-جلسة حوارية حول تطوير التعليم وتعزيز التنافسية والهوية

لليوم الثامن على التوالي، يواصل جناح “تريندز” في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 استقطاب أعداد كبيرة من الزوار من مختلف الخلفيات والاهتمامات.

ويعود هذا الإقبال الملفت إلى التنوع والغنى الذي يقدمه الجناح من خلال طيف واسع من الكتب الأصيلة والمترجمة التي تغطي مختلف المجالات المعرفية، بالإضافة إلى البحوث والدراسات المتعمقة التي يُعدها المركز.

وقد زار االجناح كل من الشيخ زايد بن نهيان بن زايد آل نهيان، حيث تعرف على مبادرات المركز الداعمة للشباب، من خلال التدريب والتطوير المستمر لمهاراتهم وتنمية قدراتهم الإبداعية.

كما زار الجناح أيضا الشيخة روضة بنت نهيان بن زايد آل نهيان، واطلعت على مجموعة متنوعة من الإصدارات المعرفية المهمة للمركز، من بينها كتاب “عصر اللؤلؤ.. من الفقر إلى الازدهار” الذي يستعرض مرحلة محورية في تاريخ المنطقة، وسلسلة “الباحث الصغير” التي تهدف إلى غرس حب البحث والاستكشاف في النشء.

كما تفقد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، جناح «تريندز» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، واطلع على أبرز الإصدارات البحثية والعلمية الموقعة حديثاً، مشيدا بتصميم الجناح وتسليطه الضوء على حقبة اقتصادية شكلت رؤية للمستقبل. كما شهد معاليه توقيع كتاب سعادة محمد الكويتي رئيس مجلس الامن السيبراني لكتابة الجديد الذي أصدره تريندز .

جلسة حوارية حول تطوير التعليم وتعزيز التنافسية والهوية

وفي سياق فعاليات المعرض، نظم مركز “تريندز” في جناحه جلسة حوارية بعنوان: “نحو تعليم يعزز التنافسية العالمية ويحترم الهوية المحلية”. وقد شهدت الجلسة توقيع الإصدار الأول من سلسلة تقارير استراتيجية تربوية تحت عنوان: “المواءمة الاستراتيجية للمناهج: نحو تعليم يعزز التنافسية العالمية ويحترم الهوية المحلية”، ضمن سلسلة “سد الفجوات التعليمية وبناء المهارات”.

واستضافت الجلسة الدكتورة كريمة مطر المزروعي، المستشارة في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، التي قدمت رؤية تحليلية معمقة حول أهمية تطوير المناهج التعليمية بما يواكب متطلبات التنافسية العالمية مع الحفاظ على الهوية الثقافية المحلية. وأدارت الحوار بكفاءة الأستاذة العنود المرر، مستشارة قطاع التدريب في معهد تريندز الدولي، التي أشادت بالدكتورة المزروعي وبمساهماتها القيمة في مجال التربية.

وخلال النقاش، استعرضت الدكتورة كريمة دوافع إعداد هذه السلسلة البحثية، مؤكدة أنها جاءت لسد فجوة مهمة بين السياسات التعليمية والتغيرات المتسارعة التي تشهدها الأنظمة التربوية عالمياً. وأوضحت أن السلسلة تمثل أداة عملية لصناع القرار التربوي لإعادة تصميم المناهج بطريقة متوازنة تراعي متطلبات سوق العمل المتغيرة وتحافظ على جوهر الهوية الوطنية والقيم الأصيلة.

كما تناولت الدكتورة أبرز الخلاصات التي توصل إليها التقرير الأول، مشيرة إلى ضرورة وضع إطار وطني مرن لتطوير المناهج التعليمية، وأهمية تعزيز دور المعلم باعتباره محوراً أساسياً للتغيير والإصلاح في العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، أوصى التقرير بتبني نموذج شراكة مستدامة وفعالة بين المؤسسات التعليمية والمجتمع بمختلف قطاعاته.

وفي إجابتها على سؤال حول العنصر الأهم في العملية التعليمية، أكدت الدكتورة المزروعي أهمية التكامل بين المعلم والطالب والمنهج، مشيرة إلى أنهم يشكلون منظومة لا يمكن فصل أجزائها. ومع ذلك، أكدت أن المنهج يظل الركيزة الأساسية التي تنطلق منها جميع جهود الإصلاح والتطوير، كونه يحدد الأهداف والمضامين والوسائل التعليمية.

عقب الجلسة الحوارية المثمرة، جرى توقيع النسخ الأولى من الكتاب في جناح “تريندز”، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن التربوي والأكاديمي والإعلاميين، مما يعكس الأهمية التي يحظى بها هذا الإصدار والقضايا التي يتناولها.