تهدف هذه الدراسة إلى عرض مقترح إجابة عن سؤال مركزي يتعلق بمآلات الإسلاموية: كيف انكفأت الإسلاموية بعد أحداث الربيع العربي»، وكيف خسرت حواضنها الرئيسية محليا وإقليميًا وعالميا وتلاحظ الدراسة اختزال الوضع الذي صار إليه الإخوان المسلمون في صورتين رئيسيتين:
الأولى: تقوم على العودة إلى الخطاب التأسيسي للجماعة (تكفير للآخـر والتنظير والتبشير بالخلافة والشريعة والشرعية الدينية للحكم السياسي)، وهذا ما يسميه الباحث (Retro-Islamism) وما يعنيه من تورّط الإخوان في دوامة التطرف والعنف ( ويتجسد في الحالة المصرية).
أما الثانية: فهي صورة التخلي نهائيا عن المبادئ التي تتأسس الإسلاموية عليها، وإفراغها من كل الأبعاد التي تجعلها مختلفة عن سائر التيارات الحزبية والحركية الناشطة في الساحة العربية. وهذا ما يسميه الباحث (Neo-islamism) ، (ويتجسد في الحالة التونسية).
هذان التحولان يؤديان كلاهما إلى موت الإسلاموية (Necro-Islamism)؛ لأنها في الصورة الأولى لم تعد تحظى بالقبول، وفي الصورة الثانية بعد ابتعادها عن مبادئها المؤسسة لها تكون قد تلاشت فغدت إسلامًا سياسيًا بلا إسلاموية.