دعت ندوة بحثية نُظمت في الجمعية الوطنية الكورية إلى اعتماد سياسة خارجية واقعية تجاه منطقة الشرق الأوسط، ترتكز على المصلحة الوطنية لكوريا الجنوبية وتستجيب للتحولات المتسارعة في المنطقة.
جاء ذلك في ندوة رفيعة المستوى عقدت برعاية ودعم مكتب تريندز للبحوث والاستشارات في كوريا، حول توجهات سياسة إدارة الرئيس الكوري الجديد “لي جاي ميونغ” تجاه الشرق الأوسط ” وذلك في قاعة الاجتماعات الخامسة بمبنى مكاتب أعضاء الجمعية الوطنية، بالتعاون مع النائب هونغ كي-وون، وجمعية كوريا-العالم العربي، ومركز دراسات الشرق الأوسط والإسلام في معهد الأبحاث الآسيوية بجامعة كوريا.
وأكد المشاركون في الندوة، أهمية التحول من النظرة التقليدية للمنطقة كمصدر للطاقة أو كسوق فقط، إلى شراكة استراتيجية قائمة على التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة.
وفي الكلمة الافتتاحية، أشار كيم تشانغ-مو، الأمين العام لجمعية كوريا-العالم العربي، إلى أن تعقيدات المشهد الإقليمي تتطلب من كوريا اتباع نهج دبلوماسي متوازن يعكس مكانتها العالمية المتقدمة.
من جانبه، شدد النائب هونغ كي-وون على أن الشرق الأوسط لطالما كان مهماً، لكن لم ينل ما يستحقه من الاهتمام في السياسة الكورية، مضيفاً أن هذه الندوة تمثل فرصة لإعادة تقييم هذا التوجّه، لا سيما مع بداية ولاية إدارة الرئيس لي. وتحدث في الندوة لي جين-هان، مدير معهد الأبحاث الآسيوية، مؤكداً أهمية إطلاق مبادرات فكرية طارئة لمواكبة التحديات التي تطرأ في الشرق الأوسط، بهدف مساعدة صنّاع القرار في بلورة سياسة أكثر فاعلية. وفي كلمته الرئيسية، وصف السفير السابق يون كانغ-هيون الشرق الأوسط بأنه محور حيوي يربط ثلاث قارات، يتمتع بإمكانات تنفيذية واقتصادية كبيرة. ودعا إلى صياغة دبلوماسية مستقلة تجاه كل منطقة، وتجاوز الاتفاقات الشكلية نحو تعاون فعلي، وتعيين مبعوثين خاصين للمناطق ذات الأولوية، وتعزيز التبادل الشعبي والثقافي.
أما في الشق الاقتصادي، فلفت الدكتور لي كوان-هيونغ، كبير الباحثين في معهد KIEP، إلى ضرورة الحد من الاعتماد على قطاع الطاقة، واقترح توسيع التعاون إلى قطاعات جديدة، إضافة إلى تسريع التصديق على اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي، ودعم انخراط كوريا في ممر الهند–الشرق الأوسط–أوروبا (IMEC)، والدعوة إلى عقد قمة كورية–شرق أوسطية.
وشارك في النقاشات عدد من السفراء والخبراء، من بينهم: ما يونغ-سام، السفير السابق لدى إسرائيل، بارك جون-يونغ، السفير السابق لدى السعودية، كيم دوك-إيل، مدير قسم الاقتصاد السياسي في جامعة كوريا، كيم جونغ-دو (موسى)، مدير مكتب تريندز للبحوث والاستشارات في كوريا.
وقد خلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، أبرزها: ضرورة تعزيز برامج المساعدات التنموية الرسمية (ODA)، وتطوير دبلوماسية قائمة على الثقة، وإنشاء مؤسسة بحثية متخصصة تُعنى بدراسة شؤون الشرق الأوسط من منظور استراتيجي طويل الأمد.