Insight Image

قضايا الشرق الأوسط في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 والتحولات المحتملة في السياسة الأمريكية

28 يوليو 2020

قضايا الشرق الأوسط في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 والتحولات المحتملة في السياسة الأمريكية

28 يوليو 2020

غالباً ما تحظى برامج وتصريحات مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالاهتمام والتحليل، بالنظر إلى ما تقدمه من مؤشرات على الكيفية التي سيتعاطى بها المرشح الفائز مع مختلف القضايا سواء أكانت داخلية أم خارجية؛ ولهذا فإن تحليل رؤية كل من الرئيس دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، وجو بايدن مرشح الحزب الديموقراطي لقضايا الشرق الأوسط المختلفة يمكن أن تسهم في استشراف التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة، التي تحظى بأهمية استراتيجية واقتصادية وجيوسياسية بالنسبة للولايات المتحدة.

“كوفيد -19″… وخصوصية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020  

تعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2020 التاسعة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة، ويخوضها الرئيس الحالي دونالد ترامب ممثلاً عن الحزب الجمهوري الذي يسعى إلى إعادة ترشيحه لولاية ثانية، وجو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذي يعد من أهم السياسيين الذين عملوا في العديد من الإدارات الأمريكية على مدار السنوات الماضية، وشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي في إدارة باراك أوباما، ولديه خبرة كبيرة في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي انتخابات نوفمبر 2020 في ظل تحدي غير مسبوق وهو جائحة “كوفيد-19″، التي تحولت من أزمة صحية يفترض أن توحد المجتمع الأمريكي إلى قضية سياسية بامتياز، تم استغلالها وتوظيفها في الحملات الانتخابية لكلا المرشحين؛ فـجو بايدن، صَعَّد من انتقاداته لترامب، لما وصفه بـ “الأخطاء الكارثية” التي ارتكبها في التعامل مع هذه الجائحة، وما أدت إليه من نتائج كارثية، قائلاً: “إن استجابة ترامب لتفشي الفيروس غير ملائمة، وغير فعالة”[1]. بينما سعى ترامب إلى نفي هذه الانتقادات، وصرح مراراً بأن الديموقراطيين يستخدمون الفيروس الجديد “كخدعة” انتخابية، بل ووصف جو بايدن بـ “عدم الكفاءة” خلال التعامل مع فيروس أنفلونزا الخنازير خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما عام 2009، قائلاً: “كانت إدارة بايدن وأوباما لوباء أنفلونزا الخنازير كارثية وتسببت في وفاة 17 ألف شخص بلا داع”[2].

وبالنظر للتداعيات الخطيرة التي أحدثها، وما زال يحدثها، وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، فإن هناك شبه اتفاق لدى العديد من المراقبين على أن هذا الوباء سيلعب دوراً رئيسياً في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن الولايات المتحدة تعد أكثر دول العالم تأثراً بهذه الجائحة سواء بالنسبة لعدد الإصابات أو الوفيات. كما أنها خلفت نتائج كارثية على الاقتصاد الأمريكي، وأدخلته في مرحلة ركود.

وفي حين كان ترامب يعول – قبل ظهور هذه الجائحة – كثيراً على الاقتصاد في حسم نتيجة السباق الانتخابي، فإنه الآن يواجه موقفاً صعباً مع استمرار هذه الجائحة وتداعياتها على الاقتصاد الأمريكي، حيث ترجح استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم بايدن بصورة كبيرة، بل وتشير إلى أن 72% من الأمريكيين يرون أن بلادهم تتجه نحو المسار الخاطئ في ما يتعلق بإدارة ترامب لأزمة جائحة كورونا[3]؛ ولهذا فإن هذه الانتخابات الرئاسية ستكون أشبه بالاستفتاء على أداء الرئيس ترامب في التعامل مع أزمة وباء كورونا وكيفية احتواء آثارها.

