مقدمة
يحتل معرض آيدكس مكانة مرموقة ومتميزة بين المعارض الدولية الكبرى في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية. فقد حقق المعرض إنجازات كبرى ونجاحات متواصلة منذ انطلاقه في عام 1993 من حيث الزيادة المطّردة في حجم المساحة المخصصة للعروض وعدد الدول المشاركة والشركات العالمية العارضة. شاركت في الدورة الأولى من الحدث 250 شركة عالمية متخصصة في الصناعات الدفاعية من 34 دولة واستقطب نحو 35 ألف زائر، بينما يشارك في دورة عام 2023 أكثر من 1350 شركة محلية وعالمية تمثل 65 دولة من جميع القارّات إلى جانب 41 جناحًا وطنيًّا. كما تشهد نسخة 2023 إقبالًا عالميًّا رفيع المستوى من القادة وصنّاع القرار والوزراء وكبار المسؤولين والخبراء والمختصين من جميع دول العالم.
وتهدف هذه الدراسة الموجزة إلى إلقاء الضوء على الأهمية الجيواستراتيجية للمعارض العسكرية بشكل عام ثم لمعرض آيدكس وخصوصًا في نسخته الحالية.
أولًا- أهم أهداف المعارض العسكرية والدفاعية
جدير بالإشارة أن هناك عشرات المعارض الدولية التي تعقد من أجل عرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال صناعة السلاح، يأتي على رأس هذه المعارض آيدكس ونافدكس أبوظبي، وAero India، ومعرض الدفاع الروسي السنوي، والمنتدى العسكري التقني الدولي في روسيا، ومعرض الصين الجوي، ومعرض هيرون بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعرض DX KOREA العسكري، ومعرض جنوب أفريقيا، ومعرضMSPO بولندا، والمعرض الدولي للدفاع والأمن يوروساتوري باريس، ومعرض معدات الدفاع والأمن الدولي في لندن.
وتفصيلًا، تتمثل أهمية وفوائد إقامة المعارض العسكرية في الآتي:
1- إبراز مظاهرة القوة الوطنية: تُتيح المعارض العسكرية فرصة مهمة للغاية لاستعراض ما تمتلكه الدول من مظاهر القوة الخشنة من أجل ردع الأطماع الخارجية للتدخل في شؤونها الداخلية. فضلًا عن إرسال رسائل مبطّنة للقوى المنافسة بأنها جاهزة وقادرة على الدفاع عن مصالحها وأهدافها وغاياتها الوطنية في ظل البيئة الاستراتيجية الراهنة.
2- تفعيل الدبلوماسية العسكرية والدفاعية: تُعدُّ المعارض العسكرية أحد أدوات تفعيل الدبلوماسية العسكرية والدفاعية المعززة للدبلوماسية العامة. حيث تعدُّ الدبلوماسية العسكرية فرعًا مهمًّا من فروع الدبلوماسية الفاعلة التي تحتاجها الدول لتطوير علاقاتها، وتلجأ إليها الدول في الشأن العسكري لتوضيح نواياها تجاه بعض الأحداث التي تكون طرفًا فيها أو أنها تحتاج للمشاركة الدولية في تقرير شأن معيّن يتعلق بالأمور العسكرية[1]. كما تعمل المعارض العسكرية على تفعيل واجبات الدبلوماسية الدفاعية في تعزيز التعاون الثنائي بين دولتين أو أكثر في مجال الدفاع، والتفاوض وتوقيع العقود والاتفاقيات في مجال الدفاع، وعقد الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف على جميع المستويات، ودعم الشركاء في مجال تطوير القدرات العسكرية والأمنية، وتوريد الاحتياجات والمعدات والموارد العسكرية، والتخطيط والتنفيذ المشترك للتمارين العسكرية، والمساعدة اللوجستية في مجال الأزمات والكوارث، ودعم جهود بناء البنية التحتية العسكرية اللازمة وتنظيم التعاون والدفاع المتبادل[2].
3- تعزيز المعرفة التقنية: تهدف معارض السلاح إلى التعرف على أبرز التكنولوجيات الحديثة في مجال الأمن والدفاع، ومن ثم تُعدُّ تلك المعارض فرصة سانحة للتعاقد على أفضل الأسلحة المتقدمة، حصوصًا مع حرص شركات صناعة السلاح على عرض أحدث منتجاتها الدفاعية وإبراز تفوّقها على نظيرتها في السوق، وذلك من أجل الفوز بعقود في مواجهة الشركات المنافسة[3]. وغني عن البيان أن المعارض العسكرية ساحة لتعزيز المعرفة التقنية بشكل كبير من خلال التفاعل المباشر مع ممثلي الشركات الذين يشاركون في تقديم المنتج التقني، خصوصًا أن المعلومات المتاحة في الكتيبات ومواصفات المنتجات غالبًا ما تكون غير كافية.[4]
4- تعزيز النهج المتكامل: توفّر المنصات والمعارض العسكرية تعزيز النهج المتكامل بين أجهزة الأمن والدفاع. فالجيش والبحرية والقوات الجوية وقوات الشرطة المسلحة المركزية وقوات أمن الدولة الأخرى لديها الكثير من القواسم المشتركة فيما يتعلق بالأسلحة والمعدات والاتصالات والملابس وتحديدًا للقوات الخاصة بحيث يوفر هذا النوع من المعارض فرصة مثالية لنهج متكامل، وذلك في الوقت الذي تبدو فيه مصالح تلك الأجهزة والاختلافات الإجرائية بين الإدارات واتخاذ القرارات القائمة على المنافع والعديد من الأسباب المتعددة وكأنها عقبات أمام تقديم عرض مشترك ستكون له قيمة تفاوضية أكبر أثناء عقد الصفقات العسكرية[5].
5- تنويع الخيارات والتفاعل المباشر مع الشركاء: تتيح المعارض العسكرية فرصة كبيرة للدول للمفاضلة بين خيارات أنظمتها العسكرية في ضوء ما توصلت إليه الدول والشركات من أحدث تكنولوجيا صناعة السلاح. كما توفر المعارض الدفاعية منصة ممتازة لجميع أصحاب المصلحة للتفاعل مع بعضهم بعضًا، وتبادل الأفكار والآراء للمضي قدمًا في أعمالهم ومصالحهم المتبادلة. إذ بالنسبة للمشتري هناك فرصة لرؤية وفهم وتقييم المنتج الذي يرغب في شرائه، فضلًا عن توفّر مجموعة كبيرة من المنتجات المماثلة والبدائل القريبة للمقارنة والاختيار من بينها. كما يوفر مرحلة للتواصل الهادف، ليس فقط من قبل المتعاملين الذين لديهم خدمات دفاعية، ولكن بين مختلف قطاعات الصناعة ومقدمي الخدمات وكذلك بين ممثلي الحكومات.
6- تنويع مجالات الاقتصاد الوطني: لا تقتصر أهمية الصناعات العسكرية على كونها أحد مظاهر التقدم الصناعي والتقني فقط، بل تعدُّ أيضًا ركيزة حيوية للسيادة الوطنية من خلال توفير الاحتياجات المطلوبة للقوات المسلحة، مع توفير هامش مناورة مناسب لاستقلالية القرار السياسي والتخطيط الإستراتيجي للدول، فضلًا عمّا يمكن أن تمثّله من إضافة نوعية لاقتصادات الدول من خلال توسيع قاعدة التصدير وبناء شبكات التعاون مع دول أخرى[6].
