Insight Image

دبلوماسية الإغاثة.. تأثيرات محتملة في سياسة تركيا الداخلية والخارجية

30 مارس 2023

دبلوماسية الإغاثة.. تأثيرات محتملة في سياسة تركيا الداخلية والخارجية

30 مارس 2023

مقدمة

لا شك أن جهود التضامن الإنساني بين المجتمعات والدول، وقت الشدائد، تعزز من العلاقات الدبلوماسية، كما أنها تفتح المجال أمام خفض حدة التوترات السياسية بينها؛ حيث تقوم دبلوماسية الإغاثة، إلى جانب جهودها الإنسانية، بإغاثة الدبلوماسية التقليدية، أحيانًا كثيرة. وتهدف هذه الورقة إلى دراسة مدى تأثير دبلوماسية إغاثة منكوبي زلزال تركيا التي قامت بها دول إقليمية ودولية في معالجة خلافاتها السياسية مع تركيا، وتصحيح صورتها السلبية لدى المجتمع التركي.

دبلوماسية الإغاثة

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهر مفهوم جديد، عُرف باسم “الدبلوماسية الإنسانية”. هذه الدبلوماسية تقوم بممارسة جهودها الإنسانية من خلال “إقناع صانعي القرار والقادة بالعمل، في جميع الأوقات والظروف، لصالح الفئات المحمية والأشخاص المستضعفين، في ظل ضمان احترام معايير القانون الدولي”[1]. وهي، بدورها، “تُعَدُّ جزءًا من الدبلوماسية العامة، وإحدى المكملات للدبلوماسية التقليدية، ويمكن النظر إليها بوصفها إحدى أدوات القوة الناعمة”[2]. وغدت هذه الدبلوماسية أحد أهم الوسائل التي تتبناها بعض الدول لتعزيز مكانتها العالمية.

وتُعَدُّ “دبلوماسية الكوارث”[3] و”دبلوماسية الإغاثة” من أبرز أدوات “الدبلوماسية الإنسانية”؛ حيث تضطلع “الأولى بتوفير الدراسات والبحوث اللازمة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، وتقديم الخبرات إلى الدول المحتاجة، سواء للوقاية من وقوع الكوارث، أو للتقليل من آثارها، مثل مكافحة التصحر والأوبئة والتغيرات المناخية. وتقوم بعض الدول بتوظيف هذه الدبلوماسية لزيادة فرص التعاون والسلام، وبناء علاقات طويلة المدى، وتحسين صورتها لدى المجتمعات.

أمّا “دبلوماسية الإغاثة” فهي أداة تتسم بالاستجابة السريعة في مواجهة الكوارث الطبيعية فور حدوثها، مثل الزلازل والفيضانات وغيرها، من خلال إرسال فرق الإنقاذ المتخصصة والمساعدات الإغاثية.

ويشهد التاريخ القريب على التأثيرات الإيجابية التي قامت بها دبلوماسية الإغاثة في تصحيح العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدول. ولعل أبرزها، فيما يخص موضوع هذه الورقة، هو الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة “إزميت” التركية في 17 أغسطس 1999، وراح ضحيته أكثر من 17 ألف قتيل.

فقد كان اليونانيون من بين أوائل المبادرين بالمساعدة، رغم عقود من العداء بين الدولتين. وبعد أقل من شهر، في 7 سبتمبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة ست درجات أثينا، وهُرع الأتراك للمساعدة والإغاثة بالمثل. وأدى هذا التضامن الإنساني إلى تخلي اليونان عن اعتراضاتها على أن تصبح تركيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي[4].

زلزال تركيا 2023

لم يكن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر يوم الاثنين السادس من فبراير 2023 أقل تدميرًا من زلزال عام 1999. بل على العكس، كان أشد خطرًا وتدميرًا. فقد شهدت ولاية “قهرمان مرعش”، جنوب شرق تركيا، زلزالين في يوم واحد، أحدهما بقوة 7.7، والآخر بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر. وامتد تأثيرهما التدميري، وتأثير توابعهما التي تجاوزت 20 ألف هزة ارتدادية[5]، إلى عشر ولايات أخرى يقطنها نحو 13.4 مليون نسمة. ونتيجة لذلك، لقي أكثر من 50 ألف شخص مصرعهم، وفقد أكثر من نصف مليون شخص مساكنهم.

فور إعلان تركيا عن وقوع الزلزال، ودعوتها المؤسسات الدولية لتقديم الإغاثة العاجلة، أطلق المجتمع الدولي حملة تضامن مكثفة سريعة؛ بدأت منذ الساعات الأولى للزلزال، تنوعت بين إرسالها فرق الإغاثة والإنقاذ، والمستشفيات الميدانية ولوازمها الطبية، ومستلزمات الإعاشة اللازمة للناجين من الزلزال، والتبرعات المادية والعينية، فضلًا عن رسائل التعازي والمواساة من رؤساء الدول والمسئولين في مختلف أنحاء العالم. فقد سارعت أكثر من 90 دولة بمد يد العون إلى تركيا، سواءً كانت دولًا صديقة لها، أو على خلاف وتوتر معها.

التوتر في علاقات تركيا مع الغرب

انتهجت أنقره خلال العامين الأخيرين سياسة جديدة تجاه المنطقة العربية، استهدفت تحسين علاقاتها المتأزمة منذ العقد الماضي، مع بعض دولها. وأحرزت نجاحًا في الكثير منها، ولا تزال تعمل على معالجة ما تبقى من تحديات مع دول أخرى.

وعلى النقيض من ذلك، شهدت الفترة ذاتها تفاقمًا في خلافات تركيا السياسية مع الدول الغربية، وتحوّل بعضها إلى أزمات دبلوماسية وعسكرية، لا تتفق، حسب الدول الغربية، مع وضعيتها الجيواستراتيجية بوصفها حليفًا غربيًا.

وأضحى حلف “الناتو” يرى أن تركيا تنتهج سياسات تتعارض مع مصالح الحلف الذي تنتمي إليه، بداية من شرائها منظومة صواريخ “إس-400” الروسية[6]، وانتهاء بقرارها قطع المباحثات مع السويد لعرقلة انضمامها إلى الحلف، ورفضها المساومة على ذلك بموافقة الولايات المتحدة على صفقة مقاتلات “إف-16”.

وصعّدت تركيا بشكل متواصل لهجة تهديدها العسكري تجاه اليونان، حليفتها في الناتو، على إثر الخلاف بينهما حول مسألة تسليح جزر بحر إيجه اليونانية، والنزاع حول حدود التنقيب عن الغاز في مياه شرق المتوسط.

دبلوماسية الإغاثة وفرص إدارة الخلافات

وفيما توفّر دبلوماسية الإغاثة الفرص لإغاثة الدبلوماسية التقليدية من خلافاتها المتأزمة، يمكن القول إن جهود الإغاثة الإنسانية التي قامت بها دول ومنظمات دولية غربية، قد تسهم في تهدئة بعض ملفاتها الساخنة مع تركيا، أو إرجائها، ولو بعض الوقت.

الولايات المتحدة

يبدو أن الولايات المتحدة أدركت الخطأ الذي وقعت فيه عندما تأخرت في إبداء موقفها من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في 15 يوليو 2016، وفهمت مدى الانعكاسات السلبية لذلك التأخير على صورتها لدى المجتمع التركي والدولة التركية. ومن ثم، فإن الظرف السياسي الراهن، لا سيّما في ظل دور الوساطة الذي تقوم به تركيا بين روسيا وأوكرانيا، وحاجة حلف الناتو إلى توسيع عضويته بضم فنلندا والسويد، كل ذلك قد دفع الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، هذه المرة، إلى التعبير، وبسرعة، عن تضامنه مع ضحايا الزلزال، وانتهاج دبلوماسية الإغاثة؛ بُغْيَة توظيفها في حلحلة خلافات بلاده مع تركيا.

وفي هذا السياق كتب “بايدن” تغريدة مواساة على الحساب الرسمي للرئيس الأمريكي، بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال، قال فيها: “أشعر بحزن عميق بسبب الخسائر في الأرواح، والدمار الناجم عن الزلزال في تركيا وسوريا. وقد وَجَّهت فريقي لمُواصَلة مُراقَبة الوضع عن كثب بالتنسيق مع تركيا، وتقديم أي مساعدة مطلوبة”[7]. وبالفعل، وجهّت الولايات المتحدة إلى تركيا فرقتي بحث وإنقاذ من أفضل الفرق في الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية[8].

وكان لزيارة وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” مناطق الزلزال في 19 فبراير، بعد سنوات من التوتر السياسي مع تركيا، تأثير إيجابي في حلحلة بعض القضايا الخلافية، والظهور بصورة تضامنية مع المنكوبين، خاصة وأنه “أعلن زيادة المساعدات المالية المقدمة لتركيا بسبب الزلزال إلى 185 مليون دولار”[9].

ورغم الإطار التضامني الذي ظهرت فيه زيارة بلينكن، كانت مسألة أوكرانيا و”الحاجة إلى العمل بشكل أوثق” بشأن قضايا تشمل الدفاع والطاقة والأمن الجماعي[10]، كانت ذات أولوية خلال لقائه مع أردوغان.

ونظرًا لكون مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، قضية ذات أولوية قصوى أيضًا بالنسبة للولايات المتحدة فيما يخص الحرب الروسية-الأوكرانية، سعى بلينكن إلى التأكيد لنظيره التركي على أن “قضية توسع دول الناتو في بلدان الشمال الأوروبي ليست قضية ثنائية مع تركيا، وأن الولايات المتحدة تدعم بقوة انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف في أسرع وقت ممكن”[11].

وفي إشارة واضحة من تركيا إلى عزمها على تهدئة التوترات بين ستوكهولم وأنقره، صرّح وزير الخارجية التركي لنظيره الأمريكي بأن المحادثات المعلقة مع السويد وفنلندا بشأن طلب عضوية الناتو ستُستأنف قريبًا[12].

وفي هذا السياق قام الأمين العام لحلف الناتو، رئيس دولة السويد، بزيارة إلى منطقة الزلزال في تركيا، والتقى الرئيس التركي أردوغان منتصف مارس، وأسفر هذا اللقاء عن الاتفاق على عقد اجتماع بين تركيا وفنلندا والسويد في مقر الناتو. وخلال ذلك الاجتماع، اعترف الجميع بأنه تم إحراز تقدم كبير في تنفيذ المذكرة الثلاثية الموقعة في مدريد، وأن التصديقات السريعة لفنلندا والسويد في مصلحة الجميع[13].

وبناء عليه، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي في 23 مارس على مشروع قانون يصادق على محاولة فنلندا الانضمام إلى حلف الناتو، وينتظر مشروع القانون موافقة البرلمان عليه. وهي خطوة رحب بها حلف الناتو، داعيًا تركيا إلى الإسراع باتخاذ خطوة مماثلة فيما يخص السويد.

كما يمكن القول أن “بلينكن” سعى أيضًا خلال زيارته إلى الفصل بين مساريْ قبول تركيا انضمام فنلندا والسويد للناتو، وبين مخاوف تركيا من عدم إتمام صفقة شراء طائرات “إف 16″؛ حيث أكد أن “إدارة الرئيس بايدن تدعم بشدة الحزمة الهادفة إلى تحديث طائرات إف-16 الموجودة أصلًا، وإلى تزويد تركيا بأخرى جديدة، مشيرًا إلى عدم تمكنه من إعطاء “جدول زمني رسمي” لذلك. إذ إن أي عملية بيع تكون مشروطة بموافقة الكونجرس”[14].

ورغم ذلك، فقد حذر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، الولايات المتحدة، في 25 مارس، إذا حاولت ربط موافقة تركيا على عضوية فنلندا والسويد في الناتو بإتمام صفقة طائرات “إف-16″، مؤكدًا أن “هذه مواضيع مختلفة ومستقلة بعضها عن بعض”، ولوّح بإمكانية استخدام بلاده الأسلوب ذاته[15].

وسعيًا لتجاوز اعتراضات تركيا على دعم الولايات المتحدة وتعاونها مع “وحدات حماية الشعب الكردية” في شمال سوريا في محاربة تنظيم “داعش”، ونقلها إلى مستويات تشاورية، حرص بلينكن على إبداء تفهم بلاده “المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا”، ودعاها أيضًا إلى أن “تتفهم مخاوف واشنطن بشأن داعش”، وتعهّد بمواصلة العمل مع تركيا “بشكل وثيق لمعالجة الأمرين معًا”[16].

وعليه، فإن زيارة بلينكن – رغم كونها مجدولة من قبل وقوع الزلزال – إلَّا أن تزامنها مع جهود إغاثية أمريكية مكثفة وتقديم دعم مالي هو الأكبر بين الدول الأخرى، كُلُّ ذلك كان له تأثيره في استئناف المباحثات المعلقة بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن الانضمام إلى الناتو، وفي تهدئة نسبية لمخاوف تركيا من دعم واشنطن لقوات الحماية الكردية في سوريا، وكذلك في كسب الوقت للبت في مسألة صفقة مقاتلات إف – 16.

الاتحاد الأوروبي، واليونان

نفذ الاتحاد الأوروبي في تركيا واحدة من أكبر عمليات الإغاثة الإنسانية في تاريخه، حيث قام، على الفور، بتفعيل “آلية الحماية المدنية” الخاصة به، وقامت 21 دولةً عضوًا في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ألبانيا والجبل الأسود وصربيا، بإرسال فرق إغاثة واستجابة سريعة، تتألف من 1651 شخصًا و106 كلب بحث وإنقاذ. فضلًا عن قيام 12 دولةً عضوًا في الاتحاد الأوروبي بتقديم مستلزمات إيواء[17].

ولم يكتف الاتحاد الأوروبي بالمساعدات الإغاثية والمساعدات المالية التي قدمتها بعض دول الاتحاد، بل أعلن “توبياس بيليستروم” وزير خارجية السويد، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، عن عقد مؤتمر دولي للمانحين منتصف مارس، يضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية للتبرع لمتضرري الزلزال[18].

