في أحدث تبادل للضربات بين إسرائيل وإيران، تعرّضت مواقع عسكرية إيرانية في مدينة أصفهان، فجر 19 إبريل الحالي، لهجمات إسرائيلية يُرجَّح فيها استخدام الجيش الإسرائيلي صواريخ أريحا 2، أو أريحا 3، حسبما ذكرت شبكة “أي بي سي” الإخبارية، نقلًا عن مسؤول أمريكي كبير[1]. وهناك ضربات أخرى استهدفت منشأة رادار في محافظة السويداء جنوب سوريا. مع معلومات حول ضربات ثالثة تعرّضت لها مواقع مماثلة داخل العراق.
وإذ يبدو الردّ الإيراني على تلك الهجمات أمرًا متوقّعًا، إلا أن نطاق هذا الردّ وحجمه سيعتمدان على نطاق الأعمال العسكرية الإسرائيلية، وهو أمر ما يزال غير واضح بشكل حاسم حتى هذه اللحظة. وفي هذا السياق ربّما يشير تقليل المسؤولين الإيرانيين من حجم الهجوم الإسرائيلي وأثَره، إلى أن طهران تميل إلى “الردّ المنضبط” نسبيًّا، لتجنّب المزيد من التصعيد الإقليمي، لكن يظلّ هذا في النهاية مشروطًا بعدم تنفيذ إسرائيل هجمات تالية.
من ناحية أخرى، وبينما يبدو الوضع المثالي وفقًا لحسابات إسرائيل، هو أن تلجأ إيران إلى نزع فتيل الأزمة من خلال اللجوء إلى ردٍّ محدود عن طريق وكلائها، لكن ذلك لا يبدو مضمونًا أبدًا، وذلك بالنظر إلى أن قيام إيران يوم 13 إبريل بالانتقام من إسرائيل، انطلاقًا من أراضيها مباشرة وليس عن طريق وكلائها، أثار الدهشة بين الخبراء وشكّل مفاجأة لا يُستهان بها؛ كونها قوّضت قواعد الاشتباك بين الطرفين في مرحلة “حرب الظل” التي سادت بين الطرفين طيلة الأعوام الأخيرة. بل يمكن القول إن هجمات 19، و13 إبريل، وقبلها الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، في الأول من الشهر ذاته، لم تكن فقط استعراضًا لقدرة الطرفين على تجاوز قواعد الاشتباك التي ميّزت “حرب الظل” بينهما طوال عقدين من الزمن، بل نهاية لتلك المرحلة ودخول إسرائيل وإيران مرحلةً من “التصعيد” يصعب التنبؤ بمآلاتها، أو الجزم بإمكانية تراجع الطرفين إلى مرحلة ما قبل الهجوم على القنصلية الإيرانية. والسبب أن تبادل الضربات على هذا النحو قوّض فكرة الردع بحدّ ذاتها، بين الطرفين، ومن ثم تظل احتمالات سوء التقدير ومخاطر الانزلاق إلى ما هو أكبر وأعمق، حاضرةً بدرجة كبيرة. ليس فقط لجهة التهديد بحرب مفتوحة بين الجانبين، أو توسيع رقعة الصراع في المنطقة، بل لجهة جهود إضافية متوقعة لإيران على صعيد تعظيم القدرات العسكرية لوكلائها أيضًا، مع خطوات متسارعة من أجل دخول إيران “النادي النووي” في أقرب وقت ممكن، في ظل تآكل مفهوم الردع، وغياب أي محفّزات إيجابية تدفعها إلى إبطاء برنامجها النووي.
*مفهوم الردع وأشكاله:
الردع ببساطة هو تثبيط أو تقييد شخص أو جهة، وعادةً ما تكون دولة قومية، عن اتخاذ إجراءات غير مرغوب فيها، مثل تنفيذ هجوم مسلّح[2]. وتُميز الأدبيات الكلاسيكية بين نوعين رئيسيّين للردع هما؛ “الردع المباشر” و”الردع الممتدّ”. ويتكون الردع المباشر من الجهود التي تبذلها دولةٌ ما لمنع الهجمات على أراضيها، في حالة إسرائيل، داخل الحدود الإقليمية لإسرائيل نفسها. بينما يتضمّن الردع الممتدّ تثبيط الهجمات على أطراف ثالثة، مثل الحلفاء أو الشركاء[3].
