في تطور جديد يبدو أنه يمثل نمطًا ناشئًا من الحروب السيبرانية الهجينة، التي تجمع بين عناصر التكنولوجيا والكمياء والفيزياء وميكانيكا الكم والتأيُّن، يُدفع العالم نحو مستوى أشد خطورة من عدم اليقين في مجال المنتجات التكنولوجية التقليدية والمتقدمة. يشمل ذلك التلفاز والهواتف الثابتة والأجهزة الطبية والرياضية، وغيرها من الأجهزة التي تعتمد على تكنولوجيا هجينة رقمية وفيزيائية وكيميائية. وتفتح هذه التطورات الباب أمام مستويات جديدة من الاستهداف واسع النطاق، في سابقة هي الأولى من نوعها ليس فقط في الشرق الأوسط، بل على مستوى العالم.
وقد شهد لبنان مؤخرًا موجات -تبدو أنها الأولى ولن تكون الأخيرة- من سلسلة متزامنة من الانفجارات الفريدة في أنواع مختلفة من أجهزة الاتصالات اللاسلكية ذات التكنولوجيا المنخفضة نسبيًّا، التي تستخدم بصورة أساسية من قبل الهواة في المجال المدني. وقد استهدفت الانفجارات بشكل أساسي عناصر “حزب الله” الذين يستخدمون أجهزة البيجر كوسيلة اتصال آمنة.
وأدت الموجتان الأولى والثانية من هذه الانفجارات الفيزيائية في لبنان إلى حالة من اللغط والارتباك، ودفعت الجميع للبحث في ماهية هذه العملية النوعية، والتكنولوجيا المستخدمة، ومخاطر اتساعها، بل واحتمالات أرهبتها، أي تبنّيها من قبل التنظيمات الإرهابية في حال تم اكتشاف آليتها.
وتسعى هذه الورقة للإجابة عن تساؤلات عدة حول الحادث الذي مازال يكتنفه الغموض، والتحوط من قبل المراقبين.
ماذا حدث في موقعة “البيجر” بموجة اليوم الأول:
شهدت أنحاء مختلفة في لبنان يوم الثلاثاء انفجارات متزامنة لآلاف من أجهزة النداء الآلي، وقد خلّفت الواقعة 12 قتيلًا ونحو 3000 جريح منهم 180 تقريبًا في حالات حرجة[1]. وقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر أجهزة استدعاء بيجر متضررة ومنفجرة، وأظهرت بعض الصور التي نُشرت تزامنًا مع موجهة انفجارات أجهزة النداء الآلي التي شهدتها لبنان يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 أن طراز الجهاز هو (Gold Apollo AR924). فيما أعلنت شبكة CNN الإخبارية أنها لم تتمكن من تحديد المواقع الجغرافية للصور المنشورة، ولكنها تحققت من نشرها يوم الثلاثاء وهو نفس يوم الانفجار. وذكرت شبكة CNN الإخبارية أن “حزب الله” قد اشترى الأجهزة المذكورة في الأشهر الأخيرة، بحسب مصدر أمني لبناني للشبكة[2]. أما فيما يتصل بالصحافة الأمريكية الأخرى فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها في ذات يوم الانفجار أن إسرائيل قامت بإخفاء متفجرات داخل مجموعة من أجهزة الاستدعاء المنتجة من قبل شركة غولد أبولو، كانت متجهة لحزب الله في لبنان. حيث ذكرت الصحيفة أن معظم أجهزة الاستدعاء كانت من طراز (AP924) المنتج من قبل الشركة المذكورة، ولكن تم تضمين ثلاثة نماذج أخرى للشركة ضمن الشحنة. وأشارت الصحيفة إلى أن كميات صغيرة من المتفجرات زُرعت في الأجهزة التي طلبها حزب الله، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية، وأن كمية المادة المتفجرة تتراوح بين أونصة واحدة إلى اثنتين، وكانت مزروعة بجوار البطارية في كل جهاز استدعاء، كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجير المتفجرات. وقد أكدت شبكة CNN الإخبارية الأربعاء أن إسرائيل كانت وراء الهجوم، ولم تذكر بعد تفسيرًا لكيفية التفجير. في حين ذكرت رويترز نقلًا عن مصدر أمني لبناني رفيع أن الموساد زرع متفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال استوردها حزب الله قبل أشهر من العملية. وقد أشارت رويترز – حسب مصدرها- إلى أن التفجير تم عبر دس الموساد لوحة داخل الجهاز تحتوي على مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب للغاية اكتشافها بأي وسيلة حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي.
ما هي المواصفات الفنية للجهاز المشتبه فيه؟
هو من نوع أجهزة النداء الآلي المعروفة باسم “البيجر” أو “البيبر” وهي إحدى وسائل الاتصال التي كانت شائعة في التسعينيات، ويعود تاريخ نشأتها إلى الربع الثاني من القرن العشرين، قبل أن تصل لذروة استخدامها في تسعينيات القرن الماضي قبيل اختراع الهاتف الجوال. وهو عبارة عن جهاز صغير الحجم، انحسر استخدامه بصورة كبيرة مع التطور التكنولوجي الكبير، ولم يعد متداولًا، حيث إن الحصول على أحد هذه الأجهزة من الأسواق لم يعد سهلًا.
ويمكن الحصول على الجهاز المذكور مستعملًا من موقع eBay بسعر يتراوح بين 140 درهم و1000 درهم وفقاً للبائع[3]. أما عن مواصفات الجهاز المذكور من طراز (Gold Apollo AR924) فهو صغير الحجم، ويعمل بأربعة أزرار، مع إمكانية التمرير في اتجاهين، وأبعاده بالمليميتر هي: 73 مم (طول) في 50 مم (عرض) في 27 مم (ارتفاع)، ووزنه 95 جرامًا بما في ذلك البطارية. ودرجة حرارة التشغيل للجهاز ما بين 10 درجات مئوية، و50 درجة مئوية. أما عن عمر البطارية فيصل إلى 85 يومًا، ويستغرق شحنها بالكامل ساعتين ونصف، وبه مخرج شحن من فئة (USB-C)[4].
من هو الوسيط المشبوه؟ الموزع الأوروبي (BAC Consulting KFT):
هي شركة مقرها بودابست عاصمة المجر (Szőnyi út 33/A, 1142 Budapest, Hungary)، ولها موقع إلكتروني يكتنفه الغموض وقد تم حجبه بعد العلمية. وتُقدم الشركة أربعة أنواع من الخدمات؛ “استشارات إدارية – تطوير الأعمال – تخطيط الشراكة – التخطيط الاستراتيجي”، ورقمها الضريبي في المجر “27859845242”، ورقم التسجيل لها “01 09 400938 “، واسمها بالكامل “BAC Consulting Korlátolt Felelősségű Társaság”، وقد تأسست في 6 مايو 2022، ورأسمالها هو 7840 فورنت مجري، وصافي إيراداتها “210 307 008 ” فورنت مجري، وهو ما يوازي “549 420 ” يورو، وعدد المالكين لها شخص واحد، وعدد المديرين بها شخص واحد[5]. وبالبحث على شبكة المعلومات الدولية اتضح أن هناك شركات مشابهة لها من حيث الاسم والخدمات في كل من بريطانيا وبرشلونة. ورسميًّا أسستها وتملكها وتديرها فتاة شابة تُدعى “كريستيانا أركيدياكونو- بارسوني” (CRISTIANA ARCIDIACONO-BÁRSONY)[6] من جذور إيطالية ومجرية، وهي مستشار استراتيجي في الابتكار والشؤون الداخلية، عملت مستشارًا استراتيجيًّا لمنظمات دولية كبرى في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، منها صناديق استثمارية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، واليونسكو، والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والمفوضية الأوروبية[7]، وهي مطور أعمال ومحلل متمرس للحلول المبتكرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحالات الطوارئ المعقدة والبلوك تشين، والذكاء الاصطناعي[8]. وقد حصلت على دبلوم في السياسة من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية خلال 2015-2017، وماجستير في التنمية المستدامة لإدارة الموارد الطبيعية من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بالمملكة المتحدة خلال 2009-2014 ، ودرجة الدكتوراه في فيزياء البوزيترون من جامعة كلية لندن (UCL) من أكتوبر 2002 إلى ديسمبر 2006، ودرست الفيزياء والفيزياء البيئية وتكنولوجيا المعلومات في جامعة كاتانيا- لوريا (University of Catania – Laurea)[9]. وتُعرف كريستيانا نفسها بأنها مناصرة للقضايا البيئية والاجتماعية في البلدان النامية والهشة، وهي عضو مجلس إدارة معهد (Earth Child Institute) في نيويورك، ومبادرة (Initiative More Water for the Sahel) بباريس، ومؤسسة “تنمية ما بعد الصراع” (Foundation for Post-Conflict Development) في نيويورك، ومجموعة عمل ممثلي الأمم المتحدة من أجل السلام، ومبادرة (UN Global COMPACT) في نيويورك. ولها أبحاث منشورة بالتعاون مع باحثين متخصصين في التكنولوجيا النووية ومنفردة خلال الفترة من 2004 إلى 2009 حول الفيزياء الذرية والجزيئية والبصرية وتحديدًا موضوعات “التأيُّن عن طريق تأثير البوزيترون”، و”تكوين البوزيترونيم من ثاني أكسيد الكربون والماء، و”إنتاج الأيونات عن طريق تأثير البوزيترون على الماء”، و”عدم تماثل تقاسم الطاقة في التأيُّن عن طريق تأثير البوزيترون”، و”تجارب التأيُّن التفاضلي على تشتُّت ذرة البوزيرتون”[10].
الخسائر المباشرة:
أسفرت الموجة الأولى من الانفجارات والمعروفة بانفجارات البيجر عن وفاة ما يربو على 12 شخصًا وإصابة نحو 3000 آخرين حتى تاريخه، بعضهم مسؤولون رفيعو المستوى في لبنان ودول الجوار مثل السفير الإيراني في لبنان. وقد كشفت الموجة الأولى عن إمكانية رصد وتتبع خرائط وأنماط انتشار أفراد “حزب الله” في لبنان ودول الجوار بتتبع ورصد مناطق التفجير وكثافتها. وما قد يترتب عليها من تعطيل منظومة الاتصالات المرتبطة بأطراف الأزمة في غزة وخروجها من الخدمة أو مراجعتها على أقل تقدير.
الخسائر المحتملة غير المباشرة والمخيفة عالميًّا:
من المتوقع أن تُثير هذه العملية النوعية المخاوف العالمية بشأن سلمية التكنولوجيا التقليدية والفائقة، واحتمالات العبث بها، والتي يمكن معها تحويل أجهزة أكبر حجمًا كأجهزة التلفاز أو الميكروويف أو ماكينات الحلاقة إلى قنابل شديدة التدمير، وذلك من خلال العبث في فيزياء وكيمياء البطاريات والألواح الإلكترونية المدمجة فيها؛ بإضافة بعض العناصر الكيميائية أو تحفيز تفاعلات منحرفة أو غير اعتيادية تُحوّلها لقنابل شديدة الانفجار، ومن هنا يمكن رصد المخاوف الآتية:
- إثارة الشك في التكنولوجيا الغربية المدنية والعسكرية وما تتضمّنه من احتمالات تفجيرها أو التحكم فيها عن بعد.
- الخسائر المحتملة لشركات الإنتاج العسكري والمدني الغربية للإحجام العربي عن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا والمعدات الغربية.
- اتجاه العملاء المدنيين والعسكريين للتكنولوجيا الصينية عوضًا عن الغربية.
ردود الأفعال:
أحدثت الموجة الأولى موجات متباينة من ردود الأفعال لدى الدول والشركات حول العالم، حيث سعى بعضها لدرء التهمة أو إثباتها على طرف دون آخر، أو البحث عن تفسيرات أقل إخافة وأبسط تنفيذًا وأحرص في إثارة المخاوف كالحديث عن زرع مواد متفجرة أو مجرد هجوم سيبراني لاختراق التردد أدى لتسخين البطاريات وتفجيرها، وتسعى هذه الدراسة لرصد أهم ردود الأفعال، وهي كالتالي:
- حزب الله: نسبت قناة “الجزيرة” إلى بيان صادر عن “حزب الله” أن إسرائيل مسؤولة وستحصل على “عقابها العادل”، ونقلت عن مسؤول في “حزب الله” قوله إن عملية “انفجار البيجر” “أكبر خرق أمني” شهده التنظيم منذ 7 أكتوبر 2023.
- إسرائيل: رفضت التعليق.
- تايوان: صرَّح مصدر أمني رفيع، الأربعاء 18 سبتمبر، بأن تايوان ليس لديها سجل بشحن أجهزة الاستدعاء “البيجر” لشركة “غولد أبولو” إلى لبنان.
- المجر: أكدت البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة أن الشركة المجرية مجرد شركة تجارية ولها مقر إداري وحيد، ولا تملك أية مصانع داخل المجر، ولم تدخل أي شحنة أجهزة اتصالات إلى البلاد، وهو ما يعني أن إجراء التعديل الفيزيائي قد تمّ في موقع ثالث.
- الشركة المنتجة غولد أبولو “Gold Appolo“: لم يعد الموقع الإلكتروني للشركة متاحًا على الإنترنت، وقد صرَّح مؤسس ورئيس الشركة “هسو تشينغ كوانغ” للصحفيين بأن أجهزة الاستدعاء المستخدمة في الهجوم من صنع “موزع أوروبي”، مقرُّه بودابست عاصمة المجر، مضيفًا أن شركته قد وقَّعت عقدًا مع الموزع لاستخدام العلامة التجارية لـ “أبولو غولد”، وقد رفض رئيس الشركة الإفصاح لوسائل الإعلام عن اسم الموزّع الأوروبي، وإن ذكرت تقارير أنها شركة BAC Consulting KFT””، مكتفيًا بقوله إنه – أي الموزع – أقام علاقة مع “غولد أبولو” منذ نحو ثلاث سنوات، وأضاف أنه في بداية العلاقة بين الشركة والموزع، اكتفى الأخير باستيراد منتجات الشركة المختلفة ومنها أجهزة النداء الآلي، ثم في وقت لاحق، أبلغ الموزع الشركة برغبته في تصنيع جهاز النداء الخاص به، وطلب الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية، وقد أشار “هسو” إلى أنه خلال العلاقة الممتدة لثلاث سنوات مع الموزع لم يشهد أية حالات شاذة في التعامل باستثناء حالة وحيدة حيث استغرق حينها التحويل المصرفي وقتًا طويلًا لتنفيذه.
موجات اليوم الثاني من الانفجارات/ أيكوم اليابانية.. تأكيد الافتراضات الأكثر غموضًا:
تداولت وكالات الأنباء يوم الأربعاء 18 سبتمبر الحالي أخبار موجة ثانية من انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية المحمولة في لبنان، تستخدمها جماعة “حزب الله”. وقد أسفرت هذه الانفجارات أيضًا عن نحو 20 قتيلًا وأكثر من 450 مصابًا، بعضهم كان في جنازة لآخرين قُتلوا في اليوم الأول. فيما أعلنت شركة “آيكوم” اليابانية أنها تحقق حاليًّا في تقارير تفيد أن أجهزة الراديو ثنائية الاتجاه التي تحمل شعارها قد انفجرت في لبنان[11].
هل تتشابه المواصفات الفنية لجهازي اليوم الأول واليوم الثاني:
الإجابة لا، إلا من حيث البطارية، إذ أظهرت الصور المتداولة إخباريًّا أن بعض الأجهزة من طراز “آيكوم في 82” “Icom IC-V82”-، وهو جهاز اتصال لاسلكي ثنائي الاتجاه من تصنيع شركة آيكوم اليابانية، ويختلف كلية في طبيعة عمله ومهامه وحجمه عن أجهزة اليوم الأول، وكذا من حيث الشركة المصنعة وعمره، فقد توقف إنتاج الجهاز ومكوناته في عام 2014، ولم تتبين الشركة اليابانية المصنعة ما إذا كانت الأجهزة أصلية ومنتجة من قبلها أم مقلدة. ويبلغ سعر بيع الجهاز مستعملًا على موقع إيباي 25 دولارًا أمريكيًّا تقريبًا، أما سعره جديدًا فهو في حدود 240 دولارًا. وتردد الجهاز هو “VHF FM 136-174“[12]. وللجهاز القدرة على ميزة إسكات إشارة النداء، وإمكانية تخزين إشارات النداء المستقبلة تلقائيًّا في الذاكرة. ويمكن للجهاز تبادل معلومات الموضع الخارجي “GPS” مع جهاز ومحطات الاستقبال. كما يمكن مراقبة معلومات الموضع الخارجي “GPS” عند توصيل الجانب المستقبل بجهاز كمبيوتر. وللجهاز مميزات رقمية منها إرسال بيانات قصيرة مكونة من 20 حرفًا – إسكات الكود الرقمي – اتصالات السجلات الطبية الإلكترونية – صوت تنبيه في وضع الاستعداد. وله قوة إرسال فائقة بقوة 7 وات. كما يتميز الجهاز بإعدادات طاقة منخفضة، والتكيف مع ظروف الاتصال، وتوفير وقت تشغيل أطول، وللجهاز قدرة على تخزين ما يصل إلى 207 قناة ذاكرة عادية.
ويمتاز الجهاز بإمكانية مسح بنوك الذاكرة المحددة ببساطة عن طريق إضافة وحذف روابط البنك، ولديه ذاكرة اتصال من فئة “DTMF 16” ويبلغ نطاق درجة الحرارة القابلة للاستخدام بين سالب 10 درجات مئوية وموجب 60 درجة مئوية، وبالتالي فهو أكثر قدرة على تحمل الحرارة من جهاز البيجر المستخدم في اليوم الأول. أما الأبعاد فهي 54 مم عرض × 139 مم ارتفاع × 36.7 مم عمق. والوزن 13.8 أونصة أي 390 جرامًا[13]. وهو ما يعني أن وزنه يبلغ أربعة أضعاف وزن جهاز اليوم الأول البالغ 95 جرامًا. ويُنتج الجهاز بمواصفات خاصة لبعض الدول كإصدار الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يكون مزودًا بميزات إضافية منها استقبال قناة الطقس، ووجود إصدارات خاصة منه مقاومة للماء. كما تُستخدم معظم إصدارات الجهاز تجاريًّا من قبل الهواة وليس للبث التجاري الكثيف أو في حالات الطوارئ.
هل هناك تشابه بين الشركات المنتجة لأجهزة اليوم الأول واليوم الثاني:
العامل المشترك بين الشركتين أن مقريهما الرئيسين يقعان في آسيا، ولكنهما ينتجان أنواعًا مختلفة من أجهزة الاتصالات اللاسلكية، كما أن كلتيهما له بدائل أوروبية وأمريكية، فشركة آيكوم هي شركة يابانية رائدة في تصنيع المنتجات اللاسلكية، تأسست عام 1964، وتقع في أوساكا. وتعد أحد رواد صناعة أجهزة الاتصال اللاسلكية الموثوقين لمختلف الأغراض (الهواة – البحرية – الطيران – العسكرية). وتُؤكد الشركة أن منتجاتها تخضع لاختبارات داخلية صارمة، وتُنتج أجهزة اتصالات بمواصفات المعيار العسكري الأمريكي 810، المخصص لوزارة الدفاع الأمريكية ومشاة البحرية، إذ تُعد أول شركة يابانية يتم اختيارها لتزويدهما بأجهزة الاتصال اللاسلكية. وتنتشر منتجات الشركة في أكثر من 80 دولة حول العالم، ولها فروع مبيعات مباشرة في الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وإسبانيا والصين[14].
ردود الأفعال على موجة اليوم الثاني:
تشابهت ردود الأفعال على موجات اليومين الأول والثاني حيث أشارت التقارير إلى تورط إسرائيل، ولكن يمكن رصد التالي:
- لم تؤكد إسرائيل تورطها في الهجمات.
- اتهمت شخصيات لبنانية إسرائيل في هذه الهجمات.
- أشارت تقارير صحفية أجنبية لتورط إسرائيل.
التساؤلات والمخاوف من انفجارات فيزياء الكمّ والتأيُّن:
إذا افترضنا صحة المعلومات المتداولة بشأن زرع كمية من مادة متفجرة في كل جهاز تتراوح بين أونصة إلى اثنتين (أي نحو 50 جرامًا)، وبما أن وزن الجهاز الفعلي هو 95 جرامًا، فإن ذلك يعني أن وزن الجهاز الإجمالي سيصل إلى 150 جرامًا تقريبًا. وبالتالي، فإننا نتحدث عن نحو 250 كيلوجرامًا من المتفجرات في شحنة مكونة من 5000 جهاز. هذا الفارق الكبير في الوزن يثير تساؤلات هامة حول كيفية عدم ملاحظة هذا الوزن الزائد من قبل أي مهندس متخصص تعامل مع الشحنة أو شركة الشحن المسؤولة عن نقلها.
الافتراض الثاني الذي ذهبت له وسائل الإعلام والخبراء هو اختراق التردد اللاسلكي للأجهزة بإرسال كميات كبيرة من الرسائل التي أسهمت في رفع درجة حرارة الأجهزة عن معدلاتها القصوى البالغة 50 درجة مئوية وهو ما أدى لتفجيرها.
أما الافتراض الثالث فهو إدخال تعديل فيزيائي متزامن على مكونات البطارية بإضافة بعض العناصر الكيميائية الضئيلة التي تؤدي إلى انحراف تفاعلات الليثيوم، خصوصًا أن افتراض زرع مواد متفجرة يسهل اكتشافه مع فارق الوزن الذي يبلغ في المتوسط 50 جرامًا عن وزنه الأصلي البالغ 95 جرامًا، كما أن خبرة مالكة الشركة ومؤسستها في مجال التأيُّن والبوزيترون والتشتت تدعم هذا الافتراض.
ويبدو أن هذا الافتراض هو الأكثر ترجيحًا، خصوصًا في ضوء تكرار العملية في اليوم الثاني بانفجارات لأجهزة من نوع مختلف. ومع ذلك يبقى هو الافتراض الأكثر إثارة للرعب لدى المدنيين والأكثر تكلفة لشركات التكنولوجيا. إذ بات على عاتق هذه الشركات إثبات الاستخدام الآمن لأجهزتها، والتأكيد على عدم إمكانية تحويل استخدامها المدني إلى عسكري عبر التلاعب المعقّد، بل التلاعب البسيط أو غير الملحوظ، في مكوناتها الفيزيائية والكيميائية، وهو ما قد يحولها إلى قنابل شديدة الانفجار في منازل الجميع.
[1] https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/09/18/news-more-taiwan-has-no-record-of-gold-apollo-pagers-being-shipped-to-lebanon-security-source-says
[2] https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/09/18/hezbollah-israel-pager-explosion-what-we-know-infographic
[3] https://www.ebay.com/b/Apollo-Pager/3314/bn_1521640
[4] https://www.gapollo.com.tw/rugged-pager-ar924/
[5] https://www.ceginformacio.hu/cr9312263144
[6]https://companywall.hu/v%C3%A1llalat/bac-consulting-kft/MMB5vTHq https://www.linkedin.com/authwall?trk=bf&trkInfo=AQHQKuBPNJsD9AAAAZII_nHQrPDZBWb_Nyqe7z57nM1g4GZrlzppK3SzExnLdjZUJELIv8H651wvvDCwcH_xmibTZrS4HzMayaSg0IMjxchPqwhU808WZTNYCupUCCQr2LNeFeA=&original_referer=&sessionRedirect=https%3A%2F%2Fhu.linkedin.com%2Fin%2Fcristiana-b%25C3%25A0rsony-arcidiacono-phd
[7] https://www.instagram.com/cristianabarsony/?hl=en
[8] https://www.bacconsulting.org/
[9] https://independent.academia.edu/CristianaBarsonyArcidiacono
[10] https://www.researchgate.net/profile/Cristiana-Arcidiacono-Barsony
[11] https://arabic.cnn.com/middle-east/video/2024/09/18/v162337-walkie-talkie-explosion-lebanon-digvid
[12] https://www.ebay.com/sch/i.html?_nkw=Vhf%20Radio%20136%20-%20174&norover=1&mkevt=1&mkrid=711-156598-688385-7&mkcid=2&mkscid=102&keyword=vhf%20radio%20136%20-%20174&crlp=473287158167_&MT_ID=&geo_id=&rlsatarget=kwd-330877241204&adpos=&device=c&mktype=&loc=9189252&poi=&abcId=1141816&cmpgn=11204171272&sitelnk=&adgroupid=115238649572&network=g&matchtype=p&gad_source=1&gclid=EAIaIQobChMI-52w37LOiAMVz6WDBx3KnwGOEAAYAiAAEgJ1TPD_BwE