نظّم “مركز تريندز للبحوث والاستشارات”، يوم 27 يوليو 2022، في مقره بأبوظبي، جلسةً حوارية عن الأمن السيبراني، استضاف فيها الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، حاوره خلالها أ. محمد الصوافي، الكاتب والباحث المتخصص في العلاقات الدولية.
وعبر طريقة المحاورات، استهلَّ الدكتور الكويتي حديثه ببيان أنّ الهدف من مبادرة “النبض السيبراني”، التي أطلقها مجلس الأمن السيبراني، هو ضمان التحوُّل الرقمي الآمن في دولة الإمارات؛ بما يحقق أهداف الدولة في التنمية المستدامة. وشدد رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات على أنّ الأمن السيبراني ليس مسؤولية مؤسسة واحدة أو شخص واحد، وإنما هو مسؤولية الجميع؛ فالأمن هو نبض! ومن هنا جاءت مبادرة “النبض السيبراني”. وأكّد أنّ المجتمع والفرد نفسه هو حائط الدفاع الأول ضد التهديدات الإلكترونية العديدة والمتنوعة، سواء كانت جرائم إلكترونية أو إرهابًا إلكترونيًّا أو حروبًا موجَّهة ضد الدولة في الفضاء السيبراني. وتسعى المبادرة إلى بثّ هذا “النبض” السيبراني، ونشر التوعية الإلكترونية بين كل أفراد المجتمع، مواطنين ووافدين؛ ذلك أنّ مبادرة “النبض السيبراني” مبادرة وطنية شاملة.
واستطرد “الكويتي” أنّ مبادرة “النبض السيبراني” تستهدف جميع شرائح المجتمع، من الجنسين، وكل مراحل التعليم العام والجامعي، في كل إمارات الدولة ومناطقها المختلفة. لأننا نريد أن تصل المبادرة إلى الجميع، ولاسيما النساء والأطفال.
وعن الدور المنتظر من أفراد المجتمع، بيَّن الدكتور الكويتي أنه يبدأ بأن يحرص الجميع على تأمين نفسه بنفسه، ومدّ مظلة الأمن إلى أفراد أسرته. مشيرًا إلى مفهوم “الولاء الوطني السيبراني”، الذّي يُقصد به أن يعكس التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مجموعة من القيم والعادات والتقاليد الوطنية، ترسخ الولاء للوطن وقيادته السياسية. وفي هذا أيضاً، يظهر الاتجاه الابتكاري للدكتور الكويتي؛ إذْ يعدُّ الفضاء السيبراني جزءًا لا يتجزأ من إقليم الدولة، يجب أن تظلله سيادتها. كما أن قيمة الولاء تلك لا تقتصر فقط على المواطنين دون غيرهم، بل تنسحب على جميع أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين. ولذلك، يؤكد الدكتور الكويتي أن هذا الولاء يحصل عن طريق تطبيق المبادرة على نطاقٍ واسع في المجتمع؛ لإشراك أفراد المجتمع في تأمين أنفسهم والآخرين، وتأمين مجتمعهم وفضائهم السيبراني، وحماية مقدرات الدولة وبنيتها الحيوية.
ولذلك تتضمن المبادرة، كما شرح الدكتور الكويتي، ورش عمل وبرامج تدريب على حوادث أمن المعلومات، وكيفية التعامل مع مراكز إدارة أمن المعلومات، ومحاكاة الهجمات الإلكترونية، موجهة لقطاعات الدولة جميعها وشرائح المجتمع كلها، ولاسيما السيدات والطلاب في مراحل التعليم العام والجامعي المختلفة. ويهدف مجلس الأمن السيبراني إلى إعداد جيل من فرق العمل الإماراتية المالكة لأعلى مستوى من التدريب والتأهيل في مجال أمن المعلومات.
وبصفة عامة، وفي سعيه لتنفيذ مبادرته المبتكرة على نطاقٍ واسع، يعمد مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، كما بيّن رئيسه الدكتور محمد الكويتي، إلى تطبيقها عبر ثلاثة محاور، هي المحور الإعلامي والمحور التعليمي ومحور القطاع الخاص. حيث يغطي المحور الأول وسائل الإعلام المختلفة التقليدية منها والجديدة، والإدارات الإعلامية في مراكز البحوث والدراسات. أما المحور التعليمي فيستهدف تضمين التوعية السيبرانية في المناهج التعليمية وتدريب الطلاب. ويركز محور القطاع الخاص على استهداف الشركات الخاصة والمؤسسات الاقتصادية المختلفة في الدولة.
رابط الخبر:
الفيديو: