في الوقت الذي تكاثفت فيه الجهود الوطنية والدولية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا في دائرتي انتشاره الأبرز في كل من القرن الأفريقي والساحل الأفريقي، يسعى تنظيم داعش إلى تعزيز نفوذه في منطقة وسط أفريقيا، بعد أن تمكن من تكريس وجوده في الكونغو الديمقراطية التي بات يسيطر على العديد من المناطق داخلها، حيث بدأ في توسيع نشاطه إلى دول الجوار، خصوصًا أوغندا التي أصبحت خلال الفترة الأخيرة في مرمي نيرانه، سواء من خلال عمليات اختراق الحدود أو من خلال شن الهجمات الإرهابية المروعة، وهو ما جعل العديد من المراقبين يعتقدون أن التمدد الداعشي إلى أوغندا يحمل في طياته العديد من المخاطر، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول دوافع تنظيم داعش لمد نفوذه إلى داخل أوغندا، لاسيما في ظل تكثيف التنظيم من استهدافه لهذه الدولة.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن مليشيا “القوات الديمقراطية المتحالفة” التي تمثل القوام الرئيسي لتنظيم داعش في وسط أفريقيا، أو ما يطلق عليها اسم “ولاية وسط أفريقيا”، هي جماعة أوغندية الأصل، وتتكون بشكل أساسي من العناصر الأوغندية، التي فرت من أو أوغندا وتمركزت في الكونغو الديمقراطية، لذا تعتبر القوات الديمقراطية المتحالفة جماعة متمردة تعمل حاليًّا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولكن لها جذور أوغندية، وفقًا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في عام 2021.
ومن هذا المنطلق ستتناول هذه الدراسة النشأة غير التقليدية للتنظيم داعش في وسط أفريقيا، عبر ذراعه القوى “القوات الديمقراطية المتحالفة”، ثم استعراض المؤشرات الدالة على تصاعد تهديدات داعش لأوغندا، وما هي الدوافع والعوامل التي شجعت تنظيم داعش على التوغل داخل أوغندا وتعزيز وجوده فيها؟
أولًا- النشأة غير التقليدية:
تشكل تحالف القوى الديمقراطية في شرق جمهورية الكونغو عام 1995 من خلال اتفاق بين جماعة التبليغ الأوغندية والجيش الوطني لتحرير أوغندا للقتال ضد الحكومة الأوغندية خلال ذلك الوقت. وجماعة “القوات الديمقراطية المتحالفة” تتمركز بشكل أساسي داخل الكونغو الديمقراطية، وبايعت تنظيم “داعش” الإرهابي في فيديو مسجل خلال يوليو 2019، ما دفع التنظيم، لإعلان “القوات الديمقراطية”، فرعًا محليًّا له في الدولة الأفريقية وتحمل اسم “داعش – ولاية وسط أفريقيا”، كما يطلق عليها أيضًا اسم “داعش الأوغندي”، وهذا هو السبب، في تبني تنظيم “داعش” في أوقات عدة بعض الهجمات التي نفذتها “القوات الديمقراطية المتحالفة[1]“. وفى سبتمبر 2020، أعلن “موسى سيكا بالوكو” زعيم القوات الديمقراطية المتحالفة، أنه قد أضحى جزءًا من مشروع داعش العالمي، وأنه “لم يعد هناك شيء اسمه القوات الديمقراطية المتحالفة بعد الآن.. نحن ولاية، ولاية أفريقيا الوسطى وهي ولاية واحدة من بين الولايات العديدة التي تتكون منها الدولة الإسلامية”[2]، ومنذ إعلان القوات الديمقراطية المتحالفة أنها فرع تابع لداعش، نفذت المليشيا العديد من الهجمات المروعة، وفي مارس 2021 صنفت الولايات المتحدة القوات الديمقراطية المتحالفة بقيادة زعيمها سيكا موسى بالوكو، على أنها “منظمة إرهابية[3]“.
وبحسب برنامج مكافآت من أجل العدالة الأميركي، فإن الجماعة تحت قيادة موسى بالوكو، ارتكبت أعمال قتل وتشويه واغتصاب وعنف جنسي والمشاركة في اختطاف المدنيين، بمن فيهم الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما تجند الجماعة الأطفال وتستخدمهم أثناء الهجمات وللعمل القسري في إقليم بيني بجمهورية الكونغو الديمقراطية[4].
ويمكن تفسير الغموض الذي أحاط بحقيقة الاصطفاف الأيديولوجي والتنظيمي للقوات الديمقراطية المتحالفة مع تنظيم داعش، بعدد من العوامل، من أبرزها، جاذبية الخطاب الداعشي القائم على مفهوم الخلافة الذي يعد الأكثر قدسية لدى كل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، كما أن رغبة قيادة المليشيا في الحصول على الدعم المالي والتنظيمي والإعلامي من تنظيم عابر للحدود أدّى دورًا في انضمام المليشيا إلى داعش، حتى تتمكن من تعزيز نفوذها في وسط أفريقيا، ومن جهة أخرى كانت الإسلاموية أحد مكونات البرنامج الأيديولوجي للقوات الديمقراطية المتحالفة منذ بدايتها، ففي منتصف التسعينيات كان للقوات الديمقراطية المتحالفة مكونات متعددة، إذ إن أحدها يسعى لإنشاء نظام حكم إسلامي بقيادة جمال موكولو، وبعد اعتقال موكولو عام 2015، أطلقت القوات كميات متزايدة من الدعاية التي تعكس التوافق الأيديولوجي مع تنظيم داعش. ويأتي ذلك خلال فترة شهدت صعود التنظيم الإرهابي وسيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وإعلانه لما يسمى بـ “الخلافة الإسلامية”. وإضافة إلى ذلك، أصدر جهاز الدعاية التابع لتنظيم داعش عدة مقاطع فيديو تظهر الحياة داخل معسكرات القوات الديمقراطية المتحالفة، بما في ذلك احتفالات عيد الأضحى[5].
ثانيًا- تهديدات داعشية متصاعدة:
في الوقت الذي تكثفت فيه الجهود الوطنية والدولية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا في دائرتي انتشاره الأبرز في القرن الأفريقي والساحل الأفريقي، يسعي تنظيم داعش لاستغلال التدهور الأمني والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية في مناطق متعددة من وسط القارة الأفريقية للتمدد في دوائر نشاط جديدة، كان آخرها أوغندا، حيث شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في هجمات تنظيم داعش داخل أوغندا، تنوعت ما بين هجمات تقليدية ونوعية، بعضها وصل إلى قلب العاصمة كامبالا، على غرار إعلان التنظيم في بيان له نشره على قناة تابعة له على تطبيق «تليغرام» في أكتوبر 2021، مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة في العاصمة الأوغندية وقال التنظيم، إن مجموعة تابعة له فجّرت العبوة الناسفة في حانة كان يجتمع بها «عناصر وجواسيس» للحكومة الأوغندية في كمبالا[6].
كما قام التنظيم بعدد من الهجمات التي تستهدف المدنيين وطلاب المدراس داخل أوغندا، على غرار الهجوم على مدرسة في غرب أوغندا، حيث أعلنت الشرطة الأوغندية أن “القوات الديمقراطية المتحالفة هاجمت مدرسة ثانوية وهو ما أسفر عن مقتل 41 شخصًا على الأقل بينهم 39 تلميذًا وخطف آخرين. وحسب مسؤول محلي فإن جميع القتلى هم تلاميذ”، وسبق أن شنت القوات الديمقراطية المتحالفة هجمات مماثلة على مدراس. ففي يونيو 1998 أُحرق 80 طالبًا في مهجعهم وخُطف أكثر من مئة طالب خلال هجوم على معهد كيتشوامبا التقني قرب الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية[7].
ولم تقتصر هجمات داعش على الأهداف المدنية، التي تعد بالنسبة لها أهدافًا رخوة يسهل استهدافها، بل تعدتها إلى المؤسسات الرسمية الحيوية في أوغندا، ففي نوفمبر 2021 صرحت السلطات الأوغندية بقيام ثلاثة إرهابيين بهجومين؛ الأول على مقر البرلمان الأوغندي، والثاني على المقر الرئيسي للشرطة الأوغندية، في العاصمة الأوغندية “كمبالا”، وأسفرا عن مقتل (6) أشخاص بينهم اثنان من قوات الشرطة، وإصابة (33) آخرين. هذا ويذكر أنه تم العثور على متفجرات في مناطق عدة في العاصمة وإبطال مفعولها، وقد أعلن تنظيم داعش وقتها مسؤوليته عن الهجومين[8].
وقد دفع تصاعد مخاطر الهجمات الداعشية داخل أوغندا، السلطات لتكثيف حملات الإرهاب، التي تستهدف معاقل التنظيم وأوكاره الإجرامية، ومن ذلك تصريح الرئيس الأوغندي “يوري موسيفيني” في سبتمبر 2023، أن قوات الأمن الأوغندية قتلت مئات من المسلحين الذين لديهم صلة بتنظيم “داعش” الإرهابي في اشتباكات في المنطقة الحدودية مع الكونغو الديمقراطية، وأن “567 مسلحًا على الأقل قد قُتلوا وتم اعتقال 50 آخرين، ومصادرة عشرات من الأسلحة وفى هذا السياق قالت الشرطة الأوغندية إنها عثرت على ما لا يقل عن 6 عبوات ناسفة خطط مهاجمون لاستخدامها لاستهداف عدد من الكنائس والأهداف المدنية الأخرى [9].
وفى مطلع عام 2024 أعلنت أوغندا أنها حققت نصرًا مظفرًا على تنظيم داعش إذ ألقت القبض على قيادي بارز يُقال له «نجوفو» في مداهمة قُتل فيها ستة من عناصر جماعته، وهؤلاء المقاتلون تابعون لتحالف القوى الديمقراطية، وأكدت السلطات أنها “كانت عملية ناجحة بقيادة جهاز المخابرات العسكرية، نجحت في القضاء على جميع المقاتلين الذين أرسلهم داعش لنشر الخراب والدمار وقتل السياح وحرق المدارس والمستشفيات[10]“.
وفى مايو 2024 أعلن الجيش الأوغندي، أنه تمكن خلال عملية عسكرية من القبض على واحد من أكثر الإرهابيين المطلوبين يدعى النيواري العراقي، وهو قيادي في تنظيم «داعش»، ويعد أهم خبير في المتفجرات والعبوات الناسفة لدى التنظيم، وقال الجيشُ الأوغندي في بيان صحفي إن القبض على «العراقي» جاء خلال عملية عسكرية في إحدى الغابات شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في منطقة غير بعيدة من الحدود بين البلدين، حيث يخوض البلدان منذ ثلاث سنوات حربًا شرسة ضد جماعة «القوات الديمقراطية المتحالفة» المتمردة، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، أنه مع تصاعد خطر الجماعة المسلحة، أطلق الجيش الأوغندي بالتعاون مع جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية، عملية عسكرية واسعة في المنطقة الحدودية بين البلدين، خصوصًا في الغابات التي يتمركز فيها التنظيم الإرهابي. وإن كانت العملية نجحت في القضاء على المئات من مقاتلي التنظيم، فإنها لم تصل إلى القضاء النهائي على التنظيم الذي ما يزال قادرًا على شن هجمات بين الفينة والأخرى[11].
ثالثًا- محفزات التمدد الداعشي إلى أوغندا
يمكن القول إن هناك عوامل عدة شجعت ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة، التي يعتبرها تنظيم داعش الركيزةَ الأساسية التي يعتمد عليها في تعزيز وجوده في وسط أفريقيا بشكل عام، في التمدد إلى داخل أوغندا، وتعزيز وجوده فيها، لاسيما أن داعش يعدّها واقعة في قلب ولاية وسط أفريقيا، التي يعتبرها أحد أقوى فروعه الخارجية، ومن هنا يمكن تحديد أبرز تلك العوامل في النقاط التالية:
الجذور الأوغندية للعناصر الداعشية: بالرغم من أن “القوات الديمقراطية المتحالفة”، تتمركز في الكونغو الديمقراطية، التي تمثل المعقل الرئيسي لداعش في منطقة وسط أفريقيا، ألا أن المليشيا جذورها أوغندية، وكل عناصرها تقريبًا من الأوغنديين، حيث تأسست في عام 1995، بقيادة الأوغندي “جميل موكولو” الذي تلقى التدريب العسكري في معسكرات التنظيمات المتطرفة في أفغانستان وباكستان، وذلك ما مكنه من إقامة شبكة علاقات واسعة. وقد تشكل التحالف عند بدايته في شرق الكونغو من خلال اتفاق بين جماعة التبليغ الأوغندية والجيش الوطني لتحرير أوغندا للقتال ضد الحكومة الأوغندية في ذلك الوقت[12].
ومنذ انتقال مجموعة القوات المتحالفة الديمقراطية من أوغندا إلى شرق الكونغو الديمقراطية في عام 1995، وهي تستغلّ حالة السيولة الحدودية بين أوغندا والكونغو الديمقراطية، التي تتسم بالحدود الهشّة نظرًا لاتساعها عبر مسافات طويلة، وضعف الرقابة الأمنية عليها من قِبل الجيشَين الأوغندي والكونغولي، للانتقال عبر حدود الدولتين، سواء للحصول على الدعم من القبائل الموالية له في المناطق الحدودية، أو من أجل تنفيذ الهجمات الإرهابية داخل الحدود الأوغندية[13]. وتشير بعض التقارير إلى أن التنظيم تمكن من استقطاب عناصر من أوغندا إلى صفوفه، معتمدًا على علاقاته السابقة بعناصر “القوات المتحالفة”، وربما كان هذا هو ما أسهم في حدوث نقلة نوعية في طبيعة هجمات المليشيا، خصوصًا داخل الكونغو، على غرار هجومه في أكتوبر 2020 على سجن كانجباي المركزي في مدينة بيني عاصمة إقليم شمال كيفو، وهو ما أدى إلى تحرير نحو 900 سجين[14].
تصدير فائض القوة التنظيمية: يمكن القول إن الصعود اللافت لنشاط تنظيم داعش في الكونغو الديمقراطية قد شجعه كثيرًا على التوجه نحو أوغندا، لاسيما في ظل ما تتسم به الحدود بين البلدين من هشاشة، على غرار سائر الحدود بين معظم دول وسط أفريقيا، التي تزايدت حدتها منذ بداية حربها الأهلية الأولى عام 1996. والثاني هو التداخل السكاني بين جماعات جنوب أوغندا وشمال الكونغو الديموقراطية الأمر الذي وفر للتنظيم حاضنة اجتماعية قوية، تسمح له بالانتقال من الكونغو إلى أوغندا وبالعكس، في ظل الدعم الذى يحصل عليه من السكان المتعاطفين مع التنظيم أو الذين تربطهم قرابة أو مصاهرة مع عناصر داعش، وهو ما يفسر شن التنظيم العديد من الهجمات في المناطق الحدودية مع أوغندا، على غرار إعلانه في مجلة النبأ، العدد 470، بتاريخ 21 نوفمبر 2024، أن عناصره تمكنوا من مقتل وإصابة عدد من الجنود الأوغنديين والكونغوليين، في هجوم على المنطقة الحدودية بين الكونغو وأوغندا، فضلًا عن إحراق عشرات المساكن داخل القري الحدودية المشتركة، ولذا فإن الوجود الداعشى المتصاعد في الكونغو يمثل حافزًا قويًّا للتنظيم على التمدد إلى أوغندا.
