Insight Image

تداعيات الحرب في غزّة على جماعة الإخوان: رتق الشرعيّة أم المعركة الأخيرة؟

11 يناير 2024

تداعيات الحرب في غزّة على جماعة الإخوان: رتق الشرعيّة أم المعركة الأخيرة؟

11 يناير 2024

مقدمة

في 7 أكتوبر 2023 – بعد سنوات من الحصار- شنّت حركة حماس عمليات عسكرية تحت عنوان “طوفان الأقصى” في غلاف غزة أدت إلى أسر وقتل إسرائيليين وانطلقت الحرب على غزة بلا هوادة، وكانت معظم ضحاياها آلاف الأطفال والنساء. في هذه الورقة نحلل أثر تلك الحرب على جماعة الإخوان، مؤكدين عامل توظيف الشعور الديني في فهم نجاح الإخوان في دعايتهم التي تزدهر في المحن والآلام أكثر مما تنتشر في أوقات الرخاء والسلام. معتبرين أن الحلّ للقضاء على هذا التوظيف المتواصل هو الوحدة الوطنية الفلسطينية وإيجاد حل عالمي عادل للقضية الفلسطينية.

تسعى هذه الدراسة لتحليل التداعيات الممكنة لحرب غزّة على جماعة الإخوان والقضية الفلسطينية. ومن أجل تحقيق ذلك تنقسم الدراسة إلى ثلاثة أقسام: الجزء الأول يوضح كيف أن التوظيف الأيديولوجي للقضية الفلسطينية هو ركيزة عند جماعة الإخوان. والجزء الثاني والثالث يناقشان الآثار الإيجابية والسلبية الممكنة لهذه الحرب على الجماعة.

  • القضية الفلسطينية ركيزة في التوظيف الأيديولوجي عند الإخوان

مثّلت القضية الفلسطينية ركيزة أساسية للتجييش لأيدلوجية الجماعة منذ إنشائها في مصر، حتى إن بعض مؤرّخي الإخوان يصرّح أن شرح القضية الفلسطينية في المساجد للناس كان أقصر طريقة لفهم “الفكرة الإسلامية”، أي تديّن الإخوان[1] فقد كان موضوع الصّراع اليهودي- الإسلامي بحسب عبارة المؤرخ نفسه وبحسب فهمه، يجمع الناس ويجعلهم ينصتون للداعية ويتبعونه ويحمونه، ولقد بدت فكرة الصراع مبنية، منذ نشأة الأدبيات الإخوانية، على الحرب وتديين الصراع بوصفه بين اليهود والمسلمين، ولم تكن المسألة بالنسبة للإخوان في البداية قضيّة وطنيّة بل واجبًا دينيًّا على كلّ مسلم مهما كان دينه أو لغته أو عرقه[2].

أما حماس فقد نشأت في ظروف انتفاضة الأقصى في بيت الشيخ ياسين سنة 1987 إثر حادثة وقعت بغزة وتشاورِ القادة المؤسسين في كيفية استغلال تلك الحادثة لإثارة المشاعر الدينية ودفع الأهالي للاحتجاج[3]، وكانت إلى حدود 2017 تعرّف نفسها بأنها الفرع الفلسطيني من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان. ولم تعلن استقلالها عنه إلا من سنوات قليلة تحت ضغط المتغيرات العالمية التي أدت إلى سقوط الإخوان في مصر وفي تونس والمغرب وتضييق الخناق عليهم وعلى تنظيمهم العالمي وذلك بعد كشف مخططاتهم وزيفهم.[4] تذكر بعض الدراسات أن علاقة حماس بالجماعة كانت محكومة منذ النشأة باستغلال الجماعة لجاهزية المقاتلين المدافعين المتحمسين للقضية الفلسطينية من أبناء فلسطين لتوظيف ذلك في تعضيد مكانة الجماعة وتبييض صورتها خاصة لعدم مشاركتها في المقاومة بعد عام 1967.[5]

وعشية 7 أكتوبر 2023 سارع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بنشر بيان “مباركة” وتهليل بعملية “طوفان الأقصى” اعتبر فيه أن المقاومة الإسلاميّة تدافع عن مقدّسات الأمّة الإسلاميّة، ويُفتي فيه بضرورة الالتفاف والجهاد والمرابطة في الساحات لتحرير القدس والدفاع عن الأسرى[6].

