
سناب شوتس
مفاوضات إسرائيل وحماس بين النجاح والفشل
06 أكتوبر 2025
تتجه الأنظار نحو المفاوضات غير المباشرة التي ستنعقد في مصر بين إسرائيل وحركة حماس، مع وجود كثير من التحذيرات من خطر فشلها؛ نظرًا إلى التعقيدات التي تشوب بعض التفاصيل الموجودة في خطة ترامب، ناهيك عن مسألة انعدام الثقة بين الطرفين التي لطالما أفشلت العديد من المساعي في السابق.
وعلى ضوء هذه المفاوضات، تبرز عدة تحديات لابد من وضعها في الاعتبار؛ لفهم ما قد يؤول إليه المسار التفاوضي، والتي يمكن حصرها في النقاط الآتية:
- تنامي المواقف المتناقضة من قبل الولايات المتحدة، التي تأرجحت بين تصريحات متفائلة وغيرها متشائمة حول إمكانية وقف إطلاق النار، مع وجود تهديدات أمريكية مبطنة للطرفين.
- عامل الرهائن الإسرائيليين، وبالأخص “الجثامين” قد يُعقِّد سَير المسار التفاوضي، خصوصًا إذا صحت رواية حماس، حول صعوبة تحديد مواقعها في وقت قصير.
- احتمالية قرب الانتخابات الإسرائيلية في حال سقوط الحكومة، ما يعني أنه في حال عدم التوصل إلى حلول فاعلة على أرض الواقع، بالتزام غير قابل للرجعة، فإن سيناريو فشل خطة ترامب مرشح بقوة.
ومن هنا فإن السؤالين المطروحين هما: ماذا لو نجحت الخطة؟ وبالمقابل: ماذا لو فشلت الخطة؟
النجاح سيؤدي إلى عدد من الأمور، لعل مِن أبرزها:
- سيفضي إلى حقن دماء الطرفين، وسينهي الأزمة الإنسانية التي تعيشها غزة.
- سيخلق واقعًا سياسيًّا جديدًا لغزة، خصوصًا مع الحضور الدولي، “حسب خطة ترامب”، الذي قد يعيد تعريف الرؤية الأمريكية في القضية الفلسطينية.
- قد نشهد تحولات في التركيبة السياسية بالساحة الفلسطينية، مع احتمالية ظهور قوى سياسية جديدة برؤى مختلفة.
- قد يمهد الاستقرارُ في غزة إلى الحدِّ من المواجهات الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية؛ ما قد يعزز من المشاريع الاقتصادية الجديدة، والتي كان مخططًا لها في السابق.
أما في حالة سيناريو الفشل فسوف تصل الأمور إلى العديد من المآلات السلبية؛ لعل أهمها:
- دخول قطاع غزة في جولة جديدة من العمليات العسكرية الإسرائيلية، قد تكون هي الأشدّ.
- تدهور الحالة الإنسانية بشكل كبير، مع وضع صورة الرئيس الأمريكي في المنطقة على المحك، في حال كان الإخلال من الطرف الإسرائيلي.
- تزايُد قوة اليمين المتطرف الإسرائيلي، وخصوصًا في حالة أن سبب الإفشال كان من طرف حماس؛ ما سينعكس -بطبيعة الحال- على نتائج الانتخابات لصالح الأحزاب الممثلة لبعض الشخصيات المتطرفة؛ مثل بن غافير، وسموترتش.
- بقاء منطقة الشرق الأوسط في حالة تأهب وتوجس دائمَيْن، من خطر سلوك نتنياهو غير العقلاني على دول المنطقة.