ومن جهة أخري، تتصل منطقة شمال شرق الكونغو اتصالًا مباشرًا باثنتين من دوائر الإرهاب هما دائرة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا عبر حدودها مع أوغندا، وربما كان هذا هو ما شجع داعش على التوسع في عمليات الاختطاف التي أصبح يمارسها بكثرة ويتوسع فيها، خصوصًا في المناطق الحدودية بين أوغندا والكونغو، وهو ما أشار إليه إعلان الجيش الكونغولي في نوفمبر 2024 عن نجاحه في تحرير 118 رهينة من المدنيين كانوا قد اختطفهم تنظيم “داعش الإرهابي” وتمت عملية التحرير بالتعاون مع الجيش الأوغندي[15].
تكريس الهلال الداعشى في وسط أفريقيا: يبدو أن فرع داعش في الكونغو الديمقراطية الذى يطلق على نفسه ولاية وسط أفريقيا، ويتزعم كل المجموعات الداعشية في تلك المنطقة، يرغب في تثبيت نفسه كمركز انطلاق داعشي باتجاه دول الإقليم بهدف تأسيس خلافة داعشية مصغرة على هيئة هلال داعشي في منطقة استراتيجية غنية بالثروات، وذلك عبر انتهاج ذروة الوحشية بحق المدنيين والمختلفين عنه في العقيدة، وتنفيذ عمليات تُظهر ضعف الدولة وأجهزتها الأمنية وعجزها عن التصدي له، وهو ما جعله إلى الآن أخطر فروع داعش في أفريقيا إلى جانب فرعه في غرب القارة[16]، وهو ما دفع التنظيم خلال الآونة الأخيرة إلى محاولة التمدد في تنزانيا، لأنها من الناحية الجغرافية تشكل حلقة الوصل المباشرة بين شمال موزمبيق وشرق الكونغو الديموقراطية، الأمر الذي يجعل من غير المنطقي الحديث عن فرع لداعش في وسط أفريقيا من دون أن يمتد نشاطه ليشمل تنزانيا. حيث أعلن التنظيم في 2020 عن التزامه بتنفيذ عمليات في تنزانيا، وبعدها أعلنت الشرطة في تنزانيا أن نحو 300 إرهابي من مقاتلي تنظيم «داعش»، هاجموا مركزًا تابعًا للشرطة في جنوب تنزانيا قرب الحدود مع موزمبيق[17]. وهذا التمدد الداعشي إلى تنزانيا يبدو أنه مثّل حافزًا للتنظيم لإكمال هلاله الداعشى الممتد من موزمبيق مرورًا بتنزانيا والكونغو الديمقراطية وانتهاء بأوغندا، وهو ما يمكنه من توسيع نشاطه بشكل كبير في وسط القارة الأفريقية، ويعزز نفوذه فيها، على نحو يسمح له بقطع الطريق على وجود مجموعات متطرفة أخرى، لتصبح منطقة نفوذ حيوي خالصة لداعش.
تعزيز مصادر التمويل: تمكّنت القوات المتحالفة الديمقراطية منذ إعلان مبايعتها لتنظيم داعش من توفير مصادر تمويل جيدة لها، حيث لم تقتصر على المصادر التقليدية مثل التبرعات، وإنّما من خلال إيجاد مصادر تمويل غير تقليدية أيضًا، عبر شبكات تمويل تنشَط خارج حدود الكونغو الديمقراطية، ومن أبرز تلك المصادر التهريب عبر الحدود بين الكونغو وأوغندا. وتشير بعض التقارير إلى ان داعش الكونغو الديمقراطية يعمل في مجال تهريب الذهب والمعادن، حيث تتسم منطقة شمال كيفو بأنها غنية بالمعادن مثل الذهب والكولتان؛ حيث يتم تهريب ما يصل إلى 90% من ذهب الكونغو إلى دول الجوار ومن بينها أوغندا، ولهذا السبب، تتركَّز الجماعات المسلحة وبعض الشبكات الإجرامية التي ربما يرتبط بعضها بأفراد من الجيش الكونغولي في هذه المنطقة، مستفيدةً من التهريب والتجارة غير المشروعة[18].
ومن المعروف على نطاق واسع أن معظم الذهب المصدّر على أنه أوغندي يتم تهريبه من جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومنذ عام 2016 كان الذهب أهم منتج تصديري لأوغندا، كما تشير أحدث البيانات المتاحة للسنة المالية 2023 إلى أن الذهب حقق 2.7 مليار دولار من الإيرادات، أو ما يماثل 37% من عائدات التصدير الأوغندية[19]. لكن يبدو أن محاولة داعش الاستفادة من عمليات التهريب عبر أوغندا فرضت على التنظيم تعزيز وجوده داخل أوغندا، لاسيما في المنطقة الحدودية، حيث يركز عناصره على الوجود في مناطق الثروات الأوغندية، بعد أن اعتادوا نهب المحاصيل الزراعية والثروات الحيوانية، وربما هذا ما دفع القوات الأوغندية في مطلع عام 2022 إلى قصف مواقع داعش في المنطقة الحدودية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أجبرت الهجمات التي وقعت في سلسلة جبال روينزوري الممتدة عبر كلا البلدين، العديد من الكونغوليين على مغادرة منازلهم والانتقال إلى المدن بحثًا عن مأوى[20]. وقد خلص تقرير أعدته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى أن داعش يموّل القوات الديمقراطية المتحالفة منذ عام 2019 من خلال شبكة من الآليات المالية التي تمر عبر كينيا والصومال وجنوب أفريقيا وأوغندا. كما ينوِّه إلى أن التحالف أرسل مقاتلين إلى خارج قاعدته في محافظتي كيفو الشمالية وإيتوري سعيًا لتوسيع عملياته في المنطقة؛ ربما حتى كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية[21].
توسيع الاستقطاب والتجنيد: يدرك قادة تنظيم داعش في وسط أفريقيا الحاجة الملحة إلى توفير موارد بشرية لمواكبة توسُّع التنظيم في هجماته الإرهابية وانتشاره الجغرافي، وهو ما يتطلب منه التوسع في عمليات الاستقطاب والتجنيد، ليس من داخل الكونغو الديمقراطية فحسب، وإنما أيضًا من الدول التي يرغب في توسيع نشاطه فيها، وفى مقدمتها أوغندا التي يعتبرها التنظيم بمثابة أرض الميعاد بالنسبة له، لاسيما أن بها العديد من العناصر المتطرفة، سواء القريبة من القوات المتحالفة الديمقراطية أو غيرها من المجموعات المتطرفة، حيث يسعى التنظيم لاستقطابهم إلى صفوفه ليكونوا نواة للتنظيم على الأراضي الأوغندية، وهو ما يصعب تحقيقيه دون إعلان التنظيم عن نفسه من خلال شن الهجمات الإرهابية التي تعد أحد أبرز مؤشرات القوة التي تسهم في الجذب والتجنيد، نظرًا لأن مثل تلك العمليات تعد دليلًا على وجود التنظيم، ومن ثم إمكانية الالتحاق بصفوفه، وذلك ليتسنى له إيجاد ركيزة تنظيمية داخل أوغندا، تساعده في تنفيذ الهجمات الإرهابية، ليس فقط من خلال تقديم الدعم اللوجيستي والمعلوماتي، بل والمشاركة في العمليات الإرهابية وتنفيذها، وهذا ما أشار إليه إعلان السلطات الأوغندية خلال 2021 عن توجيه الاتهامات إلى 15 شخصًا بتهم تتعلق بـ “ارتكاب جرائم تشمل الإرهاب ودعمه وذلك فيما يتعلق باتهامهم بأداء دور في تفجيرات وقعت في العاصمة كمبالا وأماكن أخرى وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، وإصابة العشرات”[22].
وقد كشف احتفاء أوغندا في سبتمبر 2023 بمقتل واحد من أبرز قيادات «القوات الديمقراطية المتحالفة»، يُدعى ميدي نكالوبو، الذي كان يوصَف بأنه العدو الأول لأوغندا، عن تغلغل العناصر الداعشية داخل البلاد، والتي يمكنها الانتقال عبر الحدود. وتشير التقارير إلى أن نكالوبو كان يقيم في العاصمة الأوغندية كامبالا، ثم اختفى منها لعدة أشهر، ظهر بعدها إلى جانب المتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال شهر مارس من عام 2016، لكنه سرعان ما أصبح أحد الوجوه المعروفة والبارزة في صفوف المتمردين، وذلك ما يرجح فرضية أنه كان مسؤولًا عن خلايا إرهابية في أوغندا[23].
وفى النهاية، يمكن القول إن الاستهداف الداعشى لأوغندا يأتي في إطار محاولة التنظيم توسيع نفوذه في وسط القارة الأفريقية، وتعزيز مكانة ولايته المزعومة “وسط أفريقيا”، دون أن يكون لها منازع في التمدد والانتشار في تلك المنطقة، وذلك على أمل أن يتمكن التنظيم من وراثة الخلافة الداعشية الأم في سوريا والعراق، في حال الإعلان عن سقوطها رسميًّا، وذلك يعني انتقال الثقل التنظيمي والفكري لداعش من الشرق الأوسط إلى قلب أفريقيا، وهو ما يعني أننا قد نكون في المستقبل في حال تحقق هذا السيناريو أمام موجة من الإرهاب الداعشي ستكون أشد عنفًا وقسوة ودموية من الموجات السابقة، نظرًا لأن داعش وسط أفريقيا يعد تقريبًا أكثر فروع داعش رعبًا ودموية حول العالم.
[1] دلالات الهجوم الإرهابي على مدرسة ثانوية غرب أوغندا، موقع القاهرة الإخبارية، بتاريخ 18 يونيو 2023، على الرابط: https://alqaheranews.net/news/30133/%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7
[2] تحدي المكافحة: دلالات تمدد “داعش” في أفريقيا الوسطي، موقع المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، بتاريخ 21 يونيو 2021، على الرابط: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6367/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%AF-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%8A
[3] مليشيا إسلامية متطرفة وراء مجزرة يوغندا الدامية، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 19 يناير 2023، على الرابط: https://2u.pw/T1Utrp4
[4] المرجع السابق
[5] المرجع السابق
[6] “داعش” يعلن مسؤوليته عن الهجوم في العاصمة الأوغندية، موقع الشرق الأوسط، بتاريخ 25 أكتوبر 2021، على الرابط: https://aawsat.com/home/article/3265676/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9
[7] أوغندا: مقتل عشرات التلاميذ وخطف آخرين في هجوم على مدرسة قرب الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، موقع فرانس 24، بتاريخ 17 يونيو 2023، على الرابط: https://www.france24.com/ar/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/20230617-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-25-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9
[8] قراءة عن أهم التنظيمات والحركات المتطرفة بدولة أوغندا وصلتها بتنظيم داعش الإرهابي، موقع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، بتاريخ 21 نوفمبر 2021، على الرابط: https://www.azhar.eg/observer/details/ArtMID/1142/ArticleID/57510/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A
[9] أوغندا تعلن مقتل 567 إرهابيًّا من “داعش”، مركز الاتحاد للأخبار، بتاريخ 9 سبتمبر 2023، على الرابط: https://www.aletihad.ae/news/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/4427777/%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-567-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D9%86–%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4
[10] جماعة متطرفة تكثف هجماتها في غربي أوغندا، موقع Africa Defense Forum، بتاريخ 3 يناير 2024، على الرابط: https://adf-magazine.com/ar/2024/01/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%AB%D9%81-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86/
