أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات الجزء الأول من دراسة شاملة بعنوان “قراءة في أهم كتب فهم الإرهاب ومكافحته”، بهدف تقديم تحليل نقدي لأربعة كتب أساسية تُعنى بفهم ظاهرة الإرهاب وآليات مكافحته.
يُركز الجزء الأول من الدراسة التي أعدها قسم الإسلام السياسي في “تريندز” على كتابين هما “أبجديات تمويل الإرهاب” من تأليف ناتالي جوليه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، ويُقدم عرضاً تحليلياً لأكبر قدر ممكن من وسائل تمويل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وكذلك الوسائل والأدوات التي تمتلكها الدول لمكافحته، وكتاب “علم نفس التطرف.. رؤية في الدوافع” من تأليف آري دبليو كروجلانسكي، كاتالينا كوبيتز، وإيوا زوموفسكا، ويُركز على دوافع التطرف وأسبابه الناتجة عن خلل التوازن في أمور الحياة، وذلك عبر مستويات مختلفة من التحليل.
وخلصت الدراسة في تحليل الكتاب الأول إلى أن الإرهاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجرائم المالية، والجريمة المنظمة، مثل الاتجار بالبشر والمخدرات، وأن تمويل الإرهاب أصبح ممكناً ببضعة آلاف قليلة من الدولارات، مشيراً إلى أن التركيز على الإرهاب منخفض التكلفة هو المفتاح لفهم هجمات باريس سنة 2015.
وتطرق إلى أهم المؤسسات المكافحة لتمويل الإرهاب، هي مجموعة العمل المالي ووكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، والمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ECTC، ومؤسسة TRACFIN لمعالجة المعلومات الاستخباراتية والعمل ضد الدوائر المالية السرية، ووحدات الاستخبارات المالية The Egmont Group of Financial Intelligence Units، ومجموعة إيغمونت Egmont.
أما الكتاب الثاني حول علم نفس التطرف، فبين أن التطرف لا يظهر فجأة؛ بل هو مسار مُتدرِّج يصل في النهاية إلى تغيُّر في العقلية ونمط التفكير، ومن ثَمَّ تغيُّر السلوك، والاتجاه نحو التطرف.
وأوضح أن التطرف لا ينحصر في جانب واحد، بل يشمل مجالات شتَّى، مثل الانحياز السياسي، والتوجُّه الديني، والاستقطاب الرياضي، وتبنِّي العنف، وغير ذلك، كما أنه ينتج عن خلل التوازن في أمور الحياة، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية توظف الإنترنت بشكل فعّال لتجنيد العناصر الجديدة.
وأوصت الدراسة بضرورة تعزيز المساعدة الدولية للدول الأكثر ضعفاً في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، ودعم التنسيق بين الدول في سنّ القوانين والعمل على الأرض لمكافحة تمويل الإرهاب، وفهم دوافع التطرف وعوامل نشأته من أجل تطوير برامج وقائية فعّالة.
ويهدف مركز تريندز من خلال نشر هذه الدراسة إلى إثراء النقاش حول هذه القضية المُلِحّة، ودعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وسيصدر الجزء الثاني من الدراسة قريباً.