت من إنجازات بتطبيقها لسياسة ما يسمى بـ “الجيران أولاً” بمن فيهم بنغلاديش، وبوتان، والهند، ونيبال، بالإضافة إلى “مبادرة خليج البنغال” للتعاون الاقتصادي والفني في قطاعات متعددة؛ إلا أن التطبيق غير الفعال والحماس غير المستدام عوامل عرقلت قدرات الهند على تحقيق الفائدة الكاملة من هذه المبادرات[24].

وقد قابلت الصين هذه التحركات الهندية بخطوات مماثلة هدفت بها إلى بناء علاقات متعددة الأبعاد مع دول الجوار، ويؤكد هذا ديريك غروسمان في تحليل لتحركات الصين في اتجاه تعزيز موقعها في المنطقة اعتمادًا على مبادرة الحزام والطريق التي من خلالها أحكمت الصين سيطرتها على ميناء هامبانتوتا في سيريلانكا بعقد استئجار لمدة 99 سنة، وتمكنت من تسوية خلافها مع نيبال بخصوص هضبة التبت بتوقيع 21 اتفاقية. كما هتفت الصين بمشروع “جسر الصداقة بين الصين والمالديف” باعتباره حافزاً للشراكات الصينية، وفي نهاية المطاف منحت باكستان تحالفاً غير مشروط، وكل هذه التطورات تفرض على الهند البقاء متيقظة[25].

لقد شكلت سلسلة التحركات وتوازن القوى في المنطقة دائمًا عاملًا مهمًا أسهم في الحفاظ على العلاقة الهندية – الصينية في جنوب آسيا، غير أن المسألة أصبحت بشكل متزايد تشير إلى أن مواصلة حلم “القرن الآسيوي” والطموحات المرتبطة به لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال بناء احتكار آسيوي بقيادة الصين[26].

ويكمن الضعف الجيوستراتيجي للهندي في ممر سيليغوري، وهو ممر بعرض 22 كيلومتراً بمثابة “عنق الزجاجة” يربط بين الولايات الهندية في شمال شرق البلاد والبر الرئيسي. وخلال المواجهة التي حدثت في عام 2017، عندما سعت الصين إلى المطالبة بقطاع “دوكلام” المتنازع عليه مع بوتان، لو أن كفة المواجهة مالت لصالح الصين، كانت ستضمن لها ميزة وأفضلية مهمة تمنحها القدرة على السيطرة عليه، ولكن بفضل علاقات نيودلهي القوية مع بوتان، تم تخفيف حدة المواجهة ومالت الكفة لصالح الهند.

لا يمكن أن تطلب الهند دعماً مماثلاً من “شركائها” الإقليميين الآخرين الذين تربطها بهم روابط جغرافية متداخلة، وما يفسر عدم قدرتها هذا نموذج بنغلاديش وصمتها بخصوص أزمة الحدود الذي ينم عن عدم ارتياح هذه الأخيرة تجاه الهند بسبب قانون تعديل الجنسية والسجل الوطني للمواطنين (NRC) الذي أقرته الهند، والذي يمنح الجنسية فقط للمهاجرين المضطهدين غير المسلمين القادمين من أفغانستان، وباكستان، وبنغلاديش.

ومع أن بنغلاديش دولة جارة ولها علاقات وروابط هيكلية ومؤسساتية وتاريخية عميقة مع الهند، إلا أنها تركز على الإعفاءات الجمركية التي منحتها إياها الصين على 97% من صادراتها. وعلاوة على ذلك، توجّه داكا اللوم لوسائل الإعلام الهندية بسبب التغطية الساخرة والحافلة بالازدراء للروابط المتنامية بين بنغلاديش وبكين.

وفي السياق نفسه يمكن كذلك الاستدلال على وضع علاقات الهند مع جيرانها من خلال التطورات التي أعقبت افتتاح الهند لطريقاً بطول 80 كيلومتراً يصعد إلى ممر ليبوليخ على الحدود الصينية، في نقطة التقاطع الثلاثي مع نيبال، والذي اختارت نيبال أسلوب الرد القوي عليه، بدلاً من الردود السابقة التي كانت تتم عبر الحوار، وتحركت لكي تعدل دستورها ونشيدها الوطني ليشمل المناطق المتنازع عليها: ليبوليخ، كالاباني، وليمبيادهورا[27].

ونظراً لأن مركز النفوذ داخل المجموعة الإقليمية خرج من قبضة الهند، يتوجب على نيودلهي أن تعمل بشكل أساسي وبطريقة ودية مع “الشركاء الذين يتبنون تفكيراً مماثلاً” في جنوب آسيا، وأن تقدم لهم الدعم لكي تحقق توازناً وثقلاً مضاداً في مواجهة التدخلات الصينية في المنطقة[28]، والأحلاف التي يتم تشكيلها داخلياً وإقليمياً، سوف تكون عاملاً حاسمًا في الهجوم المضاد الدبلوماسي الذي تقوم به الهند.

خاتمـــــة

إن المناوشات التي حدثت على خط السيطرة الفعلية بين الهند والصين بدون أدنى شك تحولت إلى منافسة في السياسة الواقعية بين قوى عظمى، وهذه المنافسة غيرت الوضع القائم في جنوب آسيا، واحتمالات العودة إلى الوضع السابق محدودة جداً.

          خلاصات هذه الدراسة تتوصل إلى استنتاجات تأكد ثلاث نقاط:

  1. مسألة الحرب: بالنسبة للهند، في مساعي الموازنة بين علم الأوبئة لمواجهة جائحة “كوفيد-19” والتصعيدات العسكرية، فإن تكلفة الحرب ستكون مرتفعة. ولكن راجيش راجاغوبالان يقول إن تكلفة التراخي والخمود ستكون أكبر على المدى البعيد، لأن ذلك سيكون مؤشراً على تردد الهند، وهذا سيشجع الصين، في حين أن الصين لا تقبل بأقل من انتصار لا لبس فيه[29].ومع ذلك، فإن حقائق إصرار الصين على فرض سيطرتها بالقوة على هونغ كونغ، وردود الفعل السلبية بسبب سوء تعاملها مع أزمة “كوفيد-19″، والخلافات التجارية مع أستراليا، والموقف السلبي الثابت مقابل الولايات المتحدة، والصعود المتغطرس في جنوب آسيا، إضافة  مناورات فخ الديون، و”دبلوماسية الذئب-المحارب“، وأخيراً التقدم الصريح على خط السيطرة الفعلية، جميعها مؤشرات وعوامل تثبت أن الصين لديها مكاسب كبيرة، والهند لديها خسائر كبيرة يمكن أن تخسرها.
  1. الفرص المتاحة للهند: يأتي الصراع بين الجارتين في وقت تقدم الهند فيه نفسها كحليف قوي وجدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه في عالم متعدد الأقطاب. كما أن نهج الهند المتمثل في “التوجه الجديد نحو نظام محسّن ومتعدد الأطراف” (NORMS) جعلها تكسب 184 صوتاً من أصل 192 للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهذه خطوة مهمة ضمن مساعي الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.وهكذا يمكن أن يكون الصراع الهندي-الصيني فرصة للهند لترسيخ “استقلالها الاستراتيجي”، بحيث يمكن اعتبارها بشكل طبيعي طرفاً فعالاً في السياسة الخارجية، تروّج لاحترام القانون الدولي، والحوار الدبلوماسي، والصعود الشفاف باعتبارها فاعلا إقليميا بارزًا، وتستطيع الهند في هذه اللعبة الحاسمة أن تقرر ما هو نوع القوة التي ستختارها لكي تبرز كقوة فاعلة، وهذا الوضع يمكن أن يشكل فرصة للهند لكي تقدم نفسها بوصفها قوة عظمى مشروعة ومقبولة، في حين أن الصين لم تستطع أن تحقق ذلك لنفسها.ومع أن الهند تستعرض قوتها على خط السيطرة الفعلية  يتوجب عليها في الوقت ذاته أن تتصرف على المستوى الإقليمي لتسوية الخلافات من خلال اتباع الأساليب الدبلوماسية – وهو منهج استطاعت الهند من خلاله تاريخياً أن تحتفظ بتفوقها على الصين – بهدف، وإعادة توظيف قوتها الناعمة واستغلال ثقلها الاقتصادي لتدعيم مقولات التراث الحضاري المشترك في منطقة المحيط الهندي. وكمثال على هذا التراث، تعمل الهند على تطوير مشروع SAGAR (أي: الأمن والنمو للجميع في المنطقة).
  1. التداعيات بالنسبة لما وراء جنوب آسيا: يجب أن يرافق أسلوب القوة الناعمة في تحقيق التوازنات من جانب الهند رغبة حلفائها القوية في تحقيق التوازن الخارجي. إن كتلة القطب الواحد في جنوب آسيا المبنية على السياسة الصينية الصارمة لا تبشر بالخير بالنسبة للغرب. ومع أن الصراع الهندي-الباكستاني خدم مصالح الولايات المتحدة وأوروبا – وخاصة خلال فترة الحرب الباردة – إلا أننا لا يمكن أن نتوقع النتيجة ذاتها من النزاع الهندي-الصيني.وبالنظر إلى خلفية التوترات بين الصين والولايات المتحدة، فإن صعود الصين غير الخاضع لضوابط وقيود في جنوب آسيا سيكون عاملاً مؤذياً للنفوذ الذي كانت تتمتع به الولايات المتحدة سابقاً. ومع إبقاء الهند ضعيفة، وتمدد النفوذ الاقتصادي الصيني في جنوب آسيا، والتزام باكستان بالروابط مع “أخيها الحديدي” الصيني، فإن بكين ستسعى إلى تقويض وإلغاء النفوذ الأيديولوجي والاقتصادي الغربي في المنطقة.وأولئك الذين يشعرون بالقلق والتوجس إزاء السياسات الصينية المهيمنة على نحو متزايد، يتوقعون من الغرب – وخاصة من واشنطن – حماية مصالحهم من خلال إجراءات مثل حشد الحلف الأمني الرباعي والشبكات الإقليمية الأخرى، وعلى وجه الخصوص: رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، ورابطة دول جنوب شرق آسيا.

من خلال تقييم التعقيدات الأكبر في جنوب آسيا والتي تنشأ من تطورات الحدود المتنازع عليها بين الهند والصين، فإن هذه الدراسة ناقشت أيضاً مدى خطورة التداعيات المحتملة للنزاع على بقية دول العالم، إذا لم تتم معالجة التكتيكات الخفية للمنافسة المتغيرة. وفي كتاب “فن الحرب” يقول سون تزو إن “الجيش المنتصر يكسب أولاً، ثم يسعى لخوض معركة؛ والجيش المهزوم يقاتل أولاً ثم يسعى إلى تحقيق الانتصار”[30]. ومن خلال التموضع الدولي (ترسيخ المكانة الدولية)، وسواء كان تفكير الهند أو الصين واستعداد كل منهما لكي يكون منتصراً،

فإن المعركة الجيوسياسية الحقيقية هي التي تحسم النتيجة. وتلك المعركة تتجاوز بمعايير ومسافات كبيرة المعارك الصغيرة التي تدور على خط السيطرة الفعلية بين الهند والصين.


المراجع

[1] Agreement Between the Government of the Republic of India and the Government of the People’s Republic of China on Confidence-Building Measures in the Military Field Along the Line of Actual Control in the India-China Border Areas, New Delhi, November 29, 1996, United Nations Peacemaker, available from (https://peacemaker.un.org/sites/peacemaker.un.org/files/CN%20IN_961129_Agreement%20between%20China%20and%20India.pdf).

[2] Patranobis, Sutirtho. “China Finally Admits Casualties in Galwan Clash, Claims ‘Numbers Not Very High’.” China finally admits casualties in Galwan clash, claims ‘numbers not very high,’ Hindustan Times, June 25, 2020. (https://www.hindustantimes.com/india-news/china-official-admits-for-1st-time-ladakh-casualties-not-very-heavy/story-VmEzyJTihiOyqtLCBVXSXL.html).

[3] Pubby, Manu. “PM Modi Says Sacrifice of Indian Soldiers Won’t Go in Vain, Will Give a Befitting Reply.” The Economic Times, June 18, 2020. (https://economictimes.indiatimes.com/news/defence/ladakh-face-off-pm-says-sacrifice-of-indian-soldiers-will-not-go-in-vain/articleshow/76424063.cms?from=mdr).

[4] The tiger and the dragon are symbolic figures for India and China, respectively, and are emblematic of their simultaneous rise in Asia. Taking a turn toward competitive engagement, these figures are found in common parlance compared to the elephant and the panda, which are representative of cooperative ties between the two powers. For more: (https://www.imf.org/external/pubs/ft/fandd/2012/09/syed.htm).

[5] Scarr, S., & Miglani, S, “India-China dispute: Satellite Images show new structures near the site of border clash”, June 25, 2020. Retrieved from https://graphics.reuters.com/INDIA-CHINA/BORDER/bdwpkadxqpm/index.html.

[6] Ibid.

[7] The spurs of the mountains along the banks of the Pangong Tso in military speak are referred to as ‘Fingers.’ India has its presence along Fingers 1-4 but claims that the LAC is coterminous to the easternmost Finger 8. China has border posts at Finger 8, moving inwards towards Finger 4 and claim the area all through to Finger 2.

[8] People’s Republic of China, Ministry of Foreign Affairs. “Spokesperson Zhao Lijian’s Regular Press Conference,” June 20, 2020, https://www.fmprc.gov.cn/mfa_eng/xwfw_665399/s2510_665401/2511_665403/t1790521.shtml.

[9] The Republic of India, Ministry of External Affairs. “Official Spokesperson’s response to media queries seeking comments on the statement issued on 19 June by the Chinese Spokesperson on the events in the Galwan valley area,” 20 June 2020, https://mea.gov.in/response-to-queries.htm?dtl/32770/Official_Spokespersons_response_to_media_queries_seeking_comments_on_the_statement_issued_on_19_June_by_the_Chinese_Spokesperson_on_the_events_in_the_.

[10] Aroor, Shiv. BrahMos gets ‘war-ready’ amid India-China border standoff, June 16, 2020. (https://www.businesstoday.in/current/economy-politics/brahmos-gets-war-ready-amid-india-china-border-stand-off/story/407087.html).

[11] Government of India, Defence Research and Development Organisation. “DAC approves capital acquisition of various platforms & equipment worth Rs 38,900 crore.” Newspaper Clippings, 45, 154, July 03, 2020, pp. 1, (https://drdo.gov.in/sites/default/files/drdo-news-documents/NPC_03_July_2020.pdf).

[12] Tian, Nan, Alexandra Kuimova, Diego Lopes da silva, Pieter D. Wezeman, and Siemon T. Wezeman. Rep. SIPRI Fact Sheet. SIPRI, April 2020 (https://www.sipri.org/sites/default/files/2020-04/fs_2020_04_milex_0_0.pdf).

[13] O’Donnell, Frank, and Alex Bollfrass. “The Strategic Postures of China and India: A Visual Guide.” Belfer Center for Science and International Affairs, Harvard Kennedy School, Harvard University, March 2020 (https://www.belfercenter.org/sites/default/files/2020-03/india-china-postures/China%20India%20Postures.pdf).

[14] Pubby, Manu. “Pakistan Moves 20,000 Soldiers to Gilgit-Baltistan LoC.” The Economic Times. Economic Times, July 2, 2020(https://economictimes.indiatimes.com/news/defence/pakistan-moves-20000-soldiers-to-gilgit-baltistan-loc/articleshow/76718059.cms).

