Insight Image

الانتحاريون المغاربة في تنظيم داعش: دراسة حالة

18 ديسمبر 2024

الانتحاريون المغاربة في تنظيم داعش: دراسة حالة

18 ديسمبر 2024

تعتبر ظاهرة الانتحار على خلفية سياسيّة  ظاهرة قديمة  تطوّرت أشكالها وأحجامها   ومضامينها عبر الزّمن  واتّخذت اتّجاهات و أشكالًا “نوعيّة” مع بروز التنظيمات التكفيرية العنيفة التي تبنت هذا الأسلوب الشنيع باستهداف المدنيين والفاعلين السياسيين والمفكرين والمثقفين ورجال الأمن والجيش وتدمير المنشآت والممتلكات العامة والخاصة… وذلك بالاعتماد على عناصر من جنسيّات مختلفة ومن بين  هؤلاء أفراد من منطقة المغرب العربي شاركوا في عمليات انتحارية سواء في أقطارهم أو في سوريا والعراق وحتى في أوروبا… وقد تم مؤخرًا الكشف عن وثائق تابعة لتنظيم داعش  تضمّنت معطيات دقيقة للراغبين في القيام بعمليات انتحاريّة، ويمثل أفراد من مواطني منطقة المغرب العربي جزءًا مهمًّا من هؤلاء…([1])

 سنحاول من خلال هذا البحث تحديد الظاهرة تاريخيًّا ثم إبراز آراء الفقهاء المسلمين حول شرعيتها أو دون ذلك، ثم تقديم العينة الخاصة بالأفراد المنتمين لدول المغرب العربي الثلاثة الذي عبّروا عن رغبتهم في القيام بعمليات انتحارية، ثم إبراز وتحليل حجم هذه العينة وأهم مواصفاتها الاجتماعية والمناطق التي ينحدر منها هؤلاء الأفراد وحدود تمتّعهم بسمات أو خصائص مشتركة، وما الأسباب التي تدفعهم للإقدام على هذه الممارسة الشنيعة؟

انتشرت ظاهرة العمليات الانتحارية ذات الطابع السياسي في العالمين العربي والإسلامي من قبل الجماعات ذات المرجعية الدينية منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي ومنها تلك العملية التي نفذها صبي إيراني يبلغ من العمر 13 عامًا، لفَّ وسطه بحزام ناسف وفجّر دبابة عراقية في مدينة خرمشهر جنوب غرب إيران وذلك في 30 أكتوبر سنة 1980… وانتشرت هذه الظاهرة في لبنان بعد أن قامت بعض الحركات والأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية (حزب الله وحركة أمل) والمدنية (الحزب القومي السوري والحزب الشيوعي) بالعديد من العمليات الانتحارية ([2]) وانتقلت العدوى إلى الحركات السياسية الفلسطينية مثل حركة حماس([3]) و”الجهاد الإسلامي”([4]) في الأراضي المحتلة. وباتت العمليات الانتحارية ظاهرة كبرى تصاعدت وتيرتها بدرجة خطرة، خاصة بعد ظهور “تنظيم القاعدة” إلى الوجود عام 1988 ثم انتقل المجال الجغرافي لهذه العمليات الانتحارية لعدة مناطق في العالم منها نيويورك والعديد من الدول الأوروبية([5]). فكيف تفاعل وتعامل رجال الدين مع هذه الظاهرة؟

أولًا- تفاعل رجال الدين المسلمين مع هذه الظاهرة

كثر التساؤل حول هذه العمليات التي يطلق عليها بعضهم “العمليات الاستشهادية” تعبيرًا عن مشروعيتها، ويسميها آخرون “العمليات الانتحارية”. ويعتبر البعض أن ما يسمى بـ (العمليات الاستشهادية) من المسائل الحديثة التي لا نكاد نجد نصًّا يبررها ويؤكدها في كتب الفقهاء المتقدمين، باعتبار أنها من أنماط “المقاومة” الحديثة التي طرأت بعد ظهور المتفجرات وتقدم تقنيتها([6]).

وعادة يرفض السلفيون وصفهم بالانتحاريين لأنهم يعرفون أنّ الانتحار حرام دينيًّا وأن المنتحر مأواه جهنم([7])، ولذلك يسمون عملياتهم بـ”الاستشهادية” مع أنهم يتحفظون ويحترزون من إطلاق مصطلح أو مفردة “شهيد” على قتلاهم بالقول (ونحتسبهم عند الله شهداء وليس لنا على الله مِنّةٌ([8]). وهنا تتوزع التيارات السلفية وشيوخها، وسواء كانت جهادية أو غير جهادية، إلى قسمين رئيسيين، هما:

1. الرافضون:

يرى هؤلاء أنّ هذه العمليات غير مشروعة دينيًّا، ويعتبرونها قتلًا للنفس الإنسانية التي حرَّم الله قتلها، سواء لجهة من يقوم بها، أي المنتحر، أو لجهة ضحاياها من الأبرياء المدنيين، ويدعون إلى تجنبها. وأصحاب هذا الرأي يستندون في رأيهم إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة وصريحة في نهيها عن الانتحار، ومن هؤلاء الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السعودية( [9]).

2. المساندون:

يصف هؤلاء تلك العمليات بأنها ممارسة «استشهادية» ، بدليل نية القائم بها، وهي الاستشهاد في سبيل الله وليس الانتحار، ويستند مؤيدو العمليات الانتحارية إلى بعض الآيات القرآنية لإضفاء الشرعية الدينية عليها([10])، ومن هؤلاء أساسًا يوسف القرضاوي الذي لم يكتف بدحض فتوى بن باز بل برّر تلك العمليات بوصفها “عمليات استشهادية”، “معتبرًا أنها تمثل :”أسمى درجات الجهاد في سبيل الله، ونوعًا من الإرهاب الذي تجيزه الشريعة (…) واستخدام عبارة “عمليات انتحارية” للإشارة إليها غير صحيح ومضلل، لأننا نتكلم هنا عن عمليات استشهادية بطولية لا صلة لها بالانتحار (…)  ففي حين أن مرتكِب فعل الانتحار قد فقد الأمل لنفسه وبروح الله، فإن المجاهد مفعم بالأمل في سبيل االله ورحمته. وهو يحارب عدوه وعدو االله بهذا السلاح الجديد الذي وضعه القدر في أيدي الضعفاء ليمكنهم من محاربة شر الأقوياء والمتكبّرين”([11] ). وبعد سنوات تراجع القرضاوي عن مواقفه وتبريراته تلك معتبرًا أن فتواه الأولى أحدثت أضرارًا في الاستدلال الفقهي، والتنزيل الفقهي كذلك، فأصبحت هناك جماعات متطرفة تستخدمها وتتوسع في ذلك توسعًا يصل إلى الأبرياء دون المعتدين، كما أن بعض أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا بدأت تهاجم بعض المراكز الإسلامية، بدعوى أن هذه المراكز تأخذ بفتاويه بالرغم من أنهم ينزعون كلامه من السياق( [12]). كما يوجد رأي ثالث يشرّع تلك العمليات لكن بشرط توخي الحيطة والحذر الشديدين وعدم جوازها إذا كان هناك احتمال أكيد بسقوط ضحايا بين المدنيين الأبرياء([13]).

ثانيًا- عينة البحث:

1. تقديم العينة العامة ثم الخاصة

تضم استمارات انتحاري داعش121 انتحاريًّا انضموا إلى تنظيم الدولة، خلال الفترة من منتصف سنة 2013 حتى نهاية سنة 2014، بحسب استمارات التنظيم المسماة “بيانات مجاهد”. وتشتمل هذه الاستمارة على 23 خانة، تبدأ بالاسم واللقب ثم الكنية، وتنتهي بتاريخ القتل والمكان والملاحظات([14]).

وينتمي هؤلاء الراغبون في القيام بعمليات  انتحارية (استشهادي- انغماسي) إلى 20 دولة، منهم 32 يحملون الجنسية السعودية، وجاء التونسيون في المرتبة الثانية بعدد 25 انتحاريًّا، و يأتي مواطنو المغرب الأقصى أو من أصول مغربية (سبته ومليلة) في المركز الثالث بعدد 22  انتحاريًّا، ثم مصر في المركز الرابع بعدد 12 انتحاريًّا، وتلتها ليبيا وسورية في المركز الخامس بعدد 8  انتحاريين لكل بلد منهما، وفي المركز السّادس جاءت إسبانيا بعدد 4 انتحاريين، وفي المركز السابع لبنان بعدد 3 انتحاريين، وفي المركز الثامن الكويت بعدد انتحاريين. وجاءت دول تركيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وأوزبكستان وأفغانستان والسودان والجزائر والأردن وفلسطين واليمن، في المركز الأخير، بعدد انتحاري واحد لكل دولة.

2. توزيع أفراد العينة حسب الأقطار المغاربية الثلاثة([15]):

بلغ عدد الراغبين في القيام بعمليات انتحارية من المغاربة 55 فردًا تتوزع جنسياتهم وحجمهم كما يلي:

القطر عدد المتقدين للقيام بعمليات انتحارية النسبة المئوية
المغرب الأقصى 22 40.00
تونس 25 45.45
ليبيا 08 14.54
الجملة 55 99.99

 

  1. المواصفات المشتركة للانتحاريين المغاربة:

سنستخدم 5 متغيرات أساسية لتحديد مواصفات هؤلاء وهي السنّ والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي ونوعية العمل ومتغيرين فرعيين آخرين، لنلاحظ ما يلي:

  • المتغيرات الأساسية:
  • متوسط الأعمار:
متوسط الاعمار الدولة
26 المغرب الأقصى
27.20 تونس
23.37 ليبيا
25.52 المعدل العام

وبحسب دراسة نشرها البنك الدولي، يبلغ معدل أعمار أغلبية المتطوعين في صفوف التنظيم الجهادي بشكل عام نحو   27,4 سنة وذلك خلال الفترة بين 2013-2014([16]). أما بالنسبة إلى عينتنا هذه فنلاحظ أن:

  • أصغر سنّ بين المتقدمين للقيام بالعمليات الانتحاريين هو 16 سنة (ليبيا).
  • يليه آخر عمره 18 سنة (تونس).
  • ثم 3 أعمارهم 19 سنة (ليبيا).
  • الأكبر سنّا 45 سنة (المغرب الأقصى)
السنّ الدولة أقل من 20 سنة العشرينات الثلاثينات الأربعينات
المغرب 3 15 3 1
تونس 1 18 6
ليبيا 1 6 1
الجملة 5 بنسبة 9.09 39 بنسبة 70.90 10 بنسبة 18.18 1 بنسبة 1.81

نلاحظ أن أغلبية المتقدمين للقيام بالعمليات الانتحارية هم من الفئة العمرية ما بين 16 و26 عامًا، ويمكن تفسير ذلك سيكولوجيًّا بأن هذه الفئة هي في طور تشكيل شخصياتها، ونضجها الفكري محدود، كما تتميّز شخصيتهم بالميل للأفكار المتطرّفة الراغبة في التضحية بنفسها في سبيل فكرة ما، وبالتالي يكون التأثير عليهم في المتناول.. غير أننا نلاحظ أن الاستعدادات الانتحارية لدى  الفئة التي تنتمي للمغرب الأقصى قد بدأت تتجاوز الخطوط العمرية المعتادة، التي تصنَف الانتحاري في غالب الأحيان من  فئة المراهقين، كما أن هذه الاستعدادات باتت تطال فئات عمرية أكبر، تتجاوز الثلاثين عامًا (10 أشخاص من بين 55 أي بنسبة 18.18) وتعتبر هذه السنّ (ثلاثين عامًا) مؤشّرًا لوصول الإنسان إلى مرحلة النضج البيولوجي النسبي،  تزول فيه الهرمونات العنيفة، التي تحَرك المراهق وتدفعه إلى المغامرة والغوص في أحلام البطولة وحتى النبوة، وفيه يبرز دور العقل في التحكم بالغرائز، وتسود الرغبة في الاستقرار وبناء العائلة وتوفير الخلف([17]).

  1. متغير الحالة المدنية:
عدد غير المتزوّجين % عدد المتزوّجين % الدولة
14 63.63 08 36.36 المغرب الأقصى
24 96.00 01 04 تونس
7 87.50 01 12.50 ليبيا
45 10 الجملة
81.81 18.19 النسبة

من خلال هذا الجدول نلاحظ التباين الواسع بين المتزوّجين وغير المتزوّجين، ضِمن الفئات التي تنتمي للدول الثلاث؛ إذ تبلغ نسبة المتزوجين المستعدين للانتحار من المغرب الأقصى نحو 36.36 في المائة (08 حالات) مقابل حالة لكل من ليبيا وتونس. كما نلاحظ أن ستة من الثمانية المتزوجين من المغرب الأقصى لديهم أطفال (خمسة متزوجون ولكل منهم طفلان، وواحد متزوج وله 3 أطفال). مع العلم أن متوسط الأعمار عند الزواج الأول في المغرب الأقصى هو 31.3 سنة للرجال، و25.7 سنة للنساء، وفي سنة 2018 وصلت هذه الأعمار إلى 31.9 و25.5 للرجال والنساء على التوالي. كما عرف المغرب الأقصى تراجع الزواج المبكر لصالح الزواج المتأخر بشكل متزامن في الوسطين الحضري والقروي، مع وجود تغير أكبر في الوسط الحضري([18]).

أما أغلبية غير المتزوجين من الانتحاريين فترجع إلى كون أعمار الانتحاريين بين (16 و26)، ليست سن الزواج في الغالب في منطقة المغرب العربي، كما أن تنظيم داعش الإرهابي يفضل غير المتزوجين لتنفيذ مثل هذا النوع من العمليات.

  1. متغير المستوى الدراسي
المرحلة المغرب تونس ليبيا الجملة النسبة المئوية
ابتدائي 06 05 02 13 23.63
إعدادي 07 2 01 10 18.18
ثانوي 06 08 01 15 27.27
باكالوريا 03 05 01 09 16.36
جامعي لا شيء 05 03 08 14.54
الجملة 22 25 08 55 99.98

نلاحظ من خلال هذا الجدول أن خمسة من الانتحاريين التونسيين قد حصلوا على شهادة الباكالوريا، وثمانية في المرحلة الثانوية، وخمسة يدرسون في الجامعة. والملاحظة الفارقة هي أن الانتحاريين من المغرب الأقصى لا يوجد بينهم من درس في الجامعة، إضافة إلى قلة عدد المتحصلين على الباكالوريا، وأن 19 من الذين درسوا هم في المراحل الأخرى الدنيا.

وهو أمر تؤكده بعض الدراسات إذ يشير تقرير شبكة “أفروبارومتر” إلى أن 34 في المائة من مواطني المغرب الأقصى واصلوا مسارهم الأكاديمي إلى غاية المرحلة الجامعية، فيما توقف مسار 19 في المائة منهم عند المرحلة الثانوية، و33 في المائة عند المرحلة الابتدائية؛ في حين أن 15 في المائة لم يسبق لهم أن ولجوا المدرسة([19]). وبشكل عام وبحسب دراسة نشرها البنك الدولي، فإن غالبية المنضمين إلى التنظيم الجهادي خلال الفترة 2013-2014 “يؤكدون أن مستواهم التعليمي هو المرحلة الثانوية، وقسم كبير منهم تابعوا دراستهم حتى الجامعة”([20]). وبحسب الدراسة ذاتِها فإن المستوى التعليمي لدى 43,3 منهم هو المرحلة الثانوية، و24,5% هم من الجامعيين، في حين أن 13,5% فقط يقتصر مستواهم التعليمي على المرحلة الابتدائية، بينما بلغت نسبة الأميّين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” 1,3% فقط، أما النسبة المتبقية من الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم الجهادي (16,3%) فلم يفصحوا عن مستوى تعليمهم([21]).

  1. المهنة قبل الانتساب للتنظيم:

استنتاجات عامة لافتة:

نلاحظ أنّ التونسيين الراغبين في القيام بعمليات انتحارية يشغلون وظائف أكثر “تميزًا”، فمنهم من سُجّل أنه لاعب كرة قدم، وآخر مدرب لياقة، وثالث إعلامي، ومصمم في المعلوماتية، وفني طباعة. وغلبت وظيفة التجارة على التونسيين إذ سجل العديد منهم الاشتغال بها وهي من المهن التي عادة ما يمارسها السلفيون والتكفيريون عامة إما لكونهم يعتبرون المهن أو الوظائف الرسمية من “المحرّمات” أو لرغبتهم في التحرّر من رقابة الأجهزة الأمنية ولحرية تحركهم.. والمثير أن وظيفة إمام مسجد غابت عن كل الجنسيات ما عدا التونسيين، إذ سجل أحدهم أن وظيفته هي إمام مسجد([22]).

أما الراغبون في القيام بعمليات انتحارية من المغرب الأقصى فمارس أغلبهم مهنًا يدوية (حِرفًا)، مثل عامل جبس، ومعلم زليج (مسؤول ورشة سيراميك)، وميكانيكي، وعاطلون عن العمل أو اشتغلوا في مهن هشة كحارس ليلي، أو حلاق.. في حين لا يوجد أي منهم ينتمي إلى فئة الموظفين أو لديه شغل قارّ، بل إنّ الأغلبية لها شغل جزئي يتميز بالهشاشة وبأجرة متدنيّة لا تغطي المصاريف الدنيا الضرورية، وذلك ما يجعله كأنه في وضعية بطالة. فليس من المفاجئ إذن ألا يكون من ضمن الانتحاريين الأربعة عشر أيّ موظف في القطاع العام أو الخاص. فكلهم كانوا إما تلاميذ (أو طلبة) وإما عاطلون أو في مهن حرة محدودة الدخل؛ لذا لم تكن الوضعية السوسيو-اقتصادية خيارًا بالنسبة إلى هؤلاء بل كانت مفروضة عليهم، إذ اضطر أغلبهم إلى الانقطاع عن الدراسة لمساعدة الأسرة ومواجهة صعوبات العيش([23]).

أما بالنسبة إلى الليبيين فنلاحظ وجود انتحاري كان يعمل شرطيًّا، وذكر آخرُ أنه عمل مهندس صوت في إذاعة التوحيد التابعة لتنظيم أنصار الشريعة في مدينة سرت.

  1. التوزيع الجغرافي (مكان الولادة والإقامة)

المغرب الأقصى

المنطقة العدد الرتبة
طنجة 4 2
فاس 5 1
بوخليفي 1
بركان 2 3([24])
الدار البيضاء 1
الفقيه صالح 1
بني ملال 1
بريشا (إيطاليا) 1
الفنيدق 1
آسفي 1
سبتة 4 2
الجملة 22

وحسب تقرير أمني إسباني تعدُّ مدينة سبتة المحتلة المصدّر الأول للمقاتلين إلى الجماعات الإرهابية بنسبة 23 في المئة من مجموع المقاتلين المنحدرين من شمال المغرب الأقصى الذين قصدوا العراق وسوريا([25]). فحسب الإحصاءات التي قدمتها وزارة الداخلية الإسبانية، فإن نحو 70 في المائة من الجهاديين الإسبان ينحدرون من مدينتي سبتة ومليلة([26]).

وقد حازت مدينة طنجة قصب السبق في نسبة تصدير المقاتلين إلى صفوف الجماعات الإرهابية، وذلك بنسبة 16.6 في المئة من مجموع المقاتلين الذين التحقوا بجبهات القتال السورية، فيما احتلت مدينة تطوان المرتبة الثانية بنسبة 13.4 في المائة، وهو الإقليم الذي “عُرّض للإهمال على مدى سنوات في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وعانى من الفقر والترهيب بمختلف أشكاله”([27]). وتأتي مدينة فاس (من بين أكثر المدن محافظة) في المرتبة الثالثة بنسبة 15 في المئة، فالدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية) بنسبة 13.8 في المئة، وسلا بنسبة 9 في المئة، فيما توزعت النسبة الباقية 32 في المئة على نحو 40 مدينة مغربية.

ومقارنة بالمقاتلين من المغرب الأقصى في العراق فإن ثلثي هؤلاء المقاتلين هم من مدينة الدار البيضاء، والخمس منهم من مدينة تطوان([28]). وبشكل أكثر دقة، تشكل الأحياء المهمشة في مدن الشمال، المناطق التي تصدّر أكبر عدد من هؤلاء الإرهابيين([29]).

