-منصة “Harici ” التركية تكرم تريندز بجائزة تقديرية لجهوده البحثية في مكافحة التطرف
ضمن فعاليات المنتدى الخامس للإسلام السياسي، أعلن مركز تريندز للبحوث والاستشارات عن إطلاق الخريطة التفاعلية لمؤشر نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في العالم، والنسخة الجديدة من قياس قبول الإخوان المسلمين، والتي تكشف عن تدهور ملحوظ في قوة الجماعة وتراجع شعبيتها في الفضاء الرقمي، فيما كرمت منصة “حارجي” Harici، الإعلامية التركية، مركز تريندز بمنحة جائزة تقديرية لجهوده البحثية المستمرة في مكافحة التطرف في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى شراكتها لمنتدى تريندز السنوي الخامس حول الإسلام السياسي “أنماط العنف المشتركة: مقاربات معاصرة للتطرف القائم على الأيديولوجيا”.

مؤشر النفوذ
ويقيس المؤشر نفوذ الإخوان من خلال 5 مؤشرات رئيسية، هي نفوذ التنظيم الدولي، والنفوذ السياسي، والنفوذ الاقتصادي، والنفوذ الإعلامي، والنفوذ المجتمعي. وكشف تقرير المؤشر أن القوة الشاملة لجماعة الإخوان المسلمين شهدت تراجعاً حاداً، حيث انخفضت من 64% في عام 2021 إلى 48% في عام 2023. هذا الانخفاض نقل الجماعة من شريحة “قوية” إلى شريحة “متوسطة القوة”، مما يعكس انحسار نفوذها وتأثيرها على المستويين الدولي والإقليمي.
وأرجع التقرير هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية خلال عامي 2022 و2023، أبرزها، ضعف الآلة الإعلامية، حيث فشلت محاولات الجماعة في استعادة حضورها الإعلامي، وأظهرت قنواتها الجديدة افتقاراً للمصداقية والاحترافية. والخلافات الداخلية، حيث استمر التشظي والانشقاقات في صفوف الجماعة، خاصة بعد وفاة إبراهيم منير، مما أدى إلى صراعات حادة على القيادة بين جبهتي لندن وإسطنبول. والحصار الإقليمي والدولي، حيث أثر التقارب المعلن بين دول إقليمية رئيسية على مصالح الجماعة، كما استمرت الإجراءات الدولية في تقويض أنشطتها، مثل طرد واجهاتها من منظمات إسلامية في أوروبا.

قياس القبول على منصات التواصل
وفي خطوة مكملة، قدم “تريندز” تقريراً فريداً من نوعه يرصد قبول الجماعة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً). قام التقرير بتحليل 1.67 مليون تغريدة خلال عام 2023، واعتمد على بناء نموذج تحليلي «SWOT» الذي يقوم على عناصر أربعة، وهي نقاط القوة، ونقاط الضعف، والتهديدات، وشرح الفرص المتاحة للتعامل مع الانتشار الإخواني.
وأظهرت النتائج أن 81.8% من التفاعلات كانت مناهضة لنهج الجماعة، بينما كانت نسبة التوجه الإيجابي لا تتجاوز 31.2%. كما سجل التقرير أن التفاعلات حول الجماعة كانت الأكثر كثافة في فرنسا خلال شهر أكتوبر 2023، بسبب الجدل الذي أثير حول اتهام اللاعب كريم بنزيما بالارتباط بالجماعة.
تعكس هذه النتائج تراجعاً في شعبية الإخوان المسلمين، مما يؤكد أن خطابهم لم يعد يلقى قبولاً واسعاً، وأنهم يواجهون تحديات كبيرة ليس فقط على أرض الواقع، بل وفي الفضاء الرقمي الذي كان يُعد أحد أهم أدواتهم للتجييش والتأثير.
أداةً مهمةً
وقال الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، إن المؤشر يعتبر أداةً مهمةً لفهم التطورات المتعلقة بتنظيم الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، وتقديم تحليلات موضوعية حول نفوذ الجماعة في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن إطلاق المؤشر وبعدة لغات عالمية يأتي في إطار حرص مركز تريندز على توسيع نطاق توعية المجتمع الدولي بأخطار جماعة الإخوان، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة أفكارها المتطرفة.
وأشار إلى أن «تريندز» يولي برنامج دراسات الإسلام السياسي أولوية خاصة؛ نظراً لخطورة هذا التيار وفكره الهدام، حتى أصبح المركز مرجعية عالمية رئيسية في هذا المجال.

5 مؤشرات
من جانبه ذكر حمد الحوسني، مدير إدارة الإسلام السياسي بمركز تريندز، أن المؤشر يقيس نفوذ الإخوان من خلال 5 مؤشرات رئيسة، هي نفوذ التنظيم الدولي، والنفوذ السياسي، والنفوذ الاقتصادي، والنفوذ الإعلامي، والنفوذ المجتمعي. وتُعدّ الخريطة التفاعلية أداة مبسّطة لعرض النتائج بصورة واضحة وسهلة الفهم.
الأول من نوعه عالمياً
بدوره، أوضح الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي والتطرف في “تريندز للبحوث والاستشارات” أن المؤشر قد نظر لنموذج هو الأول من نوعه لقياس قوة ونفوذ الجمعات الدينية؛ وذلك من خلال مقاربة تجمع بين المناهج الكمية والكيفية ومؤشرات رئيسية وفرعية قادرة على قياس أدق أوجه القوة والنفوذ لجماعة الإخوان في 50 دولة تمثل وتغطي قارات العالم الخمس. وأوضح أن المؤشر والقياس يلبيان الحاجة المتزايدة للحصول على إشارات مبكرة وواضحة عن التطورات الحالية والمستقبلية لمدى نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، بشكل يؤدي لسرعة الاستجابة المناسبة تجاه الجماعة على صعيد السياسات، ويوفر إجابات صادقة وموضوعية عن قدرة الجماعة على الوصول لأهدافها واستشراف مستقبلها.