المقدّمة
تضع هذه الدراسة
تحولات الجماعة الإسلامية في لبنان (جزء من منظومة حركة الإخوان المسلمين) تحت
المجهر، خصوصًا في سياق الحرب الأخيرة على غزة؛ وذلك لسببين: الأول، لأنها ليست
استثناءً ممّا تعيشه منظومة جماعة الإخوان من سياق ضاغط بالنظر إلى ما شهدته
المنطقة العربية من تطورات سياسية واجتماعية عقِب ما يُسمّى الربيع العربي؛ والآخر،
لأن الحرب على غزة شهدت عملية إطلاق صواريخ، كانت لافتة للنظر في رمزيّتها، لـ”قوات
الفجر” الجناح العسكرية التابعة للجماعة الإسلامية في لبنان، وهو تطور يبدو
أن له ما قبله وما بعده، حيث يمكن أن يشِي بالكثير.
فما هي
التطورات والتحولات التي طرأت على تلك الجماعة في الآونة الأخيرة، وما سياقاتها ورمزيتها
ومآلاتها؟
سنحاول في هذه الدراسة الموجَزة الإجابة عن ذلك.
أولًا: مظاهر تحولات
الجماعة الإسلامية قبل الحرب الأخيرة على غزة
يمكنّنا أن نُجمل مظاهر التحولات في الجماعة
الإسلامية، وسياقتها، في الآتي:
1. يبدو أن الجماعة استطاعت استقطاب
قاعدة سُنّية أوسع، وذلك بعد انسحاب رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، من الحياة
السياسية؛ الأمر الذي أدّى إلى تشتُّت التمثيل السياسي السُنّي، خصوصًا في مجلس
النواب. وبالرغم من ذلك يمكن القول إن التمثيل السياسي السُنّي في لبنان يعيش حالة
تقلّب مستمر منذ ذلك الحين، وإن هناك تنافسًا قائمًا لملء الفراغ، وإنه حتى الآن
لم تتمكن المجموعات الإسلامية، بالرغم من تنظيمها، من الاستئثار بالقاعدة السُنّية[1]،
ومن غير المرجّح أن يتغير هذا الوضع من دون أن تقوم قوة خارجية بدعم كبير لصالح
هذه المجموعات.[2]
2. يبدو أن هناك تحالفًا متناميًا بين الإسلاموية
السُّنية والشيعية على الأراضي اللبنانية منذ عام 2019، حيث باتت بيروت حاضنة
رئيسية لقيادات حماس، ومحطة مهمة لوجودها السياسي والأمني. يأتي ذلك في ظل إعادة
ترتيب العلاقة بين “حزب الله” وحماس، التي بدأت منذ عام2017 تزامنًا مع
تَولّي فريق يحيى السنوار، والمعروف بتيار “الأمن” داخل الحركة، زمام المبادرة.[3]
ويبدو
أن الجماعة الإسلامية في لبنان أصبحت تحكم بما بات يسمّى “الجماعة
العميقة”، والتي تتألف بحسب بعض الباحثين، من 3 مكوّنات رئيسية، وهي:
1. إمبراطوريات الجمعيات والمؤسّسات التربوية
والصحية والاجتماعية، التي تتلقّى دعمًا ماليًّا ذا وزنٍ من الخارج، وتبلغ قيمة
وارداتها السنوية نحو 30 مليون دولار.
2. الجناح العسكري
المعروف بـ”قوات الفجر” بقيادة محمود بديع (أبو خالد)، الذي يتولى قيادة
هذا الجناح في صيدا والجنوب ولبنان منذ مطلع التسعينيات.
