Insight Image

الهجوم الإرهابي في موسكو 22 مارس.. التأثيرات والاستجابات المتوقعة

29 أبريل 2024

الهجوم الإرهابي في موسكو 22 مارس.. التأثيرات والاستجابات المتوقعة

29 أبريل 2024

واجهت روسيا هجومًا إرهابيًّا في 22 مارس على مركز “كروكوس سيتي هول” التجاري في العاصمة الروسية موسكو، وأوقع الهجوم عددًا من الضحايا والمصابين؛ حيث قُتل 144 وأُصيب 551 شخصًا تقريبًا وفق السلطات الصحية الروسية[1]، وذلك بعد أن أَقدمَ عدد من المسلحين الذين يرتدون الزي العسكري بإطلاق النار على الموجودين في المركز التجاري فجأة ودون تحذير مسبق[2]. وبعد الهجوم الإرهابي اتهمت الحكومة الروسية كلًّا من أوكرانيا والغرب بأنهم “من يقف وراء هذا الهجوم”.  في حين أعلنت أغلب الصحف ووكالات الأنباء الغربية أن تنظيم “داعش” (ولاية خرسان) قد تبنّى الهجوم مبطلين بذلك الاتهامات الروسية لأوكرانيا والغرب[3]، ومع ذلك، لم يصدر عن روسيا أي رد فعل على ادّعاء “داعش خراسان” مسؤوليته عن الهجوم[4]، بالرغم من أن السلطات الروسية اتهمت أوكرانيا والغرب بالوقوف وراء هذه الهجمات[5]، وسعت إلى الكشف عن المسؤولين عن هذه العملية. وفي يوم 24 مارس 2024، أعلنت روسيا الحداد الوطني على ضحايا الهجوم، وألقت السلطات الروسية القبض على 11 مشتبهًا بهم، ووجهت الاتهامات لأربعة منهم بـتنفيذ الهجوم الإرهابي[6].

تناقش هذه الورقة أولًا: الخلفية التاريخية وعدد وكيفية الهجمات الإرهابية في روسيا منذ 2002 إلى اليوم. ومن ثم يأتي المحور الثاني من الورقة ليلقي نظرةً معمقة على تفاصيل “هجوم كروكوس” الإرهابي في موسكو. وأما المحور الثالث فيُناقش الانعكاسات الداخلية الناجمة عن هذا الهجوم الإرهابي، بينما يستشرف المحور الرابع والأخير آفاق الاستجابة الروسية المتوقعة بعد الهجوم الإرهابي.

أولًا- تاريخ الهجمات الإرهابية في روسيا

شهدت روسيا عبر تاريخها عدة أحداث إرهابية، حيث شهدت سلسلة من الهجمات الإرهابية التي تنوعت بين هجمات موجهة ضد الحكومة ومؤسساتها تارة، واستهداف المدنيين تارة أخرى. ويمكن تلخيص أبرز الهجمات الإرهابية ضد روسيا منذ عام 2002  إلى الآن، على النحو الآتي:

  • عام 2002:

 سبق أن شهدت روسيا مشاهد مشابهة لأحداث “هجوم كروكوس”، ففي 23 أكتوبر 2002  اقتحمت مجموعة من الشيشان تتألف من 21 رجلًا و19 امرأة مسرح دوبروفكا في موسكو خلال عرض مسرحي، واحتجزوا أكثر من 800 شخص رهائنَ. وقد بات هذا الحادث معروفًا إعلاميًّا بِاسم “أزمة رهائن المسرح”[7]، ولم تنته المواجهة بين المهاجمين وقوات الأمن الروسية إلّا بعد أن أطلقت قوات الأمن الغاز داخل المسرح للتغلب على المهاجمين، ثم اقتحمته وأنهت الأزمة.

  • عام 2003:

في منتصف عام 2003 وبالتحديد شهر يوليو فجّر انتحاريان نفسيهما في قاعدة توشينو الجوية في موسكو حيث كانت تجري فعاليات مهرجان موسيقي، وقُتل حينها 15 شخصًا وأصيب 50 آخرون[8]. وخلال شهر أغسطس من العام ذاتِه، استهدفت شاحنة مفخخة يقودها انتحاري مستشفى عسكريًّا في مدينة موزدوك في أوسيتيا الشمالية الروسية المجاورة للشيشان، وهو ما أسفر عن مقتل 50 شخصًا[9].

واستمرت الهجمات الإرهابية خلال عام 2003 وصولًا إلى شهر ديسمبر، حيث وقع انفجار في أحد القطارات خارج محطة يسينتوكي في موسكو، وهو ما أودى بحياة 46 شخصًا وأدّى إلى إصابة 160 آخرين[10]. وتكرر مشهد الهجمات الإرهابية يوم 9 ديسمبر 2003، حيث نفذ انتحاري تفجيرًا قرب مبنى الكرملين أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13 آخرين.[11]

  • عام 2004:

لم يخلُ عام 2004 من الهجمات الإرهابية ضد روسيا، حيث شهدت العاصمة موسكو في السادس من فبراير تفجيرًا انتحاريًّا في إحدى محطات مترو الانفاق، قُتل على أثره 41 شخصًا[12]. ويمكن وصف هذه الحادثة بأنها الهدوء الذي يسبق العاصفة، فقد أعقبها حدوث تفجيرين متتالين خلال أسبوع تقريبًا، حيث جرى تفجير طائرتي ركاب روسيتين في 24 أغسطس[13] ، وشهد يوم 31 أغسطس تفجيرًا انتحاريًّا في وسط موسكو. إضافة إلى “هجوم سبتمبر الإرهابي” على مدرسة بيسلان، حيث احتجز المهاجمون 330 رهينة[14] معظمهم من الأطفال، وأعلنوا عن مطالبتهم باستقلال الشيشان.

  • عام 2006 إلى 2009:

لم تهنأ روسيا إلا بعام واحد خالٍ من التهديدات الأمنية الإرهابية حيث توقفت الهجمات في عام 2005، أعقَبت ذلك سلسلة من الهجمات الإرهابية امتدت من عام 2006 إلى عام 2009. ويمكن تحديد تلك الهجمات كالآتي:

  • أغسطس 2006، انفجار قنبلة في سوق في موسكو، خلّفت مقتل 10 أشخاص[15].
  • أغسطس 2007، انفجار قنبلة في حافلة في توجلياتي، أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 50 آخرين[16].
  • نوفمبر 2009، انفجار قنبلة أدى إلى انحراف قطار نيفسكي إكسبرس، وأسفر ذلك عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 106 آخرين[17].
  • عام 2010 إلى عام 2017:
  • مقتل 7 رجال من الشرطة يوم 6 يناير2010 حين فجّر انتحاري سيارة محملة بالمتفجرات بجوار مخزن لشرطة المرور[18].
  • وقوع هجوم انتحاري يوم 29 مارس 2010 داخل محطة “لوبيانكا” للمترو بالقرب من مقر جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) ، بعد أن فجرت انتحاريتان نفسيهما، وأسفر ذلك عن مقتل 38 شخصًا، وقد تبنت مجموعة “إمارة القوقاز” الإرهابية الهجوم[19].
  • شهد مطار “دوموديدوفو” الدولي في موسكو، 24 يناير 2011، هجومًا انتحاريًّا في صالة الوصول، أسفر عن مقتل 37 شخصًا[20]، وقد تبنّت جماعة “إمارة القوقاز” الإرهابية أيضًا مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
  • أما في الثالث من إبريل عام 2017، فقد وقع انفجار انتحاري في عربة قطار أنفاق في مدينة سان بطرسبرغ، أسفر عن مقتل 14شخصًا[21]. وذلك تزامنًا مع تمكُّن أجهزة الأمن الروسية من إحباط تفجير ثانٍ في محطة أخرى من نفس الشبكة بسان بطرسبرغ بعد دقائق قليلة من التفجير الأول، حيث تم العثور على عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير في إحدى عربات قطارات الأنفاق.

ثانيًا- احداث “هجوم كروكوس” في موسكو

كشفت السلطات الروسية أن المشتبه بهم قد اعترفوا بمسؤوليتهم عن الهجوم الإرهابي، وأثناء التحقيق مع أحد الموقوفين، عرف عن نفسه باسم “فريدون شمس الدين”، قال إنه وصل من تركيا يوم 4 مارس[22]، وأنه تم تجنيده عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهر، حين تواصل معه شخص عارضًا عليه مبلغ 500 ألف روبل (ما يقارب 5 آلاف دولار) مقابل مشاركته في تنفيذ عملية تتمثّل مهمته خلالها في قتل أي شخص يكون موجودًا في مكان سيحددونه له[23]. وتناولت وسائل الإعلام العالمية نقلًا عن تصريح لمسؤول تركي اشترط عدم كشف هويته، أن اثنين من المهاجمين الطاجيك دخلوا تركيا ومكثوا فيها فترة بسيطة لإتمام أوراق تجديد تصاريح إقامتهم في روسيا، وكان لديهم حرية التنقل بين تركيا وروسيا[24]. وبالرغم من ذلك أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المشتبه بهم قُبِض عليهم في منطقة بريانسك الروسية أثناء محاولتهم الفرار إلى أوكرانيا، بل إن أوكرانيا مهدت لهم طريق عبور الحدود الروسية إلى أوكرانيا[25]. وتزامن ذلك، مع إعلان السلطات الروسية أن المهاجمين تلقوا دعمًا ماليًّا وعُملات مشفرة من أوكرانيا لتنفيذ الهجوم[26]، ويتنافى جميع ما ذُكر آنفًا مع تصريحات الجانب الأوكراني، حيث رفض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يوم 23 مارس، محاولات الجانب الروسي إلقاء اللوم على أوكرانيا [27]. وتزامن ذلك، مع تصريح البيت الأبيض حيال حادثة موسكو، حيث صرح المتحدث الرسمي للبيت الأبيض جون كيريبي بأنه “لا يوجد ما يشير في الوقت الحالي إلى تورط أوكرانيا فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي في موسكو”[28].

ثالثًا- التأثيرات الداخلية بعد الهجوم الإرهابي

  • شعبية بوتين: وقع الهجوم بعد يوم واحد من إعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين لفترة رئاسية جديدة في 21 مارس عام 2024[29]. وبالرغم من إعلان روسيا حالة الطوارئ العامة، وتأهب المؤسسات الأمنية والعسكرية، منذ بداية الحرب (الحرب الروسية-الأوكرانية) تمكّن المنفذون من اختراق روسيا والوصول إلى وسط البلاد لتنفيذ عملياتهم الإرهابية. ولعلّ تحديد اليوم الذي يتبع تنصيب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا الاتحادية يمثل تحديًا لمؤيدي بوتين في أول يوم من تنصيبه رئيسًا للبلاد من جديد ولرمزية كونه رجل الاستخبارات السابق المعروف بشعبيته وبعلوّ الحس الأمني لديه. ونتيجة لذلك فإنه عند حدوث الهجوم الدموي بهذه الصورة قد تتأثر صورة الرئيس بوتين شعبيًّا، وهو ما يظهر أنه لم يعد كما كان في السابق، بل وقد يهزُّ قوة ومكانة مؤسساته الأمنية والاستخباراتية خلال رئاسته أمام الشعب الروسي[30]؛ خصوصًا بعد عدم الاكتراث بالتحذير الأمريكي المسبق، وهو ما يمكن أن يفسَّر من قبل الشعب بأن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية أجدر من نظيرتها الروسية لتمكُّنها من الكشف المبكر للحادثة[31].
  • كراهية الأجانب: قد يُذكي الهجوم الإرهابي مشاعر كراهية الأجانب بين أفراد الشعب الروسي ضد المهاجرين. إذْ بعد الهجوم جرى تداول مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية تُظهر سوء معاملة الشرطة للمهاجِمين[32] الذين أوضحت السلطات الأمنية الروسية أنهم ينتمون إلى الشيشان وطاجكستان، وهو ما أدى إلى زيادة مشاعر كراهية الأجانب تجاه العمال المهاجرين من آسيا الوسطى، حيث ظهر على منصات التواصل الاجتماعي أشخاص يبحثون عن سيارات أجرة ثم يطالبون بإلغاء رحلاتهم إذا كان السائق طاجيكيًّا[33]. وبحسب ما ورد فقد تم توجيه سيل من الانتهاكات نحو المهاجرين مع التهديدات بالقتل[34]. ونتيجة لما ذكرناه آنفًا، قد تواجه روسيا تحديًا جديدًا نتيجة لتزايد الكراهية تجاه “العمال المهاجرين”، لاسيما الذين تعود أصولهم إلى طاجكستان والشيشان، والذين هم أصلًا يؤدون أدوارًا حيويةً في قطاع العمل الروسي[35].
  • الاقتصاد الروسي: بالرغم من حجم العقوبات الأمريكية والغربية ضدَّ روسيا، غير أن قطاع السياحة في روسيا ظلَّ منتعشًا وبصورة كبيرة، حيث أعلن “اتحاد الشركات السياحية الروسية” أن عدد السياح الذين زاروا روسيا خلال عام 2023 ارتفع بنحو ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعام الأسبق”[36]. وفي 29 فبراير عام 2024 أعلن الرئيس الروسي عن زيادة في حركة السياحة بمقدار 10 ملايين شخصبفضل منتجع فايف سيز[37]، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن إسهام قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا سوف يتضاعف ليصل إلى 5%. ونظرًا إلى كمّ وحجم الاهتمام الروسي بقطاع السياحة بسبب إسهامه البارز في الناتج المحلي الإجمالي، غير أن هجمة إرهابية كهذه من شأنها أن تثير الذعر لدى السياح الراغبين في زيارة روسيا، لاسيما أن روسيا تواجه عدة عقوبات من شأنها أن تعرقل رحلة السائح بالفعل، مثل عدم مقدرة السائح على استخدام بطاقاته الائتمانية[38].

وفي ظل بروز مظاهر كراهية الأجانب، الذي أدى إلى تفاقم التوترات بين العمال المهاجرين الذين يؤدون دورًا حيويًا في الاقتصاد الروسي، خصوصًا في ظل ظروف الحرب الحالية التي تمرُّ بها البلاد، ومع ظهور دعوات لنبذ المهاجرين وترحيلهم، فقد زاد ذلك المخاوف من أن يكون لذلك تأثير سيئ على اقتصاد الدولة بعد أن أصبحت العمالة المهاجرة ضرورة اقتصادية ملحّة، ولاسيما في قطاعات كقطاع البناء الذي يعاني نقصًا في العمالة[39]، وأصبحت تلك المخاوف جلية عندما حثَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الوحدة الوطنية واحترام الأديان جميعها[40].

رابعًا- الاستجابات الروسية المتوقّعة بعد الهجوم

هناك عدد من الاستجابات المتوقعة بعد هجوم موسكو الإرهابي، أبرزها:

تحديث الأجهزة الأمنية الروسية: خلّف الهجوم الإرهابي تداعيات على الأمن الروسي حين أبان عن عدم قدرة الأجهزة الأمنية والمخابرات الروسية على كشف العملية بشكل مسبق، بل إن منفذي الهجوم قد تمكّنوا من الوصول إلى وسط موسكو، بعد تجاهل الحكومة الروسية للتنبيهات الأمريكية التي حذّرتها فيها من إمكانية وقوع هجوم إرهابي في روسيا. وتثور تساؤلات حيال فشل الأجهزة الأمنية والاستخبارية الروسية في التصدي لتلك الهجمات وعدم الاكتراث للتحذيرات الأمريكية، وهو ما ينبئ بوجود تهاون داخل الأجهزة الاستخبارية الروسية التي تعد صمام الأمان المعلوماتي حيال تلك الجمعيات وهجماتها، بل إنها هي التي تؤدّي الدور الأهم في تعزيز الأمن الروسي على صعيديه الداخلي والخارجي[41]. ويمكن إرجاع هذا الأمر إلى عدم تعزيز روسيا أمنها المحلي بشكل كافٍ بسبب إعطائها الأولوية لحربها مع أوكرانيا، ولعل ذلك هو ما قلَّل من تركيز المؤسسات العسكرية والأمنية على التهديدات الداخلية[42]. وبناء هذا يُرجَّح أن تُنفّذ روسيا تغييرات كبيرة على مستوى أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، وقد تطال تلك التغييرات تحصينات الحدود الروسية، خصوصًا حدودها المتاخمة لأوكرانيا.

– توجيه ضربة ضدَّ أوكرانيا: برزت لدى المسؤولين الروس تصريحات تشير إلى ضلوع أوكرانيا في تمويل الهجوم أو التعاون في التخطيط للعملية الإرهابية[43]. خصوصًا بعد ظهور اعترافات المنفذين التي أشارت إلى تمويل أوكرانيا للهجوم عبر دعمها المالي للمنفذين[44]. واستشرافًا ممّا ذُكر، يُتوقع أن تشنَّ روسيا هجمات عسكرية ضدَّ أوكرانيا ولاسيما ضدَّ مؤسساتها الحيوية، ردًّا عن الهجوم الإرهابي، متذرعة بدعم أوكرانيا للعملية الإرهابية بروسيا وانتقامًا للضحايا والمتضررين من الهجوم الإرهابي، ولإعادة بناء صورة بوتين التي ربما تضررت بسبب الهجوم.

الخاتمة:

سعت هذه الورقة إلى طرح أبعاد الهجوم الإرهابي الذي شهدته روسيا يوم 22 مارس، وتأثيراته السياسية وماهية الاستجابات المتوقعة. حيث ناقش المحور الأول من الدراسة الخلفية التاريخية للحدث كاشفًا عن كمية وكيفية الهجمات الإرهابية في روسيا منذ 2002 إلى اليوم، حيث اتضح من خلال ذلك أن لروسيا تاريخًا طويلًا من الهجمات الإرهابية لا سيما من قبل المتمردين الشيشان، وأن الهجوم الإرهابي الذي شهدته روسيا يوم 22 مارس 2024 سبق وأن حدث بالتفاصيل ذاتها تقريبًا عام 2002.

 ومن خلال تحليل أحداث “هجوم كروكوس الإرهابي في موسكو” بدا جليًا أن روسيا ترفض أن تصدِّق أن منفذيه هم من عناصر داعش فرع ولاية خرسان، بل إن جميع التصريحات الروسية تشير إلى ضلوع حكومة كييف في هذا الهجوم الإرهابي بدعم غربي.

ولا يمكن لحادثة كتلك الحادثة الإرهابية أن تحدث من غير أن تصاحبها انعكاسات داخلية، يمكن حصرها في ثلاث انعكاسات، أولها التأثير على شعبية بوتين لكونه رجل استخبارات، وأن الهجوم وقع بعد يوم واحد فقط من تنصيبه رئيسًا للدولة. أما الانعكاس الثاني فيتمثّل في مسألة كراهية الأجانب التي تفاقمت بعد الهجوم الإرهابي بين أفراد الشعب الروسي ضد المهاجرين؛ إذْ بعد الهجوم جرى تداول مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية تُظهر سوء معاملة الشعب الروسي لبعض المهاجريين لا سيما المهاجرين من طاجكستان. أما الانعكاس الأخير لهذا الحادث الإرهابي فيتمثّل في مدى تأثيره على الاقتصاد الروسي، وهو ما يتجلّى من خلال أمرين، الأول انعكاسه على قطاع السياحة بسبب الاختلال الأمني الذي حصل في العاصمة الروسية، والثاني بروز مظاهر كراهية الأجانب، الذي أدى إلى تفاقم التوترات بين العمال المهاجرين الذين يؤدون دورًا حيويًا في الاقتصاد الروسي، حيث أصبح استخدام العمالة المهاجرة ضرورة في قطاعات كقطاع البناء الذي يعاني من نقص في العمالة الروسية المحلية.

ويُرجَّح أن يشمل رد الكرملين على هجوم موسكو إجراءات يُتوقَّع أن تشمل تحديث الأجهزة الأمنية الروسية والتركيز على التخوم الحدودية. وإضافة إلى ذلك يُتوقع أن توجّه روسيا هجمات عسكرية ضدَّ أوكرانيا ولاسيما مؤسساتها الحيوية متذرعة بدعم أوكرانيا للعملية الإرهابية.


[1] The Moscow Time, 6 Children Confirmed Killed in Crocus Attack, Official Says, 3 April 2024, https://2u.pw/vWsxlDwH.

[2] euronews, Foreign diplomats in Russia pay tribute to Crocus City Hall victims, 30 March 2024, https://2u.pw/DBMUUiGY.

[3] The New York times, Gunmen Kill 60 at Concert Hall Outside Moscow, Russian Authorities Say, 22 March 2024, https://2u.pw/IIF5KGXf.

[4] Guy Faulconbridge, Alexander Marrow and Mark Trevelyan, REUTERS, Putin vows to punish those behind Russia concert massacre, 24 March 2024, https://2u.pw/k2GMYj0r.

[5] لماذا تصر وكالات أنباء عالمية على تحميل “داعش” مسؤولية الهجوم الإرهابي بموسكو؟، اخبار روسيا RT، 23March 2024، https://2u.pw/7JBUF67S.

[6] Heather Chen, Andrew Raine, Catherine Nicholls, Antoinette Radford, Maureen Chowdhury and Kathleen Magramo, CNN, March 24 Moscow concert hall attack, 25 March 2024, https://2u.pw/zNBYheQf.

[7] The Moscow Time, Timeline of Attacks in Moscow Since 1999, 23 March 2024, https://2u.pw/p9glNgMF.

[8] NDTV WORLD, Russia Mall Shooting: Timeline of Attacks in Moscow Since 1999, 23 March 2024, https://2u.pw/GFfwvBOr.

[9] United Nations, ACTING HUMAN RIGHTS CHIEF CONDEMNS SUICIDE BOMBING OF RUSSIAN MILITARY HOSPITAL, 4 August 2003, https://2u.pw/lbRAEoq4.

[10] REUTERS, Major attacks inside Russia, 23 March 2024, https://2u.pw/dN4ZGQPJ.

[11] أهم الهجمات في روسيا منذ عام 1995، BBC NEWS عربي، 29 March 2010، https://2u.pw/VC5nIG7r.

[12] The Moscow Time, Timeline of Attacks in Moscow Since 1999, 23 March 2024

[13] Britannica, Beslan school attack, September 2004, https://2u.pw/0QZUoSx3.

[14] VOX, the battle for blame over a deadly terror attack in Moscow, 25 March 2024, https://2u.pw/s0BElR97.

[15] The Guardian, Moscow blast ‘targeted Asian market traders’, 24 August 2006, https://2u.pw/q4fWhBEy.

[16] Reuters, Bus bomb kills 8, injures 50 in Russia, 31 October 2007, https://2u.pw/86BjJiuK.

[17] NBC NEWS, Russians mourn train bombing victims, 29 November 2009, https://2u.pw/zWOUbxVf.

[18] أهم الهجمات في روسيا منذ عام 1995، BBC NEWS عربي، 29 March 2010

[19] The guardian, Moscow metro bombs kill dozens, 29 March 2020, https://2u.pw/zTBY7u6g.

[20] منذ 1999.. تسلسل زمني لأبرز هجمات دامية تعرضت لها موسكو، عربيةSky news، 23 2024 March، https://2u.pw/0vWBq5VF

[21] BBC NEWS, St Petersburg attack: What we know, 19 April 2017, https://2u.pw/pVcfRLxe.

[22] Nicolas Bourcier, Lemonde, Moscow attack: Turkey tracks down numerous active IS networks, 28 March 2024, https://2u.pw/ZIRGB6Ri.

[23] جندوني عبر تلغرام وعرضوا علي مالا”.. اعترافات أحد منفذي هجوم “كروكوس” الإرهابي، اخبار روسيا RT، 24 March 2024، https://2u.pw/1sQJv9IL.

[24] اثنان من منفذي هجوم موسكو تنقلا “بحرية” بين تركيا وروسيا، عربية sky news، 26 March 2024، https://2u.pw/amOlRCRM

[25] روسيا: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ كبيرة من أوكرانيا، العربية Alarabiya، 28 March 2024، https://2u.pw/dk2S9xR1

[26] روسيا: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ كبيرة من أوكرانيا، العربية Alarabiya، 28 March 2024

[27] زيلينسكي يرد على تصريحات بوتين بشأن “مذبحة موسكو”، عربية sky news، 24 March 2024، https://2u.pw/WlJyqvFI.

[28] Reuters, Russia says United States must share any information it has on attack near Moscow, 22 March 2024, https://2u.pw/Lnm0oMRd.

[29] بوتين يحقق فوزا كاسحا بانتخابات شهدت نسبة مشاركة تاريخية.. الأصدقاء يهنئون والنتائج تثير ضغينة الغرب، اخبار روسيا RT، 18 March 2024، https://2u.pw/hayHPScK

[30] THE ASSOCIATED PRESS, AP, Concert Hall attack dents Putin’s tough image. He tries to use it to rally support for Ukraine war, 25 March 2024, https://2u.pw/gRuXfWkK.

[31] The New York times, Gunmen Kill 60 at Concert Hall Outside Moscow, Russian Authorities Say, 22 March 2024

[32] Andrew Roth and Pjotr Sauer, the guardian, Russia lauding torture was unthinkable – now it is proud to do so, 25 March 2024, https://2u.pw/RPhUToaG.

[33] Sebastian Shukla, CNN, Central Asian migrants face xenophobic backlash in Russia after Moscow terror attack, 30 Mach 2024, https://2u.pw/NxNcEZ8t.

[34] Anatoly Kurmanaev, Valeriya Safronova and Valerie Hopkins, The New York times, In Moscow Attack, a Handful of Suspects but a Million Tajiks Under Suspicion, 4 April 2024, https://2u.pw/PDZg2pAs.

[35] روسيا أمام مشكلة اسمها “عمال أجانب مسلمون”، العرب alarab، 8 October 2023، https://2u.pw/uVebSXgK

[36] ارتفاع عدد السياح الأجانب إلى روسيا ثلاث مرات العام الماضي، اخبار روسيا RT، 1 February 2024، https://2u.pw/pb21qT2A

[37] iz, Прибыль туристической индустрии РФ в 2023 году составила около 280 млрд рублей, 28 March 2024, https://2u.pw/3PXroJSv.

[38] روسيا تدرس إلغاء التأشيرات السياحية لـ 4 دول عربية، اخبار روسيا RT، 11 September 2023، https://2u.pw/M4kEsRob

[39] Sebastian Shukla, CNN, Central Asian migrants face xenophobic backlash in Russia after Moscow terror attack, 30 Mach 2024.

[40] Sebastian Shukla, CNN, Central Asian migrants face xenophobic backlash in Russia after Moscow terror attack, 30 Mach 2024.

[41] Reuters, White House says US passed written warning of Moscow attack to Russia, 28 March 2024,

https://2u.pw/IN6N905S

[42] Shane Harris, the washington post, U.S. told Russia that Crocus City Hall was possible target of attack, 2 April 2024, https://2u.pw/Pq686z3f.

[43]موسكو مستعدة لـ«ضمانات أمنية متبادلة» للتسوية في أوكرانيا، الشرق الأوسط، 29 مارس 2024، https://2u.pw/j0aZyx8K.

[44] روسيا تنشر فيديو “اعترافات” منفذي مذبحة قاعة الحفلات، الحرة Alhurra، 23 مارس 2024، https://2u.pw/wSug5B1Y

المواضيع ذات الصلة