وتعدُّ الصناعات العسكرية والدفاعية إحدى الدعائم الأساسية للحفاظ على استقرار الدول أمنيًّا واقتصاديًّا. إذْ من جانب تعدُّ الصناعات العسكرية، خصوصًا الصناعة التكنولوجية، رافدًا اقتصاديًّا مهمًّا للدول، من حيث تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي التقليل من فواتير الإنفاق الخارجي للحصول على هذه الأسلحة، ومن جهة أخرى الإسهام في تنمية اقتصاد الدول من خلال هذه الصناعات الثقيلة، إذ تُمكّن الدول من تصنيع أسلحة نوعية وفاعلة تفتح لها أسواق الدول الأخرى، على غرار الصناعات العسكرية في مجال الطائرات المسيَّرة[7]. وفي حال تَمكُّن الدول من النهوض بقطاع الصناعة العسكرية والدفاعية فستنجح في تقليل فواتير صفقات السلاح التي تستنزف ميزانياتها، كما أنها قد تتمكن في المستقبل من التحوُّل إلى مورّد قويّ في حال ما إذا طوّرت قطاع الإنتاج العسكري.
7- تعزيز المكانة الدولية: بالرغم من أن قاعدة التصنيع العسكري تعدُّ مظهرًا مهمًّا من مظاهر السيادة الوطنية، وتوفِّر هامش مناورة حقيقي لصناعة القرار، لتبني السياسات المناسبة التي تحقق المصالح الوطنية، ولذا فإن الصناعات العسكرية ذات ارتباط وثيق بغيرها من الجوانب، بل إستراتيجيات التصنيع العسكري قد انطلقت من محاور عديدة، كان أهمها تعزيز دور الاستثمارات وتوجهيها شطر الاستثمار في قطاعات التصنيع العسكري[8]، فإن المعارض العسكرية تُسهم في تعزيز صورة الدول كقوة فاعلة، وترسيخ أسس الأمن والاستقرار في عالم يزداد اضطرابًا.
8- تشجيع سياحة المعارض: ترتبط المعارض العسكرية بمعظم القطاعات الرئيسة في الاقتصاد الوطني، وهو ما يسهم في خدمة الرؤية الاقتصادية للدول ويدعم خطط النمو وتشجيع السياحة. حيث تتيح المعارض والمؤتمرات الدولية للشركات الوطنية فرصة مثالية للترويج لمنتجاتها، والاحتكاك بالخبرات والتطورات العالمية في مجالاتها، كما تتيح للشركات العالمية مجالًا للتعرف على إمكانيات وقدرات الشركات الوطنية، وهو ما يمهّد السبيل لإقامة شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف [9]. وتستفيد السياحة الوطنية أيضًا في ظل تعدد وتوسّع المعارض العسكرية في ظل إبرام اتفاقيات وتوقيع بروتوكولات تعاون عسكري مع القوى الدولية والإقليمية، وإبرام صفقات تسلُّح في إطار استراتيجية تنويع مصادر السلاح، والتصنيع العسكري المشترك، وكذلك التوسُّع في التدريبات والمناورات العسكرية الثنائية والمتعددة الأطراف.[10]
9- توطين وتعظيم فرص الاستثمار العسكري: تعدُّ المعارض فرصة ذهبية لاستقطاب الاستثمارات العسكرية عبر العمل على جذب شركات السلاح الكبرى للمشاركة في مثل هذه المعارض للعمل على أراضي الدولة، حصوصًا في ظل منحها الكثير من المميزات والإعفاءات التي تشجّعها على نقل جزء من أعمالها إلى خارج موطنها الأصلي من أجل البحث عن تعظيم فرص العائدات من منتجاتها. ومع تعظيم فرص الاستثمار العسكري سيتم إيجاد الآلاف من الوظائف، وتنمية مهارات الناس، واستيعاب التكنولوجيا الحديثة. كما تعمل المعارض العسكرية بشكل غير مباشر على تطوير البنية الأساسية العسكرية للدول من خلال عدة مسارات، منها مسار تطوير المؤسسات التعليمية العسكرية وفق أحدث برامج العلوم العسكرية الدولية، وتأهيلها لتشكّل قاعدة لدعم بناء الصناعة العسكرية الوطنية، وهو ما ظهر في إقامة العديد من المعارض الخاصة بالابتكارات، والمشاركة في الفعاليات الدولية في المجال العسكري، ومسار رفع الكفاءة القتالية من خلال التدريبات النوعية[11]، والابتكار، والبحث والتطوير، والإنتاج، والتسويق، والاستحواذ. ويعدُّ معرض الدفاع العالمي الذي يعقد في الرياض أحد أشهر أمثلة المعارض الحديثة التي تسعى لتوطين صناعة السلاح في المملكة العربية السعودية.
