Insight Image

أشجار القرم ودورها في التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي

26 يوليو 2023

أشجار القرم ودورها في التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي

26 يوليو 2023

مقدمة

تسبب الضغوط البشرية والتغيرات المناخية تدهورًا للتنوع البيولوجي وخسائر غير مسبوقة وبمعدلات لم يشهدها التاريخ من قبل. لقد أدى تغير المناخ إلى تغيير النظم الإيكولوجية في المناطق البحرية والبرية، وحتى في المياه العذبة، مسببًا فقدان الأنواع المحلية، وزيادة الأمراض، ونفوقًا جماعيًا للنباتات والحيوانات.

فعلى اليابسة، أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى انتقال الحيوانات والنباتات إلى ارتفاعات أعلى أو خطوط عرض أعلى. ويزداد خطر انقراض الأنواع مع كل ارتفاع لدرجة من درجات الحرارة. وفي البحار، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة مخاطر التأثير السلبي على النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية. فالشعاب المرجانية، على سبيل المثال، قد تقلصت إلى النصف تقريبًا في المئة وخمسين عامًا الماضية، ويهدد زيادة ارتفاع درجات الحرارة بتدمير جميع الشعاب المرجانية المتبقية تقريبًا.

ولأهمية الموضوع، فقد تم إدراج أنشطة تغير المناخ ضمن برامج عمل اتفاقية التنوع البيولوجي. وقد أشارت اتفاقية التنوع البيولوجي بأن هناك فرصًا مهمة للتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه، مع تعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي. فبالإمكان خفض آثار التغير المناخي والخطر الذي يحدق بالنظم البيئية من خلال استراتيجيات التكيف مع تغيرات المناخ والتخفيف من آثاره المبنية على التنوع البيولوجي. ويُعرف التخفيف بأنه التدخل البشري لتقليل غازات الدفيئة أو تعزيز احتجاز الكربون أو أي عملية أو نشاط أو آلية تزيل أحد غازات الدفيئة. وتتضمن أمثلة الأنشطة التي تشجع على تخفيف حدة تغير المناخ أو التكيف معه، الحفاظ على النظم البيئية المحلية واسترجاعها، وحماية خدمات النظام الأيكولوجي وتعزيزها، وإدارة موائل الأنواع المهددة بالانقراض، وإنشاء محميات طبيعية على اليابسة وفي مسطحات المياه العذبة وفي البحار، ومراعاة التغييرات المناخ المتوقعة.

وبناء عليه، فإن هذه الدراسة سوف تتناول الكربون الأزرق وأهميته، وأشجار القرم وأهميتها، ودور أشجار القرم في الحد من أخطار تغيرات المناخ، وفوائد أشجار القرم في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والمخاطر التي تواجه أشجار القرم، ومبادرات زراعة القرم حول العالم، وأخيرًا تحالف القرم من أجل المناخ (MAC).

 

الكربون الأزرق

يُعرف الكربون الأزرق بأنه الكربون المُخَزَّن في الأنظمة البيئية الساحلية والبحرية كأشجار القرم ومستنقعات المد والجزر والأعشاب البحرية، والتي تعتبر أنظمة بيئية ساحلية عالية الإنتاجية، ولها أهمية خاصة لقدرتها على تخزين الكربون داخل النباتات وفي الرواسب أسفلها. وتشير التقارير العلمية لتقييم هذه النظم إلى أنها باستطاعتها عزل الكربون أكثر بمرتين إلى أربع مرات من الغابات الأرضية الأخرى؛ ما يجعلها أحد أهم المكونات الرئيسية للحلول القائمة على الطبيعة لتغير المناخ. وقد أصبح الكربون الأزرق وفوائده العديدة من أكثر المواضيع التي يتم طرحها على طاولات النقاش عند الحديث عن الحلول والمقترحات حول كيفية معالجة تغير المناخ. وتتجلى أهمية الكربون الأزرق في أن العديد من مشاريعه لها القدرة والإمكانات الهائلة لعزل الكربون وحماية أنظمة البيئة. ومع ذلك لم ترَ معظم هذه المشاريع النور حتى الآن؛ ما أثار جدلًا حول مدى تأثير الكربون الأزرق في عزل غازات الاحتباس الحراري على النطاق الذي نأمله. وفي الجانب الآخر، يوجد أحد أنواع مشاريع عزل الكربون التي قدمت لنا بريق الأمل، وذلك لإمكانية قياس قدرتها على خفض الكربون بدقة وموثوقية وشفافية. هذا النوع من المشاريع هو غابات القرم، وهو مشروع أظهر جدواه وأهميته في دعم النظم البيئية والمحافظة على استدامة المجمعات المحلية.

 

أشجار القرم

القرم هو نوع من الأشجار والشجيرات التي تنمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. وتتميز شجرة القرم، والتي تعرف باسم Mangrove، بطريقة نموها الفريدة بفضل جذورها الهوائية السميكة والملتوية مما يجعلها تبدو وكأنها تقف فوق الماء، حيث تبدو للوهلة الأولى من بعيد كشجرة خضراء عادية، ولكن حين نقترب منها، نرى جذورها المتشعبة كأرجل العنكبوت.

ويزدهر نمو القرم في مناطق المد والجزر الساحلية والمياه المالحة والمستنقعات، وهي ظروف لا يمكن أن تتحملها معظم الأشجار، إذ إن لديها القدرة على تصفية 90% من الأملاح الموجودة بالمياه قبل أن تمتصها الجذور. كما تساعد الغدد الملحية الموجودة في أشجار القرم على طرح الأملاح الزائدة عن حاجتها، لتكّون غابة بين البحر واليابسة.

ومن بين جميع الأنواع في الطبيعة، يعتبر القرم من الأنواع الأكثر تميزًا وفائدة للبشر، حيث تقوم هذه الأشجار القوية بدور المصد الطبيعي للرياح. كما أنها تساهم في الحماية من العواصف البحرية وتنقية المياه المحيطة، وتعمل على حماية البشر من موجات تسونامي عن طريق صد ما بين 70% إلى 90% من قوة الأمواج العاتية. هذا بالإضافة إلى دورها البارز في استقرار السواحل وقدرتها على حماية الشواطئ من التآكل والتعرية من التيارات والمد والجزر؛ ذلك لأن جذورها تمتد في التربة بعمق يصل إلى مترين. وما تمتاز به أشجار القرم هو قدرتها على احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وبالتالي المساهمة في مكافحة تغير المناخ. وتساعد غابات القرم على تأمين سبل العيش والأمن الغذائي للعديد من أسر الصيادين، حيث يستفيد ما يقارب من 4.1 ملايين صياد من إنتاج المليارات من صغار الأسماك سنويًا في غابات أشجار القرم. وهناك أيضًا دور بارز تلعبه أشجار القرم في مجال التنوع البيولوجي، حيث توفر مأوىً آمنًا ومحميًّا لمئات الطيور والأنواع البحرية الأخرى كالأسماك والمحار والسرطانات والروبيان، ومن ثم فإنها تسهم في تعزيز التنوع البيولوجي وزيادة المخزون السمكي. ليس هذا وحسب، بل إن غابات القرم تعمل على حماية ما يقارب من 341 نوعًا مهددًا من الكائنات الحية في جميع أنحاء العالم؛ وذلك بفضل نظام الجذور المعقدة الخاصة بها، والتي توفر أماكن التعشيش والحضانة والتغذية للعديد من الكائنات المائية، بما في ذلك آلاف الأنواع من الأسماك اليافعة، والمحار وبلح البحر والطيور وأسماك القرش الليمون وخراف البحر. وفوق سطح المحيطات، توفر غابات القرم أيضًا موطنًا آمنًا للعديد من الطيور والحيوانات؛ كالنسور والقرود والنمور!

ولأهمية أشجار القرم، تم خلال المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونسكو في عام 2015، اعتماد تاريخ 26 يوليو من كل عام ليكون اليوم العالمي لصون النظم البيئية لأشجار القرم، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم لرفع الوعي بأهمية النظم البيئية لأشجار القرم وإبراز أهميتها كنظام بيئي فريد ومميز ومعرض للخطر، وللسعي لتعزيز الحلول من أجل إدارة هذه النظم لضمان استدامتها والحفاظ عليها.

 

القرم ودوره في الحد من أخطار تغيرات المناخ

في كل كيلومتر مربع واحد، تحتوي النظم البيئية للكربون الأزرق، مثل غابات القرم، على قدر من الكربون ما يعادل الانبعاثات السنوية لـعدد 34,749 ألف سيارة. وهذا يجعلها أحد أهم الحلول في مكافحة تغير المناخ. وجاء في تقرير عن حالة أشجار القرم في العالم لعام 2022 والذي أصدره تحالف القرم العالمي بأن النظم البيئية كغابات أشجار القرم تعتبر أكثر كفاءة بما يعادل 10 مرات في امتصاص وتخزين الكربون على المدى الطويل مقارنة بالنظم البيئية الأرضية الأخرى، بل إن أشجار القرم تعتبر أكثر أنظمة احتجاز الكربون وتخزينه كفاءة في العالم، حيث إنها تقوم حاليًا بتخزين أكثر من 21 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون مما يجعلها أحد أهم الحلول في مكافحة تغير المناخ.

وفي مجال الحد من أضرار تغيرات المناخ، فتعتبر أشجار القرم حلًا طبيعيًّا للحماية من الدمار الناجم عن تسونامي وارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف الشديدة الناتجة عن تغيرات المناخ، وذلك عن طريق امتصاص وتبديد قوة الأمواج، حيث يمكن لغابة من القرم التقليل من قوة موجة بحرية بمقدار ثلثي طاقتها في حال مرت على غابة من القرم لمسافة 100 متر.

وقد أشارت منظمة حفظ الطبيعة في تقريرها ضمن برنامج خليج المكسيك بأن غابات القرم لها المقدرة على التقليل من أضرار الفيضانات بنسبة 25.5% للممتلكات التي تقع خلفها في مقاطعة كولير بولاية فلوريدا الأمريكية. وخلال إعصار إيرما Irma الذي ضرب ولاية فلوريدا في عام 2017، لاحظ ما يزيد على 600 ألف من السكان بأن الفيضانات كانت منخفضة في المناطق خلف غابات القرم في جميع أنحاء فلوريدا. كما جاء في التقرير بأن غابات القرم ساهمت في الحد من الأضرار التي لحقت بالممتلكات بسبب الفيضانات وبقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار. وهو ما يعادل 7,500 دولار لكل هكتار من غابات القرم. ويقدر بعض الخبراء أن قيمة ما قد تساهم فيه أنظمة أشجار القرم للحد من الأضرار بالممتلكات يقدر بأكثر من 65 مليار دولار. هذا بالإضافة إلى مقدرتها على التقليل من مخاطر الفيضانات لما يقارب من 15 مليون شخص سنويًا.

 

فوائد أشجار القرم

هناك فوائد كثيرة ومتعددة لأشجار القرم، إضافة إلى فوائدها في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والحد من مخاطر الكوارث، والتنمية المستدامة، ومقدرتها على التقليل من تأثير تسونامي والعواصف. ومن أهم هذه الفوائد:

·         قدرتها على حماية السواحل والحد من مخاطر الكوارث الناجمة عن العواصف، وذلك عن طريق امتصاص وتبديد طاقة الأمواج؛ ما يجعلها مهمة في الحفاظ على الممتلكات والبينة التحتية في المناطق والمدن الساحلية.

·         تعتبر غابات القرم أنظمة بيئية عالية الإنتاجية، حيث تمتلك تنوعًا بيولوجيًا كبيرًا من النباتات والحيوانات لما توفره من مناطق مهمة لتكاثر واحتضان للأسماك والقشريات والأنواع البحرية الأخرى. كما أنها تعد من المواطن المهمة لمجموعة متنوعة من الطيور والزواحف والثدييات.

·         تتمتع أشجار القرم بأنها ذات قيمة اقتصادية كبيرة، حيث إنها تدعم مجموعة من الصناعات، بما في ذلك كونها مصايد للأسماك والقشريات. كما أنها مصدر لحطب الوقود والفحم النباتي وبناء المساكن في بعض المجتمعات الساحلية، إضافة إلى استخداماتها السياحية.

·         الحدُّ من تآكل السواحل وتعرية التربة وانجراف رمال الشواطئ، ومن ثمَّ المحافظة على خط السواحل من التراجع.

·         تُعد أشجار القرم مهمة لتحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر؛ فهي توفر الغذاء والدخل لملايين الأشخاص الذين يعيشون في غابات القرم وحولها لا سيما في البلدان النامية.

·         تمتلك بعض أنواع أشجار القرم خصائص طبية وتستخدم في الطب التقليدي. فعلى سبيل المثال، تم استخدام لحاء القرم Avicennia marina لعلاج الإسهال والدوسنتاريا والحمى.

·         تعتبر غابات القرم مأوى وموطنًا للعديد من الكائنات الحية المهدَّدة بالانقراض، بما في ذلك تمساح المياه المالحة، وبقرة البحر، وسلاحف البحر الخضراء.

·         تلعب غابات القرم دورًا مهمًا في تدوير العناصر الغذائية والمحافظة على جودة المياه؛ فهي تساعد على حبس وإزالة الملوثات والعناصر الغذائية الزائدة، مثل النيتروجين والفوسفور من المياه.

 

مخاطر تواجه أشجار القرم

من المحزن الإشارة إلى أن أشجار القرم تواجه مخاطر متعددة؛ أهمها: تدمير الموائل، وتغير المناخ، والتلوث، حيث ستؤدي هذه المهددات إلى فقدان غابات القرم؛ ما سيؤثر بدوره على المجتمعات المحلية بشكل كبير، ويحدِثُ ضررًا في النظم البيئية والتنوع الحيوي. لذلك، فإن جهود الحفاظ على هذه الأشجار وإعادة تأهيلها مهمة لضمان استدامة هذه النظم البيئية القيمة والحفاظ عليها. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع أشجار القرم في العالم تواجه العديد من المهددات التي ستؤثر سلبيًّا على انتشارها، وبالتالي الإخلال بالتوازن البيولوجي وبقاء الكائنات التي تعتمد عليها.

وعلى الرغم من أهميتها، فإن غابات القرم مازالت عرضة لمجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات من أجل استزراع بعض الأحياء المائية، والزراعة، وتنمية وتطوير البيئة الساحلية، فضلًا عن التلوث والصيد الجائر. كما أن تغير المناخ يمثل أيضًا تهديدًا كبيرًا، لما قد تسببه زيادة درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر والتغير في أنماط الطقس والظواهر الجوية المتطرفة على صحة وتوزيع غابات القرم. ولأنها شديدة التأثر بالتغير في درجات الحرارة ومستوى سطح البحر؛ فقد وصفت أشجار القرم بأنها حارسة تغير المناخ. وقد وصف المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي (AMNH) غابات القرم بأنها “من بين أكثر الموائل المهدَّدة في العالم”، مشيرًا إلى أن أقل من نصف غابات القرم في العالم كانت سليمة في نهاية القرن العشرين، ونصفها الباقي في حالة سيئة.

وهناك العديد من المخاطر التي تواجه غابات القرم حول العالم. ومن أهم هذه المخاطر والمسببات:

·          تحويل مناطق الأراضي الرطبة إلى أحواض اصطناعية لمشاريع الاستزراع المائي، حيث يتم تحويل المياه بعيدًا عن غابات القرم وتتلوث المياه بالمواد الكيميائية والمضادات الحيوية والنفايات العضوية.

·          تحويل غابات القرم للاستخدامات الزراعية أو للأغراض السياحية.

·          تدمير غابات القرم وإلحاق الضرر بها من أجل التنمية الساحلية للموانئ والأرصفة والمباني وملاعب الجولف.

·          قطع أشجار غابات القرم بواسطة صناعات الفحم والخشب.

·          التغيرات المناخية وما يصاحبها من تقلبات درجات حرارة الهواء والماء، وارتفاع وتيرة وكثافة هطول الأمطار، وملوحة المحيطات والبحار والتأثيرات الأخرى الناجمة عن تغير المناخ.

 

مبادرات زراعة القرم حول العالم

أطلقت بعض دول العالم برامج متنوعة في سبيل المحافظة على أشجار القرم وتأهيلها بهدف ضمان استدامة هذه الغابات؛ لما لها من دور مهم ومحوري في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي وتخفيف تغير المناخ. ومن أهم هذه الأمثلة:

·         حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستفادة من الحلول المستندة إلى الطبيعة للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها. وأعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات خطوة مهمة في تعزيز النظم البيئية للكربون الأزرق وتوظيف الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة التغير المناخي من خلال إطلاق مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030؛ ما يجعلها إحدى أهم وأكبر المبادرات العالمية لعزل الكربون.

·         أطلقت الحكومة الإندونيسية برنامجًا واسع النطاق لاستعادة غابات القرم، بهدف استعادة مليون هكتار من غابات القرم المتدهورة بحلول عام 2024. ويتضمن البرنامج زراعة أشجار القرم، وتحسين ممارسات الإدارة، وإشراك المجتمعات المحلية.