  • الآثار الإيجابية: توظيف القضيّة العادلة لرتق الشرعيّة

يمكن القول إنه كلما تراجعت شعبيّة الإخوان كما هو الشأن في تونس أو المغرب حيث تواجه الإسلامويّة صعوبات انتخابية وسياسية واجتماعية عدة، تعيد الحرب في الأراضي الفلسطينية وخاصة قتل الأطفال والمدنيين العُزّل في المدارس والمستشفيات الحياة لحركات الإسلام السياسي ولشعاراتها وأيديولوجيتها. فمنذ 7 أكتوبر 2023 صار الناطقون باسم كتائب القسام وخاصّة الملقب بأبي عبيدة الملثم، حديث شبكات التواصل الاجتماعي وجالبًا لاهتمام النساء والأطفال، على أساس أنه يمثل الشجاعة والبطش والفروسية والتحدي، حتى أنه أنشئت مجموعات تحمل اسم عاشقات أبو عبيدة، غرضها استقطاب النساء لجهاد النكاح، وقد تكون هذه المجموعة على الأغلب سخرية أو احتيالًا ولكن المهمّ بالنسبة إلينا بيان كيفية تأثير صورة المحارب/ البطل وتحوله إلى “نجم” وجاذبيته للنساء والمراهقين بما يؤثر إيجابيًّا على استمالة هؤلاء للأيديولوجية التي يحملها ويقاتل تحت رايتها وهي الأيديولوجيا الإسلاموية.

كما تعيد الحرب الدائرة على المدنيين الأبرياء الضوء إلى “الرموز الدينية” عمومًا؛ كالقرآن والصلاة والمساجد والآيات التي تخفف البلاء والأدعية ومعتقدات الجنة والشهادة والتخفيف من عذاب الآخرة وغير تلك الأفكار الدينية؛ فأمام الموت وفي غياب كل قوة في الميدان حيث لا عتاد ولا ماء ولا دواء ولا تجهيزات ولا حتى كهرباء، تخفّف هذه المعتقدات الألم والحداد، وتهب القوة لمواصلة الحياة للأحياء الذين نجوا من الموت، ولكنهم بقوا شاهدين على بشاعة القصف والقنابل والدمار، فالعامل الديني يلعب دورًا مهمًّا في أثناء الحرب.

وبصرف النظر عن طبيعة أسلمة الإخوان للمجتمع في غزة فإن المآسي اليومية والصعوبات والتضييقات في العيش جعلت العامل الديني شكلًا من أشكال مقاومة قساوة الظروف في ظل حصار متواصل، فضلًا عن الغرض المعلن لعملية “طوفان الأقصى” فإن التماسّ بين الديني العفوي المقاوم اللازم لتحفيف المعاناة، وبين الديني-السياسي- أي الأيديولوجية التي توظفها المقاومة في غزة في خدمة أغراضها السياسية كبير، من هنا تصعد مرة أخرى بقوة شعارات الإسلاموية: الحاكمية والجهاد وخلافة الله ورمزية القدس باعتبارها وقفًا إسلاميًّا في نظر الإخوان والولاء والنصرة وغيرهم من أعمدة الإسلام السياسي، ويضطلع هؤلاء المقاتلون باسم المقاومة الفلسطينية وتحت شعار “الأقصى” لدى الشعوب العربية والمسلمة بمهمة تبدو في نظر الناس آتية من السماء ولأجل السماء، جاذبية هذا الشخص جعلت وسائل إعلامية تخصص حيزًا مهمًّا للتعريف به ونشر خطبه، وانتشر هذا الاسم حتى صار بعض النجوم العرب يصرحون أنهم سيمثلون في أعمالهم الفنية المقبلة شخصيات تحمل اسم أبو عبيدة. [7]

إنّ التنظيمات الجهادية التي تقاتل على أرض غزة حاملة خلفية إخوانية تتغذى من قوة الدين لمواجهة الموازين غير المتكافئة في الحرب، وهي تقاتل لأسباب موضوعية دنيوية معلومة، كالحصار المضيق على غزة الممتد منذ سنوات عدة والذي جعل من غزة سجنًا كبيرًا، وكالتوسع الاستيطاني الذي تعدّه الأمم المتحدة اعتداء على القوانين الدولية، ومع ذلك يتفاقم كل يوم من دون عقاب وبموافقة السلطة الإسرائيلية، وكمحاولة استرجاع الأسرى واستبدالهم في صفقةٍ تحرر أكبر عدد ممكن من السجون الإسرائيلية، ولكن العنوان الذي تحت شعاره انطلقت عمليات حماس في 7 أكتوبر كان دينيًّا وهو “طوفان الأقصى” ويحمل هذا العنوان دلالات دينية معلومة تتمثل في ما تعنيه قصة طوفان نوح من تطهير للكون من الـ “كفار” وترك الأخيار وتجديد للعالم، فهذا الشعار يقع في قلب الفكر الثنائي القائم على مؤمنين/ كفار ومفاهيم كالتطهير والاستئصال. ومن الواضح أن العمليات وإن كانت دفاعًا عن حق الفلسطينيين في قطاع غزة في الحياة والعيش الكريم وحقهم في أرضهم فإنها جرت تحت شعار في صميم الأيديولوجية الإخوانية. هو الأمر الذي نعدّه إحياء جديدًا لتلك الأفكار وجذبًا للمزيد من الأجيال التي ترى فيما يجري في غزة ظلمًا وقهرًا لشعب لا يستطيع أن يدافع عن حقه في الحياة، ويرى في المقاتلين أبطالًا ينتقمون لتلك المشاعر اليائسة لملايين المسلمين حول العالم الذين يشاهدون عاجزين كيف يُقصف الأطفال وتُهدم المساجد والبيوت.

فلا شك حينئذ أن هذه الأحداث الفظيعة والشعارات التي قامت تحت مسمّاها تخدم عودة الأفكار الإخوانية بقوة. إنها أحداث دامية لكنها تخدم البروباغندا الإخوانية، ونرى ذلك في ردود فعل الإخوان في باقي البلدان الإسلامية. لقد عاد الصوت الإخواني يتغنى بالمشروع الإسلامي المنشود، كتب إسماعيل نجم رئيس حركة العدل والإحسان في العراق يقول: “غزة هي درة تاج المشروع الإسلامي الحضاري، وتمثّل الإلهام لحركاتِ التغيير، وتقدر أن تعود بشباب الأمة إلى نموذجهم الحضاري والثوري رغم التوجهات والمؤامرات التي تسعى لتحطيم طموحهم وتطلّعاتهم المشروعة”[8] ولم يكتفِ بالتنويه بالنموذج الغزاوي بل أوصى بتوسيع بقعة الصّراع ضدّ “العدو” و”أزلامه” في إشارة إلى الأنظمة التي قاومت أو رفضت تيارات الإسلام السياسي، وهي دعوة صريحة للتّدافع السياسي؛ بل العسكري والاستشهادي، ذلك أنه يدعو إلى مفاهيم الخشونة والقوة والتضحية الخ، فإن كان السياق الفلسطيني يفسر لجوء المقاومة للعمليات الحربية للدفاع عن النفس فإن توسيع ذلك إلى البلدان العربية التي تكابد مجتمعاتها أزمات اقتصادية واجتماعية للتحريض على العنف فيها والصراع يؤكد هذا التوظيف العقيم والعنيف لقضية شعب عادلة.

 يقول في ذلك: “إنّ واجب الأمّة في هذه الأوقات هو الحرص على توسيع دائرة الصراع، وهو الذي يتجنّبه العدوّ ويحذر منه ويخاف، وهذا التوسيع هدفُه بالحدّ الأدنى مشاغلة واستنزاف العدو، ولابد من الأفكار الإبداعية، والتكتيكات المتنوعة، من أجل زيادة هذا الضغط على العدو وأزلامه في الساحات كافة، وليس للأمة عُدَّة في هذا السبيل الموحشة إلا النفس المؤمنة، والعزيمة القوية الصادقة، والسخاء والتضحيات والإقدام عند المُلمات. إننا نأسف لأن بيننا نفوسًا كثيرةً لا تزال هي تلك النفوس الناعمة اللينة المترفة التي تجرح خدَّيها نسماتُ الهواء، ولا تزالُ جموعُ فتياتنا وفتياننا -وهم عدة المستقبل ومعقد الأمل- حظها في هذه الحياة مظهرٌ فاخرٌ، أو حُلة أنيقة، أو مركبٌ فارهٌ أو لقبٌ أجوفُ، هذه النفوس اليوم بحاجة إلى علاج وتقويم وإصلاح، يوقظُ فيها الشعور الخامد ويغيّر الخلق الفاسد ويُبعِد الشحّ المقيم، وإن الآمال الكبيرة التي تطوف برؤوس المصلحين من رجالات هذه الأمة تطالبنا بإلحاح بضرورة تجديد نفوسنا وبناء أرواحنا، حتى لا نرى دون المعالي مركبًا. إننا في حاجة -والخطاب للشباب خاصةً- إلى إنتاج الرجال الذين تتوافر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة من الرجال النابهين، أقوياء النفوس والإرادات، فكلّ رجل بهذه المواصفات يستطيع أن ينهض بأمة إن صحتْ نيّتُه واستقامتْ رجولته”[9]

وفي المغرب ألقى بن كيران اللوم على غلق الحدود وتقسيم البلدان العربية والتفريق بينها معترفًا بالعجز عن نصرة الفلسطينيين في الأرض، داعيًا إلى ترديد الشعارات والأدعية مذكرًا بأنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها[10] وبرغم ضعف الموقف وتكراره لخطاب جاهز فإن المظاهرات الحاشدة في المغرب تؤكد التعاطف الشديد للشعب المغربي مع القضية الفلسطينية وقدرة هذه القضية على إعادة الصوت الإخواني من جديد مادام ملتبسًا بالمقاومة وبالدفاع عن الأرض.

أما في تونس فقد رفعت الدولة التونسية بنفسها شعارات المقاومة فيما يقبع الغنوشي ورموز عديدة للإسلام السياسي في السجن، ما سحب البساط من تحت الإسلام السياسي فلم يبق أمامه فرصة إلا المزايدة بالقضية الفلسطينية ودم آلاف الأبرياء، وغصّت شوارع العاصمة بالمظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني من دون أن تكون من تنظيم الإخوان بصفة خاصة، غير أن إحدى المظاهرات التي أعلنتها جبهة الصمود التونسية وكان هدفها الاحتجاج على الرئيس قيس سعيد تحولت لتصبح بمناسبة القضية الفلسطينية، وفي أثناء ذلك امتزجت بين إدانة للحكم القائم في تونس والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فهذه الحرب تغذي عمومًا تيارات الإسلام السياسي بشرعية المقاومة الإسلامية، فيعودون إلى الساحات موظفين القضية الفلسطينية العادلة في خدمة أجندات الصراع السياسي على الحكم، أو الصراع الأيديولوجي أو ما يسمونه التدافع.

  ومن الطبيعي أن نجد التعاطف الإسلامي والعربي مع صمود الشعب الفلسطيني ومع معتقدات التضحية والشهادة والصبر، بل نرى ذلك في انتشار أفكار دينية على لسان متابعين من الرأي العام العالمي [11]يجدون في صبر الفلسطينيين وخطابهم الديني العفوي النابع من ألمهم ما يجلبهم لهذا الدين الذي يخفف مآسيهم ويهبهم العزاء. ولكنّ هذا الأمر بالذات أي الشعور الديني القوي الذي تخلقه الظرفية القاسية للجرحى ولليتامى وللضحايا المدنيين العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم او الهروب من الموت، هذا الشعور الديني الذي يخفف عنهم ويرزقهم الصبر هو نفسه الذي يمثل رأس مال الجماعة التي تغذي هذا الشعور لتوظفه فيما هو مشروع؛ كحق الدفاع عن الأرض، وما هو أيديولوجي كالتعاطف مع الإسلاميين واتّباعهم، وبذلك يمسي الألم باعثًا لهذه الأفكار السياسية الإسلامية من الرماد.

السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن للحرب على غزة أن تعيد للإخوان الأمل في العودة للفعل السياسي في العالم العربي متكئين على شرعية المقاومة والصمود للشعب الفلسطيني؟

  • الآثار السلبية: الحرب على غزة هل هي معركة الإخوان الأخيرة؟

يعتقد بعض المحلّلين أن عمليّات حماس هي نتيجة التنسيق بين إيران وحزب الله و4 ممثلين من الكتائب الفلسطينيّة، وبأن الغرض منها تعطيل التقارب الاقتصادي والأمني الذي سيؤدي إلى خلق قوة إقليمية قادرة على تحجيم إيران[12] . فهي تضع حدًّا لإمكانية قيام قوة تهدد مصالحها بعد التقارب بين بعض بلدان المنطقة والدولة الإسرائيلية والقائم على البحث عن التنمية الاقتصادية والسلام. في هذا الإطار يجعل هؤلاء المحللون العمل الفجائي لكتائب القسام خطة إيرانية. وبالتأمل في أول ردود فعل كتائب القسام نلاحظ مراهنتها على التهديد بالأسرى لتقليص حجم انتقام إسرائيل من أهالي غزة فقد أعلن أبوعبيدة في بيان صوتي نشرته كتائب القسام عبر “تليغرام”: “من هذه الساعة نعلن بأن كل استهداف لأبناء شعبنا الآمنين في بيوتهم من دون سابق إنذار، سنقابله آسفين بإعدام رهينة من رهائن العدو المدنيين لدينا، وسنبث ذلك مضطرين بالصوت والصورة”. ولكن ردّ إسرائيل على ذلك كان بإبادة مدن بسكانها، وضرب مستشفيات وخلفت الحرب أكثر من 10 آلاف قتيل جلُّهم نساء وأطفال، من دون أن تتمكن خطة كتائب القسام من استخدام الرهائن كوسيلة لتقليص القصف. ولم يُسجّل أي إعدام للأسرى كما توعد الناطق الرسمي باسم القسام، ولكن الإعلام الغربي عدّ ذلك التهديد دليلًا إضافيًّا على التشابه بين داعش والمقاومة، إذ تستخدم التقنيات نفسها للترويع في نظرهم[13].

لقد أعطى ذلك لإسرائيل ذريعة للتظلم أمام العالم والتعلل بالدفاع عن النفس، ما حمّل حماس في نظر بعضهم جزءًا من المسؤولية عن الآلاف من الأرواح البريئة التي سقطت. أما حلفاء الجماعة التقليديون فلم يبد منهم أي وقوف على أرض الواقع لمآزرة الموقف الفلسطيني، فها هو أردوغان يكتفي بإصدار بيان بالعربية على موقعه بمنصة إكس يعبر فيه عن مساندة القضية الفلسطينية واستعداده لمساعدة الأهالي إنسانيًّا. وقد عبر عن كون العمليات المباغتة أحرجت مصالحه ووضعت علاقته بحماس في الزاوية، حتى إن شائعات ترددت تقول إنه طلب من قادة حماس مغادرة الأراضي التركية، وقد كان إسماعيل هنية يوم 7 أكتوبر في أنقرة فغادرها. لقد بدا الموقف التركي باهتًا متخليًّا عن مساندة حماس بالقوة التي انتظرتها منه[14].

حتى إيران بدت متنصلة من العمليات منكرة أن تكون مضطلعة بدور فيها، وبعدم وقف النار على غزة لم يبق أمام حماس سوى سيناريو واحد ربما لم يحسب له قادتها حسابًا حين أعلنوا أن ضرب المدنيين في غزة يؤدي إلى قتل رهينة وتصوير ذلك، فقد اعتمدت إسرائيل خطة مجنونة في الانتقام من المقاومة بما دمّر وقتل وشرّد سكّان غزة الذين وجدوا أنفسهم اليوم وحدهم في الجحيم، بين احتلال لأرضهم، وحصار دام سنوات عدة، وصراعات إقليمية تتحارب فيها قوى عالمية عبر وساطة مجموعات تخترقها بأيديولوجيات عقيمة أبرزها أيديولوجية الإخوان.

إن ملاحظة الموقف التركي تؤكد تراجع الدّعم الذي يقدمه للإخوان فقد اكتفى بتأكيد دعمه الإنساني لأهالي غزة معزيًّا في الوقت نفسه نظيره الإسرائيلي في الضحايا المدنيين ويفسر بعضهم ذلك الموقف بتراجع أردوغان بسبب الأزمة الداخلية عن رعاية الإخوان لأنهم لا يقدمون لنظامه قيمة إضافية بعد سقوطهم في مصر وتونس وسوريا.[15]

إن إصرار القوة الإسرائيلية ودعم الولايات المتحدة لها بالعتاد والجنود والتكنولوجيا من أجل تدمير البنية التحتية لحماس، يمكن أن يؤكد انهيار هذا التنظيم وفقدانه لأجنحته التي حلق بها طوال العشرية الماضية، كما يؤكد من جانب آخر أن على الفلسطينيين التعويل على أنفسهم وعلى عدالة قضيتهم الوطنية للحفاظ على حقهم الذي يراد تصفيته بالتباسه بالخلفيات الأيديولوجية المحدودة والفاشلة.

وهناك من يحمّل حماس مسؤولية تعكير الوضع على حدودها، فهذه العمليات تعطي لإسرائيل الذريعة لإنجاز مخططاتها لإفراغ غزة ولتهجير السكان وتشريدهم في البلدان المجاورة وتجبرهم على التورط في ذلك في توقيت تعاني فيه كل البلدان المجاورة أزمات اقتصادية شديدة خلفتها سنوات الكوفيد والتداعيات الاقتصادية التي خنقت الشعوب والأنظمة.

من جهة ثانية، لم تتمكن وسائل الإعلام الغربية المتعاطفة مع إسرائيل والمردّدة لفكرة حق إسرائيل في الدّفاع عن نفسها على أساس أن عمليات 7 أكتوبر تعد إرهابية في نظرهم، إن هذا الخطاب لم ينجح في إقناع الراي العام العالمي بأن ضرب ما يرونه إرهابًا في غزة يبرّر قتل المدنيين وآلاف الأطفال، فعمت الساحات العامة والمؤسسات مظاهرات عارمة بكل اللغات تحمل شعارات تطالب بوقف النار على غزة وتطالب بحق الفلسطينيين في العيش وفي الأمان والتحرر. وهذه الموجة من التعاطف العالمي غطت على الشعار الديني المرفوع، وعلى تورط الإخوان، فكان الطوفان العارم للأصوات المتعددة بكل الألوان حتى من يهود إسرائيل أنفسهم، ومن يهود العالم الرافضين للحرب وللاستعمار والمتعاطفين مع الأطفال والنساء والمدنيين، هؤلاء الغاضبون المتعاطفون مع الضحايا في غزة أفقدوا الطوفان المرجوّ صفته الإسلاموية، فعمّ صوت الكونية والإنسانية وحقوق الإنسان التي تطالب بها هذه الحشود في أنحاء العالم، حيث يمتزج المسلم باليهودي والمسيحي والملحد ويستوي الجميع في المطالبة بحق الشعوب في الحرية والأطفال في الحياة. إن هذا المد العالمي سحب البساط من تحت أيديولوجية الإسلاموية، فبدا تعاطف الناس مع القضية الوطنية ومع حق الشعوب في الاختلاف الديني بصرف النظر عن كون المقاومة في غزة ذات خلفية سياسية وأيديولوجية تابعة لتنظيم الإخوان.

خلاصة القول، إن تداعيات حرب غزة على ما تبقى من تنظيم الجماعة ستبرز آثارها بعد انتهاء واتضّاح مآلات هذه الحرب، فإذا استطاعت حماس الصمود وتحقيق حل سياسي يبقيها في غزة ويجبر إسرائيل على إعادة الاعتبار للفلسطينيين في تحالفاتها في المنطقة فإن هذا الأمر سيعزز موقعها كشريك، لكنه قد يسهم في قطع صلات المقاومة بالإخوان؛ لأن أصواتًا من داخل حماس نفسها ستتعالى حين تهدأ الحرب لتحاسب من الداخل المسؤولين عن التداعيات المرعبة على أرواح الأبرياء الذين كانت إسرائيل تصب عليهم جام غضبها بلا رحمة.

الخاتمة: في ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية

خلاصة القول إن التنظيم الإخواني تلقى ضربات هائلة طوال السنوات الماضية، فتقطعت أوصاله بعد سقوطه في مصر ونبذ بعض الشعوب له في انتخاباتها الأخيرة وما يواجهه قادة الإخوان في تونس من محاكمات وأزمات داخلية مع نظام قيس سعيد، ولقد بدا واضحًا عجز أصدقاء الأمس عن تقديم مساعدة حقيقية له لأنها تضر مصالحهم وتحالفاتهم الجديدة؛ خاصة بعد التقارب المصري-التركي الأخير والمصالحة الخليجية والتحولات السعودية. وللحرب على غزة آثارها الإيجابية والسلبية على الجماعة، لكن أقصى الآثار السلبية التي من الممكن أن تصيب الجماعة هي عدم الوقوع في فخ اختصار القضية الفلسطينية في حماس أيديولوجيًّا أو في غزة جغرافيًّا.[16]

المراجع:

-الإخوان المسلمون – بيان جماعة الإخوان المسلمون بشأن عملية طوفــان الأقــصى»، 7 octobre 2023،

 استهجان واتهامات تونسية لسعيّد بـ”التهرب” من لقاء وفد حماس»، عربي21، 1 juin 2021،

 – إسماعيل النجم، «التيار الإسلامي بعد “طوفان الأقصى”»، الجزيرة نت، تاريخ الدخول 5 / 11/ 2023

 -زياد أبو عمرو «حماس: خلفية تاريخية سياسية»، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تاريخ الدخول 5 / 11/ 2023

 -سعيد عبد الرزاق، طوفان الأقصى يهز علاقة تركيا وحماس، الشرق الأوسط، تاريخ الدخول 7/11/2023.

 -صابرة دوح، «المزايدات تشق صفوف إخوان الأردن»، صحيفة العرب، 12:00 2023، تاريخ الدخول 5 / 11/ 2023

-ليث عصام، حرب غزة: كيف تحول وعيد “القسّام” من إعدام الرهائن إلى الإعلان عن ثلاثة إفراجات؟»، BBC News عربي، 12 octobre 2023. تاريخ الدخول 7/11/2023.

 – محمود جرابعة، حركة حماس مسيرة مترددة نحو السلام، دائرة السياسة والحكم، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، آذار/ مارس، 2010، تاريخ الدخول 5 / 11/ 2023

 – محمود عبد الحليم، الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ، رؤية من الداخل، دار الدعوة، الإسكندرية، ط5، 1994

-نيكولاس مورغان، «هل تخلى أردوغان عن جماعة الإخوان المسلمين؟ أحوال تركية، 12 مارس، 2022. تاريخ الدخول 7 /11/2023.

-وفد “حماس” بتونس.. غضب من استغلال “الإخوان” لقضية فلسطين، تاريخ الدخول 5 / 11/ 2023

“As the Gaza war rages،Egypt fears for its stability” The Economist consulté le 4 Novembre 2023

[1] محمود عبد الحليم، الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، رؤية من الداخل، دار الدعوة، الإسكندرية، ط5، 1994، ص 91.

[2] “إن فهم الخلفية التاريخية لحركة حماس يستوجب العودة إلى الوراء قليلًا لمعرفة الخلفية التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. فعلاقة الجماعة الأم بفلسطين تعود إلى سنة 1935، عندما أرسل الإمام حسن البنا، المرشد العام للجماعة في مصر، شقيقه عبدالرحيم البنا لزيارة فلسطين. وفي سنة 1945 افتتح أول فرع لجماعة الإخوان المسلمين في القدس. وبمساعدة من الإخوان المسلمين في مصر، افتُتحت فروع عدة للجماعة في مدن فلسطينية أخرى، إذ وصل عدد هذه الفروع سنة 1947 إلى 25 فرعًا. وكانت هذه الفروع، التي تراوحت العضوية فيها بين 12 ألف عضو و20 ألف عضو، تخضع لإشراف قيادة الإخوان المسلمين في القاهرة. “زياد أبو عمرو «حماس: خلفية تاريخية سياسية» , مؤسسة الدراسات الفلسطينية 2023. https://www.palestine-studies.org/ar/node/34916 تاريخ الدخول 5 نوفمبر.

[3] يذكر زياد أبو عمرو ذلك قائلًا: “وكان الهدف من هذا الاجتماع مناقشة كيفية استغلال حادثة وقعت في 8 كانون الأول/ ديسمبر 1987، وقُتل فيها عدد من العمال الفلسطينيين من قطاع غزة على إثر تصادم بين شاحنة إسرائيلية وسيارات عربية كانت تقلّهم. ودار النقاش في هذا الاجتماع حول ضرورة وكيفية استغلال هذه الحادثة بوصفها عاملًا مساعدًا لإثارة المشاعر الدينية والوطنية وتنظيم احتجاجات جماهيرية، وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر، أصدر قادة الإخوان في القطاع بيانًا دعوا فيه الشعب إلى الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وقد اعتبرت حركة حماس فيما بعد، وبأثر رجعي، هذا البيان بمثابة النداء الأول الصادر عن حركة المقاومة الإسلامية”. المصدر نفسه.

[4] انظر الوثيقة التأسيسية الجديدة الصادرة في 2017 في سما الإخبارية، «”سما” تنشر وثيقة حماس السياسية الجديدة»، سما الإخبارية، https://samanews.ps/ar/post/301309. تاريخ الدخول 5 نوفمبر، 2023.

[5] “يمكن الافتراض أن تأليف حركة حماس جاء ليوفر إطارًا يتحمل مسؤولية مثل هذا التغيير في المواقف. فإذا انتهت الانتفاضة إلى فشل، سيكون في استطاعة جماعة الإخوان المسلمين التنصل من المسؤولية وتحميلها لحركة حماس. أما إذا استمرت، فسيكون من السهل على الإخوان المسلمين تجيير إنجازات حماس لمصلحة الجماعة. وهذا ما جرى فعلًا عندما أعلن ميثاق حركة حماس أن حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين. كان تأسيس حركة حماس من قِبل جماعة الإخوان المسلمين في الأرض المحتلة موازيًا لتأسيس القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة من قِبل فصائل منظمة التحرير؛ إذ إن الجناح الذي أُوكلت إليه المشاركة المباشرة في مقاومة الاحتلال كان بحاجة إلى اسم خاص يميزه من التنظيم الأم، على الأقل من حيث الدور الموكل إليه. وبعد أن أصبحت حركة حماس تحظى بصدقية كبيرة نتيجة لمشاركتها ودورها في الانتفاضة، أصبح اسم “حماس” هو الأكثر تداولًا عند الإشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين في الأرض المحتلة، التي كانت بحاجة إلى مثل هذه الصدقية بعد حملات التشكيك التي تعرضت لها من قِبل فصائل منظمة التحرير نتيجة عدم مشاركة الإخوان في المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي بعد سنة 1967. ومع مرور الوقت، أصبحت حركة حماس وجماعة الإخوان تشيران إلى الشيء نفسه، مع أن حماس تضم في صفوفها اليوم أعضاء وأنصارًا ليسوا بالضرورة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين أيضًا”. المصدر نفسه.

[6] “تبارك جماعة الإخوان المسلمين العملية العسكرية “طوفان الأقصى” التي شنتها كتائب الشهيد عز الدين القسام- اليوم- ضد عناصر الاحتلال في غلاف قطاع غزة، والتي أعلن أن هدفها الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى الفلسطينيين… وإن متابعة ردود الفعل الشعبية في العالم الإسلامي- اليوم- هي رسالة بأن المقاومة الفلسطينية باتت تمثل ضمير العالم الإسلامي، واستجابة لآمالهم؛ حيث يتطلعون إلى تحرير المسجد الأقصى وزيارته، في فلسطين الحرة. ولذلك فإننا ندعو المسلمين في كل بقاع الأرض أن يهبوا بالتظاهر والتفاعل الشعبي لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة” «الإخوان المسلمون – بيان جماعة الإخوان المسلمين بشأن عملية طوفــان الأقــصى» 7Octobre 2023 https://ikhwan.site/p-222691.

[7]“اسمي في العمل القادم أبوعبيدة”.. الممثل محمد رمضان يرد على طلب التلفزيون الإسرائيلي بمقاطعة أعماله بسبب حثه العرب على الاتحاد ومساندة غزة، انظر:

 https://x.com/AJA_Egypt/status/1718392175103287443?s=20

[8] د إسماعيل النجم، «التيار الإسلامي بعد “طوفان الأقصى”», الجزيرة نت تاريخ الدخول 5 نوفمبر، 2023. https://www.aljazeera.net/opinions/2023/11/2/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%b7%d9%88%d9%81%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d8%b5%d9%89.

[9] المصدر نفسه.

[10] كلمة الأستاذ عبد الإله ابن كيران بخصوص التطورات في غزة، 2023. https://www.youtube.com/watch?v=jLIp9to6CZI. تاريخ الدخول 6نوفمبر، 2023.

[11] https://fb.watch/o6g_-Qbwh7/

[12] تعتمد كل التحليلات في هذا الشأن على مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الإثنين 9 أكتوبر تزعم فيه أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس يوم 7 أكتوبر على إسرائيل، وأعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت قبل العملية بأسبوع، وقد نقلت معلوماتها عن أعضاء كبار في حماس وحزب الله اللبناني أكدوا أن ضباط الحرس الثوري الإيراني كانوا حاضرين في الاجتماعات لتنسيق العمليات مع ممثلي أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس.

 [13] يقول بعض المحللين: “مع أنّ القصف الإسرائيلي الشديد -غير المسبوق بإنذار كما يقول شاهدو عيان- لم يهدأ قط، فإن عدم التنفيذ أو الإشارة حتى اللحظة إلى مستجدات ذلك الوعيد، وإطلاق سراح المرأة الإسرائيلية وطفليها، برغم أن أبو عبيدة نفسه، صرّح بشكل واضح لا لبس فيه، أنه لا تفاوض على الرهائن من دون وقف إطلاق النار، وأن التفاوض له أثمان معروفة.. ربما يُجابُ بـ نعم، مع أن الجزم غير ممكن وقد تفاجئنا الحركة في أي لحظة، لكن قد يكون الجهاز العسكري لحماس قد أطلق وعيده من دون تنسيق مع الجهاز السياسي، ومن ثم تعرض لضغوط من أعضائه، ويُحتمل أنه أدرك لاحقًا أن الإعلان لم يكن صائبًا، وأنه لم يدرس تبعاته الكارثية على الحركة، والصدى الذي لقيه ذلك الإعلان في الغرب، وتأثير كل ذلك على الصورة “التحررية” التي سعت حماس لبنائها والمحافظة عليها طوال عقود، ومحاولة نأيها بنفسها عن التنظيمات الإرهابية -كما تصنفها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية وعربية أخرى”. ونستشف من ذلك تضارب المواقف داخل حماس نفسها فيما يشبه صراع تيارات داخلها بين من يسعون لتخليص المقاومة من طابعها المشوه لعدالة قضيتها، وبين من يستغل وفق استراتيجية التوحش مقابل التوحش. انظر المقالة في: «حرب غزة: كيف تحول وعيد “القسّام” من إعدام الرهائن إلى الإعلان عن ثلاثة إفراجات؟ », BBC News عربي، 12 octobre 2023, https://www.bbc.com/arabic/articles/c725xpyzrklo.

[14] انظر تحليلًا لهذا الموقف التركي المعقد والخجول في “طوفان الأقصى” يهز علاقة تركيا و«حماس، consulté le 7 novembre 2023, https://aawsat.com/node/4626251.

[15]“اليوم يعاني أردوغان تراجع معدلات الموافقة، والاقتصاد التركي الذي يعاني ارتفاع معدلات التضخم والبطالة المرتفعة والليرة التركية المتناقصة. مع موقفه السياسي غير الآمن، اضطر أردوغان إلى البحث عن طرق للخروج من عزلته الجيوسياسية، وشمل ذلك إجراء تعديلات مع قوى معادية لاحتضانه لجماعة الإخوان المسلمين. لقد تعرض الإخوان أيضًا للضرب عقب الربيع العربي، ففي جميع أنحاء المنطقة سقطت الحكومات المتحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين واحدة تلو الأخرى من تونس إلى السودان، وطردها رجال أقوياء أو المجالس العسكرية ذات العلاقات مع دول الخليج”. نيكولاس مورغان، «هل تخلى أردوغان عن جماعة الإخوان المسلمين؟», Ahval, 12 mars 2022, sect., https://ahvalnews.com/ar/hl-tkhly-ardwghan-n-jmat-alakhwan-almslmyn/alakhwan-almslmyn.

إدارة البحوث، تريندز للبحوث، الحرب في غزة.. مفترق طرق جيوسياسي؟،

https://vu.fr/vhFE [16]

المواضيع ذات الصلة