1. مقدمة:
إن التوجه الرئيسي الآن في التحول العالمي للطاقة هو الاستغلال المتسارع للتكنولوجيا الخالية من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى رقمنة عمليات الطاقة ولا مركزية/ديمقراطية الطاقة التي أصبحت ممكنة بفضل الطاقة المتجددة. فالهيدروجين الأخضر هو الحلقة المفقودة لإزالة الكربون من جميع القطاعات، إذ إنه يملك القدرة على أن يصبح وقودًا جزيئيًّا قادرًا على توفير طاقة نظيفة لكافة جوانب الاقتصاد العالمي، حيث يمكن استخدامه كبديل للوقود الأحفوري كمادة أولية صناعية نظيفة في مجموعة كبيرة ومتنوعة من التطبيقات -من النقل الثقيل والصناعات الفولاذية- ولا تنتج أي ملوثات أثناء الاستهلاك. ولكون الهيدروجين خاليًا من ثاني أكسيد الكربون للطاقة؛ فهذا يجعله مصدرًا نظيفًا مستدامًا ومرنًا في الاستعمال، ويمكن أن يُخزَّن ويُنقل لمسافات طويلة ويستطيع حمل كميات كبيرة من الطاقة إذا تم ضغطه أو تحويله إلى سائل؛ وبذلك ينتج طاقة ووقود نظيفين، وله نفس معايير السلامة التي يحتاجها الغاز الطبيعي والنفط. من المتوقع أن يستطيع الهيدروجين تغطية 24% من احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050، ما دفع البعض الى القول إن فيه “فرصة العمر”([1])، وأن يصبـح سـوقًا قابلـة للتوجيـه بقيمـة حوالـي 10 تريليونـات دولار بحلـول عـام 2050([2]).
ومع التوسع العالمي في الهيدروجين الأخضر، اتجهت أنظار المستثمرين إلى أفريقيا، والتي تتمتع بالكثير من الموارد اللازمة لإنتاج الهيدروجين، بدءًا من السواحل البحرية الطويلة، إلى توافر إمكانات الطاقة المتجددة للرياح والطاقة الشمسية والمائية التي تمثل مدخلات إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ هذه العوامل دفعت تدفقات استثمارية متزايدة للتوسع في الهيدروجين الأخضر في أفريقيا. وفي ضوء ذلك، تسعى الورقة الحالية للإجابة عن تساؤلات حول مدى إمكانية أن تتحول أفريقيا جنوب الصحراء لتكون رائدة عالميًّا في مجال الهيدروجين الأخضر، وهل يمكن اعتبار الهيدروجين الأخضر محركًا رئيسيًّا لخطة أفريقيا للتحول إلى مركز عالمي للطاقة في المستقبل، وهل تسير أفريقيا جنوب الصحراء في المسار الصحيح؟ وما هي الفرص وأهم التحديات؟
وللإجابة عن كل الأسئلة السابقة، تنقسم هذه الورقة لعدة أقسام؛ حيث يتناول القسم الأول الأسباب والدوافع وراء الاتجاه عالميًّا الى الهيدرجين الأخضر. ويتناول القسم الثاني أهم الاتفاقات الدولية والشراكات والتحالفات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر عالميًّا. أما القسمان الثالث والرابع فيتناولان واقع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا جنوب الصحراء وأهم الدروس المستفادة والنتائج المتوقعة لريادة أفريقيا جنوب الصحراء للهيدروجين الأخضر عالميًّا.
2. الدوافع وراء الاهتمام والتحول عالميًّا الى الهيدروجين الأخضر:
لعل إزالة الكربون من الكوكب هي أحد الأهداف التي حددتها الدول في جميع أنحاء العالم لعام 2050، حيث النمـو القـوي فـي الطلـب علـى الهيدروجيـن، واعتمـاد تقنيـات متجـددة فـي إنتاج الوقـود القائـم علـى الهيدروجيـن يمكّـن مـن تجنـب مـا يصـل إلـى 60 جيجـا طـن مـن انبعاثـات ثانـي أكسـيد الكربـون في الفترة 2050-2021 فـي سـيناريو صافـي الانبعاثـات الصفريـة، وذلـك بمـا يمثـل 6% مـن إجمالـي التخفيضـات التراكميـة للانبعاثـات.
ولقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الهيدروجين الأخضر يتمتع بالقدرة على تعزيز أمن الطاقة، وتأمين مصادرها بمعدلات كافية من أجل تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة، وذلك من خلال زيادة إمدادات الطاقة المحلية، وإمكانات التخزين لفترة طويلة الأجل، وخاصة خلال الأوقات التي تتعرض لها الدول للازمات المرتبطة بنقص الإمدادات. نظرا لتوافر موارد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، وذلك على عكس احتياطيات النفط التي تتركز في مجموعة دول بعينها، حيث يركز أكثر من 60% من احتياطات النفط في خمس دول فقط)[3](.
ومن الدوافـع التـي تعزز اتجاه العالـم نحـو الاسـتثمار فـي الهيدروجيـن الأخضر، توفيـر فـرص العمـل والفرص الاستثمارية وتعزيـز التنميـة الاقتصاديـة، حيث تظهـر أهميـة سلاسـل القيمـة الخاصـة بالهيدروجيـن الأخضر فـي أنـه مـن الممكـن أن توفـر فـرص اسـتثمارية بحوالـي 11.7 تريليـون دولار أمريكـي خلال الثلاثيـن عامـًا المقبلـة؛ والتـي تتضمـن الطاقـة المتجـددة، وأجهـزة التحليـل الكهربائـي، والبنيـة التحتيـة للنقـل. كما يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًّا في التجارة العالمية وخفض التكاليف في المستقبل، حيث سـيتم تـداول الهيدروجيـن ومشـتقاته علـى نطـاق واسـع، ممـا يقلـل مـن تكاليـف الإمـداد بنسـبة تصـل إلـى 25%، كما يـؤدي تحسـين تدفقـات تجـارة الهيدروجيـن العالميـة إلـى تسـريع انتقـال الطاقـة وخفـض تكاليـف الاسـتثمار بمقـدار 6 تريليونـات دولار أمريكـي عبـر سلسـلة التوريـد حتـى عـام 2050([4]).
ويساعد إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية، في المناطق التي تتمتع بالطاقة المتجددة الوفيرة وعالية الجودة، إلى نقل بعض الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة وظهور تدفقات جديدة لتجارة السلع الأساسية، بالإضافة إلى زيادة تجارة الهيدروجين والسلع المشتقة منه. كما يؤدي توسيع نطاق الهيدروجين الأخضر لغرض إزالة الكربون إلى زيادة كبيرة في التدفقات التجارية للتكنولوجيات والخدمات اللازمة لإنتاجه، مثل تقنيات تحلية المياه باستخدام الكهرباء، والتي تستخدم الكهرباء لفصل المياه إلى هيدروجين وأكسجين(([5]. والشكل التالي يوضح تقديرات الطلب العالمي على أنواع الهيدروجين بحلول 2050([6]).
ففي عام 2050 سترتفع تقديرات الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر أكثر من الهيدروجين الرمادي والأزرق، وذلك وفق الوكالات والمنظمات المتخصصة. أما على صعيد القدرات الدولية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، فيوضح الجدول التالي أن وحدات إنتاج الهيدروجين في العالم عام 2022 تتركز في أستراليا، باعتبارها الرائدة عالميًّا في هذا القطاع([7]).
الدولة | عدد الوحدات |
أستراليا | 96 |
ألمانيا | 50 |
إسبانيا | 50 |
هولندا | 48 |
المملكة المتحدة | 46 |
الولايات المتحدة الأمريكية | 37 |
روسيا | 36 |
البرتغال | 28 |
الصين | 26 |
تشيلي | 22 |
3. تأملات في التحول العالمي للهيدروجين الأخضر:
لاشك أن الزخم الكبير حول الهيدروجين الأخضر يمكن أن يسهم في إحداث تحول بالغ في البيئة الجغرافية والسياسية للطاقة كما نعرفها اليوم؛ فقد تنشأ جغرافيات جديدة للتجارة تتمحور حول الهيدروجين النظيف ومشتقاته، مثل الأمونيا. وقد تصبح البلدان التي تنعم بوفرة الشمس والرياح من كبار مصدري الوقود الأخضر أو من مواقع التصنيع الأخضر. ويمكن أن تتزايد المنافسة الصناعية في ظل طموح البلدان لقيادة التكنولوجيا في قطاعات مهمة من سلسلة القيمة للهيدروجين. وبوجه عام، يمكن لتوسيع نطاق الهيدروجين النظيف أن يعزز المنافسة الجغرافية وأن يشجع وجود تحالفات وأوجه تعاون جديدة، ويشكل نقاط قوة جديدة في مراكز إنتاج واستخدام الهيدروجين المستقبلية([8]).
ولقد ازدهرت استراتيجيات الهيدروجين الوطنية في جميع أنحاء العالم، ليصـل عـدد الـدول التي تتبناها إلـى أكثـر مـن 30 دولـة، وهـو مـا يعكـس اهتمـام الـدول المتزايـد بتطويـر سلاسل قيمـة الهيدروجيـن الأخضر. وكانت اليابان هي الدولة الأولى التـي أطلقـت اسـتراتيجية وطنيـة للهيدروجيـن فـي العالـم في عام 2017، وتهـدف إلـى أن تصبـح أول مجتمـع للهيدروجيـن فـي العالـم، واستثمرت اليابان مبلغًا وقدره 1.5 مليار دولار أمريكي في أنشطة الأبحاث والتطوير على مدار السنوات الماضية، تليها كوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا في عام 2019. وقد بدأت اليابان بالفعل تنفيذ بعض الشراكات الدولية بشأن الهيدروجين الأخضر مع أستراليا وبروناي على سبيل المثال، وأعلنت هولندا والنمسا والنرويج والبرتغال وألمانيا وفرنسا انضمامها عام 2020.