وتمتد تأثيرات هذه الجائحة إلى ما هو أبعد من عملية توظيفها سياسياً في السباق الانتخابي، لتطال عملية الاقتراع ذاتها. فاستمرار المعدلات المرتفعة بالإصابة بهذا الفيروس في صفوف الأمريكيين، قد يضطر نسبة كبيرة منهم إلى الإحجام عن المشاركة في الانتخابات، إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي ثلثي الأمريكيين لا يشعرون بالراحة عند الذهاب إلى أماكن الاقتراع للتصويت وسط تفشي الفيروس؛ ولهذا، فإن ثمة مخاوف من أنه إذا لم يتم إجراء أي تغييرات على كيفية إجراء التصويت في الانتخابات لضمان سلامة الناخبين، فهناك خطر حقيقي من انخفاض نسبة المشاركة فيها بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي قد يهدد شرعيتها، خاصة إذا ما لجأت السلطات إلى إغلاق الأماكن التي قد تشهد انتشاراً كبيراً للفيروس، ومن ثم منع الناخبين من التصويت[4]، ولعل هذا يفسر التساؤلات التي طرحها بعض السياسيين والمتابعين، بما فيهم الرئيس ترامب نفسه، حول إمكانية تأجيل هذه الانتخابات في حال استمرت جائحة كورونا أو تفاقمت.

 ثوابت السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط

تحظى منطقة الشرق الأوسط بأهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة، لاعتبارات سياسية واستراتيجية واقتصادية وأمنية، وهناك مجموعة من الثوابت التي ترتكز عليها السياسة الأمريكية في التعامل مع هذه المنطقة، بغض النظر عمَّن يحكم البيت الأبيض، سواء أكان من الحزب الجمهوري أو الديموقراطي، تتمثل أهمها في ما يلي[5]:

  1. الحفاظ على أمن إسرائيل: يمثل هذا الأمر مصلحة أساسية للولايات المتحدة بالنظر للارتباط العضوي بين البلدين المتمثل في وجود قيم مشتركة وتواصل ثقافي بين المجتمعين الأمريكي والإسرائيلي، فضلاً عن الدور الذي تلعبه جماعات المصالح اليهودية في الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأمريكية في إيجاد بيئة سياسية مؤيدة لإسرائيل، ومدافعة عنها[6]؛ ولهذا فإن الحقيقة التي يتفق عليها جميع رؤساء الولايات المتحدة، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، هي الحفاظ على أمن إسرائيل وضمان تفوقها النوعي على جميع جيرانها[7]. وبالنسبة لمرشحي الرئاسة الحاليين ترامب وبايدن، فلم تتغير هذه الرؤية، فكليهما أعلن في أكثر من مناسبة التزامه بأمن إسرائيل، وإن كان ترامب قد أظهر انحيازاً أكبر من أي رئيس آخر تجاه إسرائيل على النحو الذي ظهر في مواقفه من قضايا جدلية مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراف بسيطرتها على مرتفعات الجولان السوري وغير ذلك.
  1. محاربة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة: تُشكل هذه القضية أحد أولويات السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم بوجه عام، وهذا ما يؤكده دوماً التقرير السنوي لمكافحة الإرهاب الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فالتقرير الأخير لعام 2019 شدد على ضرورة الحاجة الملحة إلى مواجهة الطيف الكامل للتهديدات الإرهابية، بما في ذلك “داعش” و”القاعدة” والجماعات المدعومة من إيران وكذلك المنظمات الإرهابية الإقليمية. وكشف هذا التقرير أن خطر الإرهاب والعمليات التي تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة تركز في مناطق الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب وغرب آسيا، من دون التقليل من خطر الإرهاب في كل أنحاء العالم. وحذر من توسع الأيديولوجيا المتطرفة لـ “داعش” و”القاعدة” حول العالم مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت[8]. ولعل هذا يفسر قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق، والإصرار على هزيمته؛ لأنها تدرك خطورة هذا التنظيم على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى الأمن الدولي على حد سواء[9].
  1. جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل: تسعى الولايات المتحدة إلى منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها، لأنها تدرك أن انتشار هذه الأسلحة يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. كما يمثل تحدياً لحلفائها خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار حقيقة أن القوى التي تسعى إلى امتلاك هذه الأسلحة تتبنى سياسات عدائية وتدخلية تزعزع استقرار المنطقة. ويفسر هذا تحرك الولايات المتحدة للإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 وسياستها لمنع إيران من امتلاك تلك الأسلحة. وقد ركزت إدارة ترامب بشكل رئيسي على منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، وانسحبت من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما معها عام 2015[10].
  1. ضمان أمن الطاقة والحفاظ على تدفق النفط بأسعار مناسبة: لا شك في أن حرص الولايات المتحدة على تدفق النفط بأسعار معقولة وخاصة من منطقة الشرق الأوسط لا ينفصل عن رؤيتها لأهمية الطاقة في رسم خريطة القوى العالمية المستقبلية وفي صعودها أو هبوطها، فقدرة أي قوة عالمية على تأمين الطاقة لمصانعها في الحاضر والمستقبل تحدد حجم هذه القوة على الساحة العالمية، ولهذا فإن ضمان إمدادات الطاقة (النفط والغاز الطبيعي) يعد هدفاً استراتيجياً مهماً للولايات المتحدة، وتعد من الثوابت والمنطلقات التي لا يمكن التنازل عنها[11]. ورغم أن الولايات المتحدة تعد الآن من أهم القوى الدولية في مجال الطاقة في العالم، وتحولت إلى دولة مصدرة للنفط والغاز، إلا أنها ما تزال تعمل على ضمان تدفق النفط من منطقة الشرق الأوسط بأسعار مناسبة، وكثيراً ما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول الخليج ومنظمة أوبك بتخفيض أسعار النفط، بل إنه اتهم أوبك برفع أسعار النفط، وطالبها بضخ مزيد من النفط لخفض الأسعار[12].

رؤية ترامب وبايدن لقضايا الشرق الأوسط

رغم أن الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية غالباً ما تركز على القضايا الداخلية التي ترتبط بالمواطنين بشكل مباشر، كالتعليم والرعاية الصحية وأنظمة الضمان الاجتماعي، إلا أن قضايا الشرق الأوسط كانت حاضرة في أجندة كل من دونالد ترامب وجو بايدن، وحملاتهما الانتخابية، ويمكن تناول هذه القضايا على النحو التالي:

  1. إسرائيل والقضية الفلسطينية، وهي من القضايا الرئيسية التي يتم إثارتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يسعى كل مرشح لتوظيفها سياسياً للحصول على دعم اللوبي اليهودي المؤثر في هذه الانتخابات؛ وفي الوقت الذي يسعى فيه دونالد ترامب إلى إثبات أنه أكثر الرؤساء الأمريكيين تنفيذاً لوعوده في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم إسرائيل، بالنظر إلى أنه قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ثم أعلن أخيراً عن خطته الداعمة لضم إسرائيل كل مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن[13]، فإن جو بايدن هو الآخر من المؤيدين لإسرائيل، وصرح في العديد من المناسبات بأنه ملتزم بأمن إسرائيل، كما يدعم إبقاء السفارة الأمريكية في القدس. لكنه يتبنى رؤية مختلفة بعض الشيء عن ترامب لحل القضية الفلسطينية، حيث يدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويرى أن نهج ترامب الأحادي قد جعل الوصول إلى تسوية على أساس الدولتين أكثر صعوبة، ويطالب إسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة[14]. وهناك من يرى أن خطة السلام التي أعلن عنها ترامب في يناير 2020، والتي تشجّع إسرائيل على ضم الكثير من أراضي الضفة الغربية، تستهدف في جانب منها إعادة انتخابه، من خلال حشد الدعم له في أوساط الأمريكيين الإنجيليين (الذين يشكّلون حوالي ربع الناخبين)[15]. وفي المقابل، فإن بايدن يتحفظ على هذه الخطة، ويعارض ضم أراضي من الضفة الغربية، باعتبارها تقوض فكرة حل الدولتين، وقال في أحد تصريحاته بخصوص خطط إسرائيل ضم أراضي من الضفة إنه “إذا ما تم انتخابه رئيسًا، فلن يكون ملزماً بكل ما يعترف به ترامب، وقد يتراجع عن أي خطوات من هذا القبيل”، وهذا الموقف وإن كان يمثل رادعاً لإسرائيل، إلا أنه قد يدفعها إلى سرعة تنفيذ مخطط الضم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية[16].
  1. الاتفاق النووي الإيراني: يتبنى الرئيس دونالد ترامب موقفاً متشدداً من طهران، ويرى أنها تمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ولهذا نفذ بالفعل الوعد الذي قطعه على نفسه إبان الحملات الانتخابية الرئاسية عام 2016 بالانسحاب من الاتفاق النووي، واتخذ هذه الخطوة في العام 2018، ثم شرع في تبني استراتيجية “الضغوط القصوى” ضد إيران، والتي ترتكز على تشديد العقوبات المفروضة عليها، ومنعها من بيع النفط الخام والوصول إلى الأسواق المالية الدولية، للحد من أنشطتها النووية والصاروخية وتقليص ممارساتها وسياساتها العدائية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة؛ حيث يدرك ترامب والعديد من أعضاء إدارته أن الاستمرار في تنفيذ استراتيجية “الضغوط القصوى” قد يؤدي إلى تغيير النظام الإيراني، نتيجة تصاعد الرفض الشعبي وتنامي حركة الاحتجاجات والمظاهرات في الشارع الإيراني، خاصة في ظل انهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية[17]. وفي المقابل، فإن جو بايدن، وإن كان يتفق مع ترامب في رؤيته لإيران باعتبارها قوة “مزعزعة للاستقرار” في المنطقة، ولا يجب السماح لها بتطوير أسلحة نووية، إلا أنه يتبنى نهجاً مختلفاً في التعامل مع هذا الخطر، بل أنه وصف نهج ترامب تجاه إيران بـ “الكارثة”، بدعوى أن انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني فشل في منع طهران من تطوير برنامجها النووي، وتعهد بايدن بالعودة إلى الاتفاق إذا عادت إيران إلى الامتثال ببنوده ثانية[18]؛ ففي أغسطس من العام 2019، قال بايدن في تصريحات أمام مجلس العلاقات الخارجية: “إذا عادت إيران للامتثال بالتزاماتها النووية، فإنني سأعود مجددًا لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وسأستخدمها كنقطة للانطلاق في مواجهة تصرفات طهران الخبيثة الأخرى في المنطقة”[19]. في الوقت ذاته، يرى بايدن أن نهج ترامب في التعامل مع طهران دفعها إلى التقارب مع كل من الصين وروسيا، وأدى إلى عزلة الولايات المتحدة في المنطقة، بينما عاودت إيران استئناف أنشطتها النووية.ولهذا، ليس من المستبعد – في حال نجاج بايدن في السباق الانتخابي- أن يتخذ قراراً بالإنخراط في الاتفاق النووي الإيراني، خاصة أنه كان من مؤيدي هذا الاتفاق الذي وقعته إدارة باراك أوباما مع إيران عام 2015، لأنه يدرك والعديد من المستشارين العاملين في حملته الانتخابية أهمية التخلي عن استراتيجية الضغوط القصوى التي يتبناها ترامب في التعامل مع إيران، والعودة إلى نهج الحوار، بل أنه دعا في أبريل 2020، مع عدد من النواب الديمقراطيين إلى تخفيف العقوبات للسماح لإيران بالحصول على مساعدات طبية لمكافحة وباء كورونا المستجد، ما يجعله مرشحاً مفضلاً عند مؤيدي التسوية الشاملة مع إيران في الدوائر الأمريكية[20]. لكن مع ذلك، فإن العودة إلى الاتفاق النووي بصيغته السابقة لن تكون أمراً سهلاً – في حال فوز بايدن- لأن تطورات خطيرة جرت على الأرض، من بينها استئناف إيران للعديد من أنشطتها النووية خلال العامين الماضيين، الأمر الذي يتطلب معه التوصل إلى صيغة بديلة تأخذ في الاعتبار هذه التطورات، وهذا ما يفهم من حديث مستشار بايدن للشؤون الدولية أنتوني بلينكن الذي كان نائباً لوزير الخارجية في إدارة أوباما والتي قال فيها: “إن أوضاعاً كثيرة اختلفت منذ انسحاب واشنطن من ذلك الاتفاق النووي”[21]؛ ولهذا فإن هناك من يرى أن بايدن ربما يذهب إلى ما هو أبعد من خطاب “العودة للاتفاق النووي”، بالتفاوض على اتفاق جديد، يكون أقوى بحيث يتضمن جداول زمنية مطولة، تأخذ في الاعتبار معالجة الثغرات التي تضمنها الاتفاق النووي السابق من ناحية، ومواجهة ممارسات إيران المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة من ناحية ثانية، ولا سيما دعمها للميليشيات الطائفية والمسلحة في الدول المجاورة مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن[22].
  1. أزمات المنطقة وصراعاتها: تشير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير عام 2017، إلى أنه يميل إلى تبني سياسة العزلة، والابتعاد عن صراعات منطقة الشرق الأوسط، وعدم الانخراط في جهود تسويتها، وبالفعل فإن قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا في ديسمبر عام 2018 يجسد هذه السياسة، خاصة أن ترامب يرى أن تدخل بلاده في الشرق الأوسط كان أسوأ قرارتها على الإطلاق وكبدها تريليونات الدولارات، بل أنه ذهب إلى أن بلاده لن تلعب دور شرطي العالم، وأنه إذا كانت الدول المجاورة لمناطق الصراعات معنية بتلك الصراعات فعليها أن تتعامل مع ذلك الأمر بنفسها[23]. وقد قوبل قرار ترامب بالانسحاب من سوريا بمعارضة واسعة في الداخل الأمريكي من قبل الحزبين الجمهوري والديموقراطي على حد سواء، لأنه يمثل تهديداً للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بل أن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي انتقدوا هذا القرار، لأن الولايات المتحدة تواجه تهديدات من مجموعات إرهابية تعمل في سوريا وأفغانستان، معتبرين أن انسحابا متسرعا للولايات المتحدة يمكن أن يعرّض التقدم الذي تم إحرازه، وكذلك الأمن القومي الأمريكي للخطر[24]. وفي مقابل هذه الرؤية، فإن جو بايدن يتبنى موقفاً مغايراً من أزمات وصراعات منطقة الشرق الأوسط، ينطلق من ضرورة استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة، والانخراط الفاعل في حل أزماتها، ولهذا عارض قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، بل واعتبره “خيانة للأكراد”. كما انتقد التدخل التركي في شمال سورياً، وأكد أنه يجب أن تدفع أنقره ثمنًا باهظًا حيال ذلك[25]. في الوقت ذاته، فإن بايدن يميل إلى استمرار الوجود العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في العراق لمحاربة بقايا تنظيم “داعش”، والانخراط أكثر في الأزمة السورية، وهذا ما يفهم من تصريحات أنتوني بلينكن التي قال فيها: “إن استمرار وجود القوات الأمريكية على الأرض سيكون ضروريًا للاحتفاظ بالنفوذ”[26].
  1. الحرب ضد التطرف والإرهاب: هناك شبه اتفاق بين رؤيتي ترامب وبايدن حول قضايا التطرف والإرهاب، حيث يعبران عن موقف الولايات المتحدة الثابت تجاه هذه القضية، والذي ينطلق من النظر إلى التنظيمات المتطرفة والإرهابية على أنها تشكل تهديداً متزايداً للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بالنظر إلى أن قاعدة تمركز هذه التنظيمات توجد بالأساس في هذه المنطقة، وهذا ما تؤكده بوضوح الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب التي أعلنت عنها إدارة الرئيس دونالد ترامب في شهر أكتوبر 2018، والتي تضع مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في مقدمة أولوياتها، وخاصة تنظيمي “داعش” و”القاعدة”[27].
  2. الموقف من الإسلام السياسي: يتبني دونالد ترامب رؤية لحركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها خطراً لا يقل عن التنظيمات المتطرفة والإرهابية، ويرى أن احتواء الإسلام السياسي لابد أن يكون أحد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية والعالم أجمع، فكل جماعات الإسلام السياسي متطرفة، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين. وبالفعل فإن البيت الأبيض أعلن في 30 أبريل بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا أجنبيًا[28].ورغم الصعوبات القانونية والمؤسسية التي حالت دون إدراج جماعة الإخوان المسلمين على اللائحة الأمريكية للإرهاب، إلا أن موقف ترامب المتشدد تجاه جماعة الإخوان المسلمين يرجع إلى قناعته بأنها تمثل الأساس الفكري الذي تستقي منه الجماعات المتطرفة والإرهابية أدبياتها وأيديولوجياتها التي تحرض على العنف والكراهية، فالتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، وفي مقدمتها تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، تستمد فكرها الإرهابي من أيديلوجيا الجماعة التي لا تؤمن بالأوطان وتسعى إلى الوصول إلى السلطة بمختلف الوسائل، حتى من خلال اللجوء إلى القوة والعنف.في المقابل، فإن جو بايدن، يتبنى رؤية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما نفسها لجماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، والتي تنطلق من كونها تشكل جماعات معتدلة، ولهذا دعمت إدارة أوباما وصول الإخوان إلى السلطة في مصر بعد أحداث ما يسمى “الربيع العربي”. ولعل هذا يفسر تأييد جماعات ومنظمات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة لجو بايدن في السباق الانتخابي، لأنها تدرك أن فوز ترامب لولاية ثانية يعني أنه سيمضي قدماً في تصنيف الجماعة على لائحة التنظيمات الإرهابية[29]، بل أكثر من ذلك، فإن هناك من يرى أن جماعة الإخوان المسلمين تراهن على جو بايدن لإحياء مشروع الإسلام السياسي مجدداً في المنطقة[30].

مستقبل السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط

في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، فإنه سيواصل السياسات نفسها تجاه منطقة الشرق الأوسط في ولايته الثانية، خاصة أن ترامب يعد من الرؤساء الذين يتمسكون برؤيتهم ويعتقدون بصواب سياساتهم، لكن في حال فوز جو بايدن في السباق الانتخابي، فمن المحتمل أن تشهد السياسة الأمريكية بعض التغيرات تجاه بعض القضايا، والتي تعبر عن رؤيته للسياسة الخارجية ولطبيعة الدور الذي يفترض أن تلعبه الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط والنظام الدولي بوجه عام، وفي هذا يمكن الإشارة إلى بعض التوجهات العامة:

  1. احتمالات عودة الولايات المتحدة إلى الانخراط الفاعل في أزمات المنطقة، والمشاركة في جهود تسوية أزماتها المختلفة، وذلك خلافاً لإدارة ترامب التي كانت ترى أن تدخل الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط كان خطأ، وأن على دول المنطقة أن تحل أزماتها بنفسها، حيث يرى بايدن أهمية عودة الولايات المتحدة لممارسة دورها القيادي في العالم، وقد عبر عن هذه الرؤية في مقالة كتبها في دورية “فورين أفيرز” الأمريكية الشهيرة تحت عنوان (ماذا يجب أن تقود أمريكا من جديد؟) ونشرت في عدد مارس- أبريل[31]، والتي تتضمن الملامح المستقبلية لسياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط، والتي تنطلق من الحفاظ على الروابط الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز التدخل الفاعل في الشرق الأوسط، وعودة الدبلوماسية الأمريكية للمساهمة بفاعلية في إيجاد حلول لأزمات المنطقة.وليس من المستبعد في هذا السياق أن يتبنى جو بايدن سياسات الرئيس السابق باراك أوباما نفسها تجاه منطقة الشرق الأوسط، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار حقيقة أن العديد من مساعدي ومستشاري بايدن المحتملين داخل البيت الأبيض خدموا في إدارة أوباما، وصاغوا سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة، ومن بين أبرز هؤلاء توني بلينكن، أحد مستشاري بايدن الحاليين، والذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد أوباما؛ بل أن هناك تقارير أمريكية تذهب إلى أن بايدن ربما سيختار غالبية أعضاء إدارته على الأرجح، من أعضاء إدارة أوباما، كجون كيري وزير الخارجية السابق، ومستشارة الأمن القومي للرئيس السابق سوزان رايس، وغيرهم الكثير[32].
  1. البحث عن مسار جديد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ من المحتمل أن تبحث الولايات المتحدة – في حال فوز بايدن- عن صيغة جديدة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، في ظل المعارضة الواسعة لخطة ترامب للسلام، والتي يطلق عليها “صفقة القرن”، والسعي إلى التفاهم مع حكومة نتنياهو على رفع قضية ضم مناطق في الضفة الغربية من جدول أعمالها، وبلورة صيغة أخرى، على أمل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل وحل القضايا العالقة بينهما. أما القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب وأثارت جدلاً واسعاً، وفي مقدمتها قرارا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، فالأرجح أن تغض إدارة بايدن “المحتملة” النظر عنها، وتحاول في المقابل أن تخفف حدة التوتر الذي ترتب عليها[33].
  2. في ما يتعلق بإيران، صحيح أن بايدن أعلن أنه مع عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق النووي، لكن ذلك ربما يستغرق مزيداً من الوقت، خاصة أن سياسة الرئيس ترامب أثبتت فاعليتها تجاه إيران، فسياسة الضغوط القصوى، والتهديد باستخدام القوة كما حدث مع عملية اغتيال قاسم سليماني بواسطة صاروخ أمريكي قرب مطار بغداد في يناير عام 2020 جعلت إيران تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة جادة في تهديداتها، وهذا مكسب حقيقي، لا يمكن لإدارة بايدن التفريط فيه بسهولة، ولهذا من المتوقع أن يمزج في سياسته المحتملة تجاه إيران بين القوة الخشنة وسياسة العقوبات، وربما يربط عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بقضايا أخرى كبرنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعمها للعديد من الميليشيات المسلحة المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة أن الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تدعم هذه الرؤية، التي تربط بين الاتفاق النووي وبين سياسات إيران المثيرة للقلق والاضطراب في المنطقة.

خاتمة

ما تزال منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية في السياسة الخارجية الأمريكية، ليس فقط لما تمثله من أهمية اقتصادية وجيوسياسية، وإنما أيضاً لارتباطها بالصراع بين القوى الكبرى على تأكيد المكانة والنفوذ في النظام الدولي، ولهذا فإن هناك ثوابت عامة تنطلق منها هذه السياسة، ولا تختلف باختلاف انتماءات الرئيس، سواء كان ينتمي إلى الحزب الجمهوري أو الديموقراطي، لكن آليات وأدوات تنفيذ هذه السياسة هي التي تختلف، فالواضح أن الإدارات الجمهورية تميل إلى استخدام القوة الصلبة والعقوبات في مواجهة خصومها في المنطقة، فعلى سبيل المثال فإن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، استخدمت القوة في الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003، كما أن إدارة الرئيس دونالد ترامب هددت مراراً باستخدام القوة ضد إيران في حال تجاوزها “الخطوط الحمراء”، كما فعلت في اغتيال قاسم سليماني، كما تطبق استراتيجية “الضغوط القصوى” التي تستهدف في جوهرها تغيير سلوك النظام الإيراني، بينما تميل الإدارات الأمريكية التي تنتمي إلى الحزب الديموقراطي إلى المزاوجة بين أدوات القوة الصلبة والقوة الذكية والقوة الناعمة في تنفيذ أهدافها في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا فإنه في حال نجاح ترامب في السباق الانتخابي في نوفمبر المقبل، فستستمر السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط كما هي بالأدوات نفسها، بينما قد تطرأ بعض التغيرات على هذه السياسة في حال نجاح بايدن الذي يسعى إلى استعادة زمام القيادة في منطقة الشرق الأوسط، والانخراط الفاعل في جهود تسوية الأزمات والصراعات الدائرة فيها.

 


هوامش الدراسة

[1]– بايدن يتهم ترامب بالفشل في التعامل مع جائحة كورونا، موقع روسيا اليوم، 17 يونيو 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/30QPosC

[2]– ترامب يحمل أوباما وبايدن مسؤولية وفاة 17 ألف أمريكي، موقع الحرة،18 أبريل 2020، من خلال الرابط التالي: https://arbne.ws/32SZVq3

[3]– Jonathan Freedland,Trump will cling to power. To get him out, Biden will have to win big, the guardian, 17 Jul 2020, https://bit.ly/3hIHAjN

[4]–  Maria Annala, “Covid-19 Pandemic threatens US elections’, Finnish Institute of International Affairs, June 2020, https://bit.ly/3g1iPPa

[5]–  Aaron Blake, President Trump’s full Washington Post interview transcript, annotated, The Washington post, November 28, 2018, at: https://wapo.st/3jvcOwn

[6]–  للمزيد من التفاصيل عن أهمية إسرائيل في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، يمكن الرجوع إلى: د. هالة سعودي، السياسة الأمريكية تجاه الوطن العربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، في (د. أحمد يوسف أحمد، ود. ممدوح حمزة(محرران)، صناعة الكراهية في العلاقات العربية – الأمريكية)، القاهرة، الطبعة الأولى، سبتمبر 2002، ص ص 57-58

[7]–   الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقضايا الشرق الأوسط، مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، 7نوفمبر 2016، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/32Lynmd

[8]–  للاطلاع على التقرير السنوي للخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب 2019، يمكن الرجوع إلى:

Country Reports on Terrorism 2019, https://bit.ly/3jA5jUK

[9]–  Samuel R. Berger, Stephen Hadley, James F. Jeffrey, Dennis Ross, and Robert Satloff , Key Elements of a Strategy for the United States in the Middle East, The Washington Institute for Near East Policy, April 2015, https://bit.ly/3jyXQW4

