د. كريمة مطر المزروعي، إحدى الشخصيات القيادية الأكثر تأثيرًا في مجال التعليم على المستويين المحلي والدولي، تتمتع بخبرة تتجاوز العشرين عاما في قيادة إصلاح التعليم، ووضع السياسات التربوية، وإدارة التحولات المؤسسية. وتطوير المناهج، وتدريب المعلمين، ومبادرات مكافحة الفكر المتطرف من خلال التعليم. شغلت مناصب رفيعة في مؤسسات حكومية وأكاديمية، وأسهمت بفاعلية في إعادة تشكيل السياسات التعليمية، عبر مشاريع استراتيجية عززت جودة التعليم وربطته بالمعايير العالمية، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية.
اضطلعت د. كريمة المزروعي بأداء دور محوري في تأسيس مشروعات إصلاحية كبرى وتنفيذها منها مشروع «التربية الأخلاقية»، الذي تم دمجه في المناهج الدراسية لتعزيز قيم التسامح والانفتاح الثقافي، وبرنامج تعزيز اللغة العربية والثقافة والقيم، وتصميم حقائب وطنية كحقيبة «ألفباء الإمارات». مثلما قادت تطوير المناهج التكاملية في الدراسات الاجتماعية بالتعاون مع ناشيونال جيوغرافيك. وكان لها دور فاعل في تصميم نظم تقييم وطنية ودولية تربط بين الكفاءات التعليمية ومتطلبات سوق العمل: ما أسهم في تحسين مخرجات التعليم وتعزيز القدرة التنافسية للطلاب في الاختبارات العالمية مثل PISA و TIMSS
تولت رئاسة العديد من اللجان الوطنية والإقليمية المعنية بتطوير التعليم. فقد كانت عضوا بارزا في اللجنة الوطنية لحوكمة المناهج، واللجنة الوطنية المعايير تقييم التعليم، واللجنة الوطنية للاختبارات الدولية، ولجنة تطوير المعايير المهنية للمعلمين، كما ترأست فرق عمل وطنية لإعادة هيكلة نظام التقييم والاعتماد الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي. وعلى المستوى الدولي قادت شراكات استراتيجية مع جامعات ومؤسسات بحثية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، وأسهمت في تنفيذ برامج تبادل أكاديمي أثرَتْ تجربة آلاف الطلاب والمعلمين، فضلا عن مشاركتها في صياغة سياسات التعليم المستقبلية في لجان عالمية، مع منظمات مثل اليونسكو والبنك الدولي.
إضافة إلى ذلك، شغلت منصب رئيسة منظمة تربويون بلا حدود» في جنيف، إذ أشرفت على تنفيذ مشاريع تعليمية تهدف إلى دعم التعليم في المناطق المتأثرة بالنزاعات والفقر، وإعداد استراتيجيات تدريب المعلمين وتأهيلهم في الدول النامية. وأسهمت في إطلاق مبادرات تدعم إدماج التكنولوجيا في التعليم، وتعزيز التعليم الرقمي، وضمان وصول المعرفة إلى الفئات المحرومة ما جعلها رمزًا في استخدام التعليم كأداة رئيسية للتنمية المجتمعية والنهضة الاقتصادية.
أما في مجال البحث العلمي، فقد نشرت ما يربو على 30 دراسة أكاديمية محكمة. و 4 كتب مرجعية، تناولت قضايا محورية مثل حوكمة التعليم، وتطوير المناهج القائمة على الكفاءات، والتقييم الذكي باستخدام البيانات الضخمة، والقرائية وتحديات تعليم اللغة. وأسهمت أبحاثها في توجيه استراتيجيات وطنية وإقليمية نحو تعليم أكثر فاعلية واستدامة.
بفضل سجلها الحافل بالإنجازات، أصبحت د. كريمة المزروعي من أهم الشخصيات التربوية التي أسهمت في صياغة وتنفيذ سياسات تعليمية على المستوى الوزاري، فقد قدمت استشارات استراتيجية لصناع القرار التربوي وأسهمت في رسم خريطة طريق لإصلاح التعليم في المنطقة العربية. ويمثل هذا التقرير خلاصة رؤية استشرافية وخبرة تنفيذية عميقة، تستند إلى التجارب الميدانية والبحث الأكاديمي ما يجعله مرجعًا أساسيا لصناع القرار، والباحثين. والممارسين التربويين، الساعين إلى إحداث تحول جذري في منظومات التعليم.
وقد أثرت «المزروعي»، المكتبة العربية ببعض المؤلفات الخاصة بتطوير التعليم من بينها: