تتبلور فكرة الأخوة الإنسانية في الرابطة العالمية التي تربط كل البشر، فهي تجمع ما فرّقته أنواع التدين المختلفة، أو السياسة، أو الإثنية والعرقية أو الطبقية، فالإنسان أخ للإنسان من حيث الجنس والنوع والكرامة، والكل ينشد العدل والمساواة والكرامة والأمن، والسعادة.
كما أن الأخوة الإنسانية هي التي يمكن أن تحقق التضامن المجتمعي والعالمي في مواجهة تحديات الإنسان المشتركة ودعم السلام المهدد في العالم، وتغيير علاقات الصراع بين الديانات والثقافات والحضارات الكبرى إلى علاقات تقوم على الحوار والتلاقي.
ومنذ اعتمادها مبادرة أممية عقب اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي في 4 فبراير 2019 ، أدت «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» دورًا مهما في تحقيق التقارب بين الثقافات المختلفة، فهي دعوة إلى التآخي بين جميع البشر، وهو أكثر ما يحتاج إليه عالمنا اليوم.
ولكن العالم اليوم يشهد تحوّلات عميقة في بنية العلاقات الدولية، وهذه التحولات ناتجة أساسا عن تحولات أخرى سلبية على رأسها التحولات الديمغرافية والبيئية والاقتصادية، وهكذا كان مرور العالم بثلاث تجارب لها ما قبلها وما بعدها في تاريخ البشرية وهي بترتيب وقوعها: الربيع العربي (2011)، وجائحة كورونا (2019)، والحرب الروسية الأوكرانية (2022)....