نظّم مركز تريندز للبحوث والاستشارات حلقةً نقاشية عن “دور الأديان في تعزيز السلام العالمي”، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، بمشاركة معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، والدكتور خليفة مبارك الظاهري، نائب المدير للشؤون الأكاديمية في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وحمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، والدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، والحاخام الدكتور إيلي عبادي، كبير حاخامات المجلس اليهودي الإماراتي، والقس جوزيف فرج الله، رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية، والدكتورة رؤيا ثابت، ممثل “البهائيون” في دولة الإمارات، وسط حضور جماهيري كبير من أكاديميين ومسؤولين ومهتمين بشأن التسامح والتعايش الإنساني بين الأديان وتعزيز السلام.
وفي كلمته، أكد العلامة عبدالله بن بيه أن الحوار والتعاون بين أتباع الأديان أمر مُلح ولاسيما في عصر تمازجت فيه الحضارات وتزاوجت فيه الثقافات واشتبكت فيه المصالح والعلاقات وأصبح مصير البشرية فيه مشتركًا وضرورة لا يخطئها البصر ولا تنبو عنها البصيرة، ولذلك فإن الجهود التي بذلت في العقود الأخيرة، وما زالت تبذل، تنطلق من إيمان صادق بقيمة التّعاون على الخير، ووعي عميق بأن البشرية جميعًا مثلُ ركّاب السفينة، تجمعها وحدة المصير والمسار، ولا منجى للإنسانية إلا بالتضامن، والتعاون. وأشار العلامة بن بيّه إلى بروز دور المجتمعات الدينية في العقود الأخيرة من خلال عملها الدؤوب لإيجاد فرص للسلام، وذلك من خلال جهود نظرية وعملية عديدة ومتنوعة. واختتم معاليه قائلًا: من أبوظبي عاصمة التسامح كانت الحركة حثيثة وقوافل السلم سائرة ودروب السلام سالكة في كل الاتجاهات. فأصبحت هذه المبادرات واقعًا في عالم اليوم، وأصبح للدين ولقياداته دورهم الإيجابي.
وبدوره، قال حمد الكعبي: في الإعلام يكون عادة للكلمة والرسمة واللقطة والنبرة الصوتية رسالة ودورٌ هدفه التأثير في المتلقي، سلبًا أو إيجابًا، وإن استُخدمت المفردة الإعلامية في سياق غير مهني، قد تتحول في كثيرٍ من الأحيان إلى طريقة لترويج التصورات الذهنية المغلوطة، والدعاوى والدعايات غير السليمة، أو حتى تصبح بكل بساطة وسيلة للتشويه والتمويه الذي لا يقدم الحقيقة، ويفشل في إيصال الرسالة أو ينشر “أنصاف الحقائق” والأكاذيب فيؤدي إلى تزييف وعي الجمهور المتلقي، وممارسة التضليل والتجهيل في النهاية، لتنحرف الرسالة الإعلامية نفسها بذلك عن بلوغ غاياتها المهنية وتحقيق أهدافها الشريفة، منوهًا بأن توصيل الرسالة الإعلامية بطريقة مهنية كفيل في حدّ ذاته بتجاوز تأثير أية صور نمطية أو قصور في مهنية المفردة الإعلامية. وكفيل أيضًا بتزويد المتلقي برسالة إعلامية ناطقة بلسان الحقيقة، وتدعمها الأرقام والإحصاءات والوقائع المحسوسة والمعطيات الملموسة، وحتى لو تعلقت بفئة معينة من الناس، فإن تناولها المهني يكون بعيدًا عن أي ترويج لصور نمطية أو استخدام لتعميم مُخلّ، أو تشويه أو تمويه، أو تضليل أو تهوين أو تهويل.
وأشار “الكعبي” إلى أن هذا التجاوز الممكن لسلبيات الصور النمطية في الرسالة الإعلامية يقتضي طبعًا من الإعلامي المهني التجرُّد من الذاتية الشخصية وأخذ مسافة أمان من كلّ التحيّزات والتحلي بالموضوعية في عرض الحقائق، مؤكدًا ضرورة التعبير الصادق عن كل ذلك بمفردات محايدة ولغة بيضاء واضحة، يفهمها الجمهور الذي توجه إليه الرسالة الإعلامية نفسها ويتفاعل معها، تقبلًا للرسالة وارتقاء بالوعي العام واقتناعًا ذاتيًّا بأنها الحقيقة.
رابط الخبر:
فيديو: