Insight Image

اتجاهات تطور استخدام “الفواعل من غير الدول” للطائرات المسيرة

29 مايو 2024

اتجاهات تطور استخدام “الفواعل من غير الدول” للطائرات المسيرة

29 مايو 2024

  • كان العام الماضي 2023، هو الأعلى على الإطلاق من حيث عدد حوادث الطائرات بدون طيار، منذ ظهور هذا السلاح للمرة الأولى ضمن ترسانة أسلحة الفواعل من غير الدول. ومع ذلك، فلا يبدو أن هناك إحصاءات كاملة أو دقيقة حول عدد تلك الحوادث وطبيعتها، وذلك نتيجةً لوجود مناطق بأكملها بعيدة تمامًا عن مجال الرصد الدقيق مثل غالبية مناطق أفريقيا جنوب الصحراء، إذ تستخدم فواعل مثل “حركة الشباب” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”ولاية غرب أفريقيا” وغيرها من الجماعات هذا السلاح من حين إلى آخر من دون أن تظهر على قوائم الرصد في الدراسات المعنية بالطائرات بدون طيار.
  • كذلك هناك إشكالات ترتبط بهذا السياق؛ منها على سبيل المثال، أن الفواعل من غير الدول عادة ما تستخدم الطائرات بدون طيار بشكل غير منفصل عن أنظمة الأسلحة الأخرى، وهي تسعى إلى استخدام الطائرات بدون طيار بطرق تعزز أهدافها العملياتية والاستراتيجية.
  • من ناحية أخرى، يستحق استخدام الطائرات بدون طيار اهتمامًا خاصًا نظرًا لعدد من الخصائص التي تميزها:
    • أولها، على عكس الأشكال الأخرى من الأسلحة، ارتبطت القوة الجوية تقليديًا بالدول؛ ومن ثم فإن توظيف فواعل من غير الدول لطائرات بدون طيار يمثل اختراقًا لأحد ركائز سيادة الدولة واحتكارها لحق استخدام نمط متفوق وسيادي من الأسلحة.
    • ثانيها، تتطلب برامج الطائرات بدون طيار خبرات فنية وتكتيكية؛ وبناءً على ذلك، فإن مواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار تتطلب أيضًا تقنيات وتكتيكات محددة من جانب الجيوش والأجهزة الاستخباراتية.
    • ثالثها، تسمح المقارنة التي تركز على نظام أسلحة محدد واستخداماته وسياقاته المختلفة بتقدير دقيق لكيفية دمج الجماعات المختلفة هذه الأسلحة في ترسانتها، وتقدير هذا الخطر ومدى انتشاره. وكذلك كيف يمكن للطائرات بدون طيار تشكيل المواقف الاستراتيجية والسياسية والتكتيكية لهذه الجماعات.
  • لهذه الاعتبارات السابقة، تسعى هذه الورقة المختصرة إلى تقديم تقييم عام للحوادث التي اشتملت على طائرات بدون طيار، خلال الفترة من 2006 وحتى 2023، من حيث العدد والانتشار الجغرافي والجهة المسؤولة عنها ومدى نجاحها في تحقيق هدفها. ثم تحاول الورقة توضيح أبرز تكتيكات الفواعل من غير الدول واتجاهاتهم في استخدام الطائرات بدون طيار، وكذلك إبراز التحديات التي تقف أمام مكافحة هذا السلاح.

أولًا: نظرة عامة على حجم تهديد الطائرات بدون طيار وطبيعته

  • ظهرت “الطائرات بدون طيار” أو “الطائرات المسيرة” لأول مرة ضمن ترسانة سلاح “فاعل من غير الدولة” في 2006. تحديدًا، عندما أطلق حزب الله ثلاث طائرات مسلحة بدون طيار – يُقال إنها تحمل ما بين 40 إلى 50 كيلوغرامًا من المتفجرات – من جنوب لبنان[1]. ومنذ ذلك الحين، تزايد استخدام الفواعل من غير الدول على اختلاف أشكالها ما بين فواعل تمارس الإرهاب أو التمرد أو حتى عصابات إجرامية كبرى في أمريكا الجنوبية.
  • كان عام 2023، هو الأعلى على الإطلاق في الحوادث التي استخدمت فيها فواعل من غير الدول، طائرات مسيرة في هجماتها ليسجل بحسب إحصاء تقرير منشور في فصلية “رؤى حول الإرهاب” في مارس الماضي، 265 حادثًا. بينما بلغ إجمالي عدد الحوادث التي اشتملت على توظيف لفواعل من غير الدول لطائرات بدون طيار، 1122 حادثًا، الغالبية العظمى منها وقعت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (91،3%)[2]. ومع ذلك، فإننا نرجح أن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير، إذ يتجاهل التقرير منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بشكل شبه كامل، ولا يدخل ضمن حساباته توظيف فواعل مثل “حركة الشباب” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” للطائرات بدون طيار في هجماتهما.

