شهدت العاصمة الهولندية أمستردام أحداثًا مثيرة للجدل قبل وأثناء وبعد مباراة كرة القدم بين فريقي أياكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي، حيث شهدت المباراة مواجهات عنيفة بين مشجعين إسرائيليين وعرب، وذلك ما حوَّل الفعالية الرياضية إلى مشهد من الصراع السياسي العميق المرتبط بالقضية الفلسطينية والحرب في غزة. وقد ألقت الاشتباكات بظلالها على المدينة التي أصبحت مسرحًا للتوترات السياسية والدينية التي تنبع من سياقات الصراع في الشرق الأوسط وتنعكس على الساحة الأوروبية، خصوصًا مع تزايد الوعي الشعبي حول ما يحدث في المنطقة.
ويهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على محاولة بعض الأطراف استغلال أحداث أمستردام لتعزيز روايات دينية ودفعها لتصبح قضية تحريض ضد العرب والمسلمين في أوروبا. ويستعرض التقرير الأساليب المختلفة المستخدمة في هذه المحاولة، بما في ذلك استخدام اللغة الدينية في التغطية الإعلامية، وتكرار مفاهيم “معاداة السامية”، واستدعاء دعم الشخصيات الدولية لتعزيز هذا التوجه. والهدف من هذا التحليل هو توضيح كيف يمكن للأحداث الرياضية أن تُستغل كأداة لإعادة توجيه الصراعات السياسية، والتحذير من خطورة هذا التوجه في خلق انقسامات داخل المجتمعات الأوروبية.
أولًا- بداية الأحداث وتصاعد التوترات
بدأت التوترات في أمستردام عندما أقدم عدد من مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي على إنزال علم فلسطيني كان مرفوعًا على أحد المباني وتمزيقه، إضافة لشغب الجماهير الإسرائيلية التي استفزت سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصل عربي وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية وتقارير إعلامية محايدة، وذلك ما أثار استياء وغضب الجالية العربية في المدينة[1]. وقد تسببت هذه الحادثة في تفجير شرارة من الاستفزاز والغضب بين الطرفين؛ حيث وقعت صدامات عنيفة نتجت عنها إصابة مشجعين إسرائيليين في مناطق مختلفة في العاصمة الهولندية وفقًا للسلطات في أمستردام[2].
ولم تقتصر الأفعال الاستفزازية على إنزال العلم الفلسطيني فحسب، بل تضمنت أيضًا رفض المشجعين الإسرائيليين الوقوف دقيقة صمت حدادًا على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية، حيث أشعلوا الألعاب النارية في مشهد أثار استهجان العديد من الهولنديين والعرب المقيمين. وقد اعتبر البعض هذا التصرف ردًّا على موقف إسبانيا الداعم للقضية الفلسطينية والمناهض للحرب الإسرائيلية على غزة وبيع الأسلحة لإسرائيل، وذلك ما يعكس مستوى الانقسام السياسي الحاد الذي يتجاوز حدود الوطن ليؤثر على المجتمعات الأوروبية.
استفزازات وشعارات معادية
تباينت الآراء بشأن من المسؤول عن الأحدث، حيث حاولت معظم وسائل الإعلام الغربي إظهار مسؤولية العرب عن ذلك، إذْ ركز الإعلام على تعرض له المشجعون الإسرائيليون من اعتداءات من قبل عرب ومسلمين، بينما تجاهلت في العموم أو همشت السبب المباشر، وذلك ما انعكس في ردود الأفعال والمواقف التي اتخذها المسؤولون الغربيون وصبَّت في الاتجاه ذاتِه. ولكن اللافت للنظر هو أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها حمَّلت المسؤولية بشكل واضح للمشجعين الإسرائيليين في تصعيد العنف؛ فقد نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” مقطع فيديو يظهر مشجعين إسرائيليين وهم يهتفون بشعارات تدعو إلى “إبادة غزة”، ويتلفظون بعبارات معادية للعرب، وذلك ما يعكس حجم الاستفزاز الذي تسبب فيه بعض المشجعين الإسرائيليين قبيل اندلاع أعمال الشغب في أمستردام. وسلّط هذا الفيديو الضوء على سلوكيات مشجعي مكابي تل أبيب وأوضح أن جزءًا من المشكلة كان ناتجًا عن تصرفاتهم التي أدت إلى تأجيج التوترات بين المشجعين الإسرائيليين والجالية العربية في المدينة. كما ذكرت القناة العبرية “12” أن مشجعي مكابي تل أبيب تسببوا في أحداث فوضوية داخل أمستردام عقب انتهاء المباراة، وذلك ما أظهر توجهًا إعلاميًّا يعترف بتورط المشجعين الإسرائيليين في إثارة الفوضى وتصعيد الأحداث.[3]
ولم تتوقف الاستفزازات عند الشعارات فقط؛ إذ عمد المشجعون الإسرائيليون إلى إشعال النيران في محيط الملعب وفي شوارع المدينة، وذلك ما أضاف بُعدًا خطيرًا للاحتكاكات. وقد عكس هذا السلوك الراديكالي مشاعر العدوان والرفض تجاه الفلسطينيين، وزاد من الاحتقان وأسهم في تفجير العنف بين الطرفين داخل مدينة أوروبية يُفترض أن تكون بعيدة عن هذه النزاعات المباشرة.
الاتهامات والتصعيد الإعلامي
تصاعدت حدة الخطاب الإعلامي حول الأحداث، حيث أثارت وسائل الإعلام الإسرائيلية ضجة حول الحادثة، متهمةً إيران بالضلوع في أحداث أمستردام بالرغم من عدم توفر أدلة واضحة تدعم هذا الادعاء. وذهبت صحيفة “معاريف” إلى تحميل المخابرات الإسرائيلية المسؤولية، ووصفت ذلك بأنه “خطأ جسيم” نتيجة لعدم توقُّعها التصعيد وتأمين سلامة المشجعين. وقد تراوحت ردود الفعل بين الاتهام المباشر للسلطات الهولندية بالتقصير في حماية الإسرائيليين، واعتبارها مسؤولة عن تفاقم الوضع نتيجة بطء استجابتها في السيطرة على العنف. كما زعم بعض المشجعين الإسرائيليين أن “آلاف المسلمين” كانوا يلاحقونهم في شوارع أمستردام ويحاولون الاعتداء عليهم، وذلك ما أضاف بعدًا عرقيًّا ودينيًّا في التغطية الإعلامية للحدث. ويسهم هذا التصعيد الإعلامي في تعميق التوترات بين المجتمعات الموجودة في أوروبا ويعكس خطورة استخدام الإعلام في تأجيج النزاعات العرقية والسياسية.
التدخل الأمني مع تصاعد العنف
ومع تفاقم العنف في شوارع أمستردام، تدخلت الشرطة الهولندية لمحاولة احتواء الوضع، إذ نشرت نحو 600 عنصر من قوات مكافحة الشغب في مناطق مختلفة للسيطرة على الاشتباكات التي اندلعت بين مشجعي مكابي تل أبيب والجالية العربية. وبالرغم من هذا الانتشار المكثف، واجهت الشرطة تحديات كبيرة في السيطرة على الفوضى، حيث تكررت أعمال الشغب في عدة مواقع، وذلك ما أدى إلى تصاعد العنف وأعمال التخريب. ووفقًا للشرطة، تم اعتقال 62 شخصًا بتهمة المشاركة في هذه الأعمال غير القانونية، وأشارت إلى أنها تحقق في تقارير عن “احتجاز رهائن” كجزء من أعمال الشغب. كما نقلت الشرطة خمسة مصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذلك ما يعكس حجم الخسائر البشرية الناتجة عن المواجهات. وأثارت إجراءات الشرطة جدلًا حول توقيتها وفعاليتها، حيث اتهم البعض السلطات بالتقصير في التدخل في الوقت المناسب لمنع تفاقم الأحداث.
ثانيًا- ردود الفعل المحلية والدولية
استجابةً للأحداث، اتخذت الحكومة الإسرائيلية إجراءات طارئة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرسال طائرتين لإجلاء المشجعين الإسرائيليين من أمستردام، وطلب من رئيس جهاز الموساد وضع خطة طوارئ لحماية الإسرائيليين في الخارج. وأثارت هذه الإجراءات القلق حول تأثير الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في الخارج، وامتداد تبعاته إلى المدن الأوروبية. كما شبه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الأحداث بأحداث هجوم حركة “حماس” في أكتوبر[4]، وذلك ما أضاف بُعدًا دراميًا للرواية الإسرائيلية وعزز من موقفها في تأطير ما حدث كاستهداف للإسرائيليين.
وعلى المستوى المحلي في هولندا، كانت ردود الفعل غاضبة وعبرت عن رفضها لما حدث وأكدت ضرورة منع تكراره. فقد أعربت وزارة الخارجية الهولندية عن قلقها إزاء هذه الأحداث، بينما حظرت السطلات المظاهرات لمدة ثلاثة أيام. كما وصف العديد من الأطراف الدولية هذه الأحداث بأنها تعبير عن “معاداة السامية” وتشجيع على الكراهية. فقد قال ملك هولندا ويليم ألكسندر “لقد علّمنا تاريخنا كيف ينتقل الترهيب من سيئ إلى أسوأ”، مضيفًا أن البلاد لا يمكنها تجاهل “السلوك المعادي للسامية”. وقد أعتبر رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف الهجمات بأنها “معادية للسامية وغير مقبولة على الإسرائيليين[5]“. كما أعربت فيدرالية الجمعيات المغربية في هولندا عن سخطها إزاء أحداث ما سمته “معاداة السامية” في أمستردام، مؤكدة التزامها بالتسامح والتعايش السلمي، واستنكرت محاولات تشويه صورة الجالية المغربية، وأكدت دعمها للتنوع والاحترام المتبادل.
وعلى الصعيد الدولي، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجمات المعادية للسامية على مشجعين إسرائيليين في أمستردام بأنها “مشينة”، مؤكدًا أنها تذكِّر بمراحل حالكة من التاريخ. ودعا للنضال ضد معاداة السامية، مشيدًا برد هولندا.
وأما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فاعتبر في تدوينة على منصة “إكس” أن العنف ضد مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام “يذكرنا بأحلك ساعات التاريخ”. وعبّرت أيضًا وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن صدمتها، ووصفت ما حدث بأنه “يتجاوز الحدود” ولا يوجد له أي تبرير. كما نددت به رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، واعتبرت الهجمات “دنيئة” وتهدد مبادئ الاتحاد الأوروبي المتعلقة بمكافحة الكراهية. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء العنف، مؤكدة ضرورة عدم تعرض أي فرد للعنف على أساس قومي أو ديني.
من جهة أخرى، دعت المبعوثة الأمريكية لمكافحة معاداة السامية، ديبورا ليبستا، إلى التحقيق في مدى فعالية تدخل قوات الأمن الهولندية، معبرة عن قلقها بشأن طول مدة الهجمات. كما شدد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، على التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز التسامح ورفض الكراهية.
وتكشف ردود الفعل الدولية هذه عن مخاوف عميقة بشأن تصاعد العنف المرتبط بالانتماءات القومية والدينية على الأراضي الأوروبية. ويعكس استخدام مصطلح “معاداة السامية” في وصف الأحداث مساعي الأطراف الدولية لحشد الدعم ضد الكراهية الدينية، مع التركيز على حماية الجاليات اليهودية. ومن جهة أخرى، تبرز القضية مدى جاهزية الأجهزة الأمنية في التعامل مع الأوضاع المتصاعدة، حيث تواجه السلطات الهولندية انتقادات بالتقصير في السيطرة على أعمال الشغب منذ البداية.
ثالثًا- التوظيف السياسي الديني للأحداث
بالرغم من السياق الذي جاءت فيه هذه الأحداث وارتباطه بما يجري في غزة، فإنه يجري توظيف أحداث كهذه لتحويلها من قضية سياسية إلى بعد ديني عبر عدة استراتيجيات إعلامية وسياسية، وذلك لكسب دعم دولي وتعاطف أكبر، وتقديم رواية تخدم مصالح معينة. وفي حالة أمستردام، حيث اندلعت أحداث العنف بين مشجعين إسرائيليين وجالية عربية، وظّف الإعلام والسياسيون الإسرائيليون هذا الحدث لإبرازه كاعتداء “ديني” على اليهود، مروجين لمفهوم “معاداة السامية”، بالرغم من أن الأحداث في جوهرها تتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وبالمواقف السياسية المختلفة حول هذا النزاع.
كيف يتم تحويل الحدث من سياسي إلى ديني؟
يتم أحيانًا تحويل الأحداث السياسية إلى قضايا دينية بهدف تحقيق مكاسب معينة، سواء لدعم طرف على حساب آخر أو لاستثارة تعاطف دولي واسع. ويتم ذلك عبر وسائل متعددة مثل تأطير الحدث إعلاميًّا بلغة دينية، واستخدام مصطلحات مؤثرة تاريخيًّا كـ”معاداة السامية”، واستدعاء تصريحات شخصيات دولية مؤثرة. ويتم استغلال أحداث أمستردام على أنها ذات أبعاد دينية وذلك من خلال وسائل عدة:
- تأطير الحادثة إعلاميًّا بلغة دينية: يجري تصوير الحدث عبر وسائل الإعلام على أنه “اعتداء ضد اليهود”، وليس مواجهة بين طرفين لأسباب سياسية تتعلق بالاحتلال والقضية الفلسطينية. وعبر تأطير الرواية بعبارات مثل “الهجمات على اليهود” و”الكراهية ضد الإسرائيليين”، يُعاد رسم سياق الأحداث ليبدو أن هناك استهدافًا للجالية اليهودية بسبب دينها، وليس بسبب موقف سياسي.
- الاستعانة بمصطلح “معاداة السامية“: يُستخدم مصطلح “معاداة السامية” لكسب تعاطف دولي، حيث يرتبط المصطلح تاريخيًّا بمآسي الجاليات اليهودية، وذلك ما يؤدي إلى تعبئة الرأي العام الدولي لصالح المستهدفين بالاعتداء. ويحمل هذا المصطلح ثقلًا عاطفيًّا وتاريخيًّا، ويحوِّل النظر عن تفاصيل الأحداث إلى قضية دينية حساسة تستدعي التضامن العالمي.
- الاستناد إلى تصريحات مسؤولين دوليين لدعم السردية الدينية: بتأييد شخصيات سياسية مؤثرة مثل وزيرة الخارجية الألمانية أو رئيسة المفوضية الأوروبية لهذه الرواية، تُمنح الحادثة شرعية دولية كقضية “معاداة سامية” وليس كخلاف سياسي. وهذه التصريحات، حتى لو لم تذكر تفاصيل الحدث، تدعم الرواية الإسرائيلية بشكل غير مباشر، وذلك ما يضفي عليها طابعًا دينيًّا عالميًّا يتخطى التفاصيل المحلية.
- تجاهل الجذور السياسية للحادثة: يتم تجاهل الخلفية السياسية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وأسباب التوترات، وذلك ما يمنع نسبة كبيرة من الرأي العام الدولي من فهم سياق العداء والتوترات بين الطرفين، ويجعل الحدث يبدو وكأنه اعتداء عشوائي على الهوية اليهودية. ويسهم هذا التجاهل في تضليل الرأي العام بشأن الأسباب الحقيقية للاحتقان بين الطرفين.
- الترويج لسردية “الضحايا“: تقوم الرواية على تصوير المشجعين الإسرائيليين كـ “ضحايا للعنف الديني”، مستبعدين أن جزءًا من أعمال الشغب قد بدأ بسبب سلوكياتهم الاستفزازية والشعارات العدائية التي رفعوها ضد العرب والمسلمين. وبهذه الطريقة، تُبنى صورة الجانب الإسرائيلي كضحية بريئة، وذلك ما يخلق تعاطفًا أكبر من لدن المجتمعات الدولية التي تميل إلى دعم الأقليات الدينية أو العرقية.
لماذا يتم توظيف البعد الديني؟
يتم توظيف البعد الديني لأسباب عدة أهمها:
- كسب الدعم والتعاطف العالمي: تحويل الحدث إلى قضية “معاداة السامية” يسهم في كسب دعم شعبي وسياسي عالمي، حيث تتمتع قضايا معاداة السامية بحساسية دولية، ما يجذب اهتمامًا أكبر من وسائل الإعلام والرأي العام.
- إضفاء الشرعية على التدخلات السياسية والأمنية: يُستخدم هذا التوظيف لتبرير أي إجراءات أمنية مشددة أو تدخلات سياسية قادمة في المناطق الأوروبية ضد المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية، بحجة مكافحة “معاداة السامية”.
- تشويه صورة المجتمعات العربية والمسلمة: يتم توجيه الاتهام ضد المجتمع العربي والمسلم ككل عبر اتهامه بالتطرف الديني، وذلك ما يسهم في خلق حالة من التخوف أو النفور تجاه المسلمين في أوروبا، ويقلل من التعاطف مع القضية الفلسطينية.
إذن يبدو أن تحويل الحدث إلى قضية دينية بدلًا من كونها سياسية يمثل استراتيجية تهدف إلى كسب دعم عالمي، من خلال التركيز على الهوية الدينية لليهود بدلًا من الخلفية السياسية للصراع. وتخدم هذه الاستراتيجية مصالح إسرائيل في التقليل من مشروعية النقد الدولي للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في غزة، وتشجع على تعزيز التحالفات الدولية معها بحجة “محاربة الكراهية الدينية”، بينما تتجاهل جذور الصراع السياسية وأسباب المشكلة الحقيقية.
الخلاصة
تسلّط هذه الأحداث التي وقعت في أمستردام الضوء على قابلية الأحداث الرياضية للتصاعد إلى صراعات سياسية، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ولاسيما الحرب على غزة. وقد عكست المواجهات بين مشجعي مكابي تل أبيب والجالية العربية في أمستردام الصراعات العرقية والسياسية المستمرة، وأكدت امتداد هذه النزاعات إلى المدن الأوروبية حيث يعيش المهاجرون من أصول مختلفة، وذلك ما يفرض تحديات إضافية على السلطات الأوروبية في التعامل مع التداعيات الأمنية والاجتماعية. كما يظهر أن الأحداث الرياضية ليست بمعزل عن السياسات الخارجية، بل على العكس يمكن أن تشكل محفزًا للتعبير عن الآراء السياسية في الفضاء العام. ويبقى السؤال المطروح هو كيفية تحقيق توازن بين حماية حقوق التعبير وضمان الأمن في مجتمعات متعددة الثقافات مثل المدن الأوروبية، في ظل تصاعد التوترات التي قد تهدد الاستقرار والأمن العام في تلك المدن.
[1] يورو نيوز، 8 نوفمبر 2024:
[2] بي بي سي، 8 نوفمبر 2024: https://www.bbc.com/arabic/articles/c1knz0zmygdo
[3] موقع 24، 8 نوفمبر 2024: https://24.ae/article/856172/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%ac%d9%91%d8%b1-%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a3%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d8%a3%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%af%d8%a7%d9%85
[4] الحرية نيوز، 8 نوفمبر 2024: https://alhorianews.com/%D9%87%D9%88%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/#google_vignette
[5] Paul Kirby, We must not turn blind eye to antisemitism, says Dutch king after attacks on Israeli football fans, BBC, November 9, 2024: https://www.bbc.com/news/articles/cx2y33ee1klo