ملخص تنفيذي
عندما وضَعَ تكساس كلانسمان لويس بيم مقالته الرائدة «مقاومة بلا قيادة» في مجلة «ذا سيديشنست»: The Seditionist الفصلية عام 1992، كتب مقالة مصاحبة لها أيضاً أقل شهرة يقدم فيها مشورته «للوطنيين» حول استخدام الحاسوب، أو في حالة عدم حدوث ذلك، يتم تقديم إرشادات بخصوص إعداد لوحة الإعلانات الهاتفية للموالين الذين لا يُحسنون التعامل مع التقنية.
كان بيم نافذ البصيرة من الناحية التكتيكية، لكن الأمر اقتضى صعود نجم بِيل غيتس ونظام ويندوز 95 لتحقيق حلمه بذئب منفرد وتحويله إلى حقيقة على أرض الواقع. لقد تبنَّى اليمين المتطرف العابر للحدود استراتيجية بيم بالضرورة نظراً إلى عدم قدرته على تشكيل قدرات تنظيمية آمنة. ستقتفي هذه المقالة أثر تطور الذئب المنفرد اليميني من الصور الرمزية المبكرة لأمثال جوزيف بول فرانكلين من ستينيات القرن العشرين إلى عمليات القتل التي تُحرِّكها وسائل التواصل الاجتماعي في كرايستشرش، نيوزيلندا، عام 2019. وستبين المقالة أن تكتيك الذئب المنفرد لم ينتشر لخدمة أغراض اليمين المتطرف فحسب، وإنما الأهم من ذلك أن التحولات التقنية والاجتماعية والسياسية التي أثّرت في المجتمع السائد في القرن الحادي والعشرين بدّلت الطريقة التي تُوظّف بها تكتيكات الذئب المنفرد، والتي تستوعبها الذئاب المنفردة المعاصرة المنتمية إلى اليمين المتطرف. ستبدأ الدراسة بدراستَي حالة متناقضتَين، إحداهما لجوزيف بول فرانكلين الذي استهل هذه الظاهرة كلها في ستينيات القرن العشرين، ومجموعة من الذئاب المنفردة الأحدث، وعلى رأسهم أندرس بريفيك وبرينتون تارانت. ولقد ساعدَ بث الأخير لهجمات إطلاق النار في المسجد النيوزيلندي في كرايستشرش، وبيانه «الاستبدال العظيم» المصاحب لهجومه، على نقل تكتيك الذئب المنفرد إلى القرن الحادي والعشرين. وبعد ذلك، ستلتفت الدراسة إلى النظرية الأكاديمية المعنية بإرهاب الذئاب المنفردة.