- يتطرق هذا الكتاب إلى موضوع الاتفاقيات الإبراهيمية، وتحوّل الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، عبر التركيز على حقبة حُكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من خلال مناقشة مفهوم الشرق الأوسط، والأساس الذي بُنيت عليه الاتفاقيات الإبراهيمية، مع استعراض السياق العام للدور الأمريكي بالتوازي مع الاتفاقيات الإبراهيمية، إلى جانب الخوض في المصالح الأمريكية، وتحليل التغيُّرات في السياسة الخارجية لواشنطن وتداعياتها على مستقبل النظام الدولي.
- لا شك في أن مسلك السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط لم يكن ثابتًا، وإنما سيطرت عليه حالة من التذبذبات والتقلُّبات، بناءً على توجُّهات وسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة بين الجمهوريين والديمقراطيين في أروقة البيت الأبيض.
- تكمُن أهمية هذا الكتاب فيما يشتمل عليه من مناقشات تشمل جوانب متنوعة من التطوّرات التي طرأت على السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وعلاقة هذه التغيرات بالاتفاقيات الإبراهيمية؛ في محاولة منا لتقديم تحليل مُقنع للوقائع، وفهم شامل للأوضاع، واستيعاب دقيق للمسائل، وعرض رؤية واضحة ترصد تطور الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
- يرمي هذا الكتاب إلى الإجابة عن التساؤل الجوهري حول ماهية العلاقة بين الاتفاقيات الإبراهيمية وبين الدور المتغير للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة بين عامي 2017 - 2020 ، وينطلق للإجابة عن هذا التساؤل بوضع فرضيتين رئيسيتين بالاعتماد على متغيرين، لدراسة العلاقة بينهما وفق أطر علمية رصينة.
o تتمثل الفرضية الأولى في أنه من المرجح أن تقوم الدول الإقليمية التي لديها مصالح مشتركة بتوقيع اتفاقيات فيا بينها، عندما تتضاءل الثقة في دور الدول العظمى التي كانت تُعَدُّ الراعي أو الضامن الأمني لوجودها في النظام الدولي، على اعتبار أن المتغير المستقل في هذه الفرضية هو الاتفاقيات الإبراهيمية، والمتغير التابع هو تأمين المصالح عندما تتضاءل الثقة ببقاء الراعي أو الضامن الأمني.
o أمّا الفرضية الثانية فتتمثل في أن الاتفاقيات الإبراهيمية تُعَدُّ نهجًا جديدًا للولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط بمشكلاتها المختلفة، على اعتبار أن المتغير المستقل في هذه الفرضية يظل كما هو - ألا وهو الاتفاقيات الإبراهيمية - أمّا المتغير التابع فسيكون هو النهج الأمريكي الجديد في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط.
- من أجل اختبار هاتين الفرضيتين، اعتمد الكتاب على عددٍ من المؤشرات لقياس المشكلة الرئيسية التي يبحثها، ومعالجتها، أ لا وهي التغير في دور الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، في الفترة بين عامي 2017 و 2020 ، وعلاقة ذلك بتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية؛ حيث تتمحور هذه المؤشرات حول: )1(الدبلوماسية من ناحية التأثر والمشاركة الدبلوماسية الدولية، و) 2( الرأي العام في قضية بحث هذا الكتاب، و) 3( وضعية القوات الأمريكية في المنطقة، بالإضافة إلى مبيعات الأسلحة الأمريكية و) 4( مواجهة الإرهاب.
- نتج عن الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقَّعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحوُّل جديد في منطقة الشرق الأوسط، يمكن له في نهاية المطاف أن يغرّ توازن القوى الذي استمر طوال عقود في منطقة الشرق الأوسط