Insight Image

دراسة لـ «تريندز»: الهجمات الإرهابية على الكابلات البحرية تنذر بفوضى اقتصادية وتوترات عسكرية عالمياً

16 أغسطس 2024

دراسة لـ «تريندز»: الهجمات الإرهابية على الكابلات البحرية تنذر بفوضى اقتصادية وتوترات عسكرية عالمياً

16 أغسطس 2024

تستعرض دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، التحولات الوشيكة من النشاط الإرهابي المنحسر على الأرض إلى ملامح مستقبل ظاهرة الإرهاب والنشاط الجديد الذي يبدأ من السطح ويتشكل في أعماق البحار، كما تهدف الدراسة إلى استكشاف التهديدات الإرهابية المحتملة لخرائط الأعماق الرقمية، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وحتى السياسية.

وترى الدراسة، التي تحمل عنوان «الإرهاب من أسفل.. تهديد خرائط الأعماق الرقمية»، وأعدها كلاً من الدكتور السيد علي أبوفرحة، الخبير في قسم الدراسات الاستراتيجية، وحمد الحوسني، الباحث في قسم الإسلام السياسي بـ«تريندز»، أن انقطاع شبكة الإنترنت قد يمثل تهديداً جدياً للأمن واستقرار العالم الرقمي، ومن بين السيناريوهات المحتملة لانقطاع شبكة الإنترنت، قطع الكابلات البحرية عن طريق التنظيمات الإرهابية في المستقبل.

وأكدت الدراسة، أن انقطاع الكابلات البحرية بفعل الهجمات الإرهابية يؤدي إلى توقف شامل للخدمات الرقمية على مستوى عالمي، مما يؤدي إلى حدوث فوضى اقتصادية واجتماعية هائلة؛ فقد يسبب هذا تعطلاً للبنوك والشركات والمؤسسات الحكومية، وتوقفاً عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية عبر الإنترنت.

وأشارت أيضاً إلى أن انقطاع الإنترنت قد يؤدي إلى تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الدول، وخاصة إذا كانت الحوادث المتكررة لقطع الكابلات تتم على نطاقٍ واسعٍ وبشكلٍ متعمّد، وقد يتبع ذلك ردود فعل عسكرية؛ ما يزيد من احتمالات حدوث صراعات وتصعيد للنزاعات الدولية.

وتبين الدراسة، أن خارطة الكابلات البحرية تتضمن حوالي 552 كابلاً بحرياً حول العالم، تنقل 95% من بيانات الإنترنت عالمياً، وما يربو على 10 تريليونات دولار من المعاملات المالية يومياً، متحكمة في ذلك في تنفيذ غالبية الأنشطة الاقتصادية العالمية والاتصالات الدبلوماسية والعسكرية، لتُشكل هذه الكابلات مجتمعة خريطة الأعماق الرقمية التي تمثل البنية التحتية للاقتصاد العالمي الراهن.

وتستشهد الدراسة بحادثة انقطاع الكابلات البحرية في البحر الأحمر التي وقعت في شهر مارس 2024؛ والتي أثرت على 25% من حركة البيانات المتدفقة بين آسيا وأوروبا، وجاءت هذه الحادثة في ضوء النشاط الإرهابي الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر؛ ما دعا إلى تشكيل لجان تحقيق لتحديد إذا ما كان حادثاً متعمداً أم عرضياً، واحتمالية صلته بإرهاب جماعة الحوثي، على الرغم من عدم إعلان الأخير مسؤوليته عنه.

وتوضح الدراسة، أن «الحوثي» يمتلك قدرات وإمكانات تمكّنه من تعطيل وقطع وتخريب الكابلات البحرية في منطقة باب المندب، والمقدرة بـ18 كابلاً بحرياً من أهم الكابلات عالمياً وأطولها، خاصة في ضوء عدم احتياج مثل تلك العمليات الإرهابية التخريبية إلى قدرات وإمكانات كبيرة ومعقدة، حيث يمكن تنفيذها بإمكانات بدائية وبسيطة أو بواسطة غواصين منفردين؛ ولكن التساؤل الملح هو إلى أي مدى سيكون رد الفعل الدولي حال تكرار حدوث ذلك، وإلى أي مدى يستطيع «الحوثي» تحمل ردود الأفعال الدولية جراء الخسائر غير المحتملة لهذه العمليات الإرهابية المحتملة؟