شكل (1) عدد الهجمات سنويًا[3]

ومع ذلك، وبناء على الإحصاءات المتاحة حاليًا، يمكن القول إن عام 2023، شهد العدد الأكبر من هجمات الطائرات بدون طيار على الإطلاق. وتمركزت الغالبية العظمى منها في العراق وسوريا وإسرائيل واليمن، وكانت فواعل من غير الدول مثل حماس وحزب الله والحوثيين والميليشيات المختلفة التابعة لإيران مسؤولة عن غالبية الهجمات. بينما ارتبط عام 2017 الذي جاء في المرتبة الثانية من حيث عدد حوادث الطائرات بدون طيار بالمعارك الدائرة بين داعش والقوات المكافحة لها على تباينها، في الرقة والموصل.

  • مناطق تمركز هجمات الطائرات بدون طيار:
  • كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى حد بعيد هي المنطقة التي تحدث فيها معظم هجمات الطائرات بدون طيار لفواعل من غير الدول. إذ وقع خلال الفترة من عام 2006 حتى عام 2023، ما نسبته 91.3% من جميع هذه الهجمات في هذه المنطقة. وكان العراق، هو البلد الذي شهد أكبر عدد من هجمات الطائرات بدون طيار من قِبَل فواعل من غير الدول، بما مجموعه (248) هجومًا، تليه مباشرة المملكة العربية السعودية بـ(223) هجومًا، ويليهما اليمن وإسرائيل.
  • في حين شهد البحر الأحمر وخليج عدن 38 هجومًا بطائرات بدون طيار كانت موجهة ضد سفن في البحر الأحمر، أو تم اعتراضها في البحر الأحمر أثناء توجهها إلى هدف في إسرائيل، منذ أعلنت جماعة الحوثي عن بدء حملتها لاستهداف الملاحة في البحر الأحمر أواخر عام 2023[4].

شكل (2) عدد الهجمات على مستوى مناطق العالم[5]

  • الجماعات الأكثر استخدامًا للطائرات بدون طيار:
  • أما بالنسبة إلى الجماعات الأكثر استخدامًا للطائرات بدون طيار فكانت جماعة الحوثي الأعلى على الإطلاق، إذ كانت مسؤولة عن (431) هجومًا. تليها داعش بمسؤوليتها عن (257) هجومًا. وإجمالًا، فقد كانت الفواعل المسلحة من غير الدول المرتبطة بإيران مسؤولة عن 53.9% من جميع هجمات الطائرات بدون طيار من قِبل الفواعل من غير الدول.

شكل (3) عدد الهجمات بحسب الجماعة المسؤولة عنها[6]

  • أفضت هجمات الطائرات بدون طيار التي نفذها فواعل من غير الدول إلى مقتل 494 شخصًا وإصابة 868 آخرين. وعند هذه النقطة، يبرز حادثان اشتملا على عدد كبير من الضحايا، هما:
    • الهجوم الصاروخي بطائرات بدون طيار للحوثيين على مجمع عسكري يمني في مأرب في 20 يناير 2020، والذي أفضى إلى مقتل 111 جنديًا وإصابة 30 جنديًا.
    • الهجوم بطائرات بدون طيار وصاروخ على كلية عسكرية في حمص، بسوريا، في 5 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 89 وإصابة أكثر من 300.

