نبذة عن الندوة:

في العقود السبعة الأخيرة، ونتيجة لازدهار التصنيع على امتداد الخريطة العالمية، تسارعت وتيرة التغيرات المناخية السلبية على سطح الكرة الأرضية بمعدلات عالمية غير مسبوقة. فوفقا لأحدث تقارير الأمم المتحدة، زادت بشدة انبعاثات الكربون في الهواء، وارتفعت درجة حرارة العالم فوق المستويات العادية، ووصل مستوى الجليد في القطب الشمالي لحدود شديدة الانخفاض، وارتفع مستوى منسوب سطح البحر بمعدل قياسية، واضطراد الزيادة في درجة حرارة محيطات العالم. وقد تركت هذه التغيرات العاصفة بالمناخ العديد من الآثار على صعيد النمو الاقتصاد العالمي، وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية بين دول وأقاليم العالم.

والسؤال الرئيسي الذي ستحاول هذه الندوة الإجابة عليه يدور حول الآثار المحتملة للتغيرات المناخية على النمو الاقتصادي العالمي واستدامته في المستقبل. فنتيجة لارتفاع تكاليف مكافحة الأنشطة الاقتصادية المسببة لهذه التغيرات المناخية، تم تطوير العديد من السياسات المحلية، وظهرت العديد من الترتيبات الإقليمية والعالمية الداعمة لمكافحة التغيرات المناخية. وبهدف الوقوف على كفاءة وفاعلية هذه السياسات والترتيبات، سواء في مكافحة التغيرات المناخية أو في دعم النمو الاقتصادي العالمي المستدام، تأتي أهمية موضوع هذه الندوة فضلا على أهمية توقيتها. ذلك أن السياق العالمي الراهن، ومعاناة الاقتصاد العالمي من تبعات جائحة كوفيد-19، فاقمت التحديات والعقبات التي تواجه مولدات النمو الاقتصادي العالمي، وأضعفت من سياسات وترتيبات مكافحة التغيرات المناخية.