وفي يونيو 2020 تبنت الحكومة الفيدرالية الألمانية استراتيجية هيدروجين وطنية بقيمة 9 مليارات يورو، منها 7 مليارات يورو مخصصة لتكثيف وجود لتقنيات الهيدروجين في السوق الألمانية وتخصيص 2 مليار يورو إضافية للشراكات الدولية([9]). كما أصــدر الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية المتعلقــة بالهيدروجيــن فــي يوليــو 2020، والتي تهــدف إلــى أن يصبــح الاتحاد الأوروبي الرائــد الصناعــي فــي مجــال الهيدروجيــن الأخضر. وأطلقـت الهنـد “اسـتراتيجية الهيدروجيـن الوطنيـة” فـي أغسـطس 2021، وتخطـط الحكومـة الهنديـة مـن خـلال الاستراتيجية إلزام المصافـي ومصانـع الأسمدة باسـتخدام كميـات مـن الهيدروجيـن الأخضر، كمـا تهـدف إلـى أن تكون مركزًا عالميًّا لإنتاج وتصديـر الهيدروجيـن الأخضر، وتركـز أيضًـا علـى أهميـة الهيدروجيـن الأخضر ودوره في استقلال الطاقـة فـي الهنـد بحلـول عـام 2047([10]).
ولعل مجلس الهيدروجين العالمي من أبرز المبادرات والاتفاقيات الإقليمية والدولية المعززة نحو نمو اقتصاد الهيدروجين، حيث يعتبر مبــادرة عالميــة يقودهــا عــدد مــن الشــركات الرائــدة فــي مجــال الطاقــة والنقــل والصناعــة والاستثمار في تطويــر اقتصــاد الهيدروجيــن وتقنياتــه، هدفهــا الرئيســي هــو تســريع الاستثمار فــي تطويــر وتســويق الهيدروجيــن وصناعــات خاليــة الوقــود، مع تشــجيع أصحــاب المصلحــة الرئيســيين علــى زيــادة دعمهــم للهيدروجيــن كجــزء مــن هيــكل الطاقــة فــي المســتقبل. كما يعد تحالف الموانئ العالمية للهيدروجين، 2022 أول منتدى عالمي يجمـع ممثليـن عـن الموانـئ وصنـاع القـرار مـن الحكومـات والمعنييـن فــي القطــاع البحــري لمناقشــة تبنــي اســتخدام تقنيــات ووقــود الهيدروجيــن. وتعد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2021 أول تحالف إقليمي لمكافحـة التغيـر المناخـي فـي منطقـة الشـرق الأوسط، وتهــدف للمســاهمة فــي جهــود مكافحـة التغيـر المناخـي مـن خـالي رفـع الغطاء النباتــي فــي دول الشــرق الأوسط، وتقليــل انبعاثــات الكربــون، ومكافحــة التلــوث وتدهــور الأراضي، والحفــاظ علــى الحيــاة البحريــة.
وفي مؤتمــر الأطراف فــي اتفاقيــة الأمم المتحــدة الإطارية بشـأن تغيـر المنـاخ 26COP اتفقــت الدول علــى العمــل معًـا لتسـريع تطويـر الهيدروجيــن النظيــف. وأطلقت الأمم المتحدة مبادرة الهيدروجين الأخضر 2020؛ بهدف خفض تكلفة الهيدروجيــن الأخضر إلــى أقــل مــن 2 دولار أمريكــي للكيلوجــرام، وزيــادة إنتاج الهيدروجيــن الأخضر 50 ضعفــًا بحلــول عــام 2026، كما أن استراتيجيات الحياد الكربوني بحلول 2050 واتفاقية باريس للمناخ 2015 تحفزان الدول على تبني الهيدروجين الأخضر في ظل اعتماد استراتيجيات طويلــة المــدى لخفــض انبعــاث غــازات الدفيئــة، والحــد مــن ارتفــاع درجــات حــرارة الأرض([11]). ويبقى السؤال الآن: ماذا عن واقع الهيدروجين الأخضر في القارة الأفريقية؟
4. فرص القارة الأفريقية في ريادة العالم في الهيدروجين الأخضر عالميًّا:
تُعدّ صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر أحد أبرز منافذ الإمدادات العالمية، في ظل توقعات بزيادة الطلب الأوروبي والآسيوي بصورة خاصة على الأمونيا. وفي حالة تزايد استثمارات الطاقة المتجددة في القارة السمراء، فإن احتمالات تحوُّلها إلى “مُنتج” ثم “مُصدّر” للهيدروجين ترتفع لتحمل آفاقًا واعدة لأطراف الاستثمار، بدءًا من الحكومات الأفريقية والمطورين والأسواق المستقبلة للإمدادات. ومن المرجح أن تصل صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر إلى 11 مليون طن سنويًا، بحلول 2050، مع ارتفاع حصة القارة من حجم تجارة الوقود النظيف. وتُقدَّر قيمة الاستثمارات التراكمية في الهيدروجين الأخضر في أفريقيا إلى 400 مليار دولار، وفق مجلس الهيدروجين([12]). كما أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن أفريقيا يمكن أن تنتج 5000 ميجا طن من الهيدروجين سنويًّا بأقل من دولارين للكيلوجرام الواحد، وهو ما يعادل إجمالي إمدادات الطاقة العالمية اليوم([13]).
