-خبراء وأكاديميون:
الذكاء الاصطناعي يشكل فرصاً وتحديات في عالم يتغير
تأكيد ضرورة التعاون الدولي ووضع ضوابط منظمة
أكد خبراء وأكاديميون أن الذكاء الاصطناعي يُمثل تحدياً وفرصاً في الوقت نفسه، وأنه لتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا، يجب العمل الجماعي لتطوير إطار حوكمة عالمي يضمن استخدامه المسؤول والأخلاقي لصالح جميع البشر. تناول هذا المحور تأثير الذكاء الاصطناعي على سلاسل القيمة العالمية والنمو الاقتصادي، مع تأكيد أهمية التعاون الدولي لتطوير إطار حوكمة عالمي للذكاء الاصطناعي يضمن استخدامه المسؤول والأخلاقي.
جاء ذلك في ندوة كبرى نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات حول “الاتجاهات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي”، ناقشت تأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب الحياة، من الاقتصاد إلى السياسة إلى العلوم الاجتماعية، وذلك ضمن أنشطة جناحه المشارك في معرض أبوظبي للكتاب 2024.
وبدأت الندوة بكلمة ترحيبيه للباحث سلطان الربيعي، نائب رئيس قطاع البحوث والاستشارات في “تريندز” أوضح فيها محاور الندوة، وهي الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الخامسة، والذكاء الاصطناعي وانعكاساته على الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية، والذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الحوكمة العالمية.
إعادة تشكيل الحاضر والمستقبل
استهل الحديث في الندوة الدكتور سرحات كابوكغلو أوغلو، باحث أول في الدراسات الاستراتيجية بمركز تريندز، وقدم شرحاً تفصيلياً عن كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مع التركيز على تأثيره الإيجابي على الإنتاجية والكفاءة. وأكد أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة حقيقية في مختلف المجالات، بدءاً من الصناعة والتصنيع، وصولاً إلى النقل والخدمات المالية.
سلاح ذو حدين
بدوره ناقش السيد نيكولاس ليال، اختصاصي الشؤون السياسية والباحث في “تريندز”، المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل فقدان الوظائف، وعدم المساواة، والتحيز الخوارزمي. وحذر من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية وأمنية، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراعات وتعطيل الاستقرار الإقليمي.
فرص هائلة
وفي مداخلة لها بالندوة، شددت الدكتورة أسماء سلمان، نائب رئيس الجامعة للبحث العلمي في الجامعة الأمريكية في الإمارات، على ضرورة التعاون الدولي لتطوير إطار حوكمة عالمي للذكاء الاصطناعي يضمن استخدامه المسؤول والأخلاقي. وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين سلاسل القيمة العالمية، لكن ذلك يتطلب معالجة التحديات الأخلاقية والاجتماعية التي تأتي معه.
ساحة صراع جديدة
إلى ذلك أوضح الدكتور لويجي مارتينو، مدير أكاديمية الأمن السيبراني بجامعة خليفة، أن اختراق الذكاء الاصطناعي في السياسة الدولية يقدم فرصاً وتحديات على حد سواء، لافتاً إلى أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي يعزز الابتكار والنمو والتعاون بين الدول، فإن تسليحه وإساءة استخدامه يشكلان تهديدات كبيرة للاستقرار والأمن العالمي.
وذكر أن التصدي لهذه التحديات يتطلب جهوداً مشتركة لوضع أطر أخلاقية، محذراً من إمكانية استخدامه في الحروب الإلكترونية، ونشر المعلومات المضللة. وأكد الحاجة إلى وضع قواعد ومواثيق دولية للتعامل مع هذه التطورات التكنولوجية.
أداة معقدة ذات إمكانيات هائلة
واختتمت الندوة بمداخلة للدكتور باتريك بِل، أستاذ مساعد كلية الدفاع الوطني، الذي أكد أن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحرياً لجميع مشكلات العالم، بل هو أداة معقدة تتطلب استخداماً حكيماً ومسؤولاً. وشدد على أهمية مبدأين أساسيين في أيّ توافق دولي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، هما مركزية الإنسان، والوعي بالتعقيد.
وكان مركز تريندز قد أطلق في المعرض كتاباً جديداً تحت عنوان «الاتجاهات العالمية في الذكاء الاصطناعي»، ويتناول الكتاب، الاتجاهات العالمية الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتأثيره على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الاقتصاد والمجتمع والحكومة، كما يُقدم الكتاب تحليلاً شاملاً للتقدم التقني في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، والتحديات الأخلاقية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي، ومستقبل الذكاء الاصطناعي.
من جانب آخر وفي جناحه بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب خرج مركز تريندز للبحوث والاستشارات، دفعة جديدة من متدربيه، وكرم طالبين من جامعة زايد، بعد انقضاء فترة تدريبهما التي استمرت 5 أشهر.