وبالفعل، أعلن مؤتمر المانحين الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في 20 مارس، عن تعهدات من الدول والبنوك والمؤسسات العالمية بتقديم مساعدات مالية قيمتها سبعة مليارات يورو: 6 مليار و50 مليون يورو إلى تركيا، و950 مليون يورور إلى سوريا[19].

 على الرغم من أن تركيا كانت ممتنة لكل إيماءة بالمساعدة عقب الزلزال، إلَّا أن دولة واحدة على وجه الخصوص كانت متميزة، هي اليونان المجاورة؛ حيث كانت واحدة من أوائل من أرسلوا المساعدات، رغم أن الخطاب بين البلدين اتسم مؤخرًا بالعدوانية؛ لدرجة أن بعض المراقبين اعتقدوا أن المواجهة العسكرية بينهما قد باتت ممكنة[20].

هذا، وقد أظهرت مواقف اليونانيين – قادةً وشعبًا – تعاطفًا وتضامنًا غير مسبوق مع كارثة الزلزال في تركيا، بما يُعيد إلى الأذهان موقفهم الإغاثي في زلزال إزميت 1999؛ حيث بادرت الرئيسة اليونانية “إيكاتيريني ساكيلاروبولو”، ورئيس الوزراء “كيرياكوس ميتسوتاكيس” بتقديم التعازي إلى الرئيس التركي أردوغان، كما كان وزير الخارجية اليوناني “نيكوس ديندياس” أول وزير أوروبي يزور مور منطقة الزلزال في تركيا.

وحرصًا على التعبير عن تضامن بلاده مع تركيا، قال “ديندياس”: “إن الجهود اليونانية لن تتوقف عند هذا الحد”، وستفعل اليونان كل شيء لدعم تركيا، سواء على الصعيد الثنائي أو كأعضاء في الاتحاد الأوروبي..[21]

وفي دلالة على تضامن المجتمع اليوناني ومؤسساته الخاصة أيضًا، سمح مشغلو شبكات اتصال الهواتف المحمولة اليونانية لمنكوبي الزلزال باستخدام هواتف فرق الإنقاذ مجانًا للاتصال بأقاربهم، كما أطلقوا حملة تبرع في اليونان لمتضرري الزلزال مع كل وجبة طعام يتم طلبها عبر تطبيقات الهواتف المحمولة [22].

كما اصطف الناس في العديد من المدن اليونانية في نقاط التجمع للتبرع لمتضرري الزلزال، وانتشرت الأعلام التركية واليونانية على حسابات اليونانيين في وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن الصحف اليونانية – التي لم تكن معتدلة قَطُّ في نبرتها تجاه تركيا – كانت تدعو إلى جمع المساعدات، وتتحدث عن بداية جديدة في العلاقات اليونانية التركية المتوترة.[23]

وفي لفتة تضامنية أخرى، قام أهالي جزيرة “ميس” اليونانية بلصق رسالة على صناديق التبرعات التي أرسلتها إلى متضرري الزلزال في تركيا، كتبت فيها “جارتنا العزيزة، قلوبنا دُمرت مع منازلكم. هذا كل ما يمكننا فعله لإخواننا الذين نتشارك معهم نفس الأرض ونفس الهواء ونفس الشمس.. من أهالي جزيرة ميس”[24].

لا شك أن هذه المواقف الإنسانية من دولة اليونان وشعبها، تركت آثارًا إيجابية في قلوب الشعب التركي تجاه اليونانيين، لدرجة أن صحيفةحريت التركية نشرت في صفحتها الأولى بأحرف كبيرة باللغة اليونانية عبارة تقول ” EFHARİSTO POLİ FİLE”، وتعني “شكرًا جزيلًا يا جارتنا”[25].

ولعل أحد مخرجات دبلوماسية الإغاثة اليونانية تجاه هذه الكارثة يكمن في تصريح وزير الخارجية التركي خلال لقاءه نظيره اليوناني؛ حيث قال: “أعتقد أنه يجب أن يكون هناك وقف للتصعيد، ويجب ألَّا ننتظر كارثة أخرى للعمل معًا، ليس فقط لتطبيع العلاقة، ولكن لحل بعض المشكلات”، وأكد “نحن بحاجة إلى تعزيز الأجندة الإيجابية”[26].

هذا وقد رَدَّتْ مصادر دبلوماسية يونانية على تصريحات وزير الخارجية التركي ، قائلة : “تعمل اليونان بشكل منهجي على تعزيز علاقات حسن الجوار والسلام والاستقرار في المنطقة الأوسع ، وحل القضايا العالقة مع جيرانها، بناءً على تطبيق القانون الدولي، والقانون الدولي الخاص بالجزر، في سياق احترام مبادئ وقيم ميثاق الأمم المتحدة.[27]

أرمينيا

كان وزير الخارجية الأرميني قد أعرب في ديسمبر الماضي 2022 عن استعداده للقاء نظيره التركي، بشرط أن يكون ذلك مثمراً في مجال تطبيع العلاقات الثنائية وفتح الحدود[28]، غير أن دبلوماسية الإغاثة تجاوزت حسابات الدبلوماسية التقليدية وخطواتها البروتوكولية، لتفتح المجال أمام تطبيع للعلاقات بين البلدين في أسرع وقت.