3. الجناح الأمني الذي أُعيد تفعيله بقوةٍ خلال
فترة ولاية أمين عام “حزب الله” الأسبق إبراهيم المصري، وحظيَ بصلاحيات واسعة،
ومعظم أعضاء هذا الجهاز موظفون في حركة حماس، ويتقاضون منها رواتب شهرية.[4]
ويكمل هؤلاء الباحثون أن هذه “الجماعة العميقة” هي العصب الأساسي للفريق
الأكثر تطرّفًا في الجماعة، وأنه يضغط منذ سنوات في اتجاه التحالف مع “حزب
الله” والانضواء تحت راية ما يسمّى “حلف الممانعة”، ولاسيما أن
الجهازَين العسكري والأمني يُنسّقان بالكامل مع “حزب الله”، ويَعقدان
معه لقاءات دورية لم تنقطع أبدًا”، وذلك برعاية الجناح الحمساوي المؤلف من السنوار
– العاروري، والذي لديه تأثير كبير داخل أروقة الجماعة الإسلامية. [5]
ربّما يؤدي هذا المسار لإعادة استنساخ تجربة “دولة الإسلاميين” في
طرابلس مطلع الثمانينيات، التي كانت نِتاج تحالف بين الإخوان المسلمين من جهة
ونظام الخميني من جهة أخرى.[6]
وهذا
تواصل لما يبدو أنه قد انقطع في الفترات الماضية، على الأقل على مستوى الخطاب العلني،
حيث تروي بعض مراجع الجماعة أن أحد معسكراتها كان مركزًا لتدريب شباب من “حزب
الله”، ولاسيما أن “المقاومة الإسلامية” التي انطلقت بعد الاجتياح
الإسرائيلي للبنان، في يونيو/ حزيران 1982، كانت بجناحَين؛ الأول لـ “قوات
الفجر” الجناح العسكرية للجماعة الإسلامية، والآخر كان لشباب من جنوب لبنان
مهدّوا لإطلاق “حزب الله” رسميًّا سنة 1983.[7] كما أكد أن “قوات
الفجر” كانت عاملة منذ نشأتها.[8]
وربّما
هذا بسبب، أو أنه أدى إلى تغيّر العلاقة بين الجماعة والفاعلين في المشهد الإقليمي[9]،
حيث تعرّضت العلاقات المحلية
والإقليمية للجماعة الإسلامية في لبنان، في سياق التحولات والتطورات الإقليمية
والدولية، لضغوط وتحديات في اتجاهين: الأول في اتجاه المملكة العربية السعودية وتيار
المستقبل، حيث يمكن ملاحظة الفجوة التي باتت تفصل بين الجانبين، ربّما أكثر من أي
وقت مضى، خصوصًا بعد ما حدث في مصر بعد عام 2013. والآخر في اتجاه إيران و”حزب
الله”، حيث يلاحَظ تقارب مطّرد، خصوصًا بعد تفعيل حماس دَور مكتبها في بيروت
أكثر من أي وقت مضى. [10]
3. تزايد تأثير الجماعة على المخيّمات الفلسطينية في لبنان. يمكن فهم ذلك من خبر استقبال نبيه برّي، رئيس مجلس النواب اللبناني، وفدًا من “الجماعة الإسلامية” لإنهاء التّحقيق في أحداث عين الحلوة،[11] والتي قُتل خلالها ستة فلسطينيين، بينهم قائد عسكري في فتح؛ إثر اشتباكات بمخيم عين الحلوة.[12]
ثانيًا، تحولات كشفت عنها الحرب على غزة
تلك التحولات السابقة كانت ظاهرة للعيان قبل
الحرب الأخيرة على غزة، والتي اندلعت في السابع من أكتوبر عام 2023، ولكن تلك
الحرب أظهرت بدورها تطورًا آخر، وهو الكشف عن امتلاك صواريخ أُطلِق بعضها على
إسرائيل، وهو تطور يستحقّ التوقف أمامه وتحليله؛ نظرًا لرمزيّته البالغة للباحثين العاملين
على الجماعة، ولمراقبي ا لتحولات الأمنية والعسكرية في المنطقة، حيث عدّ مراقبون أن صواريخ “قوات الفجر”، برغم
محدودية تأثيرها، قد تؤدي إلى انفجار الجبهة بين لبنان وإسرائيل. [13]
ولفهم هذا التحول يجب علينا
بدايةً إلقاء نظرة تاريخية على العمل العسكري للجماعة الإسلامية، والذي بدأ بعد الاجتياح
الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث أَطلقت الجماعة الاسلامية ذراعًا عسكرية سمّتها
“قوات الفجر”، بقيادة جمال الحبال، نَفّذت من خلالها عمليات عسكرية عدة
في مدينة صيدا أدّت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضباط والجنود الإسرائيليين، إضافةً إلى
جمال الحبال، في إحدى المواجهات مع لواء غولاني.[14] كما نَفّذت قوات الفجر، بحسب رواية الجماعة
الإسلامية اللبنانية، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة صيدا، وإنشائه ما سُمّي
حينها بالحزام الأمني في جنوب لبنان، عمليات ضد مواقعه، وعملية بحرية في منطقة
الناقورة على الحدود بين لبنان وفلسطين، وعملية تسلّل إلى داخل الأراضي
الفلسطينية.[15]
ويبدو أن الجماعة حافظت، حتى
بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، على وجود قوات الفجر، كما تقول القوات
أنها شاركت في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتوالية على لبنان.
وعندما سُئل رئيس المكتب
السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، الدكتور بسام حمود، لماذا تنخرط الجماعة
الإسلامية بالتوتر الحدودي بين “حزب الله” وجيش الاحتلال الإسرائيلي؟
أجاب: “ما يحصل ليس توترًا حدوديًّا، إنما اعتداءات صهيونية على لبنان.
والجماعة الإسلامية، ومن خلال جناحها المقاوم، تقوم بواجبها في التصدي لهذا
العدوان على بلداتنا وقرانا وأهلنا، الذي سقط نتيجته شهداء وجرحى، ومن ضمنهم صحفيّون.”[16]
السطور التالية تستهدف
بالأساس توثيق هذا التحول وفهم دلالاته، فبعد إعلان الجماعة إطلاق صواريخ لها على
إسرائيل أكثر من مرة، كما توضحه الوثائق الآتية، توالت التصريحات المؤكدة والمسوِّغة،
والتي من الممكن أن نفهم من خلالها سياقات هذا الحدث، والرسائل التي تريد الجماعة إرسالها
لأطراف متعدّدة.
فمن جانبه، صرّح عماد الحوت، في حوار
مع الإعلامي مارسيل غانم: “نشارك أهلنا في الجنوب دفاعهم عن أرضهم”.[17]
ومن جانبه، حيّا عضو “المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى”
وعضو الجماعة الإسلامية، الدكتور كفاح الكسّار “قوات الفجر” – الجناح
المسلحة للجماعة الإسلامية في لبنان، حيث قال: “إن مقارعة العدو ومواجهته هي
من صلب عقيدتنا وثوابتنا؛ فجاءت هذه العمليات لتؤكّد أن عقيدة الجهاد في وجه
المغتصب ستبقى راسخة في نفوس أبناء هذه الأمة، حتى يتحقّق وعد الله. وختم: “تحية
إلى كلّ فصائل المقاومة”.[18]
واعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة،
علي أبو ياسين، أن «إطلاق قوات الفجر، الجناح العسكرية للجماعة الإسلامية، عمليتها
في جنوب لبنان، أمر طبيعي، فقوات الفجر كانت، ولا تزال، لم يتوقف عملها الجهادي
والإعدادي». وأكد أن «قوات الفجر ستبذل كلّ ما تستطيع للقيام بواجبها تجاه أهلها
وأرضها ووطنها، ولأهل غزة».[19] وبالرغم من أن «الجماعة
الإسلامية» تتموضع سياسيًّا في الجهة المناهضة لـ«حزب الله» نظريًّا، فإنها عمليًّا
يستحيل أن تلعب دورًا عسكريًّا في الجنوب إلّا بموافقة الحزب، وبغطاء منه.[20]
وفي حوار مع “الجزيرة نت”،
تحدّث أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان، الشيخ محمد طقوش، عن “قوات
الفجر”، وأسباب إعادة تنشيطها مؤخرًا إلى جانب “حزب الله” على
الحدود مع فلسطين، إضافة إلى رؤية الجماعة لعملية “طوفان الأقصى” ومآلات
الحرب في غزة.[21]
وفي تلك المقابلة صرّح طقوش بأن الجماعة ستواصل المقاومة دفاعًا عن لبنان وغزة،
وأقرّ بتوجيه الجماعة ضربة صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية،
وتحقيقها إصابات مباشرة. [22]
وكتب عضو المكتب السياسي للجماعة، وائل نجم، أن مصلحة لبنان
المتحقّقة هي في عدم الحياد بالحرب الأخيرة في غزة؛ “لأنّ الحياد سيضرّ بشكل
مؤكد بمصلحة لبنان، وإذا حرص هو على الحياد فإنّ كيان الاحتلال لا يعنيه ذلك،
ولعلّ التجربة مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية خير دليل على ذلك، حيث يعمل
الكيان على الإضرار بها، على الرغم من معاهدات التسوية و”السلام” معها.