شكل (4) عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن هجمات بطائرات بدون طيار[7]

  • ومن بين جملة الحوادث التي اشتملت على طائرات بدون طيار على مستوى العالم، نجحت 50.8% من الهجمات بطائرات بدون طيار في ضرب أهدافها، في حين تم اعتراض 37.3% بواسطة الدفاعات الجوية أو وسائل دفاعية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، في 11.9% من الحوادث، لم يكن من الممكن تحديد نتيجة الهجوم من البيانات المتاحة.[8]

ثانيًا: التكتيكات والاتجاهات في استخدام الطائرات بدون طيار

  • تقوم الفواعل من غير الدول بتعديل استخدام الطائرات بدون طيار وفقًا للسياق، وبحسب الهدف من العملية؛ إما تحطيم الهدف أو التجسس عليه وجمع معلومات استخباراتية عنه، أو حتى صناعة دعايات للجماعة أو التنظيم. وعليه، يكون على الجماعة الاختيار بين أنماط متعددة من الطائرات بدون طيار ذات الأجنحة الثابتة، أو تلك التي تحمل متفجرات تنفجر على الأهداف أو بالقرب منها، أو الانتحارية، أو الطائرات بدون طيار من نوع كوادكوبتر المزودة بأربعة دوارات أو أكثر موضوعة أفقيًا، والتي تتمتع بميزة القدرة على التحليق فوق أهداف محددة.
  • في المقابل، هناك عدد من القواسم المشتركة والشائعة في استخدام الفواعل من غير الدول للطائرات بدون طيار، من بين أبرزها؛
  • أولوية استهداف البنية التحتية على مهاجمة المدنيين: تفضل الجماعات المسلحة من غير الدول، على سبيل المثال لا الحصر، الأهداف الصعبة. مثل البنية التحتية للطاقة والشحن الدولي والمطارات الدولية والعواصم بطائرات بدون طيار، لكن الاستهداف المباشر للمدنيين أمر غير شائع إلى حد كبير.
  • مهام الاستخبارات والاستطلاع: تستخدم الفواعل من غير الدول الطائرات بدون طيار للقيام بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. وبناءً على البيانات التي يتم جمعُها تقوم الجماعة أو الفاعل بتحديد أنسب الطرق وتوجيه المهاجمين. فعلى سبيل المثال، أبلغت بعثة الأمم المتحدة في مالي (MINUSMA) بشكل متكرر عن رؤية طائرات بدون طيار قبل وقت قصير من تعرضها لهجوم من قبل حركة الشباب[9].
  • الشرق الأوسط هو المسرح الرئيسي: الغالبية العظمى من هجمات الطائرات بدون طيار التي تشنها الفواعل من غير الدول تحدث في الشرق الأوسط وتشتمل على طائرة واحدة أو بضع طائرات بدون طيار يتم التحكم فيها مركزيًا. ومع ذلك، فإن تقنيات مثل توجيه سرب من الطائرات بدون طيار، حيث تطير ما يصل إلى آلاف الطائرات بدون طيار بشكل مستقل، مع تدخل بشري محدود من خلال الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار المحلية، آخذة في الظهور كتهديد مستقبلي.
  • القتل المتعمد لشخصيات مهمة: يمكن للفواعل من غير الدول استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات القتل المستهدف، والتي تُفهم على أنها القتل المتعمد مع سبق الإصرار لأفراد مختارين. وتوضح محاولة الاغتيال الواضحة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال خطاب عام في عام 2018 بواسطة طائرات بدون طيار صغيرة مسلحة، كيف يمكن للطائرات بدون طيار المصغرة أن تشكل تهديدًا للنظام والسلامة العامة.
  • أغراض دعائية: أخيرًا، يمكن للمكانة والهيبة المرتبطة بامتلاك الطائرات بدون طيار أن تصبح في حد ذاتها هدفًا أساسيًا. إذ تُستخدم الطائرات بدون طيار أيضًا لإنتاج الدعاية من خلال تصوير الهجمات أو التدريب أو الأنشطة الأخرى، والتي يمكن أن تؤدي إلى إضعاف معنويات العدو وإبراز قوة الجماعة أو الفاعل من غير الدولة. وتعدُّ داعش والقاعدة والجماعات التابعة لكل منهما، أمثلة بارزة على هذا الاستخدام.
  • التغيير المستمر في التكتيكات: المثير، أنه كثيرًا ما تُظهِر الجماعات الإرهابية ابتكارًا ملحوظًا في تكتيكاتها ووسائل هجومها. بل يبدو أيضًا أنها خصصت قدرًا كبيرًا من الاهتمام للمراقبة والتعلم من نظرائها. وأظهرت هذه الفواعل القدرة على التكيف مع التغيرات في المواقف الدفاعية واستجابت لها من خلال إجراءات فنية وتكتيكية جديدة.  وهنا يبرز مثال وقع مؤخرًا، عندما قامت “كتائب حزب الله العراقية” بشن هجوم بطائرات بدون طيار على موقع أمريكي في الأردن في 28 يناير، أسفر عن مقتل 3 وإصابة 47 من الجنود الأمريكان. في هذا الحادث، ابتكرت كتائب حزب الله أسلوبًا جديدًا تجنبت بها الطائرة بدون طيار المحملة بالمتفجرات الدفاعات الجوية المتطورة، وتجاوزتها لتصيب الهدف مباشرة. إذ يشير مسؤولون أمريكيون إلى أن المهاجمين ربما قاموا بتحليق طائراتهم بدون طيار عمدًا بالقرب من طائرة أمريكية بدون طيار عائدة من مهمة ما، من أجل الاستفادة من الارتباك بين قوات الدفاع الجوي. أي أنهم استغلوا عدم اليقين بشأن هوية الطائرات بدون طيار لصالحها[10]. هذا الخلط والاستخدام المتعمد لهذا التكتيك يشير إلى ابتكار تكتيكي كبير من قبل الفواعل من غير الدول لتجاوز الدفاعات الجوية المتطورة. وبالنظر، إلى الانتشار الواسع لاستخدام الطائرات بدون طيار في الأغراض العسكرية، فإنه من المتوقع تكرار توظيف هذا الارتباك والتشويش من أجل تنفيذ مزيد من العمليات الناجحة.

ثالثًا: عوائق تقنية وقانونية أمام مكافحة الطائرات بدون طيار

  • بسبب طبيعة الطائرات بدون طيار، من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية مكافحة تهديدها أو إحباط هجماتها. بينما يسهل على الجماعات والفواعل من غير الدول استخدامها. إذ تجعل السرعة المنخفضة والارتفاع من الصعب اكتشافها على الرادار.
  • تبدو الخيارات المتاحة للتغلب عليها (من حيث التكلفة) محدودة. ذلك أنه يمكن تحييد الطائرات المدنية بدون طيار باستخدام القوة النارية التقليدية، إلا أن هذا الرد يكلف عادة أكثر بكثير من تكلفة الأهداف. عند هذه النقطة، نشير إلى تباهي الحوثيين في اليمن بالتكلفة التي تكبدتها الولايات المتحدة لعملية “حارس الرخاء” في البحر الأحمر، ذلك أن تلك التكلفة الباهضة في حد ذاتها دليل على مدى تأثير عملية الحوثيين.
  • وتشمل الخيارات الأخرى استخدام الشباك لالتقاط الطائرات بدون طيار، وأشعة الليزر عالية الطاقة، وأجهزة الميكروويف لتدمير أو تشويش أجهزة استشعار الطائرات بدون طيار، واستهداف مشغلي الطائرات بدون طيار أو القتل المستهدف لكبار قادة الطائرات بدون طيار. لكن الفواعل من غير الدول يبتكرون باستمرار ويتعلم بعضهم من بعض لإيجاد طرق لتحييد التكنولوجيا الحالية المضادة للطائرات بدون طيار، على سبيل المثال من خلال تقليل التوقيع الصوتي للطائرات بدون طيار. علاوة على ذلك، عندما تعمل الطائرات بدون طيار بشكل مستقل، فإن التشويش على الرابط بين الطائرة بدون طيار والمشغل أو رابط القمر الصناعي الخاص بها يكون أقل فاعلية.
  • وقد سلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على مخاطر انتشار الطائرات بدون طيار بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في غياب أطر حوكمة كافية. كذلك، حددت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة انتشار الطائرات بدون طيار بوصفه تهديدًا إرهابيًا رئيسيًا. لكن حتى الآن لم يكن لهذه الجهود تأثير يذكر لأسباب عدة، أبرزها:
    • صعوبة التمييز بين الطائرات العسكرية بدون طيار والطائرات المدنية: عادة تميل الطائرات العسكرية بدون طيار إلى أن تكون أعلى قدرة على التحمل وتكون أكبر من الطائرات المدنية بدون طيار، لكن التمييز بينهما بات غير واضح على نحو متزايد مع التقدم التكنولوجي المستمر. وفي حين تتم قيادة الطائرات بدون طيار تقليديًا عن بعد أو بشكل شبه مستقل، فإن وظائف الملاحة بدون طيار وتحديد الأهداف أصبحت ممكنة بشكل متزايد من خلال الذكاء الاصطناعي. ويواجه تنظيم الطائرات الآلية بدون طيار تحديًا بسبب عدم وجود لوائح محددة متعددة الأطراف لأنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة.
    • محدودية تأثير الآليات متعددة الأطراف: عادةً ما تكون الجماعات المسلحة من غير الدول أقل عرضة للخطر أو أقل قابلية للتأثر بالأدوات التي تعتمدها الدولة لمكافحة المخاطر والتهديدات، مثل العقوبات أو حظر السفر الذي يستخدمه المجتمع الدولي لدعم الأطر التنظيمية الدولية. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد آلية متعددة الأطراف للحد من الأسلحة مخصصة للتصدي بشكل شامل للتهديدات التي تشكلها الطائرات بدون طيار، وعلى الرغم من وجود بعض الآليات الوطنية في كل بلد على حدة لضوابط تصدير الأسلحة، فإنها تختلف من حيث الشكل الرسمي والصرامة، إذ تعمل بعض الدول بشكل صريح أو ضمني على تآكل أنظمة مراقبة الصادرات الحالية لأغراض سياسية أو اقتصادية.
    • صعوبة تتبع مسارات شراء مكونات الطائرات بدون طيار: من الناحية العملية، واجه فرض قيود التصدير على الطائرات بدون طيار تحديات بسبب الاستخدام المزدوج لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار وعدم وجود تمييز واضح بين الطائرات المدنية والعسكرية بدون طيار. ويتفاقم هذا الأمر بسبب الصعوبات في تقييد نشر برامج وخوارزميات تطوير برامج الطائرات بدون طيار وتوجيهها. أيضًا، فإن مسارات الشراء المدنية للطائرات بدون طيار متنوعة ويمكن الوصول إليها من خلال منصات عامة مثل أمازون، مما يجعل من المستحيل تقريبًا التحكم في الاستحواذ على هذه الأدوات، في حين أن الطرق غير المباشرة تجعل من الصعب تتبع مكونات الطائرات بدون طيار. ويرى معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح أنه نظرًا لعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المدنية والعسكرية، فإن التمييز يجب أن يركز على القدرات[11]. علاوة على ذلك، من الممكن أن تركز آليات الحد من الأسلحة على المكونات الرئيسية المرتبطة بالأسلحة، على الرغم من أن الابتكار على أرض الواقع من شأنه أن يشكل تحديًا لفاعلية مثل هذه التدابير أيضًا.

