ISBN: 978-9948-691-47-1
د.إ 30
يمكنك الحصول على نسختك بصيغة PDF، مع السماح بثلاثة تنزيلات فقط خلال خمسة ايام
يهدف هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على بعض التجارب العربية والعالمية في التعامل مع جماعة الإخوان؛ وذلك لاستخلاص العبر منها من خلال دراسة مقارنة لسلوكيات الدول تجاه الجماعة.
فالفصل الأول من الكتاب يعالج بالوصف والتحليل تجربة تنظيم الإخوان المسلمين بالعراق، وهي تجربة لم تكن بطبيعة الحال بمعزل عن التنظيم الإخواني الأم بمصر؛ فالإخوان في تجاربهم كافة، يبدؤون بالدعوة إلى الدين، ولا يُظهرون أي مطمع في السلطة حتى التمكن. فالقاعدة الأساسية، التي يُبنى عليها التنظيم، هي التدين، وتشكيل المجتمع الذي يستوعب ويتقبل الدعوة عن اقتناع تام بعدها يظهر التنظيم الصارم، وهذا ما قام به مؤسسو فرع الإخوان العراقيون. فكانت القاهرة، مقر المركز العام ودار المرشد العام، تتصيد الدارسين في جامعة الأزهر، ليعودوا بعد ذلك مبشرين بالفكر الإخواني، وينشئوا فروع الإخوان في بلدانهم، بعد إذن المرشد ومبايعته فالذي يتولى قيادة أي فرع من فروع الإخوان، يُشار إليه بالمراقب. أما المرشد فواحد، يكون على رأس الفرع الأم، والمراقبون متعددون، ولكل تنظيم مراقبه العام.
وعلى نحو ما يوضحه الفصل الأول، فإنه لم يبق من تجربة الإخوان العراقيين غير تاريخها ليس لأن الوضع العراقي صار معقدًا، وتجاوز التنظيمات الدعوية التقليدية، وبعد الإخوان عن الساحة طوال الفترة ما بعد 1968 وحتى (2003) فقط، فهذه مؤثرات سلبية أيضًا، لكن الأهم على ما يبدو، ما يتعلق بانهيار التجارب الإخوانية الإسلامية على المستوى الدولي كافة. فسقوط تجربة الإخوان بمصر كان له الأثر الأكبر في فروع الإخوان كافة، ثم لحقها تدهور التجربة التونسية، وفشل محاولات الأتراك في عودة الخلافة، وبعدهم عن الخطاب الإخواني، وكذلك ما حصل مع الإخوان المسلمين بالمغرب، وقد تسلموا السلطة التنفيذية، أي رئاسة الوزراء ومعظم الوزراء، لكنهم فشلوا وكذلك سقطت تجربة السودان الإخوانية، بل إن التجربة الإسلامية العراقية نفسها، والإخوان جزء منها فشلت فشلا ذريعا ما أثر في التجربة الإخوانية العراقية .وقد حلت محلهم بالمناطق السنية قوى لا صلة لها بالفكر الإخواني، ولا الإسلامي عموما منها ما جاء معتمدًا على العشائرية، والمدنية من البعثيين السابقين. فقد تحوّل الحراك الإخواني الكبير، منذ 1946، مرورًا بعقود طويلة من العمل التنظيمي، وما صاحبها من المواجهات الشرسة مع اليسار والسلطات إلى جماعة تكاد تضمحل، بين أهل السنة أنفسهم، عاجزة عن تجديد نفسها، مع الاحتفاظ بتنظيم إخواني محدود، لم يكشف للعلن، فالمعلن هو الحزب فقط.