ويكتسب التوسع بإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا ميزة عن غيره من المواقع الأخرى، نظرًا إلى توافر سعة متجددة تصل إلى 69% من طاقة الرياح، و25% من الطاقة الشمسية. ويأتي هذا بخلاف إسهام موارد الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الكهرومائية، وغيرها. ومن شأن الموارد المتجددة المتاحة أن تؤهل أفريقيا لإنتاج الوقود النظيف ومشتقاته، مثل الأمونيا، إذ يسمح الاستغلال الأمثل لهذه الموارد بإنتاج كهرباء منخفضة التكلفة، لتصبح عنصرًا رئيسًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي.
وتتنوع القارة الأفريقية جغرافيًا طبقًا لهذه الموارد، إذ تنتشر إمكانات الشمس والرياح في شمال أفريقيا وجنوبها، في حين تتمتع دول وسط القارة بفرص واعدة حيال الطاقة الكهرومائية، أما دول شرق القارة فتركز على تطوير الطاقة الحرارية الأرضية. وتحظى تقديرات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بتكلفة منخفضة، ويرجع ذلك إلى “محدودية” المنافسة على تلك الموارد، إذ ما قُورنت بالاستهلاك الأوروبي على سبيل المثال، وحتى إذا توسعت القارة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، فإن ذلك لن يؤثر في حجم إمكانات الموارد المتجددة الضخمة، ولن يزاحم الوقود النظيف استهلاك هذه الموارد في أوجه أخرى مثل تلبية الطلب على الكهرباء أو غيرها.
ولاشك أن اتساع رقعة المشروعات سوف ينعكس على فرص التوظيف في أفريقيا واقتصاد القارة، إذ يمكن لصناعة الهيدروجين توفير 13 مليون وظيفة بحلول 2050، بما في ذلك الوظائف المرتبطة بكل من البناء والتشغيل ومواقع الطاقة المتجددة، ومرافق إنتاج الهيدروجين، والتحويل والمصانع والبنية التحتية للتصدير([14](، ناهيك عن أن تطوير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا يعمّق فرص دول القارة في تعزيز الوصول للكهرباء وتلبية الطلب المحلي، كما ستقود أفريقيا خطط نقل صادرات الهيدروجين على هيئة أمونيا، إذ يُتوقع أن تُصدّر 40.7 مليون طن من الأمونيا سنويًّا بحلول عام 2050([15]).
ويرجح نمو استثمارات الوقود النظيف في أفريقيا تدريجيًّا، لتشكّل استثمارات ما بعد عام 2030 ما نسبته 90% من حجم الاستثمارات الإجمالية([16])، ومن ثَمّ لا ينبغي لمطوري الطاقة المتجددة التخوف من تزايد مطالبات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، بل على العكس يمكن أن يتحول الوقود النظيف إلى إحدى أدوات موثوقية إنتاج الطاقة المتجددة ونشرها، بتشجيعه على استغلال المزيد من هذه الموارد، وقد يدفع تزايد استهلاك الهيدروجين الأخضر في أفريقيا والإقبال عليه نحو زيادة إنتاجه، وبالتالي الاستفادة من موارد الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية غير المستغلة بالقدر الكافي حتى الآن.
ولن تقتصر صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر على النقل عبر خطوط الأنابيب من دول شمال القارة فقط، ولكن قد تفتح التوسعات المرتقبة المجال أمام إنتاج المزيد من مشتقات الهيدروجين وتصديرها. ويعزز هذا من إنتاج دول جنوب وشرق القارة للأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي، ما يضع القارة السمراء في مقدمة المنتجين ومصدّري الهيدروجين ومشتقاته عالميًّا، وبجانب مسارات صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر، يمكن أن تؤدي الموانئ الأفريقية دورًا مهمًا في دخول دول القارة لعالم تزويد السفن بالوقود المستدام، خاصة أن موقع القارة الممتد على مسارات شحن بحرية رئيسية قد يخدم ذلك، ويمكن أن تؤدي دول الجنوب الأفريقي دورًا مهمًا في تزويد السفن على مدار طرق الشحن الرئيسية بوقود الهيدروجين المستدام. ويقدّر تقرير مجلس الهيدروجين أنّ التزود بالوقود المستدام، في الموانئ البحرية الأفريقية، يمكن أن يغطي طلب 12% من حركة السفن في طرق الشحن العالمية، خاصة جنوب آسيا وأوروبا(([17].
وتكليلًا لجهود القارة السمراء في التوجه نحو الريادة في قطاع الهيدروجين الأخضر، وقّعت 6 دول أفريقية (مصر، والمغرب، وموريتانيا، وكينيا، وناميبيا، وجنوب أفريقيا) تحالف الهيدروجين الأخضر في أفريقيا. ويهدف هذا التحالف إلى استغلال القارة لمواردها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة لتصبح مركزًا عالميًّا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره. ويُعدّ التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر مجموعة طموحة، تهدف إلى إنتاج 30 إلى 60 مليون طن من الهيدروجين النظيف سنويًا لإضافة ما يصل إلى 126 مليار دولار أمريكي للناتج المحلي الإجمالي لأعضائها بحلول عام 2050، وخلق ما يصل إلى 4 ملايين فرصة عمل جديدة([18]).