ولكلّ هذا، فمن المصلحة الوطنية العليا أن يكون لبنان حاضرًا من أجل الحفاظ على
مصالحه أولًا، وكجزء من واجبه العربي الإنساني، بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني
الشقيق ثانيًا. معركتنا كما هي معركة
فلسطين وفق قواعد المصالح، قبل قواعد الإخوة في الدين والعروبة والإنسانية
والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، ولكلّ ذلك يجب أن يلبّي لبنان اليوم قبل
الغد، ولا يتأخّر في التلبية حتى لا يفوت الأوان”. [23]
وفي إجابته عن سؤال بشأن هل
ستواصل الجماعة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان؟ قال أمين عام الجماعة الإسلامية: نحن
حاليًّا في حالة دفاع عن أهلنا، ونحن في حالة مقاومة لتحرير أرضنا؛ وبالتالي فإنّ
الميدان هو من يحكم طبيعة العمل العسكري. ومن حقّنا ومن حق أي لبناني آخر أن يقاوم
ويردّ على هذه الاعتداءات.[24]
وبناءً على ذلك كلّه، زار وفد من الجماعة الاسلامية في لبنان،
برئاسة رئيس المكتب السياسي، علي أبو ياسين، وأعضاء المكتب عمر سراج وباسم الحوت،
مديرَ عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، في مقرّ المديرية العامة لقوى
الأمن الداخلي، وذلك لتأكيد رغبة الدولة اللبنانية في الحفاظ على الاستقرار الأمني
في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان.[25]
ولكن هذا الاجتماع لم يُثنِ الجماعة عن تنظيم اعتصام
يوم 29 أكتوبر 2023 مع حركة حماس، قالت إنه تضامنًا مع غزّة بعنوان “طوفان
الأقصى.. لبنان يلبّي”، وذلك في ساحة العازارية المحاذية لمسجد محمد الأمين
وسط بيروت. وتخلّل المناسبة كلمة لنائب الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ
“عمر حيمور”، دعا فيها الشعوب العربية والإسلامية إلى إسناد غزة، كما
دعا الحكومات إلى موقف حاسم من إدخال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها. وتلا ذلك
كلمة لعضو المكتب السياسي في حركة حماس “غازي حمد”، أكّد فيها خيار
المقاومة وصمود “الشعب الغزّي” والفلسطيني.[26]
ويمكن أن نُجمل أهم دلالات إطلاق
صواريخ من قِبل الجماعة على إسرائيل في الآتي:
1. الحرب في غزة يمكن أن تتسع رقعتها لتشمل فصائل إسلاموية
سُنّية وشيعية على جبهته الشمالية بجانب “حزب الله”، وبين مساعي الحزب
لكسب أوسع غطاء بالداخل اللبناني، طائفيًّا وسياسيًّا، في معركة عنوانها الاستئثار
بالقضية الفلسطينية والدفاع عن فلسطين.[27]
2. هناك تحولات
في جماعة الإخوان والأفرع التابعة لها، لأن التغيّرات الكبرى التي حصلت في المنطقة
وداخل الدول ستفرض بتداعياتها وتأثيراتها الجيوسياسية تغيّرات أو تحولات أو كشفٍ
للإمكانيات العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين.
3. تشكِّل الجماعة الإسلامية أحد أهم النماذج على
عسكرة الجماعة؛ كون الحركة ليست مشروع سلطة وتحقيق مكاسب فيها، بقدر ما هي مشروع اجتماعي
وعسكري في واقع لبناني متعدّد ومعقّد بما يفوق قدرة التبسيط الإسلاموي الراهن.