ثانيًا، الأهمية الجيوستراتيجية لآيدكس ونافدكس 2023
يعد معرض آيدكس 2023 هو النسخة السادسة عشرة من الحدث، ويقام خلال الفترة من 19 إلى 23 فبراير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وهو يمثل منصة عالمية للشركات العاملة في الصناعات الدفاعية والأمنية لعرض أحدث التقنيات والمنتجات والخدمات أمام المسؤولين العسكريين والحكوميين من جميع أنحاء العالم. أما نافدكس 2023 فهي النسخة السابعة من الحدث وتقام أيضًا في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة ذاتِها المقام فيها معرض آيدكس. ويركّز نافدكس على الدفاع البحري ويتميز بأحدث تقنيات ومعدّات وخدمات الأمن البحري والساحلي.
ويوفّر المعرضان منصة دولية لعرض أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الدفاع الدولي وملتقًى عالميًّا ثريًّا لعقد الشراكات الاستراتيجية بين مختلف الشركات العالمية المتخصصة في هذه القطاعات. ويوفّر المعرض أيضًا منصة دولية لبناء وتعزيز العلاقات بين الدوائر الحكومية والشركات والقوات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة. ويشارك في المعرضين عدد كبير وطيف متنوع وواسع من صنّاع القرار والخبراء والمتخصصين في الصناعات الدفاعية، وذلك بهدف البحث في سُبل تطوير تقنيات تساعد على مواجهة التحديات المتغيرة التي يشهدها العالم، وتطوير استراتيجيات أمنية ودفاعية تُسهم في إرساء وتعزيز السلام العالمي. ويعدُّ معرض آيدكس ونافدكس 2023 من الأحداث المهمة في صناعة الدفاع العالمية لأسباب عدة منها:
- آيدكس ونافدكس 2023 منصة عالمية معنية بحاضر الصناعات الدفاعية ومستقبلها
يمثّل “آيدكس 2023″ فرصة مثالية لتعريف وزارات الدفاع في العالم على أحدث الأسلحة والنظم التي تعرضها الشركات العالمية على صعيد الصناعات الدفاعية والعسكرية والأمنية، ومن أهمها تلك المرتبطة بتوظيف مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الكمومية والأسلحة ذاتية التشغيل والأنظمة غير المأهولة والطريقة التي يتم بها دمج تلك التقنيات في حاضر ومستقبل القوات العسكرية وفي المفاهيم العملياتية.
كما يمثّل المعرض فرصة نفيسة لمناقشة التفاعلات المحتملة بين تلك الأسلحة والتقنيات وتداعياتها المحتملة على مستقبل الجيوش والحروب والأمن الدولي[12]. فيمكن على سبيل المثال للربط بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والأسلحة ذاتية التشغيل أن يقلّل أو يلغي الحاجة إلى تدخُّل العنصر البشري. إذ يمكن لأسراب من المركبات ذاتية التشغيل والتنسيق أن تخدع الأنظمة الدفاعية الحالية. كما يمكن لدمْج الذكاء الاصطناعي مع الحوسبة الكمية لإنتاج أساليب أكثر قوة للتعلم الآلي العميق أن يكون مؤثرًا بلا شك على مستقبل الحروب والجيوش والتوازن الاستراتيجي[13].
