يشكّل التنظيم الدولي أهمية مركزية لدى جماعة الإخوان المسلمين، ليس لأنه يقوم بدور الذراع الخارجية للجماعة فقط، وإنما لأنه يعد أحد أهم مصادر تمويلها الرئيسية أيضاً، بل ويدير شبكاتها للمال والأعمال في الخارج، ويمتلك العديد من الأذرع الإعلامية في الدول الأوروبية التي تسهل له التأثير في الرأي العام الدولي، وبما يخدم أهداف الجماعة ومشروعها السياسي.
وتهدف هذه الدراسة إلى:
- تحديد طبيعة الأهمية المركزية التي يشكلها التنظيم الدولي بالنسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين؛ باعتباره نموذجاً للفاعلن المؤثرين من غير الدول يستطيع تشكيل «لوبيات ضاغطة » في الخارج تتبنّى وجهة نظر الجماعة والدفاع عنها.
- تسليط الضوء على شبكة العلاقات الخارجية للتنظيم الدولي، والكيفية التي يدير بها مصالحه المتشابكة في العديد من دول العالم.
- التعرف على طبيعة الأدوات التي يلجأ إليها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين من أجل التغلغل في المجتمعات الغربية، سواء كانت سياسية أو دينية أو اقتصادية أو إعلامية.
- استشراف مستقبل التنظيم الدولي للجماعة، خاصة في ظل التغييرات القيادية التي طرأت على جماعة الإخوان المسلمين، في أعقاب تولي القيادي إبراهيم منير منصب القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان المسلمين في سبتمبر 2020، وكذلك في ظل تغير الإدارة الأمريكية بعد تولي جو بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة في يناير عام 2021 ، خلفاً للرئيس دونالد ترامب الذي كان يتبنّى مواقف متشددة تجاه الجماعة.