إن استقالة جيفري هينتون”الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” أوائل (مايو 2023) من جوجل جاءت نذيرًا لجميع دول العالم من مخاطر محتملة مستقبلًا متعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب من المسؤولين التفكير فيما يجب القيام به قبل فوات الآوان.
يشهد العالم مجموعة من التغيرات والتطورات السريعة، ويعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم هذه التغيرات التي أحدثت تحولات في مجالات الحياة كافة، واستحوذت على اهتمام الباحثين، فهو نتاج أنظمة تتمتع بالذكاء وتتصرف على النحو الذي يتصرف به البشر من حيث التعلم والفهم. كما أنه شكل من أشكال الحوسبة الذكية، من حيث إنها تعتمد على برامج الكومبيوتر التي يمكن أن تستشعر وتفكر وتتعلم وتتصرف(1)، وبالتالي فإنه ذكي لأنه يحاكي الإدراك البشري ومصطنع لأنه يعالج المعلومات حاسوبيًا بدلًا من المعالجة البيولوجية(2)، ويتعلق الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو بطبقة معينة.
وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم صورًا عن الروبوتات العالية الأداء والشبيهة بالإنسان، وتسيطر على العالم، فإنه يهدف إلى أن يحل محل البشر(3).
فقد استطاعت تقنيات الذكاء الاصطناعي أن تقدم صورًا ﻋﻦ روبوتات تبث الحياة في الآلات، وتمنحها القدرة على التعلم والتفكير وربما الإبداع، وتطوير أجهزة كمبيوتر وتوظيفها في تحقيق التسويق الرقمي المتفاعل مع الأفراد والمتوقع لسلوكياتهم المستقبلية في المجال التجاري، والتعرّف على وجوه المجرمين من كاميرات المراقبة بالفيديو، والسيارات ذاتية القيادة التي يمكن أن تتكيف مع ظروف الطرق وحركة المرور(4) وأجهزة الطيران الآلية التحكم بدون طيار، والروبوتات القادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة والتي يمكن استخدامها من قبل القوات المسلحة، بل إن تطويره في كثير من المجالات يهدف في الأساس إلى حماية البشر والحفاظ على أرواحهم وتوفير الوقت والجهد لهم، وتحويل المعلومات الأولية إلى معرفة قيّمة، وتوجيه البشرية نحو آفاق جديدة من الاكتشافات. ويتسم بإﻧﺠﺎز الأعمال في أقصر وقت، بالإضافة إلى المرونة والسهولة ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ وقدرته ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ الظروف الخطرة، وتحقيق عائدات اﺳﺘﺜﻤﺎر جيدة(5).
ويمكن التمييز بين ﺛﻼث صور للذكاء الاصطناعي: المتخصص، والعام، والفائق، أﻣﺎ المتخصص، فيقصد به أنظمة تستطيع القيام بمهام محددة وواضحة؛ كذاتية القيادة، أو ﺑﺮاﻣﺞ التعرف ﻋﻠﻰ الكلام أو الصور، أو ﻟﻌﺒﺔ الشطرنج الموجودة على الأجهزة الذكية. ويعتبر هذا النوع من أﻛﺜﺮ الأنواع شيوعًا وتوافرًا ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وأما الذكاء الاصطناعي اﻟﻌﺎم فهو النوع الذي يمكن أن يعمل بقدرة تشابه قدرة اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ حيث التفكير، إذ يركز ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ اﻵﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ التفكير والتخطيط ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء نفسها، وﺑﺸﻜﻞ مشابه للتفكير البشري. وأﺧﯿﺮًا الذكاء الاصطناعي الفائق، وهو الذي قد يفوق مستوى ذكاء البشر، ويستطيع القيام بالمهام ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﯾﻘﻮم به اﻹﻧﺴﺎن المتخصص ذو اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ولهذا النوع العديد من الخصائص اﻟﺘﻲ لا بد أن يتضمنها؛ كالقدرة على التعلم والتخطيط والتواصل التلقائي وإصدار الأحكام(6)، مما يتطلب من الحكومات العربية الانتباه لهذا النوع، وﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن هذا النوع من الذكاء من الممكن أن يؤدي إلى “اﻟﺘﻔﺮد” ونعني به فترة من التطور التكنولوجي الجامح الذي یغیر الإنسانیة، حيث يحاول فهم الأفكار البشرية، والانفعالات التي تؤثر على سلوك البشر، والتنبؤ بمشاعر الآخرين ومواقفهم(7).
