تنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام رئيسية ومقدمة وخاتمة يناقش القسم الأول طبيعة التداخل بين الجماعة الدينية والفعل السياسي والطريقة التي أسست بها جماعة الإخوان المسلمين تنظيمها العقائدي، والذي اعتبر سر قوتها ومصدر ضعفها في الوقت نفسه. كما تضمن هذا القسم أيضاً تحليلاً لخطاب الجماعة في فترات التأسيس الأولى الرافض للحزبية، وكيف أنـه اعتمد على برامج التربية الدينية أكثر من الاهتمام بالبرنامج السياسي التفصيلي، وعرض أبرز مفاهيم سيد قطب التي ظلت حاضرة داخل الجماعة.
أما القسم الثاني فعالج التحولات التي أصابت توجهات الجماعة في العقد الأخير من هذا القرن، وتحديداً عقب وصولهم للسلطة في مصر وفشلهم في حكم البلاد، ثم سقوطهم وإنهاء حكمهم في 3 يوليو 2013، وقد عالج هذا القسم أسباب هذا الفشل وكيف أن البنية التنظيمية الدينية المغلقة التي اعتبرت أحد أسباب قوة الجماعة تحولت إلى عامل رئيسي في رفض غالبية الناس لسلطتهم، واتضحت أزمة صيغة الإخوان القائمة على التمسك بجماعة دينية عقائدية مغلقة لديها ذراع أو حزب سياسي تابع هيكلياً للجماعة الدينية، وكيف قامت باتخاذ إجراءات ومواقف سياسية . هي عكس المتعارف عليه في كل التجارب الانتقالية، كما عالج هذا القسم التناقضات في خطاب الإخوان، وكيف تم تركيب الشعارات الثورية التي رفعتها على بنية جماعة محافظة تبعاً لهدف الوصول أو البقاء في السلطة.
أما القسم الثالث فتطرق لقضايا المستقبل، سواء المتعلقة بحدود الحضور السياسي لجماعة الإخوان ومستقبله، وكذلك تحولات الخطاب السياسي لديهم، بالإضافة إلى رؤية مستقبل العنف والعلميات والإرهابية التي مارستها الجماعة طوال الفترة الماضية في مصر، وتضمنت الدراسة أخيراً خاتمة رصدت أهم النتائج المستخلصة وسيناريوهات المستقبل بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين.