Insight Image

دراسة لـ”تريندز” تحلل التحديات العالمية المتنامية وتأثيرها المعقد على مستقبل الشرق الأوسط

18 يوليو 2025

دراسة لـ”تريندز” تحلل التحديات العالمية المتنامية وتأثيرها المعقد على مستقبل الشرق الأوسط

18 يوليو 2025

ذكرت دراسة حديثة صادرة عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين يشهد توسعاً غير مسبوق في التحديات، مما يضع ضغطاً هائلاً على آليات الحوكمة العالمية وهياكل القوة القائمة.

وأوضحت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان “تحديات النظام الدولي ومستقبل الشرق الأوسط”، وأعدها الباحث الرئيسي محمد الظهوري، مدير إدارة الدراسات السياسية المتقدمة في “تريندز”، أن هذا التوسع لا يقتصر على نوع واحد من التحديات، بل يشمل طيفاً واسعاً من القضايا المعقدة والمتشابكة. فمن جهة، هناك التحول في طبيعة الفاعلين على الساحة الدولية، حيث لم تعد الدول هي الوحيدة المؤثرة، بل برزت الشركات التقنية العملاقة كجهات فاعلة تمتلك قوة هائلة في تشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات، فضلاً عن تأثير الشخصيات المؤثرة، مثل إيلون ماسك، الذي أصبحت خدماته الفضائية (ستارلينك) ذات أهمية استراتيجية في مناطق النزاع.

ومن جهة أخرى، تشير الدراسة إلى تصاعد سباق التسلح العالمي، مع التركيز على الأسلحة المتقدمة كالصواريخ الفرط صوتية، وتراجع الاتفاقيات الدولية للحد من التسلح. ويتفاقم هذا التحدي مع الانتشار النووي، حيث تقوم الدول المسلحة نووياً بتحديث وتوسيع ترساناتها، مما يهدد الاستقرار العالمي والإقليمي، لا سيما في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف بشأن البرنامجين الإيراني والإسرائيلي.

كما أكدت الدراسة مخاطر عسكرة الفضاء، حيث أصبح الفضاء بعداً حيوياً للتنافس العسكري، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الصراعات المستقبلية وحماية الأصول الفضائية الحيوية. ويظل الإرهاب تهديداً مستمراً، خاصة في المناطق التي تعاني ضعف الحوكمة والنزاعات المستمرة كالشرق الأوسط، حيث تستغل الجماعات المتطرفة هذه الظروف لتوسيع نفوذها.

وتتناول الدراسة الآثار الجيوسياسية لتغير المناخ كتهديد وجودي، حيث تؤدي ندرة الموارد والكوارث الطبيعية إلى تفاقم النزاعات القائمة وظهور نزاعات جديدة، مع تأثيرات مباشرة على خرائط العالم وتغير مسارات التجارة.

وأوضحت الدراسة أن هذه التحديات المتوسعة تحدث في سياق نظام دولي لا يزال، بحسب الدراسة، أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة، على الرغم من تنامي نزعات التعددية القطبية مع صعود قوى، مثل الصين وروسيا والهند. وفي هذا السياق المعقد، يبرز الشرق الأوسط كنموذج حي تتجلى فيه هذه الديناميكيات العالمية. فأهمية المنطقة الدينية والاقتصادية (النفط والغاز، والممرات الملاحية الحيوية كقناة السويس ومضيق هرمز) تجعلها بؤرة للتنافس الدولي والصراعات الإقليمية التي تتفاعل بشكل مباشر مع التحديات العالمية.

وخلصت الدراسة إلى أن مستقبل الشرق الأوسط والنظام الدولي ككل سيعتمد بشكل كبير على كيفية استجابة القوى الكبرى لهذه التحديات المتنامية. فالقدرة على التكيف، وتعزيز التعاون الدولي، وإيجاد حلول مبتكرة للتهديدات الأمنية والبيئية والاقتصادية، هي التي ستحدد ملامح الاستقرار في المنطقة والعالم.