[1] Robert J. Bunker, ‘Terrorist and Insurgent Unmanned Aerial Vehicles: Use, Potentials, and Military Applications.’, Strategic Studies Institute (United States Army War College Press, 2015), available at: https://apps.dtic.mil/sti/pdfs/ADA623134.pdf

(Last time access: May 28, 2024)

[2] Håvard Haugstvedt, “Still Aiming at the Harder Targets: An Update on Violent Non-State Actors’ Use of Armed UAVs”, Perspectives on Terrorism (the International Centre for Counter-Terrorism, Volume XVIII, Issue 1, March 2024), available at: https://pt.icct.nl/sites/default/files/2024-03/Research%20note%20template%202024_Hausgstved_0.pdf

(Last time access: May 28, 2024)

[3] Ibid, p. 134

[4] Ibid, p. 134.

[5] Ibid, p.135.

[6] Ibid, p.136.

[7] Ibid, p.138.

[8] Ibid, p.139.

[9] Maria-Louise Clausen, “Non-state armed groups in the sky: Global regulation fails to address the security risks posed by civilian drones’, DIIS Policy Brief, (Danish Institute for International Studies, April 15, 2024), available at: https://www.diis.dk/en/research/non-state-armed-groups-in-the-sky-global-regulation-fails-to-address-the-security-risks

(Last time access: May 28, 2024)

[10]  Emil Archambault, Yannick Veilleux-Lepage, “Tower 22: Innovations in Drone Attacks by Non-State Actors”, (International Centre for Counter Terrorism, Feb.1, 2024), available at: https://www.icct.nl/publication/tower-22-innovations-drone-attacks-non-state-actors

(Last time access: May 28, 2024)

[11]  Maria-Louise Clausen, “Non-state armed groups in the sky: Global regulation fails to address the security risks posed by civilian drones’, Op- Cit.

المواضيع ذات الصلة