الأمر الآخر، أن هناك نهجَين أساسيّين للردع؛ المنع، أو الحرمان والعقاب. وتسعى استراتيجيات الردع بالمنع أو الحرمان إلى ردع أي إجراء، من خلال جعله غير ممكن أو من غير المرجح أن ينجح؛ وبالتالي حرمان المعتدي المحتمَل من الثقة بتحقيق أهدافه؛ على سبيل المثال نشر ما يكفي من القوات العسكرية المحلية لدحر غزو محتمل. ومن ناحية أخرى، يهدّد الردع بالعقاب بعقوبات صارمة ترفع كلفة الهجوم، مثل التصعيد النووي أو فرض عقوبات اقتصادية شديدة، في حالة وقوع هجوم[4].
تآكل “الردع” بين إسرائيل و”حزب الله”
يمكن القول إن “الردع” بنوعيه، الممتدّ والمباشر بين إسرائيل وإيران قد تآكَل خلال الأزمة الحالية، بحيث لم يعُد أي طرف يستشعر وجود ما يحفّزه على وقف الهجمات، أو يرفع من كلفتها. ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المملكة المتحدة، كانت تستهدف -بنشر أصول عسكرية قبالة سواحل إسرائيل ولبنان، منذ أكتوبر الماضي- تطبيقَ مفهوم “الردع الممتد”؛ لثني إيران وحلفائها عن فتح جبهة موسعة مع إسرائيل، ريثما تنتهي إسرائيل من عملياتها في قطاع غزة. وبالفعل، بدا أن التحركات الأمريكية للوهلة الأولى نجحت في ثني الوكيل الأكبر لإيران في الإقليم -حزب الله- عن الانخراط بكثافة في مواجهات مع إسرائيل. واستمرت الهجمات والهجمات المضادة بين إسرائيل وحزب الله ضمن إطار قواعد الاشتباك المعتادة بين الجانبين حتى مارس الماضي على الأقل.
إلا أن هذا “الردع الممتدّ” تآكَل بمرور الوقت، لسببَين على الأقل، وهما:
- الأول؛ محدودية النتائج التي حقّقتها إسرائيل في تحقيق هدفَيها المعلنَين منذ بداية الحرب، وهما القضاء على حماس، واستعادة رهائنها المخطوفين من القطاع، على الرغم من أشكال الدعم كافة اللوجستي والعسكري والاستخباراتي المقدّم لها. وهو مؤشر، أمام خصومها، على إمكانية النيْل منها، ومهاجمتها بصورة أكبر.
- الآخر؛ أن حلفاء إسرائيل الأقوى بدا أنهم أكثر استعدادًا “للدفاع” عن إسرائيل، وتجلّى ذلك في صدّ الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية في 13 إبريل الحالي، في الوقت الذي لا يبدو أنهم مستعدّون “لردع” خصوم إسرائيل، عبْر الانخراط مع إسرائيل في توجيه ضربة لإيران، أو أيٍّ من وكلائها، وهو ما أعلنته واشنطن بوضوح.
ونتيجة تآكل هذا الردع، فإن فرص اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله في الشمال باتت أكبر وأقرب إلى التحقّق من أي وقت مضى. والملاحظ هنا أن حزب الله كثّف، منذ بداية مارس، هجماته على شمال إسرائيل وعلى المستوطنات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، إذ أَطلق غير مرة عشرات الصواريخ من طراز كاتيوشا. حتى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، وجّه رسالة لوزير الدفاع يوآف غالانت، ردًّا على صواريخ حزب الله، قائلًا: “الجيش مسؤوليّتك أنت.. ماذا تنتظر بعد؟ علينا أن نبدأ الردّ والهجوم.. الحرب، الآن!” [5].
وازداد هذا التصعيد بعد هجوم 13 إبريل الإيراني على إسرائيل. على سبيل المثال، ضرَب الإسرائيليون وادي البقاع اللبناني قبل بضعة أيام واغتالوا أحد قادة حزب الله في 16 إبريل. وفي الوقت نفسه، صعّد حزب الله هجماته باستخدام طائرات من دون طيار أكثر تقدّمًا لاستهداف بطاريات القبّة الحديدية الإسرائيلية. ووفق ما أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في 17 إبريل، فقد شنّ حزب الله غارة بطائرة من دون طيار على مركز مجتمعي في قرية عرامشا البدوية شمال إسرائيل؛ ما أدى إلى إصابة ما لا يقلّ عن 18 جنديًّا إسرائيليًّا.