  • تونس
المنطقة العدد
تونس العاصمة 05
بنزرت 05
نابل 03
سيدي بوزيد 03
القيروان 01
زغوان-باجة-جندوبة-سوسة-المنستير- تطاوين-القصرين   واحد لكل منها
لم يذكر المنطقة 01

نلاحظ أن أغلب من يرغبون في القيام بعمليات انتحارية هم من العاصمة التونسية القاطنين في الأحياء الشعبية على أطراف العاصمة، ثم تليها منطقة بنزرت الساحلية (مدينة صناعية -فلاحية)، في حين تأتي مدينة نابل السياحية وسيدي بوزيد الداخلية في المرتبة الثالثة، ثم مدينة القيروان ذات الطابع “الديني”. والمفارقة هي وجود مقاتلين من مدن ساحلية ذات وظيفة سياحية وهي التي تعدُّ عادة أكثر “انفتاحًا”، وهي ظاهرة لا تقتصر على المدينتين الساحليتين المذكورتين، بل أن أغلب من قاموا بعمليات انتحارية من التونسيين في الداخل أو  في الخارج ينتمون إلى المدن ساحلية وظيفتها الاقتصادية سياحية بالأساس، ويرجع ذلك لأسباب اجتماعية  واقتصادية (السياحة) وثقافية؛ من ذلك أن جزءًا مهمًّا من سكان تلك المناطق هم من النازحين من مدن داخلية أو من أرياف تلك المدن وهم في الغالب محافظون وقد يكون انخراطهم في التنظيمات الإرهابية احتجاجًا أو ردّ فعل على التحولات الذهنية و السلوكية بعد تحوّل مناطقهم إلى مدن سياحية تستقبل سنويًّا آلاف من السياح  الأوروبيين([30]).

ليبيا:

المنطقة العدد
بنغازي 05
سرت 01
طرابلس 01
درنة 01

أصبحت ليبيا قاعدة متقدمة لمختلف المجموعات الإرهابية، وهو أمر يفسّر محدودية حضورهم في العراق وسوريا خاصة وتركّز نشاطهم في عدة مدن ليبية خصوصًا درنة وسرت وطرابلس، وقد يفسّر محدودية عدد المتقدمين للقيام بعمليات انتحارية ضمن تنظيم داعش، حيث بلغ عددهم 8 أفراد، 5 من بينهم هم من مدينة بنغازي التي عرفت تاريخيًّا بحضور الإخوان المسلمين منذ أواسط الأربعينات، في حين توزع البقية على 3 مدن عرفت هي الأخرى بانخراط العديد من أبنائها في التنظيمات الإرهابية كالقاعدة منذ تأسيسها ثم داعش.

  • المتغيرات الفرعية
  1. المستوى الشرعي
المستوى الشرعي تونس المغرب ليبيا
بسيط 25 22 5
طالب علم 1
متوسط 1
لا شيء 1
انغماسي 2 1

يكشف المستوى الديني عن طبيعة التحصيل الشرعي للانتحاريين، ويبيّن الجدول أن الراغبين في الانتحار من تونس والمغرب الأقصى من ذوي المستوى الشرعي كانوا من النوع البسيط، في حين نجد 5 من 8 من الليبيين لهم مستوى بسيط، وحالة واحدة من “طلبة العلم”، وآخر متوسط، وفرد واحد لا مستوى شرعي له، وهي حالة تميّز جميع من تقدّموا للقيام بالعمليات الانتحارية من الدول المختلفة إذ  نلاحظ  أن 87 من بين 121 انتحاريًّا، لديهم  مستوى  شرعي بسيط، ويلي ذلك فئة متوسط التي حصل عليها 19 انتحاريًّا، فيما لم يسجل 10 انتحاريين مستواهم الشرعي، بينما  نجد  5 عناصر بتوصيف “طلبة العلم“. وهو ما يشير إلى أن “المتعمقين” في العلم الشرعي أقل استعدادًا للانتحار من غيرهم، في حين لا يتردّدون في إقناع “البسطاء” من المنتمين لداعش للقيام بتلك العمليات.

  1. الماضي الجهادي:

وهو ما يعني انخراط هؤلاء الأفراد في تنظيمات إرهابية غير داعش (أو أحد فروع داعش الإقليمية) ولهم تجربة قتالية أو لوجستية مع تلك التنظيمات. ومن خلال البيانات نلاحظ محدودية الماضي الجهادي للعينة المدروسة فبالنسبة إلى المتقدمين من الجنسية المغربية لا أحد منهم له تجربة جهادية غير شخص واحد من تونس.

وقد يفسّر ذلك بصعوبة النشاط الإرهابي في كل من تونس والمغرب أو عدم إمكانية التنظّم أصلًا في التنظيمات الإرهابية المحلية لأسباب أمنية ولسهولة التحول إلى بؤر الصراع، بينما نجد أربعة أشخاص من ليبيا لهم ماضٍ جهادي حيث كانت لهم تجربة في ليبيا التي تعيش فراغًا أمنيًّا منذ سقوط نظام القذافي وذلك ما سمح بحرية حركة المجموعات الليبية، بل باستقطاب عدد كبير من الإرهابيين من دول الجوار([31]).

ثالثًا- العوامل الحاثة والجاذبة:

يعدُّ الاستعداد للقيام بعملية انتحارية سلوكًا بالغ التعقيد، ولا يمكن اختزال الأسباب الدافعة إليه في سبب واحد، إذ هناك دوافع مركّبة ذاتية وأخرى موضوعية ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية تتضافر جميعًا لكي تنتج الشخص الانتحاري الذي بعمله يلحق الأذى بنفسه وبغيره من الأبرياء بتعلّات تبدو في الغالب واهية لا علاقة لها بجوهر الدين، وهذا ما يفسر الغريزة العدوانية لهؤلاء ونقمتهم على الآخرين. وإجمالًا يمكن تحديد بعض الأسباب الحاثة على رغبة واندفاع هؤلاء للقيام بتلك العمليات الشنيعة، منها:

1. دور وسائل التواصل الحديثة:

الإنترنت و”يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي التي كانت تلقّن العقيدة السلفية التكفيرية للشبان بصورة سريعة، حتى خارج شبكة المساجد المتشدّدة.. وتهيئة أو “صناعة” رموز دينية ذات جاذبية وقدرات واسعة على الإقناع. وقد برز العديد من القنوات الفضائيات التي احتضنت ما يعرف باسم “الدعاة الجدد” الذين بثّوا خطابات وسرديات شعبوية دعوية إلى جانب مئات الفتاوى التي تحضُّ على الفكرة (الاستشهادية) الانتحارية بوصفها عملًا بطوليًّا مميزًا([32])، من خلال استخدام حجج شرعية “بسيطة” وإسقاط أحاديث نبوية شريفة وتأويل آيات قرآنية بما يخدم أهدافهم وسرد روايات بطولية يمتزج فيها التاريخي بالخيال، وهو ما ساعد على “سرعة” قبولها والاقتناع بها.

2. المقاربة السيكولوجية:

يرى بعض علماء النفس أن الشخصية الانتحارية لها “عقل مهتاج” يتعرض لمزيد من غسيل الدماغ عن طريق التلقين الأصولي، كما تتميّز شخصية هؤلاء غالبًا بالنرجسية والإحباط، والعدوانية، والسلبية، والاغتراب، وعادة ما يختارون العزلة عن محيطهم الاجتماعي([33]). كما تتفاعل عوامل أخرى كالحقد على المجتمعات القائمة و”الشعور بالغضب الأخلاقي” الذي يمثّل رد فعل على إدراكهم للانتهاكات الأخلاقية([34])، ويتشبثّ هؤلاء بعناصر من هويتهم في مواجهة الضغوط الاستهلاكية([35]). وتجسّد أشرطة الفيديو الخاصة بهم، والرسائل التي تبث لاحقًا بعد القيام بالمهمة شكلًا من أشكال مشاعر الغضب والسخط والكراهية لمجتمعاتهم والمختلفين معهم الذين يصفونهم بأقذع الأوصاف: كفّار – طواغيت([36]).

3. الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية:

خلصت دراسة للبنك الدولي إلى أن “العوامل الأكثر ارتباطًا بانضمام الأجانب إلى داعش هي الرغبة في الاحتواء – الاقتصادي والاجتماعي والديني – في بلدان الإقامة([37])، إلى جانب البطالة وامتهان وظائف هامشية والسكن في أحياء شعبية، فيما يدفع الخطاب الديني المشحون بالعاطفة وتبني مفهوم الجهاد وسحر الخلافة وتقمّص أسطوري لنماذج ووضعيات من التاريخ، عوامل أساسية لمن هم في مستوى تعليمي ومعيشي مرتفع([38]). ولكن هل يمكن أن يكون الفقر سببًا للإرهاب بمختلف أشكاله؟

تبين أغلب الدراسات والبحوث ذات العلاقة بالتطرف العنيف أن أغلب قادة المجموعات السلفية التكفيرية هم من الأثرياء أو من العاملين في مهن “نبيلة ” تدرّ عليهم أموالًا كثيرة؛ فمن بينهم أطباء، ومهندسون، ورجال مال، وأعمال.. حاجتهم إلى المال ليست بكل تأكيد خلف انضمامهم إلى هذه المنظمات. وحسب تقرير مرصد الشمال (المغرب) فإن أبرز العوامل التي تستمر في دفع مغاربة من طبقات اجتماعية متدنية لترك البلاد والتوجه صوب العراق وسوريا مرتبطة بما هو دنيوي من قبيل تحقيق الذات، والإغراءات المادية لتنظيم داعش، والبحث عن الرفاهية([39]). ومهما يكن الأمر فالفقر هو أحد العوامل لكنه ليس عاملًا محدّدًا ولو كان كذلك لرأينا تحوّل الملايين من البشر المُصنّفين فقراء (تحت خط الفقر) إلى قتلة وانتحاريين. فمع غياب فكر متطرف لن يتحول فقير واحد إلى انتحاري يقتل الناس، ولكن سيتحول إلى سارق أو مختلس. فوجود الفكر المتطرف هو المحرك الرئيسي للإرهاب بكل أنواعه. 

4. المقاربة التاريخية:

يعبّر مصطلح “تفجر عقدة الانتحاري” خلال السنوات الأخيرة عن مخزون نفسي (فردي وجمعي) تراكم عبر السنين في سنوات القهر والاستعمار، بلغ ذروته وتجسّد راهنًا في الاجتياحات العسكرية والأمنية الغربية، وعودة الاحتلال العسكري إلى أفغانستان والعراق وسوريا. فكان من الطبيعي في ظل هذه الظروف أن تولد مثل ردة الفعل هذه التي أعادت إلى الأذهان صورة الاستعمار القديم، وأخيرًا الأزمات العامة التي يعيشها الشباب في المنطقة العربية التي تدفعه إما إلى الهجرة القانونية أو غير القانونية أو إلى التكفير والهجرة.([40])

5. المقاربة الجنسية:

يؤكد الأستاذ عبد الصمد الديالمي الارتباط بين الحرمان الجنسي والأصولية الإرهابية([41]). وتقوم فرضيته تلك على تأكيد ارتباط الحرمان الجنسي بالظروف الاجتماعية والسكنية بوجه خاص، ففيما تتميز هذه الظروف بالإثارة الجنسية فإنها لا تسمح بإرضائها([42]).

ومن جهة أخرى أصبحت “حور العين” في الجنة مبدأ أساسيًّا عند الشباب الذين يفجرون أنفسهم في عمليات إرهابية، ويؤكد الشاب المغربي يونس ذلك بقوله إن “تسجيلات عمليات داعش ومحاضرات دخول الجنة والحور العين شجعته على القيام بعملية انتحارية([43]). ويبين تحليل مضمون الرسائل المصورة التي يسجلها الانتحاريون قبل إقدامهم على تفجير أنفسهم، أن أكثر من 80% من الانتحاريين يذكرون رغبتهم في لقاء الحور العين ضِمن الأسباب التي تدفعهم للقيام بهذه العمليات([44]). وقبل كل شيء، ينظر مقاتلو داعش إلى عملياتهم على أنها “عمليات استشهادية”، وأنها من “أعلى درجات التضحية في سبيل الله”، وتضمن “الشهادة” لصاحبها طريقًا إلى الجنة، حيث تنتظر الحور العين مجيئه. وعادة ما يحمل الانتحاريون عند الاستعداد للقيام بعملية انتحارية باقات من الورود التي ترمز للشهادة والجنة معًا.

6. دور الإخوة والأقارب([45])

من الظواهر الجديدة التي ميّزت الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية ظاهرة تحول الانتماء من الاختيار الفردي إلى الاختيار العائلي، فيكفي أن ينتمي أحد أفراد العائلة إلى إحدى التنظيمات حتى يجرّ وراءه عددًا من أفراد عائلته الصغيرة وحتى الممتدة. فيونس (من المغرب يبلغ من العمر 30 عامًا) قُتل شقيقه الأول في عملية انتحارية نفذها في مدينة “بيجي” العراقية، والثاني لقي حتفه في معارك دير الزور بسوريا، والثالث خلال ضربة جوية بمدينة الموصل العراقية([46]). والأخوان إبراهيم وخالد بكراوي ([47])المتهمان بتنفيذ الهجمات الانتحارية في مطار بروكسل، لم يكونا الوحيدين الذين لهما رابط عائلي؛ ففي مطلع عام 2015 اتهمت السلطات الفرنسية الأخوين سعيد وشريف كواشي ([48])بالهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، وقد قُتلا فيما بعد خلال اشتباكات مع الشرطة الفرنسية. كما أن صلاح عبد السلام، الذي ألقت الشرطة البلجيكية القبض عليه بتهمة المشاركة في هجمات باريس في نوفمبر 2015، هو أيضًا شقيق إبراهيم عبد السلام ([49])، أحد الانتحاريين المفترضين في تنفيذ هجمات باريس. وهناك حالة التحاق الطفل يونس أباعود (13 عامًا) بأخيه عبد الحميد أباعود في سوريا الذي قتل على يد قوات الأمن الفرنسية رفقة ابنة خالته الجهادية حسناء أيت بولحسن في هجمات باريس في 19 نوفمبر2015. ([50]). والإخوة احميدان ([51]) والأخوان محمد ورشيد أولاد عكشة من منفذي أحداث مدريد 2004 الإرهابية ([52]) والأخوان مرّاح كذلك([53]).

 خاتمة:

يعدُّ التطرف العنيف ظاهرة بالغة التعقيد، لا يمكن اختزالها في سبب واحد، فهناك عدة  عوامل ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية تتضافر جميعها لكي تنتج لنا أخيرًا عنفًا بصوره متعددة  الأشكال لعلّ  أخطرها وأشنعها العمليات الانتحارية التي استهوت مئات من الشباب الإسلامي للقيام بها ومنهم شباب المغرب العربي الذي اندفع مبكرًا للانخراط في نشاط هذه التنظيمات وقام بعشرات العمليات الانتحارية سواء في بلدانهم الأصلية أو في خارجها، ومن خلال العينة التي اعتمدناه (2013-2014) نستنتج احتلال شباب المنطقة (دون موريتانيا والجزائر إذ يبدو أن نشاطهم مركَّز في منطقة الساحل أساسًا دون غيرها) مراتب متقدّمة في قائمة الراغبين والمستعدّين للقيام بعمليات انتحارية تحت راية داعش، وهم أساسًا من الذكور دون أن نجد أية امرأة ضمن القائمة بالرغم من مشاركة المرأة في بعض العمليات  تجسيدًا لبعض الفتاوى الخاصة  التي تسمح للمرأة داخل تنظيم داعش الإرهابي بالقيام بالعمليات الإرهابية والقتال تحت مزاعم الجهاد. وتبيّن العينة أن أغلبية المتقدّمين للقيام بعمليات انتحارية لم تكن لهم تجربة  في ميدان القتال مع  تنظيمات مسلحة، وكان من الطبيعي أن يكون أغلب الراغبين في القيام بعمليات انتحارية أساسًا من  فئة الشباب، غير أننا في المقابل نجد جزءًا مهمًّا من أفراد العيّنة ممّن تجاوز سن الشباب بل حتى من المتقدمين في السنّ، وقد لا يكون ذلك طبيعيًّا، غير أن الأمر لا يبدو مستغربًا نتيجة التحشيد الإعلامي والدمغجة التي يتلقونها  وأغلبيتهم غير ملمّ بالحدّ الأدنى من تعاليم الدين الإسلامي “مستوى شرعي بسيط”، كما تشير الحرف التي يمتهنونها إلى تدني وضعهم الاجتماعي والمادي وهو الأمر الذي يغلق أمامهم فرص  الارتقاء في السلم الاجتماعي خصوصًا أن جزءًا كبيرًا منهم  ذوو أصول جغرافية ريفية أو من مدن  هامشية غير “محظوظة” أو من المغضوب عليها،  وبعضهم مستقر في أحياء شعبية في ضواحي المدن الرئيسية. وبموازاة  ذلك نلاحظ ضعف المستوى التعليمي لأغلبية أفراد العينة  بالرغم من أن القيادات العليا والوسطى للتنظيم هم من حاملي الشهادات العليا.

وخلاصة القول أن هذه العيّنة تجسّد قدرة تنظيم داعش، كما هو حال بقية التنظيمات الإرهابية المُماثلة، على استغلال الظروف البائسة لفئات واسعة من الشباب التي تفتقد للرعاية الاجتماعية والاقتصادية والروحية والنفسية لتحوّلها إلى أدوات لتنفيذ مشاريع إجرامية تناقض تمامًا روح الدين الحنيف، بل تسهم في تشويه مبادئه السمحة.


[1] -قبل قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام قام عدد من شباب المغرب العربي بعدة عمليات انتحارية في عدة مناطق من العالم، نذكر منهم التونسيان رشيد بوراوي الواعر ودحمان عبد الستار، المنتميان للقاعدة اللذان قاما في التاسع من أيلول/سبتمبر عام 2001، بعملية انتحارية استهدفت اغتيال زعيم “التحالف الشمالي” الأفغاني أحمد شاه مسعود قبل يومين من وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر2001.

[2]  – تعتبر العملية الانتحارية التي نفذها أحد عناصر المقاومة الإسلامية في منطقة صور (يوم 11/11/1982) من أقوى العمليات الانتحارية التي أدّت إلى تدمير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي ومقتل 91 من الضباط والجنود الإسرائيليين.

[3]بعد أن قتل المستوطن اليهودي، باروك غولدشتاين، 29 مصليًا مسلمًا خلال صلاة الفجر الجماعية في مسجد الخليل (في 25 فبراير 1994) أدخلت حركة المقاومة الإسلامية حماس العمليات الانتحارية في صراعها مع إسرائيل، وبدأت بالضرب في عمق إسرائيل. ولربما كانت العملية الانتحارية التي شنت بتاريخ 13 إبريل 1994 في محطة الباصات المركزية في الخضيرة أولى عمليات حماس ومنذ سبتمبر/أيلول 2000، نفذت حركة “حماس” عددًا من هجمات التفجير الانتحارية يفوق ما نفذته أية جماعةٍ فلسطينية أخرى.  وكانت التفجيرات التي نفذتها حركة “حماس” أكثر العمليات تدميرًا، من حيث الخسائر البشرية.

[4] – في الفترة من مايو/أيار 2001 إلى يوليو/تموز 2002 نفذت “الجهاد الإسلامي” ما لا يقل عن عشرة من الهجمات انتحارية استهدفت مدنيين، أو التي نُفذت في ظروف كان من المستحيل التمييز فيها بين المدنيين والأهداف العسكرية المشروعة. ولقي ما لا يقل عن 28 مدنيًّا حتفهم في هذه الهجمات وجُرح زهاء 326 آخرين.

[5] – سُجل شن 4814 هجومًا انتحاريًّا بين عامي 1981 – 2015 في أكثر من 40 دولة، منها أفغانستان والعراق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وباكستان وسريلانكا، وتجاوزت أعداد ضحاياها 45 ألف شخص. وتشير الدراسات المختصة إلى تصاعد معدلات العمليات الانتحارية. https://arabic.rt.com/news/824238-/ 21-07-2017

[6]  – حكم العمليات الاستشهادية الشيخ سلمان العودة حفظه الله

https://ar.islamway.net/article/2244/%D8%AD%D9%83%D9%85-/05-04-2007

https://doi.org/10.4000/insaniyat.2533. p. 51-62

[7] –  حرّمت كل الدّيانات القتل والانتحار وجعلت منه المحرّم الأكبر، لكن الثقافات المختلفة تجعل من القتل في الحروب والانتحار فضيلة في بعض الظروف الخاصة. انظر:

ميوني(مصطفى): محاولات الانتحار بين فرض الكيان والهروب من الواقع، https://journals.openedition.org/insaniyat/2533

[8]  – اللامي (علاء): السلفية الانتحارية وسرقة رموز الإسلام

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381222/  06-10-2013

[9]  – الفرق بين الشهادة في سبيل الله والعمليات الاستشهادية،

https://binbaz.org.sa/fatwas/17797/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-

[10] – مِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ” التوبة 111

أَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ” الأنفال 60

فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)

[11] – القرضاوي(يوسف): “شرعية العمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة”، الإصلاح، المجلد ،375 18-15 أغسطس/آب ،1997 ص 44؛

[12] – تليمة(عصام):” مراجعات القرضاوي.. من العمليات الاستشهادية إلى الزواج بنية الطلاق!”

https://www.aljazeeramubasher.net/opinions/2022/12/17/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%

17-12-2022 أيضًا

https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/middle-east/130939-161124-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE

[13]  – اللامي(علاء):”التتريس والانغماس لدى السلفيين الانتحاريين”

 https://al-akhbar.com/Opinion/59287، 23 تشرين الأول 2013

[14]  – موقع زمان الوصل السوري.

[15]  – لم نعثر إلا على حالة واحدة تنتمي إلى دولة الجزائر ولذلك استبعدناها، مع العلم أن انخراط الجزائريين في التنظيمات الإرهابية يبدو محدودًا جدًّا في حين نجدهم ينشطون في المناطق الحدودية بين تونس والجزائر وكذلك في مالي.

[16]  – دراسة: الجهاديون في “داعش” بمستوى تعليمي أعلى من المتوقع

https://www.dw.com/ar/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9/ 06-10-2016

[17] -ما بعد الثلاثين.. نضج فكري وعاطفي وقرارات أكثر نجاحًا

 https://alghad.com/Section-182/%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7/%D9%85%D8%A7

 18 شباط 2020

[18] – “مندوبية التخطيط: متوسط سن الزواج بالمغرب في ارتفاع”،https://ar.le360.ma/societe/157125/12-11-2019

[19] – تقرير: 34 في المائة من المغاربة يصلون إلى المرحلة الجامعية في الدراسة

https://www.hespress.com/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8/17-02-2024

[20]  – دراسة: الجهاديون في “داعش” بمستوى تعليمي أعلى من المتوقع

https://www.dw.com/ar/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9/ 06-10-2016

[21]  – دراسة: الجهاديون في “داعش” بمستوى تعليمي أعلى من المتوقع

https://www.dw.com/ar/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9/ 06-10-2016

[22] – يتأكد هذا الواقع عند أغلبية التونسيين الذين انتموا للجماعات السلفية التكفيرية سواء ممن قاموا بعمليات انتحارية في تونس أو خارجها:

الحنّاشي (عبد اللطيف): السلفية التكفيرية العنيفة في تونس من خيم الدعوة إلى تفجير العقول، تقديم العميد مختار بن نصر، الدار التونسية للكتاب، تونس 2020، ص 174-186.

[23]  – ” مركز أمريكي يميط اللثام عن أبرز مواصفات مغاربة “داعش” https://www.hespress.com/%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%81%D8%A7-284697.html/ 21-افريل 2016

[24] –  تقع مدينة بركان في المنطقة الشرقية من المغرب، بين المدينتين الرئيسيتين الأخريين: الناظور ووجدة. ومن المفارقات أنها أنجبت العديد من الرياضيين والمفكرين والفنانين ورجال السياسية، منهم البطل الرياضي على مستوى العالم هشام الكروخ، والمؤرخ المشهور جرمان عياش، والفنان المسرحي عبد الكريم برشيد، والفنان التشكيلي المعروف على مستوى العالم محمد سعود، ورجل السياسة البكاي لهبيل الذي شغل منصب أول رئيس للحكومة المغربيّة، إضافة إلى أول وزير عين للبلاد وهو عباس الفاسي.

[25] – “هكذا تحولت سبتة إلى «حاضنة» لمقاتلي «داعش» من الطالباني السبتي إلى تفكيك العشرات من الخلايا الإرهابية، http://www.almassaepress.com/ 06-09-2015

– [26] El 70% de yihadistas detenidos en España son de Ceuta y Melilla.

http://www.europapress.es/nacional/noticia-70-yihadistas-detenidos-espana-dos-ultimos-anos-vive-ceuta-melilla-20150309152755.html

[27] – كيف أصبحت مدن الشمال معقلًا لتفريخ الجهاديين المغاربة ومنطلقهم نحو داعش،  http://www.febrayer.com/14-12-2015

[28] Peter Bergen&al. Bombers, Bank Accounts, & Bleedout: Al-Qa’ida’s Road In and Out of Iraq. Combatting Terrorism Center at West Point, July 2008. P: 40.

[29]  – ” أحياء “خطرة” في المغرب حاضنة لإرهابيين ومجرمين ولصوص، https://www.independentarabia.com/node/459331/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%A3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%AE%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D9%86%D8%A9-/ 6 يونيو 202

[30] – هذا ما رصدناه وحللناها في كتابنا:

الحنّاشي (عبد اللطيف): السلفية التكفيرية …مرجع سبق ذكره، ص 105

[31]  — يوروبول» ترصد تحوُّل ليبيا نقطة جذب لـ«الجهاديين» الأوروبيين وتحذِّر من تسللهم كمهاجرين”،

https://alwasat.ly/news/libya/250009/ 3- يوليو 2019

[32]  – الحنّاشي (عبد اللطيف): السلفية التكفيرية…مرجع سبق ذكره، ص9

[33]  – روا (أوليفييه): الجهاد …مرجع سبق ذكره، ص 30-31

معروف(محمد):”الاستقصاء العلمي للعمليات الانتحارية”،

https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%/ 15-02-2015

[34] – قبل عام 2003، كان الغضب الأخلاقي ناجمًا أساسًا عن قتل المسلمين في البوسنة والشيشان، وعن الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعن التنكيل بالمسلمين في كشمير، وبالرغم من أن هجمات 11 سبتمبر وقعت قبل الغزو الثاني للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين، فإن هذا الغزو قد مثل منذ ذلك الحين نقطة محورية في الغضب الأخلاقي للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

[35]  – اعتمادًا على مثال مفجري الدار البيضاء الذين “ينحدرون من أحزمة البؤس، ومدن الصفيح بسيدي مومن الذي يشبه معسكر اعتقال لهذه الأسر البدوية التي ألقت بها رياح الهجرة على هوامش الدار البيضاء بسبب الأزمة الاقتصادية في الثمانينات، وسنوات الجفاف في التسعينيات، فإن هؤلاء المفجرين هم أفضل مثال على صراع المدينة ضد المدينة”.

معروف(محمد):”الاستقصاء العلمي للعمليات الانتحارية”،

https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%/ 15-02-2015

[36] – خلال مقابلة تلفزيونية في يناير 2005، قال صالح جميل القصار، وهو مقاتل سعودي تم القبض عليه: “الله على ما أقول شهيد، وأنا سأواجه الله يوم القيامة.. شاهدنا الأمريكيين يذبحون العراقيين.. شاهدنا حصار النجف.. رأينا أن الإمام السيستاني أصدر فتوى تدعو إلى الجهاد.. شاهدنا صورًا لانتهاكات أبو غريب، امرأة عارية انتهكت على يد جندي أمريكي.. رأينا إخواننا السجناء عراة.. رأيتهم على قناة الجزيرة، على شبكة الإنترنت، ظهرت الصور في بعض الأحيان على شبكة الإنترنت. وهذا ما هيجني على القيام بذلك”.

[37]  – دراسة: الجهاديون في “داعش” بمستوى تعليمي أعلى من المتوقع

https://www.dw.com/ar/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9/ 06-10-2016

[38]  – هذا هو عدد التطوانيين الذين التحقوا بتنظيم “داعش” منذ بداية السنة !

https://canaltetouan.com/archives/33657#google_vignette/ 4 يوليو 2015

[39]  – المرجع السابق نفسه.

[40]  – “سوسيولوجيا” العنف الانتحاري العربي:

https://www.swissinfo.ch/ara/%D8%B3%D9%88%D8%B3%D9%8A%/01-04-2007

صرّح يونس، وهو داعشي من المغرب بما يلي “شقيقي الأكبر كان، في بداية شبابه، مدمنًا على الكحول وإقامة العلاقات الغرامية مع النساء؛ لكن انطباعاته تغيّرت وتحوّل إلى التشدد بعد أحداث شتنبر 2001، عندما تعرضت الولايات المتحدة لهجمات أسفرت عن تدمير برجي التجارة العالمي”، انتحاري مغربي: قاتلتُ مع “داعش” طمعًا في معانقة الحور العين

https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%8A-/ ا17 فبراير 2017 – 12:00

[41] – الديالمي (عبد الصمد): المدينة الإسلامية والأصولية والإرهاب: مقاربة جنسية، دار الساقي-رابطة العقلانيين العرب بيروت 2008، ص 208.

[42] – ولتأكيد ذلك يقول الكاتب إن المتشدّدين في المغرب ينحدرون من أحياء فقيرة ومهمشة في المدن الكبرى كالرباط والدار البيضاء، التي تتميز مساكنها بالضيق والاكتظاظ وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية، ويرى أيضًا أن عدم وظيفية المسكن العربي الجنسية تؤدي دورًا في انسداد الشخصية وتشددها الأخلاقي، ويرتبط أيضًا برغبة في العودة إلى تقسيم منطوقي للمجال يستعيد بفضله الرجل المسلم كل امتيازاته وسلطته التي يهددها الاختلاط الحداثي بين الجنسين.

الديالمي (عبد الصمد): المدينة الإسلامية …، مرجع سبق ذكره، ص208.

[43] – انتحاري مغربي: قاتلتُ مع “داعش” طمعًا في معانقة الحور العين

https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%8A-/ ا17 فبراير 2017 – 12:00

[44]  – قادة التطرف يستغلّون فكرة “الحور العين” لتجنيد الشباب. برنامج “صناعة الموت” يبث تسجيلات مصورة لانتحاريين يظهر في أحدها أحد الانتحاريين الشباب وعمره لا يتجاوز العشرين وهو يتحدث بولهٍ شديدٍ داخل السيارة المفخخة، ويشير إلى زر التفجير مؤكدًا أنه بمجرد أن يدوس على الزر سوف تأتي الحوريات يحملنه إلى الجنة. بينما تحدث آخر عن فتاة جميلة تنتظره وقد أعدت له مكانًا مليئًا بالطعام والشراب خلف هذا الجبل على حد قوله

https://www.alarabiya.net/articles/2009%2F11%2F06%2F90411/ : 06 نوفمبر 2009

[45]  – روا(اوليفييه): الجهاد والموت،مرجع سبق ذكره،ص 45

[46] – انتحاري مغربي: قاتلتُ مع “داعش” طمعًا في معانقة الحور العين

https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%8A-/ ا17 فبراير 2017 – 12:00

[47]الأخوان البكراوي: خالد وإبراهيم، تم تحديد هويتهما من قبل السلطات البلجيكية على أنهما منفذا عمليات بروكسيل يوم 22 مارس 2016. الأول فجر نفسه في محطة ميترو “مايلبيك” والثاني في مطار “زافينتيم”، مخلفين 31 قتيلًا. الشقيقان كانا معروفين، إلى حدود هذه التفجيرات، لدى العدالة البلجيكية بتورطهما في أعمال سرقة وسطو مع استعمال العنف.

[48]الأخوان كواشي: في 7 يناير 2015 اقتحم الأخوان سعيد وشريف كواشي مقر جريدة “شارلي إيبدو” الكائن في شارع نيكولا أبيرت بالدائرة الحادية عشر في باريس، وقتلا، بدم بارد، 11 شخصًا، وأثناء هروبهما أرديا أيضًا شرطيًّا درّاجًا مسلمًا. وبعد يومين من ذلك تمت تصفيتهما.

[49]الأخوان عبد السلام: مجرد مهربين صغيرين، ترعرع إبراهيم وصلاح عبد السلام في حي مولنبيك ببروكسيل –حيث أصبحا يستأجران حانات يشرفان على تسييرها قبل أن تظهر عليهما علامات التطرف. إبراهيم (31 سنة) كان جزءًا من “فيلق ساحات المقاهي الباريسية” في أحداث 13 نوفمبر بباريس، قبل أن يفجر نفسه في مقهى بشارع فولتير.

 صلاح (26 سنة) رافق الانتحاريين إلى ملعب فرنسا، قبل أن يفر نحو بلجيكا. تم اعتقاله يوم 18 مارس 2016 في بروكسيل. وتشتبه العدالة البلجيكية في كونه متورطًا في الإعداد للهجمات الإرهابية التي هزت المدينة أربعة أيام بعد اعتقاله.

[50]الأخوان أباعود: يشتبه في كون عبد الحميد أباعود قد قاد عددًا من العمليات الإرهابية في أوروبا قبل أن ينخرط هو نفسه في تنفيذ إحداها بأن أطلق النار على مجموعة من المقاهي الباريسية في 13 نوفمبر 2015. قبل أن يتم قتله خمسة أيام عقب أحداث باريس من قبل فرقة التدخل الخاصة “Raid”، تاركًا خلفه شقيقه الأصغر يونس ( 14 سنة) الذي كان عبد الحميد قد اختطفه لصحبته إلى سوريا.

[51]  – الأخ الأكبر جمال، الملقب بـ” الشينوي”. ولد في المغرب سنة 1970 ويعتبر العقل المدبر لتفجير قطار مدريد في 11 مارس 2004 الذي خلف 191 قتيلًا. لقي مصرعه أثناء انفجار في شقة بأحد الأحياء الهامشية بمدريد، حيث كان يختبئ رفقة ستة من شركائه في العملية، حين داهمهم رجال الشرطة. وتم اعتقال شقيقيه حميد وهشام.

[52]  – وهما من وضع المتفجرات في القطارات التي تم استهدافها. لقي الشقيقان مصرعيهما رفقة أربعة أشخاص من أعضاء الخلية المدبرة لأحداث مدريد في انفجار الشقة التي كانوا يختبئون فيها بمنطقة “Leganés” بعد محاصرة رجال الشرطة لهم، بعد أيام على تنفيذ العملية الإرهابية.

[53]  – محمد مرّاح (23 سنة). قتل سبعة أشخاص ما بين تولوز ومونتوبان (Montauban): ثلاثة عسكريين وأربعة مدنيين، من بينهم ثلاثة أطفال من مدرسة يهودية. قتلته الفرق المختصة أثناء ملاحقته. وتم توقيف شقيقه عبد القادر واعتقاله، عقب الاشتباه في أنه هو من وفر الدعم اللوجيستيكي لشقيقه محمد. بينما وضعت شقيقتهما سعاد، التي تفاخرت بأفعال أخيها محمد، تحت المراقبة لعدة أشهر، قبل أن تتمكن من السفر إلى سوريا. كما أن عبد الوهاب البغدادي الذي اعتقل واتهم بالانضمام إلى المسلحين في سوريا، لديه صلة أسرية بصهره محمد مراح منفذ هجوم عام 2012 على تولوز ومونتوبان الذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.

المواضيع ذات الصلة