[15] Basrur, Rajesh M., Anit Mukherjee, and T. V. Paul. India-China Maritime Competition: the Security Dilemma at Sea (London: Routledge/Taylor & Francis Group, 2019).

[16] The Republic of India, Ministry of External Affairs. “Prime Minister’s Keynote Address at Shangri La Dialogue,” June 01, 2018 (https://www.mea.gov.in/Speeches-Statements.htm?dtl/29943/Prime+Ministers+Keynote+Address+at+Shangri+La+Dialogue+June+01+2018).

[17] Miglani, Sanjeev. “Indians Hold Funerals for Soldiers Killed at China Border, Burn Portraits of Xi.” Reuters. Thomson Reuters, June 18, 2020 (https://www.reuters.com/article/us-india-china/indians-hold-funerals-for-soldiers-killed-at-china-border-burn-portraits-of-xi-idUSKBN23P0T0).

[18] Agrawal, R. “Why Is India Banning China’s TikTok?.” Foreign Policy, July 02, 2020 (https://foreignpolicy.com/2020/07/02/india-banning-chinese-mobile-apps-tiktok-tech-market/).

[19] Shukla, Srijan. “How India and China Stack up in Terms of Military Capability.” The Print, June 18, 2020 (https://theprint.in/defence/how-india-and-china-stack-up-in-terms-of-military-capability/443991/).

[20] Tharoor, Shashi. “China’s ‘Peaceful Rise’ Vanishes in Thin Air.” Project Syndicate, June 8, 2020. (https://www.project-syndicate.org/commentary/china-india-border-conflict-2020-by-shashi-tharoor-2020-06).

[21] Haass, Richard N. Foreign Policy Begins at Home: The Case for Putting America’s House in Order. New York: Basic Books, 2014.

[22] Ramakrishnan, Venkitesh. “Crisis of Leadership.” Frontline, June 22, 2020. (https://frontline.thehindu.com/the-nation/article31877433.ece).

[23] Bedi, Rahul. “India Has Known About the Chinese Threat in Ladakh for Years. So Why Are We Unprepared?” The Wire, June 30, 2020 (https://thewire.in/security/india-china-lac-threat-prepared).

[24] Pant, Harsh V., and K. Yhome. “Re-Imagining the Neighbourhood through Subregional Connectivity.” Observer Research Foundation, March 25, 2020 (https://www.orfonline.org/expert-speak/re-imagining-the-neighbourhood-through-subregional-connectivity-63717/).

[25] Grossman, Derek. “What China Wants in South Asia.” Observer Research Foundation Issue Brief, June 11, 2020. (https://www.orfonline.org/research/what-china-wants-in-south-asia-67665/).

[26] Xiaoqiang, Fu. “Today’s China-India summit may herald ‘Asian Century’.” The Nation Thailand, April 26, 2018 (https://www.nationthailand.com/opinion/30344085).

[27] Ghimire, Binod. “Constitution Amendment Bill to Update Nepal Map Endorsed Unanimously at the Lower House.” The Kathmandu Post, June 13, 2020 (https://kathmandupost.com/national/2020/06/13/constitution-amendment-bill-to-update-nepal-map-endorsed-unanimously-at-the-lower-house).

[28] Xavier, Constantino. “India’s ‘Like-Minded’ Partnerships to Counter China in South Asia.” Carnegie India, September 11, 2017 (https://carnegieindia.org/2017/09/11/india-s-like-minded-partnerships-to-counter-china-in-south-asia-pub-73079).

[29] Rajagopalan, R. “India can’t afford to be defensive against China like it has been with Pakistan on terror.” The Print, July 02, 2020(https://theprint.in/opinion/india-cant-afford-to-be-defensive-against-china-like-it-has-been-with-pakistan-on-terror/452755/).

[30] Sun Tzu, The Art of War, trans. Thomas Cleary. Boston: Shambhala Publications, 2003.

المواضيع ذات الصلة