ويُظهر هذا الهجوم أن الحزب باتَ مستعدًّا للانخراط في هجمات تتسبّب في خسائر كبيرة نسبيًّا؛ في محاولة للحفاظ على الردع في مواجهة إسرائيل. وأن هذا الردع باتت له أهمية خاصة عقِب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، حيث يحاول حزب الله منع إسرائيل من أن يكون ضرْب الحزب ومواقعه أحد خيارات الردّ الإسرائيلي على إيران. ومع ذلك، فإن الردّ الإسرائيلي على ضربات الحزب يُبيّن أن من غير المرجّح ردع الضربات الانتقامية الإسرائيلية. ومعنى ذلك، أن التبادلات عبر الحدود سوف تستمر، وهو ما من شأنه أن يجعل إسرائيل وحزب الله أقرب إلى حرب أوسع نطاقًا، خاصة إذا أخطأ أيٌّ من الجانبين في تقدير حجم أي هجوم، أو أثره.
تآكل “الردع ” بين إسرائيل وإيران
يبدو أن تآكل الردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله كان جزءًا من الحسابات الإسرائيلية التي دفعتها نحو الانتقال إلى شكل أوضح من المواجهات مع إيران. بعد أن بدا لصنّاع القرار داخل إسرائيل، أن “حرب الظل” ضدّ العناصر الإيرانية خارج إيران، والضربات السرّية ضد إيران في الداخل، لم تعُد كافية لإحداث الردع المباشر لطهران. ونفّذت إسرائيل في الأول من إبريل، ضربةً مباشرة استهدفت -أرضًا إيرانية- وهي قنصلية طهران في دمشق، وقتَلت أهدافًا عسكرية من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني، لتبدأ مرحلة جديدة من المواجهات المباشرة مع إيران، شاهدنا ثلاث جولات منها حتى الآن في إبريل. ولا يوجد ما يمنع الطرفين أو يردعهما عن الاستمرار في توجيه الضربات والضربات المضادة، إذ لا يبدو أن أيًّا منهما لديه من أوراق القوة أو الضغط أو الحوافز الإيجابية التي تدفعه لوقف التصعيد.
فمن جهة، يبدو من التصريحات الإيرانية أنها مصمِّمة على الردّ. وهدفها -كهدف إسرائيل- أن تَظهر وكأنها استعادت الردع، وإرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أن هجومًا على أراضيها سيكون له تكاليف كافية، بحيث تجعله خيارًا غير مرغوب فيه. وعلى الرغم من أن أيًّا من الطرفين لا يرغب في إشعال حرب إقليمية موسَّعة، فإن احتمالات الانزلاق إلى هذا الخيار تزداد مع تحوّل المواجهات بينهما إلى “الصراع المباشر” بدلًا من “حرب الوكلاء”.
ومن جهة أخرى، كان للهجوم الإيراني بالطائرات المسيّرة والصواريخ أثرٌ كبير في اهتزاز مفهوم “الردع” لدى صانع القرار العسكري الإسرائيلي؛ إذ نجحت بعض الصواريخ الإيرانية بالفعل، على الرغم من تعاون عدد من حلفاء إسرائيل معها لصدّ الغالبية العظمى من الهجوم، في إصابة أهداف عسكرية داخل إسرائيل نفسها. وبحسب الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، فإن الردع لا بدّ أن يكون إيجابيًّا، عبر ضرب الخصم ومنعه أو ردعه عن مهاجمة الأراضي الإسرائيلية في الوقت نفسه. ولا يبدو أن الردّ الإسرائيلي في 19 إبريل، بضرب أصفهان، كافٍ في هذا الإطار. إذ لا ينفي هذا استمرار قدرة -والآن أيضًا رغبة- طهران على توجيه ضربات لإسرائيل. ولهذا، من غير المرجّح أن يكون هذا الهجوم آخر حلقة في سلسلة التصعيد من جانب إسرائيل، بل من المرجّح، أن لديها قائمة بأهداف مطلوب ضربها داخل إيران، ليس أقلّها البنى التحتية الخاصة بتصنيع وإدارة الصواريخ والطائرات المسيّرة، والمنشآت النووية الإيرانية أيضًا.
موقع البرنامج النووي الإيراني و”وكلاء إيران” من “لعبة الردع”
على الأرجح، سيغيّر “تآكل الردع” بين إسرائيل وإيران من رؤية كلٍّ منهما لملفَّين مهمَّين؛ الأول؛ الملف النووي وكيفية التعامل معه. والآخر؛ ملفّ وكلاء إيران في الإقليم.