5. الهيدروجين الأخضر في أفريقيا جنوب الصحراء: الإمكانات والفرص والمزايا التنافسية
تحتل منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا موقعًا استراتيجيًّا عالميًّا لتطوير اقتصاد هيدروجين أخضر تنافسي، حيث تقع جنوب أفريقيا على حوالي 90% من احتياطيات مجموعة البلاتين العالمية في العالم، وهو مورد بالغ الأهمية لإنتاج المحلل الكهربائي لغشاء البوليمر([19]). وتتميز منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا بموارد هائلة من الشمس والرياح، وتقدم إمكانات هائلة للهيدروجين الأخضر، أي أنه يمكن لثلث هذه المنطقة تقريبًا توليد أكثر من 5 كيلووات في الساعة من إنتاج الطاقة الكهروضوئية، مما يؤكد إمكاناتها الشمسية الاستثنائية. وتعد سواحل ناميبيا وجنوب أفريقيا وكينيا أيضًا مراكز أساسية لطاقة الرياح. ومن الممكن أن تقدم الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر حلًّا قابلًا للتطبيق اقتصاديًا، مع احتمال انخفاض تكاليف الإنتاج إلى أقل من 2 لكل كيلوجرام بحلول عام 2030.
وتجدر الإشارة الى أن العديد من دول أفريقيا جنوب الصحراء تتمتع بوضع جيد يسمح لها بتوسيع طاقتها الإنتاجية على مدى السنوات العشر المقبلة مع توسيع أسواق الهيدروجين الأخضر تدريجيًّا إلى الدول المجاورة ووضع الأساس لأسواق التصدير المستقبلية إلى أوروبا وآسيا. وتشير التوقعات إلى أنه من الممكن لشركاء تحالف الهيدروجين الأخضر الأفريقي تهيئة بيئات تنظيمية مواتية للمنطقة والاستفادة من إمداداتهم في الأسواق الدولية؛ أي أنه يمكن للهيدروجين الأخضر التمتع بإمكانات فريدة لدعم التنمية المستدامة لشبكات النقل والقواعد الصناعية والمؤسسات التجارية في دول جنوب الصحراء الكبرى([20]).
وبالنظر في استراتيجية 2022 لاقتصاد “جنوب أفريقيا” للاستفادة من إمكانات الهيدروجين الأخضر في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، فيلاحظ أن مبادرة وادي البلاتين بالشراكة مع أعضاء مجلس الهيدروجين تهدف إلى تطوير وادي هيدروجين مركزي. ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع المبتكر بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وسوق العمل في جنوب أفريقيا بينما يساعد أيضًا في إزالة الكربون من القطاعات الحيوية. ومن الممكن أن يضيف اقتصاد الهيدروجين 3.6% إلى الناتج المحلي الإجمالي لجنوب أفريقيا بحلول عام 2050 وأن يخلق أكثر من 370 ألف فرصة عمل([21]).
وعلى نفس المضمار، وللاستفادة من إمكانات الهيدروجين الأخضر في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، تتخذ ناميبيا وكينيا خطوات سريعة للتحرك لتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر، حيث تستثمر ناميبيا في “مبادرة تنمية الممر الجنوبي”، وهو مشروع من المتوقع أن ينتج 300 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 باستخدام 5 إلى 6 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة. ولا تقدم هذه المبادرة حلًّا لمشاكل الطاقة في ناميبيا وحسب، بل تهدف للتحول لسوق تصدير مزدهر للهيدروجين الأخضر. وعلى نحو مماثل، تستثمر كينيا في شراكات لإنشاء مركز للهيدروجين الأخضر في شرق أفريقيا. وقد أدى الاستثمار في محطات الطاقة الحرارية الأرضية إلى مضاعفة إمكانية الوصول إلى الكهرباء في كينيا، مما يوفر منصة مشجعة لتطوير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته([22]).
وتقارن الخريطة التالية لوكالة الطاقة المتجددة “إيرنا” بين الإمكانات الاقتصادية لإمدادات الهيدروجين الأخضر التي تقل عن 2 دولار أمريكي/كيلوجرام في الساعة، والطلب المتوقع على الهيدروجين بإكساجول/سنة في عام 2050. وفي ضوء هذه المقارنة الدولية، توضح الخريطة أن الإمكانات الاقتصادية التي ستتمتع بها منطقة جنوب الصحراء الكبرى، وقدراتها من حيث كمية الإنتاج التي يتوقع أن تنتجها من الهيدروجين الأخضر، والتي قُدِّرت ما بين 671 إلى 1923 إكساجول، وبحجم تكاليف قدرت بأقل من 2 دولار لواحد كيلوجرام من الهيدروجين المشتق من المحلل الكهربائي.
Source: IRENA (2022), “Global Hydrogen Trade to Meet the 1.5°C Climate Goal & Green Hydrogen Cost and Potential”, p. 32, https://www.irena.org/
ولدعم مساعي التحول للهيدروجين الأخضر، وقَّعت دول أفريقيا جنوب الصحراء صورًا متعددة للتعاون الاقتصادي الدولي، بما في ذلك اتفاقيات التعاون الفني، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تم التوقيع على اتفاقيات مع لاعبين عالميين رئيسيين في الهيدروجين الأخضر. فقد أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” عن خططها لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة 10 جيجاوات في 6 دول في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (تشمل المشاريع دول أنغولا وأوغندا والكونغو وكينيا وموزمبيق وزامبيا). كما تم الإعلان عن أدوات التمويل المختلط للاستثمار في الهيدروجين في ناميبيا، وهي شراكة بين صندوق الاستثمار البيئي في ناميبيا مع المنظمات الهولندية. وتعد ناميبيا أول دولة في أفريقيا تُدرج حماية البيئة في دستورها والطاقة الخضراء هي ركيزة أساسية لخطة الإنعاش الاقتصادي التي تم إطلاقها في مارس 2021، وتخطط لاستغلال إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة لتقليل اعتماد المنطقة على الوقود القائم على الكربون([23]).
6. أبرز التحديات التي تواجه القارة السمراء لريادة إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًّا:
توضح النقاط التالية أهم التحديات الداخلية والخارجية التي تمثل عائقًا حقيقيًّا أمام ريادة القارة السمراء لإنتاج الهيدروجين في العالم، وتتمثل فيما يلي:
- فيما يخص تحديات البنية الأساسية والتشريعية والقانونية، فيلاحظ:
- تعاني المنطقة من جراء التكاليف المرتفعة لتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره على نطاق واسع، حيث إن العديد من أجزاء أفريقيا التي تعتبر مثالية لتوليد الطاقة المتجددة لاتزال في حاجة للتوسع في مجال البنية التحتية؛ ولذلك ستكون هناك حاجة إلى استثمارات مستقبلية في البنية التحتية للنقل لربط مصادر الطاقة المتجددة بمرافق الإنتاج ومراكز التصدير.
- إن الحاجة إلى المياه النظيفة لإنتاج الهيدروجين تفرض تحديات إضافية، خاصة في المناطق التي تعاني ندرة الموارد المائية بالفعل. ولمعالجة هذه المشكلة، بدأت بعض المشاريع في أخذ تحلية المياه بعين الاعتبار كجزء من تصميمها العام لتلبية احتياجات المياه النظيفة)[24](.
- ولجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، هناك حاجة إلى تطوير أطر قانونية عادلة وموثوقة لتأمين جميع أنواع الاستثمارات، ووضع حدّ للمخاطر المحتملة، عبر التنسيق بين المطورين والحكومات والمجتمعات. وقد سبق لهيئات، مثل: البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية (EBRD)، ووكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف (MIGA)، أن طرحت عددًا من الإجراءات للحدّ من هذه المخاطر، عبر تقديم قروض للسداد المرحلي والتأمين على المشروعات.
- وفيما يخص تكاليف الإنتاج والتشغيل، فإن هذه المنطقة ترتفع فيها التكاليف النسبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر نتيجة لضعف السياسات الحكومية والحوافز والتكنولوجيا غير الناضجة، ويشكل ذلك تحديًا رئيسيًّا لمسار نمو اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
- وتعد الحاجة لتوفير المساعدات المالية والفنية للمنطقة حتى يتسنى لها الاستفادة من طفرة الهيدروجين الأخضر، حيث يتمثل أحد المخاطر في أن الاقتصادات الأفريقية التي مُنحت وفرة في الرياح والطاقة الشمسية يُنظر إليها باعتبارها موردًا لجزيئات الطاقة الخضراء لخدمة مراكز الطلب الصناعي في شمال العالم، بدلًا من النظر إليها باعتبارها مواقع محتملة للتصنيع الأخضر في حد ذاتها([25]).
- الاستعداد والتأهب للمنافسة الخارجية، حيث تشكل هذه المنافسة تحديًا رئيسيًّا، في ظل وجود عدة مناطق في العالم تتصارع من أجل تحقيق الهيمنة في مجال الهيدروجين الأخضر، من خلال تطوير قدراتها على إنتاج الهيدروجين وبنية النقل وممرات الهيدروجين، حيث تعمل آسيا والشرق الأوسط بسرعة على بناء قدرات الإنتاج الخاصة بها([26]).
7. اتجاهات المستقبل للهيدروجين الأخضر في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى:
رغم أنه من المتوقع أن تصبح منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى المنتج الرئيسي للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050([27])، لكن هناك آليات يجب أن تؤخذ في الاعتبار لدعم اتجاهات المستقبل المزدهر للهيدروجين الأخضر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ ومن بينها:
- التأكيد على الدور المحوري لتحالف الهيدروجين الأخضر الأفريقي من خلال توسيع عضويته وضم دول مثل أنجولا وموزمبيق وبوتسوانا وتنزانيا وإثيوبيا، التي تمتلك موارد كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتشكل ممرًا على طول السواحل الجنوبية والشرقية لأفريقيا، وهي فرصة رئيسية للتنمية المحلية للهيدروجين الأخضر وتصديره لأسواق أوروبا وآسيا([28]).
