ساهم مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أعمال النسخة الـ21 من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» 2025، الذي عقد خلال الفترة من 29 أبريل حتى الأول من مايو 2025، في مركز دبي التجاري العالمي، تحت عنوان «التنمية والمساعدات الإنسانية في عالم تسوده الانقسامات».
وشارك عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيسي، ونائب رئيس قطاع البحوث في مركز تريندز للبحوث والاستشارات في جلسة نقاشية بعنوان: «دور البحث العلمي والتكنولوجيا في التنبؤ والاستجابة للأزمات الإنسانية».
وقال إن الأزمات الإنسانية تشكل تحدياً عالمياً متزايد الأهمية، حيث تنجم عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الكوارث الطبيعية، والصراعات المسلحة، والأوبئة، والنزوح السكاني، وتؤدي هذه الأزمات إلى معاناة واسعة النطاق، وفقدان الأرواح، وتدمير البنية التحتية، وإعاقة التنمية المستدامة.
وذكر أنه في ظل محدودية الموارد، وتزايد حجم وتعقيد هذه الأزمات، يصبح البحث عن حلول مبتكرة وفعّالة لتقديم المساعدة الإنسانية أمراً ضرورياً، وانطلاقًا من ذلك، برز الذكاء الاصطناعي كتقنية تحويلية لديها القدرة على إحداث ثورة في مختلف القطاعات؛ إذ أضحى من العسير القول إنه يوجد قطاع يخلو من إدماج الذكاء الاصطناعي، بدرجة أو بأخرى في منظومته، بما في ذلك قطاع الاستجابة للأزمات الإنسانية.

التنبؤ بالمشكلات المستقبلية
وأشار الشحي إلى أنه على الرغم من وجود استراتيجيات تقليدية للتعامل مع الأزمات الإنسانية؛ إذ حقق المجتمع الدولي خبرات متراكمة ومعتبرة في هذا المجال، سواء على مستوى الدول أو المنظمات الدولية منذ عقود، فإن التكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي أثبتت قدرتها على تحسين الاستجابة بشكل ملحوظ، فمن خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي يتمكن القائمون على إدارة الأزمات من التنبؤ بالمشكلات المستقبلية، وتحليل البيانات الضخمة، وتوزيع المساعدات بشكل أكثر دقة وفاعلية.
وبين أنه مع التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يلعب هذا المجال دوراً متزايد الأهمية في تحسين الاستجابة الإنسانية للأزمات والكوارث، ومن بين أهم التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في الأزمات الإنسانية تحسين قدرات التنبؤ بالأزمات، من خلال تطوير خوارزميات أكثر تعقيداً وقادرة على تحليل البيانات في الوقت الحقيقي، يمكن تعزيز دقة التنبؤ بالكوارث الطبيعية والصراعات الإنسانية؛ ما يتيح استجابة مبكرة أكثر كفاءة.

تحسين سلاسل التوريد
وأوضح عبدالعزيز الشحي أنه يمكن توسيع استخدام الروبوتات والطائرات المسيّرة في مهام البحث والإنقاذ، وتقديم المساعدات إلى المناطق، التي يصعب الوصول إليها، مما يساهم في تقليل المخاطر على العاملين في المجال الإنساني، إلى جانب تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التكيف مع البيئات المعقدة والمتغيرة في أثناء الأزمات، مما يساعد في اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة، بناءً على البيانات المستجدة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في تحسين عمليات إدارة المخزون، وسلاسل التوريد، وتوزيع المساعدات الغذائية والدوائية، بناءً على تحليلات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجاً بكفاءة أكبر.

حلول مبتكرة وسريعة
واختتم الشحي حديثه بالتأكيد أن الذكاء الاصطناعي أداة محورية في تحسين استجابة الأزمات الإنسانية، حيث يساهم في تقديم حلول مبتكرة وسريعة من خلال تحليل البيانات، والتنبؤ بالأزمات، وتوزيع المساعدات بكفاءة، ولكنّ هذا النجاح يتطلب التغلب على التحديات التقنية والأخلاقية؛ لضمان تحقيق العدالة والكفاءة في تقديم المساعدات الإنسانية، مبيناً أنه من أجل تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للأزمات، من الضروري للحكومات تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، بالإضافة إلى تطوير أطر قانونية تنظيمية تُحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإنساني.

جناح معرفي خاص
وفي سياق متصل، شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في معرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» 2025، المصاحب للمؤتمر، حيث عرض في جناحه المعرفي الخاص رقم «N12» سلسلة واسعة من الكتب والبحوث والدراسات المتنوعة.

وحظيت إصدارات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي بإقبال كبير من المتخصصين والمهتمين بالشأن الإنساني، كما لقيت البحوث والدراسات التي تناقش قضايا الأمن الإنساني والتغير المناخي والهجرة والصراعات المسلحة والأوبئة، إعجاب رواد المعرض، الذين ثمنوا مضمونها الوازن وتحليلها الدقيق واستشرافها لمستقبل القضايا الإنسانية.

