أكد مركز تريندز للبحوث والاستشارات أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً رائداً في مكافحة التطرف ونشر ثقافة التسامح والاعتدال، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة وجهودها المتواصلة لتعزيز الحصانة الفكرية وترسيخ قيم الولاء والانتماء.

جاء ذلك خلال مداخلة قدمها نيابة عن الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، الأستاذ محمد السالمي، الباحث الرئيسي ورئيس قطاع البحث العلمي في المركز، وذلك ضمن فعاليات “مجلس أم غافة” الفكري الذي عُقد يوم 24 مايو 2025 تحت عنوان “النخوة الفكرية”.
وفي المداخلة، أوضح السالمي أن مفهوم “النخوة الفكرية” يشكل بعداً نوعياً للأمن الفكري، حيث ينطلق من القيم الإماراتية الأصيلة مثل الشهامة والمروءة وتحمل المسؤولية، التي نشأ عليها المجتمع الإماراتي وسعت القيادة الرشيدة إلى ترسيخها، مضيفاً أن هذه النخوة الفكرية توفر مناعة فكرية للشباب والمجتمع ضد الأفكار المنحرفة والتطرف.

وسلطت المداخلة الضوء على التحديات الثلاثة الكبرى التي تواجه الأمن الفكري في المنطقة، والمتمثلة في الفكر المتطرف الذي تتبناه الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، والأفكار الوافدة التي تروج للانحراف عن القيم الدينية والأخلاقية، والحملات الإعلامية المغرضة التي تستهدف صورة الدولة في الخارج.
وأكد السالمي رؤية “تريندز”، مشيراً إلى أن الحصانة الفكرية هي صمام الأمان لمواجهة هذه التحديات، وأن دولة الإمارات تتصدر الجهود العالمية من خلال تشريعات صارمة، ومناهج تعليمية تعزز قيم الاعتدال والانتماء، ومبادرات مؤسسية متعددة تهدف إلى ترسيخ ثقافة التسامح والانفتاح.

كما استعرض السالمي الدور الريادي الذي يقوم به مركز “تريندز”، من خلال شراكات بحثية دولية، ودراسات تحليلية معمقة لتفكيك الأيديولوجيات المتطرفة، أبرزها “موسوعة جماعة الإخوان المسلمين” التي تتكون من 35 كتاباً، نُشر منها 14 حتى الآن، تُرجم معظمها إلى 15 لغة عالمية. وأشار إلى مشاركة المركز في محافل بحثية دولية، وتواصله مع برلمانات العالم لحشد المواقف ضد الإرهاب، وتنظيمه لندوات وحوارات فكرية تسهم في تحصين الشباب وتعزيز وعيهم الفكري.

واختتم السالمي المداخلة بالتأكيد على أن مواجهة التطرف مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، وتشمل جهود الباحثين والمفكرين والمراكز البحثية، مشيراً إلى التزام مركز “تريندز” بمواصلة دوره الحيوي في بناء الوعي وتعزيز الأمن الفكري في الإمارات والعالم.