يوفّر إذن معرض آيدكس منصة للشركات لعرض أحدث تقنياتها ومعداتها وخدماتها الدفاعية والأمنية. وهو ما يتيح للحكومات والجيوش التعرّف على أحدث التطورات في مجال الدفاع والأمن، وهو ما يمكن أن يساعد الحكومات والجيوش في حماية بلدانهم بشكل أفضل. ويوفر آيدكس في الوقت ذاتِه منصة للشركات والمؤسسات الدفاعية لعرض أحدث التقنيات والمنتجات والخدمات وذلك من خلال طرق مختلفة منها:
- عروض المنتجات: تتميز المعارض بمجموعة واسعة من عروض المنتجات، بما في ذلك المركبات العسكرية وأنظمة الأسلحة وتقنيات الاتصال. وتسمح مساحات العرض هذه للمشاركين أن يشاهدوا أحدث التقنيات عن قرب ويكتسبوا فهمًا أفضل لكيفية عملها.
- العروض التوضيحية: يقدّم العديد من العارضين أيضًا عروضًا حية لمنتجاتهم، وهو ما يمنح الحضور فرصة لرؤيتها أثناء العمل. على سبيل المثال، قد تعرض الشركات تقنيات جديدة للطائرات بدون طيار، أو تعرض قدرات المركبات العسكرية الجديدة، إضافة إلى عروض المنتجات والعروض التوضيحية. ويتميز المعرضان أيضًا بالعروض التقديمية الفنية والإيجازات التقنية، التي توفر نظرة أكثر عمقًا حول التقنيات وتطبيقاتها، وتسمح للمشاركين بطرح الأسئلة ومعرفة المزيد حول كيفية عملها.
- آيدكس ونافدكس 2023 منصة دولية لعقد الشراكات الاستراتيجية في مجال الصناعات الدفاعية
بما أن المعرض هو إحدى أبرز المنصات العالمية المتخصصة في قطاع الصناعات الدفاعية، فقد أصبح مقصدًا لأبرز صنّاع القرار والخبراء والمتخصصين في هذا القطاع الحيوي[14]، وهو ما جعله بمرور الوقت منصة تجمع الأطراف المعنية بصناعة الدفاع من جميع أنحاء العالم، بما يصبُّ في مصلحة تعزيز التعاون الدولي[15]. فعلى سبيل المثال عزّز المعرض من التعاون الوثيق بين الدول العربية والأجنبية في قطاع الصناعات الدفاعية، كما يؤكد ذلك العديد من الخبراء.[16]
كما يوفّر المعرض فرصة للدول للعمل معًا ومناقشة التحديات المشتركة والحلول المحتملة. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز التعاون الدولي فينعكس إيجابيًا على الأمن العالمي. ويعزز آيدكس ونافدكس التعاون الدولي بعدة طرق، منها:
- تبادل تقنيات الدفاع المتقدمة: يوفر آيدكس ونافدكس فرصة للدول المشاركة لعرض تقنياتها الدفاعية المتقدمة، التي يمكن أن تثير الاهتمام والتعاون لدى الدول الأخرى؛ إذْ إنّ رؤية أحدث التقنيات أثناء تشغيلها يمكن أن يلهم أفكارًا جديدة وتعاونًا وشراكات.
- تبادل أفضل الممارسات: يوفّر المعرض فرصة للمسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين وخبراء الصناعة لتبادل أفضل الممارسات ومناقشة التحديات المشتركة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حلول وأساليب جديدة يمكن أن تفيد جميع البلدان المشاركة.
- عقد مشاريع الدفاع التعاوني: يمكن أن يكون آيدكس ونافدكس حافزًا لمشاريع الدفاع التعاونية بين الدول المشاركة؛ خصوصًا أنهما يستضيفان وفودًا رسمية من الدول المشاركة، بما في ذلك كبار المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين. وتوفّر هذه الوفود فرصة للبلدان لمناقشة التحديات وفرص التعاون، وبناء علاقات أقوى. فعلى سبيل المثال، خلال المعارض السابقة، أعلنت عدة دول عن مشاريع مشتركة لإنتاج وتطوير معدات وأنظمة الدفاع.
- تقوية العلاقات الدبلوماسية: يمكن أن يساعد آيدكس ونافدكس على تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الدول المشاركة. فمن خلال الجمع بين المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين في مكان واحد، يوفر المعرض فرصة للمشاركين لبناء علاقات أقوى وإقامة قدر أكبر من الثقة وأحيانًا حلّ بعض المسائل العالقة أو سوء التفاهم حول القضايا الثنائية أو الاقليمية أو العالمية.
- آيدكس ونافدكس 2023 ملتقى دولي للحوار وللتفكير حول قضايا الدفاع والأمن
أصبح المعرض منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم للحوار الدولي حول قضايا الدفاع والأمن وطرح الحلول بشأن أفضل السبل لمواجهة التحديات المشتركة التي يشهدها العالم وإحلال الأمن والاستقرار العالمي.
وفي هذا السياق جرى هذا العام إطلاق مبادرة آيدكس THINK_TANK وهي مجموعات مكونة من ستة من أهم خبراء الدفاع والأمن من جميع أنحاء العالم لحضور سلسلة من الاجتماعات الاستراتيجية المغلقة والحوارات الهادفة حول باقة من أهم المواضيع ذات الصلة. وتحتضن “آيدكس ثينك تانك” سلسلة من الجلسات التي تمتدُّ كل منها لـ 75 دقيقة بإدارة شركاء آيدكس الحصريين، لتتوّج أعمالها بمجموعة من الأوراق البحثية الاستراتيجية الحصرية التي تهدف لإحداث الفارق الحقيقي عبر جميع مفاصل قطاع صناعات السلاح العالمية[17].
كما تستضيف هذه الدورة من آيدكس ونافدكس الدورة الأولى من محادثات آيدكس ومحادثات نافدكس، وهي سلسلة من الجلسات الحوارية التفاعلية المجانية التي تنعقد على مدى أيام المعرض الثلاث. وتنطلق محادثات آيدكس على هامش أعمال المعرض وتستقطب أهم قادة الفكر وواضعي السياسات ومشاهير التواصل الاجتماعي والباحثين والمفكرين لحضور جلساتها الهامة وتسليط الضوء على أبرز المنتجات والحلول والتقنيات المبتكرة الكفيلة برسم ملامح مستقبل آمن للجميع. وبذلك يتحوَّل المعرض أكثر من أي وقت مضي إلى منصة للخبراء المتخصصين لعرض آرائهم حول دور التقنيات المبتكرة في تسريع عمليات اتخاذ القرار وزيادة المرونة التنظيمية والارتقاء بشمولية قطاع الصناعات الدفاعية[18].
- آيدكس ونافدكس 2023 داعم للابتكار وللشركات الناشئة
تشهد دورة عام 2023 إطلاق منصة “آيدكس نيكست جين” المخصصة لدعم الجيل القادم من الحلول الأمنية والدفاعية وللشركات الناشئة لتكون جزءًا محوريًّا من هوية آيدكس 2023. وتوفر هذه المبادرة الجديدة منصة لأكثر من 100 شركة ناشئة من جميع أنحاء العالم للاجتماع مع المستثمرين وبناء الشراكات والتواصل مع كبار الشخصيات في قطاع الدفاع العالمي[19].
خاتمة
ختامًا يمكن القول إنّ آيدكس ونافدكس 2023 يجمع الحكومات ورواد الصناعة والباحثين والخبراء وسلاسل الإمداد الدفاعية والأمنية من جميع دول العالم ليرسموا معًا ملامح مستقبل الدفاع، عبر استعراض الابتكارات الناشئة والمتطورة، وتقديم أحدث المنتجات والقدرات المتطورة للباحثين والمطورين والشركات الناشئة.
