Insight Image

نظمها في كندا .. جلسة نقاشية لـ «تريندز» تستشرف مستقبل مراكز البحوث في عالم مضطرب

14 مايو 2024

نظمها في كندا .. جلسة نقاشية لـ «تريندز» تستشرف مستقبل مراكز البحوث في عالم مضطرب

14 مايو 2024

   

استشرفت جلسة نقاشية، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مقر كلية الآداب والعلوم بجامعة مونتريال الكندية، مستقبل مراكز الفكر والبحوث في عالم مضطرب، مؤكدة ضرورة إحداث تحولات في دور المؤسسات والمراكز البحثية لتنتقل من استشراف المستقبل إلى المساهمة في صنعه، إلى جانب ضرورة تعزيز التعاون بين مراكز الفكر في التعامل مع الأزمات والتحديات المختلفة التي تواجه العالم، مع التركيز بصورة أكبر على تطوير منهجياتها وأدواتها، لتصبح مراكز تأثير، فضلاً عن تنمية قدرات الباحثين بشكل مستدام، واستقطاب المتميزين في مختلف المجالات.

وتأتي الجلسة النقاشية، التي حملت عنوان «مراكز الفكر والبحوث .. أي دور وأي مستقبل في عالم مضطرب؟»، في سياق البرنامج العلمي والمعرفي لباحثي «تريندز» ضمن جولتهم العلمية والبحثية في كندا، وشارك في الجلسة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين.

       

تغيرات منهجية

وقال الدكتور وائل صالح، خبير قسم الإسلام السياسي في «تريندز»، إنه في عالم يهيمن عليه اللايقين والفوضى والتحديات المرتبطة بعصر ما بعد الحقيقة والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، لابد أن تطرأ تغيرات في المقاربات الأنطولوجية والمعرفية والمنهجية لمراكز الفكر والبحوث.

وأضاف أن هناك تحولاً في دور مراكز الفكر من استشراف المستقبل إلى المساهمة في صنعه، وذلك بتحفيز السيناريوهات الأفضل، وعبر دعم صناع القرارات والسياسات بالتوجهات والأفكار والاستراتيجيات الجديدة والمبتكرة، التي ترسم ملامح توجهاتهم المستقبلية.

وذكر صالح أن مراكز الفكر طرأت عليها تحولات أخرى، منها التغير في ميزان القوى داخلها وفيما بينها، مبيناً أن السرديات والمقاربات الغربية التي كانت سائدة ومهيمنة لم تعد كذلك، وذلك يصب في صالح ما يمكن أن يُطلق عليه التعددية السردية والمقاربية التي على شفا تفكيك الكثير من الأفكار النمطية، وتسليط الضوء على الكثير من النقاط العمياء في الدراسات حول العالم غير الغربي.

       

التنبؤ بالأزمات

بدوره، أشار صقر الشريف، الباحث ومدير إدارة التدريب والتطوير في «تريندز»، إلى أهمية العمل على تطوير دور مراكز الفكر والبحوث والدراسات، خاصة في التنبؤ المسبق بالأزمات والكوارث المحتملة التي يمكن أن تحدث، وإحاطة صانعي القرار والجهات المعنية بها، حتى يمكن الاستعداد الجيد والاستباقي لها.

وأكد الشريف ضرورة تعزيز التعاون بين مراكز الفكر والبحوث في التعامل مع الأزمات والتحديات المختلفة التي تواجه دول العالم، لتجنب التداعيات الكارثية التي يمكن أن تنجم عنها على الصُّعد كافة، الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.

       

أفكار إبداعية

من جهته، أوضح عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيسي في «تريندز» أن مراكز الفكر والبحوث لا ينبغي لها أن تركز جهودها على توليد المعرفة فقط كما كان يحدث في الماضي، وإنما يتحتم عليها الاهتمام بصورة أكبر بكيفية تفعيل دورها في إحداث التغيير الإيجابي المنشود.

وأضاف أن ذلك يحدث من خلال تخليق الأفكار الإبداعية والمبتكرة، وإيصال نتائج أبحاثها لأكبر عدد ممكن من الناس من خلال تبسيطها، وذلك بهدف خلق ثقافة مجتمعية داعمة للتغيير الإيجابي من جانب، والعمل على تحقيق المردود الكبير والمؤثر لأبحاثهم على عملية صنع القرار ورسم السياسيات، من جانب آخر.

       

مراكز تأثير

أما حمد الحوسني، الباحث في قسم الإسلام السياسي بـ«تريندز»، فيرى أن مراكز الفكر والبحوث، مثل «تريندز» باتت تهتم بصورة أكبر بتطوير نفسها لتصبح مراكز تأثير، وذلك من خلال التوسع في عقد الشراكات مع مراكز الفكر والتنسيق بين بعضها بشكل أفقي ورأسي، والسعي إلى تنمية قدرات باحثيها بشكل مستدام، واستقطاب المتميزين في مختلف المجالات.

وبين الحوسني أن التعاون بين مراكز البحوث والمجتمع المدني ضروري لسد الفجوة بين العلم والسياسة والحياة اليومية، مما يساهم في تحويل الأبحاث المتعلقة بالسياسات العامة من مجرد أفكار إلى واقع ملموس على الأرض.