·         وفي الفلبين، أطلقت وزارة البيئة والموارد الطبيعية برنامج القرم الوطني، والذي يهدف إلى استعادة 500 ألف هكتار من غابات القرم حتى عام 2022. ويتضمن البرنامج إعادة التشجير المجتمعية، وتنمية سبل العيش، ومبادرات السياحة البيئية.

·         أما تايلند، فقد نفذت إدارة الغابات الملَكية برنامج استعادة القرم في خليج تايلند، بهدف استعادة 100,000 هكتار من غابات القرم المتدهورة. يتضمن البرنامج زراعة أشجار القرم، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

·         أما المكسيك، فقد أطلقت الحكومة برنامج استعادة القرم في شبه جزيرة يوكاتان، بهدف استعادة 12،500 هكتار من غابات القرم المتدهورة. يتضمن البرنامج إعادة التحريج على أساس المجتمع، والرصد، ومبادرات البحث.

 

تحالف القرم من أجل المناخ (MAC)

وضعت بعض البلدان خططًا وسياسات لحماية أشجار القرم وإدارتها على نحو مستدام. وتشمل هذه الجهود الحفاظ على أشجار القرم في المناطق المحمية ومشاريع الاستعادة وتبني ممارسات الاستخدام المستدام. ومع ذلك، فإن الحفاظ على أشجار القرم واستعادتها قد يكون أمرًا صعبًا، لأن هذه النظم البيئية معقدة للغاية وتعتمد على مجموعة من العوامل البيئية. ويتطلب ذلك تضافر جهود الحفظ وإعادة التأهيل الناجحة واتباع نهج متعدد التخصصات، يشمل العلماء وصُنّاع السياسات والمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة الآخرين. ومن هذا المنطلق، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة تحالف القرم من أجل المناخ في عام 2022 خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب27 في شرم الشيخ بمصر، وذلك بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا. وتتماشى هذه المبادرة مع أولويات دولة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق مستقبل مستدام ولتعزيز العمل المناخي العالمي والحفاظ على التنوع البيولوجي. وتتطلب هذه المبادرة تضافر الجهود والتعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة.

وختامًا، يمكننا القول إن التوسع في زراعة أشجار القرم يُعدّ أحد أهم الحلول والمبادرات القائمة على الطبيعة في مواجهة التحديات البيئية وامتصاص وعزل انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، وذلك لمقدرة أشجار القرم على امتصاص الكربون بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف ما تمتصه الغابات الاستوائية. وتهدف المبادرة إلى زراعة وإعادة تأهيل غابات القرم، وتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز التعاون بين الدول المشاركة. كما يركز التحالف على التوعية بأساليب التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه ودعم البحوث والدراسات العلمية.

 

 

المراجع

Leal, Maricé and Spalding, Mark D. 2022. The State of the World’s Mangroves 2022. Global Mangrove Alliance.

Narayan, S., Thomas, C., atthewman, J., Shepard, C.C., Geselbracht, L., Nzerem, K., Beck, M.W. Without Date. Valuing the Flood Risk Reduction Benefits of Florida’s Mangroves. The Nature Conservancy. Gulf of Mexico Program. Nature.org. Available online at: https://www.nature.org/content/dam/tnc/nature/en/documents/Mangrove_Report_digital_FINAL.pdf

NOAA .2022. Coastal Blue Carbon. National Ocean Service website. 8 June 2022. Available online at: https://oceanservice.noaa.gov/ecosystems/coastal-blue-carbon/

Weeden, Meaghan. 2022. 9 Interesting Facts About Mangroves. One Tree Planted. 14 July 2022 Available online at: https://onetreeplanted.org/blogs/stories/facts-about-mangroves

Weiss, Jennifer. 2022. Protecting One of the World’s Most Distinctive and Valuable Forests. 10 Aug. 2022. Ecosystem Marketplace, a Forest Trends Initiative. Available online at: https://www.ecosystemmarketplace.com/articles/protecting-one-of-the-worlds-most-distinctive-and-valuable-forests/

United Nation – Climate Action. 2023. Biodiversity – Our Strongest Natural Defense Against Climate Change. Available online at: https://www.un.org/en/climatechange

UNESCO. 2023. International Day for the Conservation of the Mangrove Ecosystem. Available online at: https://www.unesco.org/en/days/mangrove-ecosystem-conservation

المواضيع ذات الصلة