وتلك التحوّلات في الجماعات الإسلامية هي عكس ما كان يتوقعه معظم الباحثين بخصوص
تخلّي جماعة الإخوان وأفرعها، خصوصًا فرعها اللبناني، عن العنف.[28]
4. شرعية طرح
العديد من الأسئلة المشروعة حول درجة عسكرة أفرع الجماعة وحول إمكانية استخدام
أسلحتها، إن وُجدت، في وجه شركاء الوطن في يوم من الأيام. في كل الأحوال، لم يكن من المتداول امتلاك
الجماعة الإسلامية صواريخ قبل الكشف عن ذلك عن طريق الجماعة ذاتها أثناء حرب غزة
الأخيرة.
مفتوحة، وأغلب أعضاء
هذا الجهاز موظّفون في حركة حماس ويتق
الخاتمة
يمكن أن تُبيّن لنا التحولات
الأخيرة في الجماعة الإسلامية في لبنان الآتي:
1. تسليح الجماعة لنفسها أو عسكرة الجماعة، بحسب ما
يسمح به السياق التي تعمل فيه، بات أمرًا ضروريًّا.
2. في اللحظات
الحاسمة من عُمر الجماعات الإسلاموية، عادةً ما نكتشف مدى التقارب بين الإسلاموية
السُّنية والشيعية، تقارب يصل في بعض الأحيان للتطابق في المواقف، مثل ما حدث في
الأيام الأولى من الربيع العربي، وقبل الاختلاف الذي حدث في سوريا.
3. تأصّل عدم
الاعتراف بالحدود الجغرافية للدول، وعدم الإيمان الكامل بمفهوم الدولة الوطنية
وسيادة الولاء للجماعة على حساب الولاء للدولة.
4. انعطافة الجماعة الإسلامية (السُنّية، والتي هي امتدادا لتيار الإخوان المسلمين في لبنان) نحو علاقات أوثق مع “حزب الله” (الشيعي)، ربّما تؤدي إلى مزيد من الخلافات والتباينات بين بعض القادة في الجماعة.[29]
[1] بالرغم
من أن الجماعة الإسلامية لم تنجح في الحصول على تمثيل واسع في مجلس النواب، ولكن
هذا يعود بالأساس إلى أن المنتسبين إليها موزّعون في جميع المناطق السُنّية
اللبنانية تقريبًا، بل ومن الملاحظ زيادة نفوذ وتأثير الجماعة في المشهد اللبناني
في الفترة الأخيرة. والأمر قابل لأن تتّسع
رقعته في حال حصولهم على المزيد من الموارد والدعم الكافي من جهات إقليمية في
الفترة المقبلة.
انظر: مهنّد الحاج علي، في كنف السنوار، كارنيجي
الشرق الأوسط، 15
سبتمبر 2022،
[2] مهنّد
الحاج علي، في كنف السنوار، كارنيجي الشرق الأوسط، 15 سبتمبر 2022،
[3] صهيب
جوهر، حماس في لبنان: محطة أم قاعدة استراتيجية؟، Carnegie Endowment for International Peace، 17 تشرين الأول/أكتوبر 2022،
[4]سامر
زريق، “الحرس الثوري” يقبض على “الجماعة الإسلامية”، أساس ميديا، الإثنين 05 أيلول 2022،
[5] المرجع
السابق.
[6]المرجع
السابق.
[7]المرجع
السابق.
[8] المرجع
السابق.
[9] شفيق
شقير، الجماعة الإسلامية في لبنان: نموذج مشرقي
على التحول في الدور والهوية، مجلة لباب، العدد الأول، فبراير 2019، ص: 67-90.
https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2019/02/190214112218301.html
[10] المرجع
السابق.
[11] في هذا الصدد
هناك من
ينتقد عدم وضوح وحسم حركة حماس و”الجهاد” و”عصبة
الأنصار” و”الحركة الإسلامية المجاهدة” و”الجماعة الإسلامية” وغيرها من
الفصائل، تجاه المتطرفين
من الإسلامويين داخل المخيمات:
“تحمّل هذه القوى، وكلّ من يتغنّى بالانتماء إلى العمل الإسلامي، مسؤولية
إنهاء حالة الصمت السلبي أو المراهنة على إنهاك “فتح”، لأنّها تمثل
الشرعية، وإذا ما حصل أن كُسِرت فإنّ هذه الحركات لا تملك الشرعية الكافية للتمثيل
الفلسطيني في لبنان، كما أنّها لن تستطيع الحلول محلّها وسيتضخّم هؤلاء المتطرّفون
ليأكلوهم جميعًا، وهذا هو السيناريو الأشدّ سوءًا. مطلوب من “هيئة علماء
المسلمين في لبنان” و”هيئة علماء فلسطين” و”الجماعة
الإسلامية” وكل من يعنيه الأمر في الساحة الإسلامية أن يعلنوا البراءة من
أفعال هذه المجموعات المنفلتة التي لا تخدم سوى من يريد استهداف الوجود السُنّي في
لبنان، وأن يعودوا إلى لغة الشرعية الفلسطينية فكلّ انقلاب عليها سينعكس على السُنّة
في لبنان عاجلًا أم آجلًا”.