[11] “العراقي”… خبير متفجرات من «داعش» في قبضة جيش أوغندا، موقع الشرق الأوسط، بتاريخ 19 مايو 2024، على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5022304-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%AA%D9%81%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%A8%D8%B6%D8%A9-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7
[12] “القوات الديمقراطية المتحالفة”.. من هي الميليشيا المتهمة بمذبحة المدرسة في أوغندا؟، موقع الحرة، بتاريخ 17 يونيو 2023، على الرابط: https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2023/06/17/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9
[13] تصاعد تهديدات “داعش” في الكونغو الديمقراطية.. الأسباب والتداعيات، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بتاريخ 3 ديسمبر 2023، على الرابط: https://trendsresearch.org/ar/insight/%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82/?srsltid=AfmBOopluupyyJjl2eiycVRumMLsnyjtFxfbvJzNC6gj1HKV9fw5rULq
[14] الكونغو الديمقراطية: مسلحون “إسلاميون” يحررون 900 سجين في هجوم على سجن ومعسكر للجيش، موقع مونت كارلو، بتاريخ 20 أكتوبر 2020، على الرابط: https://www.mc-doualiya.com/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/20201020-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D9%88%D9%86-900-%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4
[15] عملية عسكرية مشتركة تنجح في تحرير عشرات الرهائن من قبضة داعش في الكونغو الديمقراطية، موقع وكالة البحريين للأنباء، بتاريخ 2 نوفمبر 2024، على الرابط: https://bna.bh/.aspx?cms=q8FmFJgiscL2fwIzON1%2BDinxMQef%2BGF3YGutokQ8SU8%3D
[16] داعش يسعى لاستكمال هلاله وسط أفريقيا، موقع صحيفة العرب، بتاريخ 19 أغسطس 2024، على الرابط: https://alarab.co.uk/%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%8A%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7
[17] “داعش” يوسع هجماته الإرهابية نحو تنزانيا، موقع صحيفة الشرق الأوسط، بتاريخ 23 أكتوبر 2023، على الرابط: https://aawsat.com/home/article/2582646/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D8%B9-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%AA%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7?page=8
[18] تهديدات أمنية متصاعدة في منطقة البحيرات العظمى، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، بتاريخ 23 يونيو 2023، على الرابط: https://futureuae.com/en-/Mainpage/Item/7390/%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%89
[19] مصالح أوغندا في نزاعها مع الكونغو الديموقراطية، موقع قراءات افريقية، بتاريخ 21 أغسطس 2024، على الرابط: https://qiraatafrican.com/22420/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A/
[20] داعش في أفريقيا.. أوغندا تحاول إنقاذ الكونغو من براثن التنظيم، موقع الحرة، بتاريخ 12 فبراير 2022، على الرابط: https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2022/02/12/%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85
[21] داعش يمول الإرهاب على طول حدود الكونغو الديمقراطية وأوغندا، موقع Africa Defense Forum.، بتاريخ 5 يوليو 2023، على الرابط: https://adf-magazine.com/ar/2023/07/%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B7%D9%88%D9%84-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88/
[22] أوغندا: اتهام 15 عنصرا بـ “الإرهاب” بسبب تفجيرات مرتبطة بتنظيم الدولة “داعش”، موقع i24NEWS ، بتاريخ 24 ديسمبر 2024، على الرابط: https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/1640347651-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85-15-%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7-%D8%A8%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A8%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4
[23] أوغندا تقتل قيادياً من «داعش» في جمهورية الكونغو الديمقراطية، موقع صحيفة الشرق الأوسط، بتاريخ 24 سبتمبر 2023، على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4565731-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9