ويثير الذكاء الاصطناعي العديد من المخاطر والتهديدات الأمنية والأخلاقية في حالة تزايد الاعتماد عليه في الحياة البشرية؛ مثل إمكانية استخدامه من قبل القراصنة والمتسللين، والدخول على البيانات أو التلاعب بها، والاستفادة من الثغرات الأمنية في تلك النظم الذكية لاستخدامها في أغراض خبيثة، كتدمير مواقع إلكترونية أو اختراقها، أو قرصنة المعلومات الخاصة بالمواقع الحكومية، وجرائم اعتداء على الأموال؛ كالتزوير، وخيانة الأمانة، والنصب، والسرقة، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، وجرائم القتل كبرمجة جهاز يتم التحكم فيه آليًا عن بعد لتفجير أماكن بمَن فيها من أشخاص(8).
فكل هذا النتاج الضخم من التطبيقات يعد تمهيدًا لحرب ناعمة بين الآلة والإنسان، لاحتلال العقول باستخدام طرق معلوماتية جديدة، لتصبح بعض دول العالم الضعيفة – بعد ذلك – فريسة سهلة لاستعمار شامل في شتى المجالات.
ولقد كانت استقالة جيفري هينتون والذي يطلق عليه “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” من جوجل أوائل مايو 2023 نذيرًا ينبهنا في دولنا العربية والعالم إلى تلك المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فلقد قضى جيفرى هينتون حياته يُطوِّر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفجأة تنازل عن منصبه، متفرغًا للتحذير والتوعية من مخاطر الذكاء الاصطناعي الذي شارك في وضع أسسه الأولى يومًا ما، معلنًا أن هذه التكنولوجيا تتضمن مخاطر على المجتمع والإنسانية مستقبلًا، قائلًا: “إن هناك خطرًا جسيمًا من أن تصبح الأشياء الأكثر ذكاءً منا قريبًا إلى حد ما، وإن هذه الأشياء قد تحصل على دوافع سيئة وتتولى زمام الأمور”، وأكد أن “السياسيين وقادة الصناعة بحاجة إلى التفكير فيما يجب القيام به، فيما يتعلق بهذه القضية في الوقت الحالي”(9).
إن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم فيه كافة الأدوات والوسائل الجديدة الجذابة للجمهور المستخدم لهذه التقنيات؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر في العام الماضي (2022) العملات المشفرة، وويب 3، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وغيرها من التقنيات التي أثارت الكثير من الجدل، لكنها لم تقدم سوى القليل من النفع من وجهة نظر الكثيرين.
لكن ما حدث في نوفمبر 2022 أخذ سيناريو هذه القصة إلى منحى مختلف تمامًا عند ظهور “شات جي بي تي GPT”، الذي من خلاله تغير كل شيء نحو الأفضل كما يزعم البعض، حيث وصل إلى مليون مستخدم بعد خمسة أيام فقط من إصداره، بينما كان الفيس بوك قد وصل إلى مليون مستخدم بعد عشرة أشهر، وإنستغرام وصل إلى مليون مستخدم بعد شهرين ونصف.
وتعمل استخدامات شات GPT على إنهاء العديد من المهام بشكل كامل، والحصول على الأموال، وجعله يعمل كمساعد شخصي، كما يتكامل مع عدد لا يحصى من المنصات الرقمية، بما في ذلك متصفحات الويب، وأدوات تحرير النصوص، ومن خلاله تنسج الحكايات وتؤلف سيمفونيات النثر، وكتابة رسائل طلبات التوظيف، أو السير الذاتية، وكتابة مواد مكتوبة كالمقالات والرموز المعقدة، أو المذكرات الموجزة، وقصائد الشعر، وغير ذلك، وهذه الحصيلة من المعلومات تغذَّى بها الروبوت من قبل الإنسان(10).
ومن هنا، فإن الذكاء الاصطناعي قد يطور من المعلومات إلى أن يأتي الوقت الذي يستغني فيه الذكاء الاصطناعي عن البشر، وسيبدأ بالتواصل وبناء الشبكات والتعامل لخدمة نفسه، فالحرب بين روبوت عديم المشاعر والإحساس أخذ ما يحتاجه من الإنسان، وطور كل معلومة، واحتفظ بها لصالحه، مما قد تستنسخ هذه البرامج المعلومات بدون الحاجة للبشر، ومن هنا يجب الحماية من هذه التطبيقات والسيطرة عليها؛ لأنه ربما سيبرمَج روبوت أو جيش من الروبوتات لمهمات خطيرة ودقيقة، أو يخترق الطائرات المسيرة ويغير حركتها ومهامها، وتتحقق نبوءات أفلام الخيال العلمي الأمريكي في الحقيقة، صوتًا وصورة، فقد تحدثوا في أفلامهم عن الكوارث والمخاطر التي ستحدث بسببه، وهذه الأفلام كانت بمثابة واقع نعيشه، مثلما تحدثوا عن حرب الفيروسات المخلّقة في المعامل، وكان يتم تصديرها في الأفلام للدول، وهذا ما رأيناه قد أثار الجدل أثناء جائحة كورونا.
فالتطور في استخدامات الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يُستَغَل في استخدامات خطيرة مثل الاحتيال في اختراقات الحسابات البنكية، وتزييف الصور والفيديوهات، وتغيير أصوات البشر، وتركيب الرؤوس على أجسام لا يستطيع الإنسان أن يفرق بينها وبين الحقيقة.
وعندما شعرت شركة سامسونج العالمية بخطورة ذلك قامت بتحذير موظفيها بشأن استخدام تطبيقات المحادثات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي Chat GPT بسبب مخاطر أمنية يمكن أن يتعرضوا لها، وتعود بالضرر على الشركة(11).
إن الآثار المترتبة على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أخطر التحديات التي يواجهها العالم؛ نظرًا لتأثيراتها البالغة على أمن واستقرار الفرد والمجتمع لمصلحة طرف آخر يريد الهيمنة عليه، دون أن يتدخل بأقل خسائر ممكنة، إنها حرب نتيجتها محسومة لصالح الأقوى والأكثر دهاء.
وقد انعكست هذه التحديات على بعض الدول العربية، التي اتخذت خطوات ﺑﺸﺄن ﺗﻌﺰﯾﺰ استخدامات الذكاء الاصطناعي، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أنشأت وزارة الذكاء الاصطناعي، وأطلقت في أكتوبر 2017 استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي(12) وتم تعيين وزيرة دولة لتكون مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، مهمتها البحث والتطوير وصناعة الكفاءات العلمية، وهي مسؤولة أيضًا عن مجلس علماء الإمارات، وتقود باقتدار مهمة الإمارات للوصول إلى المريخ.
وفي مصر تم إنشاء مجلس وطني للذكاء الاصطناعي(13)، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ إﻧﺸﺎء عدد ﻣﻦ ﻛﻠﯿﺎت الذكاء الاصطناعي. ﻛﻤﺎ أﻧﺸﺄ معهد الأمم المتحدة لبحوث الجريمة والعدالة مركزًا معنيًا بالذكاء الاصطناعي.
فالذكاء الاصطناعي أمر واقع، وتحدياته يجب الاستعداد لها من قبل المسؤولين بالدول العربية من خلال فريق من العلماء العرب المتخصصين في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتتولى قيادته “وزارة الذكاء الاصطناعي الإماراتية” ضمن مبادرة مئوية الإمارات 2071، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي بالعمل الدؤوب على مواجهة المخاطر المستقبلية المحتملة، والحفاظ على الأمن الفكري للمجتمعات العربية، وعلى الدول العربية أن تحتذي حذو دولة الإمارات في تجربتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن يتم إدخال مادة الذكاء الاصطناعي ضمن المقررات الدراسية كما فعلت دولة الإمارات للحفاظ على الأجيال من مخاطر هذه التقنيات، وكيفية الاستخدام الآمن لها، ورﻓﻊ الوعي ومحو الأمية الإعلامية لدى المستخدمين لهذه التطبيقات.
لقد آن الأوان لإجراء المزيد من البحوث حول مخاطر تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحدياتها، والهجمات السيبرانية، وتوجيه نظر المجتمع الدولي نحو ضرورة وضع إطار قانوني موحد حاكم لاستخدام وتنظيم هذه التقنيات، وتقرير الجزاءات المناسبة في حالة إساءة استخدامها.
إن العرب لديهم العديد من القدرات الفائقة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولديهم القدرة على إنتاج تطبيقات للذكاء الاصطناعي، بما يتكيف مع ثقافتهم ويجعل الاحتياج العالمي إلى منتجاتهم الرقمية واقعًا ملموسًا.
ولنتذكر دائمًا استقالة جيفرى هينتون “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” ورؤيته المستقبلية لمخاطر الذكاء الاصطناعي، ونتذكر نوبل الذي ندم على صنع الديناميت – بعد فوات الآوان- وتبرع بكل أمواله لصالح السلام.
فهل تتجه الحكومات العربية للاتحاد فيما بينها بقدرات علمائها لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي الذي يتطور يومًا بعد يوم قبل فوات الأوان؟
الهوامش:
1-Karl Manheim, Artificial Intelligence: Risks to Privacy and Democracy, 2019, p.113available at this site : https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=3273016
2- Karl Manheim, Ibid, p.114
3- AI Now, “The AI now report: the social and economic implications of artificial intelligence technologies in the near term”, 2016. Available at https://ainowinstitute.org/AI_Now_Report. pdf.
4-Yueh-Hsuan WENG, Yusuke SUGAHARA, Kenji HASHIMOTO, Atsuo TAKANISHI, “Intersection of “Tokku” Special Zone, Robots, and the Law: A Case Study on Legal Impacts to Humanoid Robots”, International Journal of Social Robotics, February 2015, p.2.
5- خليفة، ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﮫ، اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﯿﺰان اﻟﺘﺸﺮيع، ﻣﺠﻠﺔ دﺑﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ، ع 28، اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺪﺑﻲ، دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة: دبى، مارس 2018، ص 31.
6-Sorina Michaela Balan, artificiel intelligence and Law: a review of the role of correctness in the general data protection regulation Framework, Curentul Juridic – Juridical Curent 2019, Vol. 76, No. 1, pp. 45-53
7- خليفة، إيهاب. الذكاء الاصطناعي: تأثيرات تزايد دور التقنيات الذكية في الحياة اليومية للبشر، الإمارات. مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة. العدد 20. 2017. ص ص 62-63.
8- الملا، إبراهيم. 2018. الذكاء الاصطناعي والجريمة الإلكترونية. مجلة الأمن والقانون: أكاديمية شرطة دبي، ع 26،) ص177
9- محمد، صابر. الذكاء الاصطناعي ما بين الإيجابيات والسلبيات، (القاهرة: دار الفكر العربي، 2023)، ص 25.
10- Sorina Mihaela Bălan, op.cit. 72.
11- محمد، صابر. مرجع سابق، ص57.
12- خليفة، ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﮫ، مرجع سابق، ص31
13- ﺗﻢ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮار رﺋﯿﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء رﻗﻢ 2889، لسنة 2019، وﯾﺘﺒﻊ رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء، وﺑﺮﺋﺎﺳﺔ وزﯾﺮ اﻻﺗﺼﺎﻻت وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت وﯾﻀﻢ ﻓﻲ ﻋﻀﻮﯾﺘﮫ ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻟﻮزارات، وﯾﺨﺘﺺ ﺑﻮﺿﻊ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻟﻠﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ، واﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﮭﺎ.