Insight Image

تعزيزُ التَّحَالفِ الأمنيِّ بين الولاياتِ المتحدةِ واليابانِ لمواجهةِ التَّحدِّياتِ الإقليميةِ والدَّولية

19 أبريل 2024

تعزيزُ التَّحَالفِ الأمنيِّ بين الولاياتِ المتحدةِ واليابانِ لمواجهةِ التَّحدِّياتِ الإقليميةِ والدَّولية

19 أبريل 2024

اختتم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا زيارة استمرت أسبوعًا للولايات المتحدة، حيث التقى بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض. واتفق الزعيمان على تعزيز العلاقات الأمنية بين بلديهما في المحيط الهادي كثقل موازن للصين، ووضعا الخطوط العريضة لتطوير التعاون العسكري الأمريكي-الياباني، وسط مخاوف بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية ونفوذ الصين المتزايد عبر المحيط الهادي. ووصف كيشيدا، الذي ألقى كلمة أمام الكونجرس، زيارته بأنها “نجاح دبلوماسي”. وأسفرت الزيارة، وهي زيارة الدولة الأولى التي يقوم بها زعيم ياباني منذ تسع سنوات، عن مبادرات من شأنها تحسين العمليات العسكرية بين البلدين، وبناء تحالف أقوى مع الفلبين ودول أخرى في المنطقة؛ لمواجهة نفوذ الصين المتنامي. كما استغل كيشيدا الزيارة لإقناع الشركات الأمريكية بالاستثمار في اليابان، وإظهار التأثير الإيجابي لبلاده على الاقتصاد الأمريكي، باعتبارها أكبر مستثمر أجنبي.

تهدف هذه الورقة إلى استكشاف أهمية القمة التي جمعت الحليفين، والعوامل التي تدفع نحو تعزيز تحالفهما الأمني، ​​لمواجهة التحديات، وخاصة في منطقتي بحر الصين الشرقي والجنوبي.

أهمية الزيارة: تحليل أبعادها

تكتسب زيارة رئيس الوزراء كيشيدا، إلى واشنطن، أهمية قصوى، نظرًا للظروف المحلية والإقليمية والدولية المعقدة، وغير المسبوقة ربما. ففي الداخل الأمريكي، يواجه الرئيس بايدن التَّحدي المتمثل في تأمين إعادة انتخابه، وسط انخفاض كبير في شعبيته، حتى داخل الدوائر الديمقراطية، وذلك على خلفية مواقفه الخارجية، ولاسيما الحرب في غزة، بينما تزداد حظوظ متحديه الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب. وبالتالي، فإن بايدن يسعى لاستغلال هذا الحدث المهم؛ من أجل تعزيز وضعه الداخلي، وإظهار أنه الزعيم القادر على قيادة تحالفات الولايات المتحدة، وحماية وتعزيز دورها العالمي.

وعلى نحو مماثل، يواجه كيشيدا تحدِّيات داخلية لقيادته، اتسمت بانحدارٍ كبير في شعبيته، ورياح سياسية معاكسة، مع تراجع معدلات تأييده إلى ما دون 30% لعدة أشهر. وعلى الرغم من عدم وجود منافسين مباشرين في الوقت الحاضر، فإن انتخابات قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، التي تلوح في الأفق في سبتمبر 2024، يمكن أن تغير المشهد السياسي. ومن هنا، فإن الهدف الأساسي لكيشيدا خلال الزيارة يتلخص في تأكيد القيادة داخل التحالف، وهو أمر بالغ الأهمية، في وقت تواجه فيه اليابان تحديات أمنية هائلة. وعلاوة على ذلك، فهو يهدف إلى حشد القيادة الأمريكية المستدامة على الساحة العالمية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة[1].

وفي خطابه التاريخي أمام الكونجرس، أشاد كيشيدا بالولايات المتحدة، باعتبارها دولة “لا غنى عنها”، معربًا عن تضامنه مع الأمريكيين الذين تحمّلوا عبء دعم النظام الدولي لعقود من الزمن. والأهم من ذلك، أكد كيشيدا استعدادَ اليابان لتقاسم هذا العبء، وهو ما لقي صدى إيجابيًّا داخل الدوائر الأمريكية [2].

كما تحمِل الزيارة أهمية رمزية لكيشيدا، باعتبارها الزيارة الرسمية الثانية، التي يقوم بها رئيس وزراء ياباني إلى الولايات المتحدة، منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الأولى في عام 2015. وعلاوة على ذلك، تأتي هذه الزيارة، في أعقاب زيارات قام بها قادة من كوريا الجنوبية والهند وأستراليا؛ ما يسلط الضوء على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لحلفائها وشركائها، في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وخاصة اليابان. والزيارة الرسمية الأخرى الوحيدة التي استضافها الرئيس بايدن خلال فترة ولايته كانت مع رئيس فرنسا فقط. لهذا كله؛ فإن هذه الزيارة تعزز من موقع كيشيدا الداخلي، وقد يصبح أكثر استعدادًا للدعوة إلى إجراء انتخابات عامة في وقت مبكر من شهر يونيو المقبل؛ لأنه يعتقد -على ما يبدو- أن زيارته الرسمية للولايات المتحدة قد أثمرت، وقد تساعد على تحسين شعبيته[3].

وعلى المستوى الإقليمي، تؤكد المنافسة المتصاعدة، في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، ضرورة قيام دول المنطقة بتعزيز تحالفاتها مع الولايات المتحدة. إن سعي الصين الحازم لفرض نفوذها، والسيطرة على أراضيها، فيما تعتبره مجالها الحيوي، يثير المخاوف بين الدول المجاورة، وأبرزها اليابان. ومن ثم، فإن تعزيز التحالفات الإقليمية يصبح أمرًا ضروريًّا. وفي حين تؤكد الزيارة من جديد مركزية العلاقات الثنائية في استراتيجية الولايات المتحدة، في منطقة المحيطين الهندي والهادي، فهناك جهود متضافرة؛ لتجاوز هذا القيد نحو تعاون أمني إقليمي أوسع. وبرغم أن الطموح إلى تشكيل المعادل الآسيوي لحلف شمال الأطلسي قد يكون غائبًا، فإن هناك تركيزًا متزايدًا على التعاون الأمني ​​الإقليمي، وهو ما يتجلى في الالتزام بتحالفات، مثل الرباعية، ومبادرات التعاون الثلاثي، مثل AUKUS.

وعلى هذه الخلفية، انعقدت قمة تاريخية بين قادة الولايات المتحدة واليابان والفلبين، بمبادرة من الرئيس بايدن؛ لدعم الفلبين وسط التوترات المتصاعدة مع الصين. وجاءت هذه القمة الثلاثية، في أعقاب سلسلة من المواجهات بين السفن الصينية والفلبينية، في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وأدان بيان مشترك صدر بعد القمة تصرفات الصين في بحر الصين الجنوبي، ووصفها بأنها خطيرة[4]، وسط تأكيد بكين على سيادتها الكاملة على المنطقة. وهذا يسلط الضوء، بشكل أكبر، على التوترات المتصاعدة بين الصين والدول المجاورة لها، وخاصة فيما يتعلق بالمطالبات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.

باختصار، تحمل زيارة رئيس الوزراء كيشيدا إلى واشنطن أهمية متعددة الأوجه؛ حيث تعالج التحديات الداخلية، وتؤكد من جديد التحالفات الإقليمية، وتستجيب للتوترات المتصاعدة، في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وبينما يتنقل الزعيمان عبر مشاهد سياسية معقدة في الداخل والخارج، تؤكد الزيارة مرونة التحالف الأمريكي-الياباني وعمقه، في مواجهة التحديات المشتركة، وصياغة البنية الأمنية الإقليمية.

نتائج الزيارة

كشفت نتائج زيارة رئيس الوزراء كيشيدا إلى الولايات المتحدة، كما يتضح من اجتماعاته مع الرئيس بايدن، عن العديد من النتائج المهمِّة المتعلقة بالدفاع، والتي تشير إلى تحرك نحو تحالف أكثر تركيزًا على العمليات، وتعزيز التعاون في مجال صناعة الدفاع.

وكان أحد الإعلانات المهمة، التي أُعلِن عنها خلال الزيارة، هو التحديث الثنائي لإطار القيادة والسيطرة للتحالف الثنائي. وتَحمِل هذه المبادرة القدرةَ على جعل هذا التحالف أكثر مصداقية واستجابة في السيناريوهات العملية أو العملياتية. علاوة على ذلك، بدأت المناقشات لاستكشاف إمكانية إنشاء قيادة للعمليات المشتركة الأمريكية في اليابان لأول مرة. وستكون هذه القيادة نظيرة لقيادة العمليات المشتركة المشكَّلة حديثًا في الولايات المتحدة. وبالتزامن مع ذلك، ستتواصل الجهود فيما يتعلق باجتماعات “2+2″، التي يشارك فيها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان ونظيراهما اليابانيان، والتي تهدف إلى بلورة مفهوم مفصّل هذا العام، لتحديد الخيارات الأمثل.

كما تم الكشف عن خطط لتعميق التعاون في مجال الصناعة الدفاعية، من خلال إنشاء المنتدى الجديد للتعاون الصناعي الدفاعي، والاستحواذ والاستدامة (ديكاس). ويدل هذا المنتدى، الذي يقوده وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستحواذ والاستدامة، على الالتزام بتعزيز التعاون في جهود المشتريات والاستدامة الدفاعية. إضافة إلى ذلك، هناك خطط لتوسيع التطوير المشترك، وإنتاج الصواريخ؛ ما يؤكد الالتزام بتعزيز القدرات العسكرية، من خلال المشاريع المشتركة.

كما يتم النظر في الشراكة مع AUKUS، حيث تدور المناقشات حول التعاون في المشاريع المتعلقة بالقدرات المتقدمة. وتهدف إدارة بايدن إلى تحديد مشاريع محددة للمشاركة اليابانية، بحلول نهاية العام. ومن الجدير بالذكر أن بعض سفن البحرية الأمريكية وطائرات القوات الجوية ستخضع للصيانة والاستدامة، في المنشآت اليابانية؛ ما يخفف التكاليف على الولايات المتحدة مع تعزيز التعاون بين البلدين.

وفيما يلي عرض لأبرز ما تمخضت عنه القمة:

زيادة الإنفاق العسكري الياباني: التزمت اليابان بزيادة كبيرة في ميزانيتها الدفاعية؛ ما يشير إلى تحوّل نحو تعزيز قدراتها الدفاعية. وفي حين أن المبلغ الدقيق للزيادة لم يتم تحديده بعدُ بشكل نهائي، فإن المناقشات تشير إلى ارتفاع كبير، ومن المحتمل أن يتضاعف الإنفاق الحالي أو يبلغ ثلاثة أضعافه. ومن شأن هذه الميزانية الإضافية أن تسهل تحديث المعدات العسكرية اليابانية، بما في ذلك استبدال الأسلحة، التي عفا عليها الزمن بطائرات مقاتلة، وسفن حربية، وصواريخ متقدمة. علاوة على ذلك، هناك تركيز على تطوير التكنولوجيا العسكرية المحلية، من خلال الاستثمار في البحث والتطوير، وتقليل الاعتماد على المورّدين الأجانب، وخاصة الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تعزيز مخصصات الميزانية إلى توسيع حجم القوات المسلحة اليابانية وقدراتها.

التدريبات العسكرية المشتركة الموسَّعة: تعهدت الولايات المتحدة واليابان بإجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة، وخاصة في المناطق القريبة من الصين. وستشمل هذه التدريبات عمليات محاكاة حربية معقدة، تهدف إلى إعداد الاستجابات للطوارئ الإقليمية، وأي هجوم صيني محتمل في مناطق مثل بحر الصين الشرقي وحول تايوان. ومن الجدير بالذكر أن هناك إمكانية إجراء تدريبات في مناطق أقرب إلى الصين، مثل بحر الصين الجنوبي أو بحر الفلبين، لتكون بمثابة إجراء ردع قوي. وستعمل هذه التدريباتُ على تعزيز قابلية التشغيل البيني بين القوات الأمريكية واليابانية، مما يتيح التنسيق السلس في سيناريوهات الصراع الحقيقي، ويتوقع وجودًا عسكريًّا موحدًا لردع أي تصرفات تعتبرها عدائية من أي قوى إقليمية، ولاسيما الصين. وعلاوة على ذلك، فإن التعاون الموسّع مع المملكة المتحدة وأستراليا، بما في ذلك خطط التدريبات المنتظمة وتكامل الدفاع الجوي، يعمل على تعزيز البنية الأمنية الإقليمية.

التعاون الأوثق في التِّقْنِيات الناشئة: يعمل البَلَدان على تعميق التعاون في مجال التكنولوجيا، وخاصة في مجال الدفاع. وتؤكد الشراكة الجديدة لأبحاث الذكاء الاصطناعي، بقيمة 110 ملايين دولار بدعم من الجامعات والشركات الخاصة، الالتزامَ بتعزيز القدرات العسكرية، من خلال الابتكار التكنولوجي. ويمتد التعاون إلى تطوير الجيل التالي من التقنيات العسكرية، مع التركيز على الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي. وتشكِّل الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تتجاوز سرعتها 5 ماخ، تحديات كبيرة في الدفاع بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة؛ ما يجعلها نقطة محورية لجهود التطوير المشتركة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية، مثل الطائرات بدون طيار وشبكات القيادة، يهدف إلى تعزيز سرعة اتخاذ القرار، والوعي بساحة المعركة؛ ما قد يوفر ميزة استراتيجية على المنافسين مثل الصين.

الضم المحتمل لليابان في AUKUS: تجري المناقشات الآن بشأن احتمال دخول اليابان في اتفاقية AUKUS، وهي الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا. ومن الممكن أن تعمل عضوية اليابان على تعزيز التحالف ضد النفوذ الصيني، والمساهمة في تعزيز نظام قائم على القواعد في منطقة المحيطين الهندي والهادي. ومع ذلك، لاتزال هناك تحديات، بما في ذلك الحاجة إلى موافقة جميع أعضاء التحالف، والمخاوف التقليدية بشأن النزعة العسكرية اليابانية الماضية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تحمل وعدًا بتعزيز التحالف الرباعي، ودعم التعاون الأمني ​​الإقليمي.

وبالإضافة إلى الإنجازات المتعلقة بالدفاع، شهدت القمة خطوات كبيرة في مجالات أخرى. وتم الإعلان عن هدف مشترك، يتمثل في أن يكون رائد فضاء ياباني أول شخص غير أمريكي يهبط على سطح القمر؛ ما يؤكد عمق التعاون بين البلدين [5].

دلالات ترقية التحالف

يشير الإعلان الأخير، عن تحديث أو ترقية التحالف بين الولايات المتحدة واليابان، إلى تحوُّل كبير في علاقاتهما الثنائية، ومن المرجح أن تكون له تداعيات كبيرة على المشهد الأمني ​​في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

ومما لا شك فيه أن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة يعد واحدًا من أهم وأقوى الشراكات على مستوى العالم، وغالبًا ما توصف العلاقة الثنائية بينهما بأنها الأكثر أهمية في العالم، منذ أيام الحرب الباردة. وقد تم التركيز على هذا الشعور خلال الزيارة الأخيرة؛ ما يؤكد الأهمية القصوى للتحالف، وقدرته على لعب دور محوري في ضمان الأمن الإقليمي، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات. وتؤكد الترقية الجديدة، التي شدد عليها الرئيس بايدن، باعتبارها “الترقية الأكثر أهمية في تحالفنا منذ إنشائه”[6]، أنها ذات أهمية متزايدة للتحالف في الجغرافيا السياسية المعاصرة. ولا شك أن الشراكة المعزَّزة بين البلدين مدفوعة بالمصلحة المشتركة في الأمن، وخاصة في الرد على صعود الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

كما أن إصرار اليابان على إجراء تغييرات جوهرية في نهجها الدفاعي، بما في ذلك مضاعفة إنفاقها العسكري وتعزيز قدراتها في التصدي للضربات المضادة، يسلط الضوء على الزخم الجديد في العلاقة بين الحليفين. وإضافة إلى ذلك، كانت حالة عدم اليقين، التي تحيط بالتزامات الولايات المتحدة في المستقبل، سببًا في دفع اليابان إلى توخي الحذر، والتأكيد على مصالحها الأمنية بشكل أكثر حزمًا. ومع ذلك، فإن الطريقة التي تتم بها عملية إعادة المعايرة هذه تُعَدُّ أمرًا بالغ الأهمية، وخاصة في ضوء المخاوف الناجمة عن سياسات الإدارة الأمريكية السابقة في عهد الرئيس ترامب، والتي تردد صداها بين حلفاء واشنطن في الشرق، ولاسيما اليابان، وفي جميع أنحاء أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن العلاقة المتطورة بين الولايات المتحدة واليابان تتميز بشكل متزايد ببُعد عالمي، يتسم بالالتزام المتجدد بالشراكات الأمنية الواسعة. ويتضمن ذلك تعهُّدًا جديدًا بإجراء مناورات عسكرية مشتركة ليس بين الولايات المتحدة واليابان فقط، بل بمشاركة حلفاء رئيسيين آخرين أيضًا، مثل المملكة المتحدة والفلبين. وتعد هذه التدريبات بمثابة مظاهر ملموسة للتعاون الأمني ​​المتعمق بين الولايات المتحدة واليابان، وتشكيل جبهة موحدة في مواجهة التحديات الإقليمية، وتعزيز الدور المحوري للتحالف في الحفاظ على الاستقرار والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

والخلاصة، إن تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة واليابان يؤشر إلى فصل جديد في علاقاتهما الثنائية، يتسم بالتعاون المتزايد والالتزام المشترك بمعالجة التحديات الأمنية الناشئة.

الخاتمة

تؤكد زيارة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى الولايات المتحدة، والنتائج التي تحققت، الأهمية الاستراتيجية للتحالف الأمريكي-الياباني، في مواجهة التحديات المشتركة، وخاصة تحدّي مواجهة نفوذ الصين المتنامي في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وكانت الزيارة، التي تميزت بأبعادها المتعددة الأوجه ورمزيتها التاريخية، بمثابة منصة لإعادة التأكيد على الالتزام الثابت لكلا البلدين تجاه تعزيز الأمن الإقليمي، ودعم التعاون الدفاعي الوثيق، وتعميق الشراكات الاستراتيجية.

وقد سلطت القمة، بين كيشيدا وبايدن، الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التحالف الأمريكي-الياباني في معالجة المخاوف الأمنية الإقليمية والعالمية الملحِّة، ولاسيما البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وتصرفات الصين الحازمة في منطقتَيْ بحر الصين الشرقي والجنوبي. ومن خلال سلسلة من الإعلانات والمبادرات الاستراتيجية، أظهر الزعيمان التزامهما بتعزيز العلاقات الدفاعية، وتحديث القدرات العسكرية.

وعلاوة على ما سبق، سلطت الزيارة الضوء على الديناميَّات المتطورة للتحالف الأمريكي الياباني، الذي تجاوز المجالات الأمنية التقليدية، ليشمل مجالات أوسع من التعاون، بما في ذلك المجالات الاقتصادية، والتكنولوجية. فالإعلان عن خطط لتعميق التعاون الصناعي الدفاعي واستكشاف المشاريع المشتركة في التقنيات الناشئة، يؤكد قدرة التحالف على التكيف والمرونة في مواجهة التحديات الأمنية الناشئة.

ويمثل تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة واليابان مَعْلَمًا مهمًّا في العلاقات الدولية، حيث الالتزام المتجدد بدعم النظام الدولي القائم على القواعد وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي. فإدراج اليابان في المناقشات مع الحلفاء الرئيسيين، مثل المملكة المتحدة وأستراليا، يعكس اعترافًا متزايدًا بأهمية اليابان الاستراتيجية في مواجهة التوسُّع الصيني، والحفاظ على الأمن الإقليمي، حيث تؤكد نتائج الزيارة على القوة والحيوية، التي يتمتع بها التحالف الأمريكي-الياباني في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وتشكيل المشهد الجيوسياسي في آسيا والمحيط الهادي. وبينما تنخرط الدولتان في الديناميات الجيوسياسية المعقَّدة هناك، فإن التحالف المعزِّز يعمل بمثابة حجر الزاوية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وربما خارجها.


[1] Christopher B. Johnstone, Prime Minister Kishida’s Official Visit to Washington, CSIS, April 10, 2024: https://www.csis.org/analysis/prime-minister-kishidas-official-visit-washington

[2] Ishaan Tharoor, Japan may be the U.S.’s most important ally, The Washington Post, April 12, 2024:

https://www.washingtonpost.com/world/2024/04/12/japan-united-states-ally-defense-relationship/

[3] Kishida’s US trip may raise odds of Japan going to polls in June, The Mainichi, April 13, 2024:

https://mainichi.jp/english/articles/20240412/p2g/00m/0na/051000c

[4] Joint Vision Statement from the Leaders of Japan, the Philippines, and the United States, The White House, APRIL 11, 2024: https://www.whitehouse.gov/briefing-room/statements-releases/2024/04/11/joint-vision-statement-from-the-leaders-of-japan-the-philippines-and-the-united-states/

[5] Japanese to be first non-American to set foot on moon, DAWN, April 12, 2024:

https://www.dawn.com/news/1827136/japanese-to-be-first-non-american-to-set-foot-on-moon

[6] Ishaan Tharoor, Japan may be the U.S.’s most important ally, The Washington Post, April 12, 2024:

https://www.washingtonpost.com/world/2024/04/12/japan-united-states-ally-defense-relationship/

المواضيع ذات الصلة