كانت أرمينيا أيضًا من أوائل الدول التي أرسلت فرق إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى كل من تركيا وسوريا. وأجرى رئيس الوزراء الأرميني “باشينيان” اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس التركي “أردوغان”، الذي شكره، بدوره على التواصل مع تركيا في وقت الأزمة، وشدد على أن هذا التضامن سيقطع شوطًا طويلاً في محادثات التطبيع المستقبلية بين يريفان وأنقره[29].

وقد تم فتح الحدود الأرمينية التركية يومي 11 و 14 شباط/ فبراير، بعد أن ظلت مغلقة نحو ثلاثين عامًا، كما تم السماح لقوافل الشاحنات المحملة بالطعام والماء والأدوية ومواد إنسانية أخرى، و 27 من عمال الإنقاذ، بالانتقال من أرمينيا إلى ولاية “أديامان” في جنوب تركيا. وبعد بضعة أيام، عاد هؤلاء المنقذون إلى أرمينيا عبر الحدود البرية نفسها.[30]

وقام وزير الخارجية الأرميني بزيارة أنقره في 15 فبراير، والتقى نظيره التركي، الذي أعرب بدوره، عن امتنانه بجهود الإغاثة الأرمينية. وسعيًا لتبديد مخاوف أرمينيا من احتمالية عرقلة أذربيجان عملية التطبيع “ألمح إلى تنسيق أنقرة الوثيق مع باكو، وأن إحراز تقدم في حوار أرمينيا مع تركيا وأذربيجان سيسهم في استقرار منطقة جنوب القوقاز” [31].

كانت هذه الانفتاحات هي الأولى منذ ثلاثين عامًا، ورغم أنها تأتي في إطار مفاوضات جارية لتطبيع العلاقات الأرمينية التركية منذ أكثر من عام، إلَّا أنها تُعد قفزة طفرية؛ دفعت إليها كارثة الزلزال، وما تلاها من الاستجابة الأرمينية السريعة بالمساعدة.

دولة الإمارات

تحظى دبلوماسية الإغاثة الإماراتية بتاريخ وخبرات متميزة؛ تنطلق من “نهج ورثته عن مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في مد جسور التعاون والتضامن مع الشعوب الشقيقة والصديقة”[32]؛ ولذلك، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي بادرت بمد جسور الإغاثة والمساعدة لمنكوبي الزلزال في كُلٍّ من تركيا وسوريا.

وفي هذا السياق أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، فور وقوع الزلزال، أوامره بتدشين جسر جوي من طائرات الشحن، محملة بأطنان من مختلف أنواع المواد الإغاثية والمعيشية، والتبرع بمبلغ 100 مليون دولار مناصفةً بين تركيا وسوريا. وأنشأت الإمارات مستشفييْن ميدانييْن كبيريْن في ولايتيْ غازي عنتب وهاتاي جنوب شرق تركيا. وقام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بزيارة عدد من المناطق المتأثرة بالزلزال.

كما أظهر المجتمع الإماراتي تضامنًا واسعًا مع متضرري الزلزال، بمشاركته في الحملة التي نظمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة تنمية المجتمع، وعدد من المنظمات الإنسانية والخيرية الإماراتية. وقد دفعت هذه الجهود الإغاثية منظمة الأمم المتحدة للإشادة بعطاء دولة الإمارات الإنساني، وأنه “جاء في توقيت مهم وحساس لإنقاذ حياة الكثيرين من متضرري الزلزال”[33].

ولا شك أن هذا التضامن الإنساني من دولة الإمارات تجاه تركيا يسهم في تعزيز العلاقات بين الدولتين والشعبين. وقد أشاد الرئيس التركي أردوغان بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات إلى تركيا منذ اليوم الأول للزلزال.

وكان التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وتركيا في 3 مارس احدى ثمار هذا التقارب والتعاون. وقد أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى أن “توقيع الشراكة تجسيد للتطور الكبير والنوعي الذي شهدته علاقاتنا خلال الفترة الماضية.. وأنها تعبر عن الإرادة المشتركة لانطلاق مرحلة جديدة للعلاقات بين بلدينا في مختلف المجالات”[34].

مصر

لم تكن مصر أيضًا بعيدة عن تفعيل “دبلوماسية الإغاثة” تجاه منكوبي الزلزال في كل من تركيا وسوريا. وكان الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره التركي أردوغان لتقديم التعازي في ضحايا الزلزال، والإعراب عن استعداد مصر تقديم جميع أوجه المساعدة المطلوبة فعلًا إنسانيًا ودبلوماسيًا؛ ترك تأثيره لدى الرئيس التركي الذي شكره على مشاعره الطيبة.

وهكذا خطت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا خطوة جديدة؛ حيث قام وزير الخارجية المصري سامح شكري في 27 فبراير بأول زيارة لوزير مصري إلى تركيا منذ عشر سنوات، استقبله خلالها نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في ميناء ولاية “مرسين” جنوب تركيا، وأعرب عن شكره لمصر – حكومةً وشعبًا – موضحًا أن مصر كانت من أوائل الدول التي بادرت في إرسال مساعدات إنسانية، مشيرًا إلى وصول سفينة المساعدات المصرية الثانية، فضلًا عن استقبال مساعدات أخرى من خلال الطائرات.

وصرح “جاويش أوغلو” أن بلاده سوف تفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر، وأعرب عن ثقته بأن تركيا ومصر ستعملان معًا لتعزيز علاقاتهما نحو الأفضل”. ومن جانبه أكد شكري أن بلاده “ستبقى بجانب شقيقتها تركيا، وأن العلاقات بين البلدين سترتقي لأفضل مستوى[35].

وتتويجًا للمناخ الإيجابي الذي تركته زيارة وزير الخارجية المصري إلى تركيا، قام وزير الخارجية التركي بزيارة القاهرة في 18 مارس، لتكون، هي أيضًا، أول زيارة رسمية لوزير تركي منذ نحو عقد كامل.

ومن ثم، فإن جهود مصر لتحقيق التضامن الإنساني مع متضرري الزلزال أثمرت عن كسر حالة الجمود، التي سادت عملية المباحثات الاستكشافية الرامية لتطبيع العلاقات المصرية-التركية، من خلال الإعلان عن تدشين مسار تشاوري مباشر بين البلدين لاستعادة العلاقات الطبيعية، وإطلاق حوار معمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

انعكاسات جهود الإغاثة على السياسة الداخلية

من المعروف أن التوترات السياسية والدبلوماسية التي شهدتها علاقات تركيا مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو – منذ عام 2016 – قد تركت تأثيرات سلبية متراكمة؛ شوهت صورة الغرب لدى الرأي العام التركي. وجعلت طموحات الأتراك تتضاءل تدريجيًا في الانضمام إلى المجتمع الغربي، والاتحاد الأوروبي خاصة، مُحمّلةً بمشاعر النفور التي كرستها مواقف الدول الغربية وردود أفعالها تجاه سياسات تركيا الإقليمية والدولية.

وبات الرأي العام التركي يشعر بحالة متزايدة من عدم الثقة تجاه الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وحلف الناتو، لا سيّما بعد اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية؛ فقد كشفت نتائج استطلاع رأي شركة Areda التركية [36]، في يونيو 2021، أن 70.4 % من الأتراك باتوا يرون القواعد العسكرية لحلف الناتو في تركيا تمثل تهديدًا لهم، و78.3 % يعتقدون أن حلف الناتو لن يساند تركيا في أي حرب محتملة. ومع كون هذه النسبة كبيرة، إلَّا أنها زادت بعد الحرب الروسية-الأوكرانية، وقد ظهر ذلك من خلال استطلاع رأي للشركة ذاتها في مارس 2022؛ حيث صرح 90.8 % من الأتراك أنهم يعتقدون بأن حلف الناتو لا يمكنه حماية تركيا.

وفي استطلاع رأي آخر أجرته شركة “متروبول”[37] في مارس 2022 أيضًا، أظهرت النتائج ارتفاعًا في نسبة الأتراك الذين يرون الولايات المتحدة أكبر تهديد لهم؛ حيث ارتفعت من 48.4 % في يناير 2022 إلى 51.7 % في مارس. وجاءت روسيا في المرتبة الثانية بين الدول الأكثر تهديدًا للأتراك بنسبة 19.4 % بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية، ويُذكر أنها كانت الثانية أيضًا قبل شهرين ولكن بنسبة ضئيلة هي 5.1 %.

وتشير نتائج هذه الاستطلاعات إلى التحول الواضح في رؤية الأتراك للاتحاد الأوروبي، فقد أعرب 64.7 % من الأتراك عن اعتقادهم أن الاتحاد الأوروبي لا يحترم معايير الديمقراطية، في حين كان 31.2 % فقط هم من يختلفون مع هذه الرؤية. ويدلل على ذلك التحول أيضًا الانخفاض الشديد في نسبة الأتراك الذين ما زالوا يرغبون في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، حيث انخفضت نسبتهم من 75.9 % في عام 2005، إلى 49.4 % عام 2022.

وأكد تقرير التوجهات عبر الأطلنطي 2022 (Transatlantic Trends)[38] الذي أصدره صندوق مارشال، فيما خلص إليه من نتائج وتوصيات، اكد أن ثمة أزمة ثقة متبادلة بين تركيا وحلفائها الغربيين، وأن أزمة الثقة هذه قد باتت واضحة أيضًا بين صانعي السياسة ومتخذي الفرار. صحيحٌ أن المشكلات الموجودة بين تركيا وحلفائها يمكن حَلُّها، الواحدة تلو الأخرى، ومع ذلك يصعب القول إن العلاقات بينهما قد استقرت في وضعها الصحيح ما لم تتم إعادة تأسيس الثقة المتبادلة.

وتضمنت نتائج التقرير أيضًا أن الوضع الدولي، بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، يزيد من حاجة الغرب إلى تركيا. وعند اتخاذ الخطوات اللازمة لتذليل العقبات أمام علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا، والولايات المتحدة مع تركيا، ينبغي أن تكون مسألة بناء الثقة المتبادلة لدى الرأي العام عند كل الأطراف مسألة ذات أولوية.

ولعل جهود الإغاثة والمساعدات المادية والمعنوية التي قدمتها وستقدمها الدول الغربية إلى تركيا كانت تجسيدًا واقعيًا لاستراتيجية بناء الثقة لدى المجتمع التركي. فلا غرو أن رؤية الأتراك فرق الإنقاذ التي هُرعت لإغاثتهم من الولايات المتحدة ومختلف دول الاتحاد الأوروبي – لا سيّما اليونان – هذه الرؤية كانت قادرة على تبديد المشاعر السلبية والمعادية للغرب التي تفاقمت في السنوات الأخيرة.

الخلاصة

أسهمت جهود “دبلوماسية الإغاثة” التي قامت بها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأرمينيا ودولة الإمارات ومصر في حلحلة بعض القضايا الخلافية، وفتح المجال أمام حوار هادئ تجاه القضايا المعقدة. غير أن احتمالية التوصل إلى نتائج إيجابية وحلول مُرضية لكل الأطراف ستكون مقصورة على القضايا التي تمثل مصالح استراتيجية أو اقتصادية مشتركة، أمّا القضايا الخلافية التي تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها القومي، فليس من المنتظر استمرار حالة الهدوء تجاهها فترة طويلة، مثل: “تسلح الجزر اليونانية في بحر إيجه”، و”الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية” في شمال سوريا.

وفيما تصرح أحزاب المعارضة التركية بتبنيها رؤية مختلفة في سياستها الخارجية؛ تقوم على استئناف جهود الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والعمل على حل القضايا الخلافية مع اليونان وقبرص عبر آلية التفاوض، فإن كارثة الزلزال وكُلفة التعافي منه وإعادة الإعمار من شأنها أن تدفع السياسة الخارجية التركية الحالية إلى تخفيف توتراتها مع الدول الغربية، والسعي لتحقيق الاستقرار، وإرساء العلاقات الجيدة والتعاون مع حلفائها لأطول فترة ممكنة.

لقد شكلت ظروف الزلزال أرضية مناسبة لمبادرات الدول الغربية نحو تحسين صورتها لدى الرأي العام التركي، ما يدفع إلى القول إن مؤسسات المجتمع المدني – لدى كلا الطرفين – قد تقوم بأدوار إيجابية خلال الفترة المقبلة؛ لتبديد المشاعر السلبية، وتعزيز القواسم الثقافية المشتركة.

المراجع

[1] Antonio De Lauri, Humanitarian Diplomacy: A New Research Agenda, Chr. Michelsen Institute (CMI Brief no. 2018:4) p.3.

[2] صالح بن حمد السحيباني، “الدبلوماسية الإنسانية في الكوارث والأزمات بين التوجهات والتحديات”، المجلة الدولية للدراسات الإنسانية، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، العدد (1)، يناير 2020، ص 26.

[3] https://www.disasterdiplomacy.org/

[4] Dougal, David Mac. (2023, February 15). Can ‘earthquake diplomacy’ help NATO membership chances for Sweden and Finland?. Euronews, https://bit.ly/3SvwUbE

[5] AFAD açıkladı! 6 Şubat’tan bu yana kaç artçı deprem oldu?, (2023 March 22), Urfa Pusula, http://bit.ly/3Zgcp4y

[6] Hagedorn, Elizabeth. (2023 February 18). Blinken heads to earthquake-hit Turkey in first visit. Al-monitor, http://bit.ly/3IVIZDI

[7] https://twitter.com/POTUS/status/1622581709156786178?lang=en

[8] The RAND Blog. (2023 February 14). Earthquake in Turkey, Syria: Insights from RAND Researchers, http://bit.ly/3ZoVIEA