– الملف الأول: من جهة إسرائيل، يبدو أن قرار طهران مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر، للمرة الأولى، سيزيد من تركيز إسرائيل على البرنامج النووي الإيراني. فمن خلال الهجوم، أظهرت طهران استعدادها للمخاطرة بتصعيد المواجهة مع إسرائيل. وأظهرت أيضًا قدرة أكبر على تحمّل واستيعاب المخاطر التي يمكن أن تمتدّ لاحقًا إلى برنامج طهران النووي؛ الأمر الذي يمنح إسرائيل حافزًا أكبر لتعطيل برنامجها النووي. علاوةً على ذلك، فإن عجز إيران عن إلحاق الضرر بإسرائيل باستخدام الأسلحة التقليدية (مثل الطائرات من دون طيار والصواريخ) قد يدفع القادة الإسرائيليّين إلى استنتاج أن التهديد الإيراني عبر الصواريخ محدود أكثر ممّا هو متصور. وإذا كان قادة إسرائيل يعتقدون بقوة أكبر بأنهم قادرون على الصمود في وجه الردّ العسكري الإيراني التقليدي، فقد يصبحون أقرب إلى اتخاذ قرارٍ ما بشأن توجيه عمل عسكري ضد البرامج النووية والطائرات من دون طيار والصواريخ الإيرانية؛ حتى بعد حلّ الأزمة الحالية.
في المقابل، فإن محدودية النتائج التي حقّقتها الضربة الإيرانية لإسرائيل في 13 إبريل، تشير إلى أنه ليس لدى طهران سوى قدر محدود من الردع ضد الهجمات الإسرائيلية؛ ولهذا، من المرجَّح أن تدرك طهران أنه سيكون من الأسهل في المستقبل على القادة الإسرائيليّين إعطاء الضوء الأخضر لشنّ ضربات عسكرية لاحقة على المنشآت الصاروخية والطائرات من دون طيار والمنشآت النووية الإيرانية؛ وهذا من شأنه أن يعزّز توجّه طهران نحو إعادة تأسيس قوة ردع أقوى، بما في ذلك من خلال الأسلحة النووية، على الرغم من أن حيازة الأسلحة النووية لا توفر سوى ردع محدود للعمل العسكري التقليدي. وقد تُجبر الضربة الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية في 19 إبريل، طهران أيضًا على الردّ بضربات أخرى. ولكن، إذا ظلّت إيران ترغب في التصعيد ضد إسرائيل دون التسبّب في سلسلة من الضربات المتبادلة أو الحرب المفتوحة، فإن تصعيد برنامجها النووي، مثل تعزيز تخصيب اليورانيوم، سيكون خيارًا مطروحًا.
– الملف الآخر: يعزّز استمرار حلقات التصعيد المتبادل استعداد إيران لدعم الميليشيات المتحالفة معها في العراق وسوريا وأماكن أخرى، حتى لا تضطرّ الطائرات من دون طيار، الإيرانية، إلى السفر مئات الأميال للوصول إلى الأراضي الإسرائيلية؛ الأمر الذي يجعلها معرّضة بشكل كبير للطائرات ومنصات الدفاع الأخرى؛ إذ لن تحتاج الطائرات من دون طيار التي يُطلقها وكلاء إيرانيون في العراق أو لبنان إلى السفر مسافة بعيدة؛ الأمر الذي يزيد من احتمالية وصولها إلى إسرائيل، وإجهاد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتعدّدة الطبقات على الأقل. فمن شأن نقل المزيد من الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز إلى هؤلاء الوكلاء أن يحقق الغاية ذاتها. ولكن على المنوال نفسه، فإن عمليات النقل هذه ستعرّض ترسانة إيران لمزيد من الضربات الجوية الاستباقية الإسرائيلية، حيث أظهرت إسرائيل استعدادًا كبيرًا لتنفيذ ضربات جوية متكرّرة على سلسلة توريد الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية إلى وكلائها في سوريا ولبنان.
*معنى هذا، أننا بصدد قواعد جديدة للاشتباك بين إسرائيل وإيران، لن يكون لأي طرف منهما الغلبة على الآخر أو يتمكن من تحقيق الردع، ما لم تتدخل قوة دولية أكبر -أي الولايات المتحدة تحديدًا- لضبط الإيقاع، وردع كل منهما عن تنفيذ هجمات غير محسوبة وغير مأمونة العواقب.
[1] Israel Responds to the Iranian Attack, (Rane Worldview, April 19, 2024), available at: https://worldview.stratfor.com/article/israel-responds-iranian-attack
(Last time access: 20 April 19, 2024)
[2] Michael J. Mazarr, “Understanding Deterrence”, (RAND, Apr 19, 2018), available at: https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE200/PE295/RAND_PE295.pdf
(Last time access: 20 April 19, 2024)
[3] Ibid, p.2.
[4] Ibid, p.4.
[5] بعد هجمات حزب الله.. بن غفير لوزير الدفاع: ماذا تنتظر؟، (الحرة، 12 مارس 2024)، متوافر على الرابط: https://www.alhurra.com/israel/2024/03/12/%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D9%86-%D8%BA%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1%D8%9F
(توقيت آخر دخول للموقع: 19 إبريل 2024)