[10] –   د. خالد هاشم محمد، الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط بين الثابت والمتغير في عهد ترامب، المركز الديمقراطى العربى، برلين، 15 أبريل 2019، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3jyGqJ1

[11] –  لمعرفة المزيد من التفاصيل عن موقع الطاقة في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، يمكن الرجوع إلى: د. سليم كاطع علي، الإدراك الإستراتيجي الأمريكي لـ(أمن الطاقة)، مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، 12 يناير 2017، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3fVWB0R

[12] – د. ايمن علي، هل من نهاية لظاهرة «أوبكفوبيا»؟، صحيفة الخليج(الشارقة)، 11 أكتوبر 2018، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2OLexiU

[13] –     Michael Young, How Important Will Middle Eastern Politics Be in the U.S. Election This Year?, The Carnegie Middle East Center, March 05, 2020, https://bit.ly/30CoaGi

[14] –   عـزت إبراهيم، الأجندة الغائبة: كيف ينظر بايدن إلى الشرق الأوسط؟، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 9 يونيو 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2CYpwmq

[15] –     Michael Young, op.cit.

[16] –   Hussein Ibish, What a Joe Biden Presidency Might Mean for Gulf Arab Countries?, The Arab Gulf States Institute in Washington (AGSIW), May 27, 2020, https://bit.ly/2D2SrFS

[17] – Mark Fitzpatrick, How can the United States support Iran’s response to the coronavirus and bolster diplomacy? The International Institute for Strategic Studies, 16th March 2020, https://bit.ly/2UNhMtA

[18] –   عـزت إبراهيم، الأجندة الغائبة: كيف ينظر بايدن إلى الشرق الأوسط؟، مصدر سبق ذكره.

[19] –   Hussein Ibish, op.cit.

[20] –  حسام عيتاني، هل يعود بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران؟، صحيفة الشرق الأوسط”لندن”، رقم العدد (15199)،  9 يوليو 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3eYLgvU

[21] –   د.وحيد عبدالمجيد،  بايدن وترامب.. وحدود الاختلاف، صحيفة الاتحاد(أبوظبي)، 22 يوليو 2020

[22] –   Hussein Ibish, op.cit.

[23] –   للمزيد من التفاصيل عن رؤية ترامب لصراعات الشرق الأوسط، يمكن الرجوع إلى:

Uri Friedman,The Consequences of Donald Trump Washing His Hands of the Middle East, the Atlantic,  OCTOBER 23, 2019, https://bit.ly/2WW9xN0

[24] –   ترامب يواجه معارضة من نواب حزبه بمجلس الشيوخ حول الانسحاب من سوريا، موقع “فرانس 24″، 1 فبراير 2019، https://bit.ly/2ZZgIWF

[25] –   عـزت إبراهيم، الأجندة الغائبة: كيف ينظر بايدن إلى الشرق الأوسط؟، مصدر سبق ذكره

[26] –   Hussein Ibish, op.cit.

[27] –    للاطلاع على مضمون هذه الاستراتيجية، يمكن الرجوع إلى:

National Strategy for Counterterrorism of the United States of America ,THE White House ,Washington, DC, October 2018, https://bit.ly/32MPowo

[28] –    إدارة ترامب تعمل على تصنيف الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”، هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، 30 أبريل 2019، من خلال الرابط التالي: https://bbc.in/3hzpFvO

[29] –   رهان المؤسسات الإخوانية: بايدن طريق الإخوان إلى أمريكا موالية لهم، صحيفة الرؤية، 24 يونيو 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3jBtJ05

[30] –        د.أيمن سمير، العرب بين ترامب وبايدن، موقع الغد، 9 أبريل 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/32NLbZA

[31] – Joseph R. Biden, Jr., Why America Must Lead Again Rescuing U.S. Foreign Policy After Trump, foreign affairs, March/April 2020, https://fam.ag/2P0cdVz

[32]– للاطلاع على المزيد من التفاصيل عن علاقة بايدن بعناصر إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، يمكن الرجوع إلى:

Jim VandeHei, Mike Allen, Joe Biden’s secret governing plan, Axios, Mar 9, 2020, https://bit.ly/32PNB9Q

[33] –   د.وحيد عبدالمجيد،  مصدر سبق ذكره

المواضيع ذات الصلة