انظر: دلال
البزري، مخيّم عين الحلوة آخر فرسان الممانعة، العربي الجديد، 21 سبتمبر 2023، https://vu.fr/PVYwi
من جانبه، أصدر المجلس الأعلى في حزب الوطنيين
الأحرار اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون، وحضور الأعضاء، بيانًا شجب
فيه توقيت الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية داخل مخيم عين الحلوة، واعتبروا أن”
الوضع الأمني المستجدّ يندرج ضمن إطار صراع إيراني- عربي، للسيطرة على المخيمات في
لبنان وإخضاعها، وبالتالي الإمساك بالورقة الفلسطينية.
انظر: “الأحرار”: نخشى أن يتحول لبنان مرة
أخرى إلى ساحة للصراعات الإقليمية، NNA،
[12] لبنان:
مقتل ستة فلسطينيين، بينهم قائد عسكري في فتح إثر اشتباكات بمخيم عين الحلوة،
فرانس24، 30/07/2023،
[13] أمين عام الجماعة الإسلامية
بلبنان للجزيرة نت: سنواصل مقاومتنا دفاعًا عن لبنان وغزة، الجزيرة، 21/10/2023،
[14] جنى الدهيبي، الجماعة الإسلامية تحيّي “قوات
الفجر”: شرعية سنّية لصواريخ “الحزب”؟، المدن، 2023/10/19
[15] المرجع السابق.
[16]المرجع السابق.
[17] النائب
الحوت: لبنان بالنسبة لنا وطن وليس ساحة، لا أحد يرغب بالحرب، ونشارك أهلنا في
الجنوب دفاعهم عن أرضهم، موقع الجماعة الإسلامية، الجمعة 27 تشرين الأول 2023، https://vu.fr/hcFRE
[18] قوات
الفجر أحيت نبض الجهاد في الأمة، موقع الجماعة الإسلامية، الإثنين 23 تشرين الأول
2023،
[19] يوسف
دياب، «حزب الله» يشجّع تنظيمات مسلّحة جديدة بحثًا عن «غطاء سُنّي» للحرب، الشرق
الأوسط، 22 أكتوبر 2023، https://vu.fr/bTZen
[20] المرجع
السابق.
[21] أمين
عام الجماعة الإسلامية بلبنان للجزيرة نت: سنواصل مقاومتنا دفاعًا عن لبنان وغزة،
الجزيرة، 21/10/2023
[22] المرجع
السابق.
[23]وائل
نجم، الجماعة الإسلامية: حملة تضليل وافتراءات تستهدفنا بهدف صناعة فجوة بيننا
وبين بيئتنا والرأي العام اللبناني، مجلة الأمان، لعدد 1585 /25-10-2023، https://vu.fr/ydsYa
[24] المرجع
السابق.
[25] المرجع
السابق.
[26]الجماعة
الإسلامية وحماس تنظّمان اعتصامًا، موقع الجماعة الإسلامية، الإثنين 30 تشرين
الأول 2023، https://vu.fr/JmBnZ
[27] أمين
عام الجماعة الإسلامية بلبنان للجزيرة نت: سنواصل مقاومتنا دفاعا عن لبنان وغزة،
الجزيرة، 21/10/2023،
[28] انظر على سبيل المثال:
OMAR ASHOUR, Ending Jihadism? The
Transformation of Armed Islamist Movements, September 09, 2009,
[29] انفتاح
على حزب الله يفجر أزمة بين إخوان لبنان، Middle East Online، 03 /6/2023،