Insight Image
Snapshot Image

سناب شوتس

خيارات إيران المحدودة للرد على الهجمات الأمريكية

22 يونيو 2025

شَنَّتْ الولايات المتحدة بالقاذفات الاستراتيجية بي 2 وصواريخ توماهوك هجمات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية (فوردو ونطنز وأصفهان) في الساعات الأولى من يوم 22 يونيو 2025. هذه الهجمات تطرح تساؤلات عدة حول طبيعة الخيارات المتاحة أمام إيران للرد على هذه الهجمات الأمريكية. وبشكل عام، ورغم إطلاق دفعتين صاروخيتين إيرانيتين، قوامهما نحو 27-30 صاروخًا باليستيًّا، تجاه إسرائيل عقب الهجمات الأمريكية، فإنّ خيارات إيران تظل محدودة. وفيما يلي تقييم الخيارات المتاحة أمام طهران:

الخيار الأول- الرد الانتقامي باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز: وهذا الخيار غير مُرجح؛ لأنه سوف يضع إيران مباشرةً في حالة صراع مع الولايات المتحدة، التي أكدت على لسان كبار مسؤوليها وعلى رأسهم ترامب أن “أي رد انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة”. كما أن هذا السيناريو سيضع إيران في حالة عداء مع الدول المستضيفة للقواعد والتسهيلات العسكرية الأمريكية، وهو ما تسعى طهران إلى تجنبه، في ضوء أنّ الهجمات الأمريكية لم تنطلق من هذه القواعد ولم تستخدم هذه التسهيلات. هناك أيضًا موضوع إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو أمر أعلن البرلمان الإيراني أنه فوض القوات المسلحة بالفعل باللجوء إليه، وهذه الأمر من شأنه أن يضع إيران في مواجهة العالم ككل؛ بالنظر إلى أهمية المضيق كممر لتجارة النفط والطاقة العالمية، وسيكون حلفاء إيران هم أكثر من يتضرر منه وليس الولايات المتحدة.

الخيار الثاني- العودة للتفاوض وفقًا لمقترح الاتفاق الأمريكي (-الإسرائيلي) بشأن البرنامج النووي: ويعني ذلك أن تقبل إيران استئناف المفاوضات -سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة- مع الولايات المتحدة، بُغْيَة توقيع اتفاق نووي جديد. وقد عبر الرئيس ترامب صراحةً أن الهجمات الأمريكية انتهت، وأنّ الوقت حان لأن يقوم القادة الإيرانيون بصنع السلام. كذلك، دعا القادة الأوروبيين إيران إلى الانخراط مباشرة في مفاوضات دبلوماسية مع الولايات المتحدة وإسرائيل لوضع نهاية لهذا الصراع. والواقع أن قبول إيران باستئناف المفاوضات بالشروط الأمريكية يعني قبولها بعدم تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، ووضع قيود على برنامجها الصاروخي الباليستي، وكذلك فك الارتباط بينها وبين حلفائها أو وكلائها في المنطقة، وكلها أمور يصعب على طهران القبول بها على الأقل في الوقت الراهن.

الخيار الثالث والأكثر ترجيحًا هو الرد المحدود: من خلال الاستمرار في توجيه الضربات الجوية (بالطائرات المسيّرة) والصاروخية إلى إسرائيل، مع رد الأخيرة على هذه الضربات بمهاجمة المواقع النووية ومواقع إنتاج وإطلاق الصواريخ الباليستية وغيرها. وقد يستمر هذا السيناريو لفترة قصيرة، حتى يتم تدخل طرف ثالث -مثل روسيا أو الصين- لوقف إطلاق النار.