- مع استمرار انخفاض تكاليف المحلل الكهربائي ونمو قدرة الطاقة المتجددة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، من الضروري معالجة أوجه عدم المساواة بين الدول وشبكات الطاقة داخل المنطقة من خلال التعاون والدعم الدولي، حيث ينبغي أن تكون إمكانات التنمية في دول محددة مثل جنوب أفريقيا وناميبيا وكينيا محور الدعم على المدى القريب، بهدف توسيع البرامج والاستثمارات الناجحة في جميع أنحاء المنطقة على مدى السنوات الثلاثين المقبلة.
- الوصول إلى الازدهار المحتمل للطاقة منخفضة التكلفة يتطلَّب زيادة حجم الاستثمار بشكلٍ كبير، وبينما تحوز أفريقيا حاليًا أقل من 2% من مجموع الاستثمارات العالم في الطاقة المتجددة، وهو ما لا يتناسب مع الخطط في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا، وفقًا لبنك التنمية الإفريقي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة. لكن المستقبل يشير إلى تحسن مطَّرِد في المستقبل القريب([29]) في ظل ارتفاع العائد على الاستثمار في أفريقيا جنوب الصحراء ابتداءً بالبلدان الأكثر تطوُّرًا من الناحية الصناعية مثل جنوب أفريقيا التي تستطيع أن تحقق عائدات بنسبة 200% تقريبًا من طاقة الرياح البحرية، وصولًا إلى البلدان التي لديها إمكانية وصول منخفضة إلى الطاقة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية([30]).
- ضرورة التعاون بين حكومات المنطقة من جهة وبين الأسواق المستقبلة للإمدادات من جهة أخرى، مع التزام الطرفين بالتنسيق مع أصحاب المصلحة من المطورين ومستكشفي فرص الإنتاج. مع التزام الأطراف المعنية بإطار زمني لكل مشروع سيُسهم في التغلب على عقباته، خاصة مع تعزيز الحكومات بمناخ استثماري جيد يتسم بسهولة إصدار الموافقات وتوضيح الرسوم والضرائب وضمان التوافق والاتساق في التعريفات والمعايير الخاصة بخطط شهادات الانبعاثات والمساهمة في تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية.
- العمل على معالجة الحواجز التجارية على طول سلاسل توريد الهيدروجين الأخضر؛ لتعزيز تطويره عن طريق خفض التكاليف، وتعزيز الوصول إلى التكنولوجيا، وتطوير بنية تحتية سليمة الجودة لضمان السلامة البيئية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
- تنفيذ سياسات الدعم للمساعدة في الحفاظ على نمو السوق وتوطين التكنولوجيا الحديثة في صناعات الهيدروجين الأخضر لتستمر تكاليف الإنتاج في الانخفاض استجابة لوفورات الحجم والتقدم التكنولوجي، ما يضع الأساس لفرص التصدير الناجحة، حيث إن إنشاء البنية التحتية للهيدروجين وتطوير التقنيات المتقدمة للإنتاج والتخزين والنقل الفعال يشكل تحديات كبيرة فيما يتعلق بالحواجز التكنولوجية والبنية التحتية. ومن الممكن أن يساعد التعاون الوثيق بين دول منطقة جنوب الصحراء الكبرى والاتحاد الأوروبي، إلى جانب المساعدة التكنولوجية، في التغلب على هذه الحواجز، ولاسيما ألمانيا وفرنسا وإيطاليا التي تتجه أكثر نحو بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في تجارة الطاقة.
وختامًا، فإنه من المؤكد أن هناك العديد من الفرص لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا جنوب الصحراء، لكن اقتناص هذه الفرص يستلزم التصدي للتحديات الناشئة والمستمرة في اقتصادات المنطقة. وعبر تعزيز الفرص المحلية وفتح المجال الدولي لاقتناصها، ومن خلال التغلب العلمي على التحديات، من المتوقع أن يدعم ذلك نمو أنشطة الهيدروجين الأخضر في الاقتصادات الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء، كما سيلعب دورًا رئيسيًّا في تحول الطاقة، سواء بالنسبة لأفريقيا أو العالم أجمع.
([1]) كورنيلوس ماتيس، تحديات وفرص إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤسسة فريد ريش ايبرت، نوفمبر 2020. file:///C:/Users/user/Downloads/17608%20(1).pdf
([2] ) ناجي ملاعب، الهيدروجين الأخضر.. طاقة بديلة للمستقبل، فبراير 2023 https://sitainstitute.com/?p=14371
([3](IRENA, Hydrogen: A renewable energy perspective, Report prepared for the 2nd Hydrogen Energy Ministerial Meeting in Tokyo, Japan,2019. https://www.irena.org/
([4]) الأطر التشريعية لتشجيع مشروعات الهيدروجين الأخضر، بوصلة السياسات، مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار، مجلس الوزراء ـ العدد يونيو 2023.
([5] (هاجر محمود، التجارة الدولية والهيدروجين الأخضر: دعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار، إبريل 2024.
file:///C:/Users/user/Desktop/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%.pdf
([6]) الهيدروجين: كمصدر وناقل للطاقة النظيفة المستدامة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فبراير 2022، المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سلسلة أبعاد معلوماتية ومعرفية، العدد (1)، إبريل 2022.
file:///C:/Users/user/Downloads/hydrogen_in_gcc_countries_compressed_1%20(1).pdf
([7] (https://www.statista.com/statistics/1311948/number-of-green-hydrogen-plants-by-country
([8]) تايس فان دي غراف، عقد الهيدروجين، التمويل والتنمية، ديسمبر 2022.
https://www.imf.org/ar/Publications/fandd/issues/2022/12/hydrogen-decade-van-de-graaf
([9]) كورنيلوس ماتيس، تحديات وفرص إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤسسة فريد ريش ايبرت، نوفمبر 2020.
file:///C:/Users/user/Downloads/17608%20(1).pdf
([10]) Awad Maram, Hydrogen Mobility: Hydrogen Mobility in the UAE 2018, Liquid Air, University Khalifa, Motors Futtaim Al, October 2018.
([11] (الهيدروجين.. كمصدر وناقل للطاقة النظيفة المستدامة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فبراير 2022، المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سلسلة أبعاد معلوماتية ومعرفية، العدد 1، إبريل 2022.
file:///C:/Users/user/Downloads/hydrogen_in_gcc_countries_compressed_1%20(1).pdf
[12] see: https://hydrogencouncil.com/en/the-africa-hydrogen-opportunity-for-a-just-transition/
([13] (How Africa could become a global hydrogen powerhouse,2022.
https://www.weforum.org/agenda/2022/07/africa-hydrogen-iea/
([14] (The Africa Hydrogen Opportunity The potential, practical challenges, and possible unlocks, hydrogen council, March 2024
([15] (Hydrogen exports to shift to ammonia production by 2035, despite trade uncertainties
https://www.rystadenergy.com/news/hydrogen-exports-shift-ammonia-production-2035
([16] (The Africa Hydrogen Opportunity The potential, practical challenges, and possible unlocks, hydrogen council, March 2024
https://hydrogencouncil.com/wp-content/uploads/2024/03/Hydrogen-Council-Africa-Hydrogen-Opportunity-.pdf
([17] (The Africa Hydrogen Opportunity The potential, practical challenges, and possible, hydrogen council, March 2024
https://hydrogencouncil.com/wp-content/uploads/2024/03/Hydrogen-Council-Africa-Hydrogen-Opportunity-.pdf
([18]) نوار صبح، الهيدروجين الأخضر في أفريقيا. قدرات واعدة تقودها 3 دول عربية.
([19](إفريقيا وأوروبا دينامو اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي.. 52 مشروعًا للهيدروجين ومصر والمغرب في المقدمة وألمانيا الأكثر استثمارًا.
([20]) Daniel Helmeci, Sub-Saharan green hydrogen as a catalyst for development, 2023 https://www.atlanticcouncil.org/blogs/energysource/sub-saharan-green-hydrogen-as-a-catalystfordevelopment/#:~:text=Green%20hydrogen%20has%20unique%20potential,relationship%20with%20international%20trading%20partners.
[21] see: https://hydrogencouncil.com/en/the-africa-hydrogen-opportunity-for-a-just-transition/
([22]) Unleashing The Green Hydrogen Potential in Sub-Saharan Africa
([23]) حسام عيد، هل تصبح ناميبيا قوة عالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر؟
([24] (Carina Radford ,Green hydrogen in Africa: A continent of possibilities?
https://www.whitecase.com/insight-our-thinking/africa-focus-winter-2023-green-hydrogen
([25]) تايس فان دي غراف، عقد الهيدروجين، التمويل والتنمية، ديسمبر 2022.
https://www.imf.org/ar/Publications/fandd/issues/2022/12/hydrogen-decade-van-de-graaf
([26]) فليسيتي برادستوك، سباق الهيدروجين يشتد.
([27] (Dirk Kohnert, Prospects for LNG and Hydrogen Export from Sub-Saharan Africa to the EU, GIGA, Institute for African Studies, Hamburg, December 2023.
https://mpra.ub.uni-muenchen.de/119405/1/MPRA_paper_119405.pdf
([28]) Unleashing The Green Hydrogen Potential in Sub-Saharan Africa
([29]) شح الاستثمارات يعطل خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، أكتوبر 2022.
https://www.aleqt.com/2022/10/07/article_2406321.html
([30]) فيرا سونجرى، تفعيل النمو منخفض الكربون في أفريقيا، في، الطريق الى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف.. استعراض حالة أفريقيا في المنافسة العالمية بشأن المناخ، مؤسسة محمد إبراهيم، يوليو 2022، ص 83.