كما أن معرض هذا العام سيشهد “أجهزة دفاع إلكترونية وأسلحة متطورة قد لا تكون عرضت في أي مكان قبل ذلك، ما يتيح لدول المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفرصة للاطلاع على هذه المنتجات الدفاعية الحديثة وشرائها من خلال الصفقات التجارية التي يشهدها المعرض”[20]، وهو ما يجعل من آيدكس ونافدكس 2023 جسرًا جيواستراتيجيًّا بين الغرب والشرق والشمال والجنوب في مجال الصناعات العسكرية.
المراجع
[1] Major General Ng Chee Kern, Chief of Air Force, of Singapore Republic, cited in Pointer vol 34: N 1, 2008.
[2] على محمد سعيد عبد المجيد، “دبلوماسية قطر الدفاعية لتحقيق المصالح الوطنية، مجلة العلوم الاقتصادية والإدارية والقانونية”، المجلد 6، العدد 20، أغسطس 2022، ص 60 – 62.
[3] “التصنيع العسكري ومعارض الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة أو الصناعات العسكرية الإماراتية قاطرة لتعزيز سيادة الدولة والنهوض باقتصادها”، مجلة الجندي، 14 فبراير 2021، https://bit.ly/3Ej8Tia
[4] Lt Gen. Mukesh Sabharwal, Importance of Defence Shows: Contrary to what is believed, defence exhibitions are vital for the industry, force India, https://bit.ly/3XD9Ng9
[5] Ibid.
[6] “الصناعات العسكرية في الإمـارات…مؤشرات وأبعاد إستراتيجية،” مجلة درع الوطن، 1 فبراير 2013، https://bit.ly/3ScZgXT
[7] إلهام الحدابي، “التصنيع العسكري في الخليج …الآفاق والتحولات، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات”، 10 أغسطس 2022، https://bit.ly/3S8q2AR
[8] “الصناعات العسكرية في الإمـارات…مؤشرات وأبعاد إستراتيجية”، مجلة درع الوطن، 1 فبراير 2013، https://bit.ly/3ScZgXT
[9] د. محمد عمر عبدالله، “القوة الذكية في صناعة المعارض والمؤتمرات بالإمارات”، جريدة الاتحاد، 17 يناير 2022، https://bit.ly/3YIHzlI
[10] أحمد عليبة، “المعرض الدولي للصناعات العسكرية والدفاعية بالقاهرة.. لماذا؟”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 28 نوفمبر 2018، https://bit.ly/3KekjYm
[11] المرجع السابق ذكره.
[12] التقنيات العسكرية الناشئة لعام 2023 وما بعده، مجلة الجندي، عدد فبراير 2023، https://bit.ly/3xB47ZE
Kelley M. Sayler, Emerging Military Technologies: Background and Issues for Congress, Updated November 1, 2022, p.2. https://sgp.fas.org/crs/natsec/R46458.pdf .
[13] Robert O. Work and Shawn Brimley, 20YY: Preparing for War in the Robotic Age, Center for a New American Century, January 22, 2014, pp. 31-35, at https://www.cnas.org/ publications/reports/20yy-preparing-for-war-in-the-robotic-age.
[14] ؟؟؟؟
[15] اللجنة العليا لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي تناقش استعدادات مراسم الافتتاح، الفجيرة اليوم، 10يناير 2015،
[16] مسؤولو شركات فرنسية: «إيديكس» من أهم معارض الصناعات الدفاعية، الوطن، 1 ديسمبر 2021،
https://www.elwatannews.com/news/details/5833345
[17] آيدكس THINK_TANK، نافدكس، https://bit.ly/3k3MpuR
[18] ؟؟؟؟
[19] دعم الجيل القادم من الحلول الأمنية والدفاعية، نافدكس، https://bit.ly/3IybVk7
[20] مقابلات مع سـمـوه، حديث محمد بن راشد لوكالة أنباء الإمارات بمناسبة معرض “آيدكس 2011″، 19 فبراير 2011،
https://sheikhmohammed.ae/ar-ae/news/details?nid=22777&cid=Interviews+with+His+Highness