يُشكّل التعليم حجر الزاوية في تحقيق التنمية الشاملة وبناء مستقبل مستدام للمجتمعات ومع التطور السريع في متطلبات سوق العمل والاحتياجات المجتمعية، أصبح من الضروري أن تتحلى الأنظمة التعليمية بمرونة استراتيجية تستجيب لهذه التحديات، وتمكّن الأجيال الناشئة من اكتساب المهارات والمعارف اللازمة لتحقيق النجاح في عالم متغير. في هذا السياق تأتي سلسلة «سد الفجوات التعليمية وبناء المهارات التقارير الاستراتيجية لصناع القرار التربوي لتوفير إطار متكامل يضع بين أيدي القيادات التربوية الأدوات التحليلية والتوصيات العملية اللازمة لتطوير أنظمة تعليمية قادرة على مواجهة التحديات المستجدة وبناء جيل من المتعلمين المتكاملين أكاديمياً ومهاريا.
على مدار العقود الماضية، شهد العالم العربي جهودا متعددة للإصلاح التعليمي، بدءًا من تحديث المناهج وتدريب المعلمين، ووصولا إلى بناء مؤسسات تعليمية متطورة. ومع ذلك تظهر الدراسات أن العديد من هذه الجهود لم تحقق الأثر المستدام المرجو بسبب افتقارها إلى استراتيجية طويلة الأمد، أو لضعف في آليات التنفيذ والمتابعة. من هنا جاءت هذه السلسلة لتكون مرجعا يُرشد صانع القرار نحو مسار إصلاحي فعّال ومتكامل، يستند إلى أحدث الأبحاث العالمية. ويوظف التجارب الناجحة ضمن إطار مصمم خصيصًا لتلبية احتياجات الأنظمة التعليمية في العالم العربي.
تهدف السلسلة إلى دعم صناع القرار التربوي في وضع سياسات إصلاحية تعليمية شاملة، تُعنى بتعزيز الجودة التعليمية وسد الثغرات من خلال تقديم تحليل مدروس لكل عنصر من عناصر الإصلاح، وصياغة توصيات تبنى على أسس علمية توازن بين النظرية والتطبيق. وبالاستناد إلى تجارب عالمية وتقارير دولية محدثة، تُقدّم السلسلة رؤى مستنيرة تأخذ في اعتبارها المتغيرات الإقليمية لتكون بذلك مرجعًا يربط بين الخبرة العالمية والمعطيات المحلية، وتمكّن صانع القرار من اتخاذ قرارات تربوية استراتيجية، تحدث الأثر الإيجابي المأمول على التعليم في العالم العربي.
في كل إصدار، تركز السلسلة على دراسة موضوع محوري في الإصلاح التعليمي لتضع بين يدي صنّاع القرار تحليلا عميقًا مبنيا على أحدث الدراسات العالمية والتجارب الميدانية، مع مواءمتها للسياق العربي، بما يُراعي الخصوصية الثقافية، والتحديات المحلية