[9] ABD Dışişleri Bakanı Blinken, Türkiye’ye 185 milyon dolar yardımda bulunduklarını söyledi. (2023 February 20). Cumhuriyet Gazetesi, http://bit.ly/41weLhW

[10] US reaffirms pledge to deliver F-16 jets to Turkey. (2023 February 20). AhramOnline, http://bit.ly/3Z9vgyX

[11] US urges Turkey to green-light Sweden and Finland’s NATO applications. (2023 February 20). France24, https://bit.ly/3m7u7JM

[12] ibid

[13] https://www.nato.int/cps/en/natohq/opinions_212882.htm

[14] بلينكن يكشف «مفاجأة» بشأن تزويد تركيا بمقاتلات «إف-16». الاتحاد، 20 شباط/فبراير 2023، http://bit.ly/3m70wju

[15] İbrahim Kalın’dan F-16 açıklaması!, (2023 March 25). Sabah, http://bit.ly/3Zjr0vU

[16] ABD’li Bakan’a 3 kritik mesaj, (2023 February 21). Hurriyet, http://bit.ly/40DjsWe

[17] Avrupa Birliği, DSÖ ve Birleşmiş Milletlerin “Türkiye ve Suriye” ye İnsani Yardım Desteği, (2023 February 12).Healthworldnews, http://bit.ly/42Joylm

[18] AYDEMİR, Fikret. (2023, February 22). AB’ye göre Türkiye’nin kaybı 80 milyar Euro. Dunya, http://bit.ly/3xZVM1C

[19] AB’nin Bağışçılar Konferansı değerli, (2023 March 21).Euronews, http://bit.ly/3JGeQHQ

[20] Wildangel, René. (2023, February 22). A diplomatic ray of hope amidst a disaster. IPS, http://bit.ly/3Iw0HMJ

[21] ibid

[22] Teşekkürler komşu! Yunanistan’dan bir jest daha, (2023, February 12). Hurriyet, http://bit.ly/3kqJc8P

[23] Wildangel, René. (2023, February 22). A diplomatic ray of hope amidst a disaster. IPS, http://bit.ly/3Iw0HMJ

[24] Teşekkürler komşu! Yunanistan’dan bir jest daha, (2023, February 12). Hurriyet, http://bit.ly/3kqJc8P

[25] Turkish daily Hurriyet’s front page: ‘Efharisto poli file’, (2023, February 14). knews, http://bit.ly/3K9ltDP

[26] Earthquake diplomacy: Turkey’s FM submits de-escalation proposal to Greece. (2023, February 19). Keeptalkinggreece, http://bit.ly/3KA8zj4

[27] Gale, Alexander. (2023, February 19). Earthquake Diplomacy Sparks Hopes of Normalization Between Greece and Turkey. Greekreporter, https://bit.ly/3TKGBDD

[28] أرمينيا: مستعدون لتطبيع العلاقات مع تركيا شرط أن تكون جادة ومثمرة، 18 تشرين اول/أكتوبر 2022، الميادين، http://bit.ly/3Z3VSkW

[29] Grigoryan, Armen. (2023, February 14). Diplomatic thaw between Turkey and Armenia?. Freiheit, http://bit.ly/41lz5CC

[30] Haas, Devin. (2023, February 20). Armenia and Turkey’s frosty relationship thaws amid earthquake diplomacy. emerging-europe, http://bit.ly/3mb4PdK

[31] Mgdesyan, Arshaluis. (2023, February 23). ‘Disaster Diplomacy’ Creates Hope for Armenia-Turkey Normalization. Mirrorspectator, http://bit.ly/41sy0ZI

[32] رئيس الدولة وأردوغان يشهدان توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية بين الإمارات وتركيا، (2023، 3 مارس، البيان، http://bit.ly/3Ka0rFd

[33] إشادة أممية بمساعدات الإمارات الإضافية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا، (2023، 15 فبراير، رؤية، https://bit.ly/3JJW81X

[34] رئيس الدولة وأردوغان يشهدان توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية بين الإمارات وتركيا، (2023، 3 مارس، البيان، http://bit.ly/3Ka0rFd

[35] تركيا: من مصلحتنا أن تكون مصر قوية، الإمارات اليوم، 28 شباط/فبراير 2023، http://bit.ly/3J1mAoS

[36] DİŞ, AYKUT. (2022, March 23). Türk Milleti NATO’ya güvenmiyor. Aydinlik, http://bit.ly/3Z1NSRB

[37] AB &NATO, METROPOLL, MART 2022

[38] Transatlantik Eğilimler 2022 Araştırması. (2022, September 29). Kas, http://bit.ly/3ZsmoUv

المواضيع ذات الصلة