برغم أن الاعتقاد السائد هو أن أيديولوجيا الإخوان المسلمين تعتمد فقط على أفكار حسن البنا وسيد قطب، فإن نظرة شاملة تكشف أن أهم تفاصيل البنية السلوكية والأيديولوجية لجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة سيد قطب، كانت متأثرة بأبو الأعلى المودودي (المولود في أورنك آباد الهند البريطانية عام 1903-المتوفي في نيويورك عام 1979).
إن أفكار سيد قطب، والتي تشكل المنهج الفكري لكل الحركات الإسلاموية والجهادية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة فيما يتعلق بنظرية “الحاكمية”، لم تكن مُسْتَمَدَّةً من أفكاره وخياله فحسب، بل هي امتداد لأفكار حسن البنا وأبو الأعلى المودودي، الهندي ثم الباكستاني، مؤسس الجماعة الإسلامية الباكستانية التي تنتشر في شبه القارة الهندية.
من المعروف أن سيد قطب، أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في المسار الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين، كان يميل إلى أفكار المودودي، إذ كان كلاهما أكثر ميلًا إلى المواجهة المباشرة من مؤسس الجماعة حسن البنا. فبينما اتبع البنا نهجًا تدريجيًّا لتحقيق التغيير الذي يصبو إليه، مُوليًا الأولوية للوحدة الداخلية وتعزيز الولاء لنفسه ولجماعته قبل دخول المعترك السياسي، أكد كُلٌّ من المودودي وقطب على ضرورة المواجهة المباشرة.
وكانت السیاسة تشكل محورًا مركزيًّا واضحًا في أفكار المودودي وكتاباته، حيث بدأ حركته بطرح مشروع إقامة “الدولة الإسلامية”، غير أن هذه الخطوة كانت تأتي في المرحلة الخامسة من مشروع البنا، إذ رأى أن من الضروري المرور بمراحل تربية الفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، ثم المجتمع المسلم، وأخيرًا الدولة الإسلامية من أجل تحقيق “أستاذية العالم”.
ومن منطلق تأثير كتابات المودودي على سيد قطب[1]، صاغ الاخير أفكار المودودي في إطار الحركة التي أسسها حسن البنا، ثم حول هذه الأفكار إلى مناهج عملية وتطبيقية. وهو الذي حول الإخوان المسلمين من استراتيجية البنا المرحلية إلى استراتيجية المواجهة وتغيير الأولويات. ومن هذا المنظور ـ برأيهم ـ أصبحت السياسة وإقامة “الدولة الإسلامية” والاستيلاء على السلطة جزءًا من العقيدة والإيمان بوحدانية الله تعالى.
تلتقي الأسس الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين مع البنى الفكرية لأبي الأعلى المودودي، وخاصة في الأطروحات التي طرحها في كتابه “المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم”، ومع “النظرية السياسية في الإسلام” التي تُعتبر مصدر إلهام ودستورًا للإسلامويين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث إن الإخوان والجماعة الإسلامية يحاولون الوصول إلى السلطة من خلال استكمال “الدعوة” والتوسع أفقيًّا بين الجماهير، لإقامة نظام يسميه المودودي “الديمقراطية الإلهية”. وهذا يعني أن الله تعالى، باعتباره الخالق والحاكم المطلق للكون، هو المُشَرِّع والمُنَفِّذ لقوانين هذا العالم من خلال الأفراد الذين يعملون نيابة عنه. وهذا يعني أن كل القوانين الأخرى التي يضعها البشر هي باطلة وغير شرعية. ومن المؤكد أن هذا المفهوم المادي يتناقض مع واجب مراعاة الأدب مع جلال الله -سبحانه وتعالى- وصفاته.
لقد کان تأثير فكر المودودي على سيد قطب كبيرًا، خاصة في أطروحته الفكري الأهم “معالم في الطريق”، إذ اعتمد الكتاب على مبادئ “الحاكمية الإلهية” و”الجاهلية الحديثة”، فهو في الواقع يجسد فكر المودودي، باعتباره وثيقة محفزة وملهمة لكل الجماعات العنيفة.
وبهذا أعاد سيد قطب صياغة منهج المشروع الفكري المودودي وبنياته، من خلال صياغته لمفهومَي “الحاكمية” و”الجاهلية” كعنصر مشترك بينهما، ما أسس الإطار النظري للمنطق الجهادي التكفيري.
وهكذا يمكن القول بأن سيد قطب هو مُنَظِّر فكر المودودي، مع فارق أن كل المفاهيم المشتركة بينهما جرى التعبير عنها باللغة الأوردية أو الإنجليزية من قِبَل المودودي، وباللغة والثقافة العربية من قِبَل سيد قطب[2].
أثر المباني الأصولیة للمودودي على سيد قطب:
الحاكمية الإلهية
إن تأثير المودودي على قطب واضح بشكل خاص من خلال كتابه “المصطلحات الأربعة في القرآن” (الله، الرب، العبادة، الدين)، والذي يركز على “السيادة الإلهية” بالمعنى المقصود للمودودي، ويتعارض بطبيعة الحال مع الأسس الإدارية للحكومات المعاصرة القائمة على “العُرف الاجتماعي، والديمقراطية، والتعليم القائم على الأفكار العلمانية”؛ وذلك لأن اتخاذ سيد قطب مبدأ التوحيد والحاكمية الإلهية كأساس للسياسة في النظام الإسلامي قد اقتبسه من المودودي. فقد اختزل المودودي مفهوم الإسلام بمعنى “حاكمية الله”، وذكر أن “الشكل الحقيقي للحكومة الإسلامية المستندة إلى القرآن هو أن تعترف الحكومة بالحاكمية الشرعية لله ورسوله، وتمتنع عن التشريع فيما يتعلق بحقوق الله ورسوله، وأن يتصرف الحاكم کخليفة لله ورسوله ووفقًا لإرادتهما”[3]. وهو يرى أن واقع المجتمعات ينم عن غير ذلك، مؤكدًا بقوله: “بل الحق أن الأسر الملكية مازالت في أكثر أقطار العالم تحاول الشركة -قليلًا أو كثيرًا- في الألوهية والربوبية في دائرة ما فوق الطبيعة، علاوة على ما كانت تتولاه من الحاكمية السياسية، ومازالت لأجل ذلك تفرض على الرعية أن تقوم بين يديها بشيء من شعائر العبودية، على أن دعواهم تلك للألوهية السماوية لم تكن هي المقصودة بذاتها في الحقيقة، وانما كانوا يتذرعون بها إلى تأثيل حاكميتهم السياسية”[4].
ومن المؤكد أن هذا التصور للإسلام -عند المودودي وقطب- وتصوير الأنظمة السياسية، ومشاركة الشعوب في الحكم من خلال عقد اجتماعي يرتكز على الديمقراطية وترسيخ القوانين، كل ذلك يعني خروجهم عن الملة، واعتبار المجتمعات الإسلامية كافرة. فالمودودي في كتابه “المصطلحات الأربعة في القرآن” يطرح أفكارًا جديدة لم يسبق للمفكرين المسلمين أن طرحوها، ويزعم أن المسلمين -بعد فترة قصيرة من نزول القرآن- لم يفهموا ولم يستوعبوا معنى “المفاهيم الأساسية للقرآن”، والتي في رأيه هي (الله، والرب، والدين، والعبادة)، وأنهم كانوا يعتقدون أن “الله” يعني الصنم، و”الرب” يعني الرب الذي يربي وينشئ، و”العبادة” تعني الصلاة والسجود والتضحية، (بينما “الرب” هو الآمر الناهي وصاحب السلطة العليا، ومصدر الهداية والقيادة، ومرجع القانون والتشريع، وحاكم الدولة والمملكة، ومركز المجتمع والحضارة). وقد جعل القرآن “الربوبية” مترادفة مع الحاكمية والملكية”sovereignty))[5]. ويتهم المودودي الأمة بأنها اختزلت معنى “الدين” في المعتقدات الدينية، بينما المقصود من الدين -بحسب رأيه- يعني السيادة والسلطة العليا، والطاعة لتلك السيادة والسلطة.
وبحسب المودودي، فإن معظم تعاليم القرآن ظلت خفية عن الناس، (إن العرب والشعوب الجاهلية في كل زمان اخطأوا -ولايزالون يخطئون إلى اليوم- المفهوم الجامع للربوبية”[6]. بل إن المودودي لا يكتفي بغفلة الأمة عن فهم مغزى الدين، حين يقول “فمن الحق الذي لا مراء فيه أنه قد خفي على الناس معظم تعاليم القرآن، بل غابت عنهم روحه السامية وفكرته المركزية لمجرد ما غشي هذه المصطلحات الأربعة الأساسية من حُجُب الجهل. وذلك من أكبر الأسباب التي قد تطرق لأجلها الوهن والضعف إلى عقائدهم وأعمالهم على رغم قبولهم دين الإسلام وكونهم في عداد المسلمين”[7].
وهكذا، فإن كلًا من المودودي وسيد قطب قد حصرا مصطلحيْ “الله” و”الرب” في معنى السيادة، لأن التوحيد عند المودودي لا معنى له إذا لم توجد السيطرة. كما أن سيد قطب -تبعًا للمودودي- قد فَهِمَ مصطلح الألوهية بمعنى السيادة، بينما فسر عبودية الإنسان لله بمعنى تعرضه القسري للسيطرة الإلهية. وفي الواقع فإن سيد قطب -في هذا الصدد- يعتقد أن ألوهية الله لا تتجلى في المجتمع إلّا من خلال سيادته في صورة الخلافة الإسلامية. وهذا يعني أن مجتمعًا لا يمكن أن يسمى إسلاميًّا إلّا إذا كان تحت حكم الله، كما يتصوره (Loyalty). وهذا يعني أنه حتى لو كان الإنسان يؤمن بالله ويصلي ويصوم ولكنه ليس تحت حكم الله -عبر أوصيائه- فهو في مجتمع جاهلي. ويقول إن الأفراد “المسلمين نظريًّا” سيظلون يقومون “فعلًا” بتقوية المجتمع الجاهلي الذي يعملون “نظريًّا” لإزالته، وسيظلون خلايا حية في كيانه تَمُدُّه بعناصر البقاء والامتداد[8].
وبطبيعة الحال، فإن المعنى الضمني لهذا القول هو أن تاريخ الإسلام بأكمله ليس إلّا سلسلة متواصلة من الجهل والانحطاط، وهذا يعني تشويه الإسلام كدين وإثارة الشكوك لدى المسلمين بشأن معتقداتهم، الأمر الذي يتطلب من المفكرين الإسلاميين التحرك لكشف هذه المفاهيم الباطنية الخطيرة ومنع انتشارها؛ حيث يقتصر كون المجتمع إسلاميًّا عند المودودي وسيد قطب على حكم الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية الباكستانية للمجتمعات المسلمة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأفكار الشاذة التي طرحها سيد قطب والمودودي في تفسير القضايا الأساسية في الدين، وتأطير المصطلحات الدينية الصرفة، أدت بأحد مؤسسي الجماعة الإسلامية نفسها -وهو أبو الحسن الندوي- إلى انتقاد هذه التصورات، في كتابه “التفسير السياسي للإسلام في كتابات المودودي وسيد قطب”، حيث قال: إن المودودي، على غرار سيد قطب، اعتبر أن علاقة الإنسان بالله علاقة سياسية، حتى أنهم صوروها كعلاقة بين الحاكم والمحكوم .والحقيقة أن العلاقة بين الخالق والمخلوق “أشمل وأوسع بكثير من صلة الحاكم والمحكوم .. والسلطان والرعية”[9]، وأن تسييس العلاقة بين الله وعبده لا يترتب عليه شيء إلّا أن تصبح علاقة المؤمنين بالله علاقة جافة بلا روح، علاقة خالية من الروحانية والإخلاص الداخلي[10].
تسييس الدين
ورغم أن كتابات سيد قطب -كمُنَظِّر لجماعة الإخوان المسلمين- تُعتبر مسؤولة عن انتشار التطرف والعنف في العالم (خاصة العالم العربي)، إلّا أن سيد قطب يُعَدُّ في بعض الحالات مترجمًا لأفكار المودودي إلى اللغة والثقافة العربية، مثل قضية “السيادة الإلهية” و”دولة الخلافة”. وذلك لأن المودودي هو أول من طرح فكرة “الدولة الإسلامية” من خلال بيان “جماعته الإسلامية” (بعد ثلاثة عشر عامًا من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين)، معلنًا رفض الديمقراطية والعلمانية، ومتبنيًا “تكفير المجتمعات”، ومطالبًا بإقامة “دولة دينية” يحكمها رجال باسم التفويض الإلهي. ففي معرض تفسيره لقوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ الأنفال 39، يقول: أمر الله المؤمنين بدين الإسلام أن يقاتلوا مَنْ في الأرض ولا يكفوا عن ذلك حتى تُمحى الفتنة، وبعبارة أخرى حتى تُمحى جميع النظم القائمة على أساس البغي على الله[11].
ولا شك أن تفسير الآية الكريمة، بهذا المفهوم، يعني الحرب الدائمة بين المسلمين والأديان والمعتقدات الأخرى، وهو مفهوم يتعارض تمامًا مع جوهر الإسلام كدين، ما يضع صاحب هذه الفكرة في مواجهة الفهم العام للمسلمين على مر العصور، هذا الفهم العام الذي يقوم على أن الشرعية الحصرية للحرب لا تكون إلّا في حالات العدوان ولغرض الدفاع فحسب، فضلًا عن أن تعبير المودودي بشأن اكتمال الرسالة المحمدية بـمصطلح “الثورة الإسلامية” بعد الجهد والكفاح المستمر”[12]، هذا التعبير ليس إلّا تسييسًا للدين الإسلامي برمته، وهو ما لم تقبله قط المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي وخبراء علوم الفقه الإسلامي وأصوله والفلسفة الإسلامية. ومن ثم فإن المودودي، بمعارضته لاعتقاد غالبية المسلمين بأن نبي الإسلام معصوم وأنه أدى الرسالة على أكمل وجه وفقًا لقوله تعالى ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ المائدة 3، يخلق -ولو بحسن نية- فكرةً لا تليق ولا تحترم مكانة الأنبياء، وذلك عندما يقول في نهاية كتابه على لسان الذات العليّة في مخاطبة الرسول (ﷺ)، أن يسأل الله: “اللهم اغفر لي ما عسى أن يكون قد صدر مني من التقصير والتفريط في واجبي خلال الثلاث والعشرين سنة التي قد قمت بخدمتك فيها”[13].
هذا المفهوم تلقَّفه سيد قطب عند عرضه المفهوم السياسي للدين، لاسیّما فيما يتعلق بالشعائر الدينية، حيث نجد أن هذا المفهوم الجديد للدين والسيادة دفعه إلى تقليص مكانة الشعائر الدينية “التَّعَبُّدِيَّة” في الرسالات السماوية، بل ونَحَّاها إلى مرتبة ثانوية أو تابعة، خلافًا لجميع تفسيرات علماء المسلمين الذين يعتبرون أن غاية خَلْق الإنسان في قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذاريات 56 هي العبادة بمعناها الديني غير السياسي. وعليه فإن سيد قطب -كالمودودي- يعتبر الشعائر الدينية مجرد “حكم لله في أمر لا يتضمن معنى العبادة، بل يُقَدَّم كأمر ثانوي لا كمبدأ”. ويرى أن هذا التفسير-أي التفسير السياسي للعبادة- هو نفسه رسالة الأنبياء؛ لأنه يقول “إن الشعائر التَّعَبُّدِيَّة مجرد “صورة من صور الدينونة لله في شأن من الشؤون، صورة لا تستغرق مدلول العبادة، بل إنها تجيء بالتبعية لا بالأصالة”[14]. ولم یتوقف سید قطب عند هذا الحد، بل قَلَّل من شأن الشعائر الدينية لدرجة أنه يقول: “إذ لو كانت حقيقة العبادة هي مجرد الشعائر التَّعَبُّدِيَّة ما استحقت كل هذا الموكب الكريم من الرسل والرسالات، وما استحقت كل هذه الجهود المضنية التي بذلها الرسل[15].
الجهالة وتفسيرها:
من القواسم المشتركة بين الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية ، المستمدة من فكر المودودي وسيد قطب، الخطاب العقائدي والسياسي لمصطلح “الجاهلية” فيما يتعلق بمراعاة الزمان والمكان والضرورات في تنظيم حياة البشر والمجتمعات، والذي يعتبره المودودي وسيىد قطب انحرافًا عن نهج الإسلام، بوضع قوانين غير إلهية. ويؤمنان بأن وضع القوانين من قبل الإنسان وتنظيم المجتمعات الإنسانية وفقًا لضرورات الزمان والمكان هو تدخل في عمل الله، وعلى هذا الأساس فإن محاربة “الجاهلية” هي أساس الحركة الإسلامية، حتى تصبح جميع الحكومات في العالم الإسلامي، مهما كانت أشكالها، خاضعة لهذا الأمرالإلهي(بحسبهم)، وتترك التشريعات الوضعية. ويرى المودودي أن الطريقة الوحيدة لمحاربة الجاهلية وحل كل هذه المشاكل هي وضع دستور إسلامي. ويرى أن المراد من “الدين” في القرآن هو “القانون والحدود.. فإن كانت السلطة التي يستند إليها المرء لاتباعه قانونًا من القوانين ، أو نظامًا من النظم سلطة الله تعالى، فالمرء ـ لا شكّ ـ في دين الله عزوجل.. وكذلك إن كانت تلك السلطة سلطة العائلة أو العشيرة، أو جماهير الأمة، فالمرء ـ لا جرم ـ في دين هؤلاء”.[16]
ولكنه ينسى أن الفكرة ليست أكثر من تناقض صارخ، إذ أن الدستور الإسلامي الذي يضعه المشرعون هو مجرد قانون وضعي يسنه البشر وفقًا لضرورات عصرهم وزمانهم.
إن جماعة الإخوان المسلمين، بوصفها أساس الأصولية الإسلامية المعاصرة، وفقًا لتنظير سيد قطب، تستند في الواقع إلى نظريات المودودي حول جهل المجتمع الحديث، وجهل السلطة، والقيم السياسية السائدة. وكما خلص المودودي إلى أن السيادة (بحسب فهمه) لله، وأن الحكم باسم الله من قِبل أفراد مفوضين منه هو أسمى وأثبت نظام حكم سياسي للبشرية جمعاء، فقد سار سيد قطب على نهجه في الوصول إلى النتيجة نفسها. بل إنه كرر ما قاله ابن تيمية في وجوب طاعة الحكام باسم الدين بقوله: “فإن الخلق عبادالله، والولاة نواب الله على عباده، وهم وكلاء العباد على نفوسهم بمنزلة أحد الشريكين”[17]
وهذا يعني أن المجتمعات عاجزة تمامًا عن محاسبة السلطات السياسية باعتبارها “خلفاء الله ورسوله”، ومسؤوليتها أمام الشعب هي مسؤوليتها نفسها أمام الله ورسوله. لأن الله وحده هو الذي مكنها، وهو وحده القادر على تغييرها.
ولذلك یصف سيد قطب جميع المجتمعات والأفكار التي لا تتوافق مع أفكاره بأنها “جاهلیة”. وأن جميع الحكومات الوطنية والديمقراطيات التي تعتمد بطريقة أو بأخرى على إرادة الشعب هي على حد سواء “جاهلية”، لأنها تفتقر إلى السيادة الإلهية. حيث يقول: إن العالم اليوم كله في “جاهلية” من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة، أنظمتها جاهلية لا تخفف منها شيئًا هذه التيسيرات المادية الهائلة، لأنها تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية .. وهي الحاكمية.. إنها تُسند الحاكمية إلى البشر”.[18]
وهكذا يعتبر سيد قطب أن كل الحكومات الحديثة التي وُلدت من العقل البشري هي حكومات جاهلیة، ويرى أنه من أجل العودة إلى الإسلام لا بد من استئناف عملية الدعوة والجهاد. وعلى هذا الأساس فإن الإخوان المسلمين يعتبرون الحكومات الوطنية والديمقراطيات حكومات متمردة على حاكمية الله، لأن الحكومات الوطنية المعاصرة، بحسب اعتقادهم ، تبدو وكأنها تعتبر نفسها شريكة في السلطة التشريعية والقضائية. ويعتبرون هذا التوجه البشري نحو التشريع معارضة للاعتماد على القوانين الإلهية.
وهذا بلا شك خلط واضح بين مفهوم السياسة والمفاهيم العقائدية المهمة مثل الألوهية والعبودية والربوبية وعالمية الدين الإسلامي، وهو في الحقيقة تكرار لمغالطات المودودي حول النظام الاجتماعي الإسلامي والأنظمة الفكرية الأخرى، إضافة إلى الحكم بكفر جميع الحكومات في البلاد الإسلامية، ودعوة جميع المسلمين إلى الهجرة من مجتمعاتهم نظرًا لكفر هذه الحكومات.
الرؤية الضبابية للدولة الدينية
ورغم أن “أبو الأعلى المودودي” أسس حركته “الجماعة الإسلامية” بعد “الإخوان المسلمين” بنحو ثلاثة عشر عامًا، وباعتماده “تكفير المجتمعات” ووصفها بالجهل، إضافة إلى رفضه أنظمة الديمقراطية والعلمانية، فإنه يُعرف بأنه أول من دعا إلى “الدولة الدينية”، التي يحكمها رجال باسم التفویض الإلهي وبأمره.
ويُعدّ المودودي رائدًا للفكر التكفيري في وصف واقع المسلمين ومجتمعاتهم بالكفار. ويعزو على وجه الخصوص أسباب جهل المجتمعات الإسلامية إلى نوعين من الجهل، الأول يرى أنه مستورد من الغرب، والثاني إلى ارتداد المجتمع الإسلامي إلى الجاهلية منذ بداية عهد الخليفة عثمان بن عفان.[19] لأنه لا یعتبر حکومات المجتمعات إسلامیة إلا إذا كانت أنظمتها مبنية على الحكم الديني؛ وذلك عندما يقول: ” أن تكون الحاكمية فيها (المجتمعات)” خالصة لله وحده إلى حد يتفق والنظرية الثيوقراطية (اللاهوتية).[20]
وفي إطار شعاري، ومن دون حل عملي لأفكاره، لا يكتفي المودودي بالتأكيد على ضرورة السيادة الدينية (اللاهوتية)، بل يعتبر أيضًا المجتمعات المنظمة على أساس العقد الاجتماعي بمختلف أشكاله مجتمعات “جاهلية”، إذ يقول: إن الجهل المطلق يسيطر على المجتمع عندما “ينهض بنيان “السياسة” على قواعد “الحاكمية البشرية”، سواء كانت حاكمية فرد أو أسرة أو طبقة أو حاكمية الجمهور”.[21] وبهذا يعتبر المجتمعات التي تقدّر سيادة العقل ومقتضيات النصوص الدينية في تنظيم شؤونها السياسية خارجة عن دائرة الإسلام.
ورغم أن أفكار المودودي نشأت في المجتمع الهندي، الذي كانت له ظروفه ومشكلاته وخصائصه، وكان بعيدًا تمامًا عن البيئة العربية، إلا أن الإخوان المسلمين تبنوا أفكار المودودي ونقلوها إلى المجتمع العربي، الذي كان مختلفًا تمامًا عن مجتمعي الهند وباكستان. وبطبيعة الحال، فإنهم، بهذه الفكرة، رفضوا الأنظمة السياسية في العالم العربي التي تقوم على العقد الاجتماعي أو المبادئ الديمقراطية، ولیس أدل على ذلك من شعارهم الشهير (الإسلام هو الحل)، وهو ما يتضمن في حد ذاته اعتبار هذه الحكومات والمجتمعات، وحتى الأفراد الذين يخضعون لقوانين هذه الأنظمة، خارج حظيرة الدين، لأن الإخوان على غرار المودودي، الذي يقول تحت عنوان “حاكمية الله القانونية”؛ “إن كل حكم خلاف حكم الله ليس خطأً أو حرامًا فحسب، بل هو كفر وضلال وظلم وفسق، وأي حكم كهذا هو حكم الجاهلية، لا يؤمن الإنسان ما لم يكفر به”.[22] وبهذا التصور اختصروا مفهوم طاعة الله تعالى، في الطاعة السياسية. ولكن لا المودودي، ولا الإخوان، ولا الإسلامويون الذين وصلوا إلى السلطة في بعض البلدان، قدّموا خطة عملية في سياق شعار “الإسلام هو الحل”.
بل إن المودودي حدد إطار صلاحيات سلطات الدولة أيضًا بشكل يتناقض مع روح وفلسفة الدين والتشريع؛ من حيث تنظيم المجتمعات بحسب مقتضيات العصر واختلاف عادات الشعوب وتقاليدها. وهذا ما يتناقض مع عالمية الدين الإسلامي؛ وذلك عندما يقول “إن الشكل الصحيح لحكومة البشر في نظر القرآن هو أن تؤمن الدولة بسيادة الله ورسوله القانونية، وتتنازل لهما عن الحاكمية، وتؤمن بأن تكون خلافة نائبة عن الحاكم الحقيقي تبارك وتعالى، وسلطاتها في هذه المنزلة لابد وأن تكون محدودة.. سواء كانت هذه السلطات تشريعية أم قضائية أم تنفيذية”.[23]
وتأتي هذه الأفكار المتطرفة للإخوان والمودودي على الرغم من أن الدول العربية تنص في دساتيرها على أن الإسلام هو دين الدولة، وأن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع، أو مصدر من مصادر التشريع، أو أنه لن يصدر في البلاد قانون يتعارض مع المبادئ الأساسية للدين. كما أن المجتمع ملتزم بالإسلام من خلال المؤسسات والهیئات الدينية التي تعمل فيها. لأن البناء الفكري لهذه المجتمعات، مستمدّ من روح الدين ومقاصد شريعته.
وأما فیما یتعلق بالسیاسة وأسالیب الحکم في البلاد، فإنها ترتكز على عقد اجتماعي يُنظر إليه في كل دولة وفقًا لظروفها السياسية والاجتماعية والثقافية. وعلى هذا الأساس، يكون الحاكم أو الرئيس نائبًا عن الشعب ومسؤولًا أمامه، وليس كما تصور المودودي وسيد قطب أن الحاكم أو الرئيس نائب عن الله وخليفة لرسول الله، يحكم باسمه ولا يُحاسب إلا أمامه تعالى يوم القيامة.
بينما يؤكد المودودي، وبالتبعیة منه “الإخوان المسلمين”، أن أساس الألوهية والربوبية هو “الحاكمية والمُلك”، حيث يقول: إن “أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة… وإن الألوهية والسلطة تقتضيان بعضهما بعضًا، ولا فرق بينهما في المعنى والروح ..” [24]، وبذلك فإن الشعائر الدينية الأخرى، وفق التصور الديني، كالصلوات الخمس وسائرالعبادات، هي في الواقع وسائل بالنسبة للمودودي تقود نحو غاية أخرى: هي الطاعة وتأسيس الحكومة الإلهية، وإعادة تنظيم الحياة. بينما إجماع الأمة منعقد على أن الصلاة وسائر العبادات غاية في حد ذاتها.[25]
وعلى غرارالمودودي، حصر سيد قطب،”العبادة” في “الطاعة”، وطوّر نظرية الجهالة الموجودة في كتابات المودودي إلى حد تكفير المجتمعات الإسلامية، حيث ينص: ” ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناسًا ممن يسمون أنفسهم مسلمين، بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع، وإن صلّى وصام وحج البيت الحرام، لأنها تعطي أخص خصائص الألوهية “الحاكمية” لغير الله، وتسندها إلى البشر، “إذ الحاكمية من خصائص الألوهية”[26].
في الواقع فإن سيد قطب يعتقد في هذا المجال أن ألوهية الله لا تظهر في المجتمع إلا من خلال حكمه في صورة الخلافة، كما أن المجتمع لا يسمّى مجتمعًا إسلاميًّا إلا إذا كان تحت حكم الله، أي أن الإنسان حتى لو آمن بالله وصلى وصام ولكنه ليس تحت حكم الله فهو في مجتمع جاهل. وهكذا فإن الجهل عند المودودي وسيد قطب هو نقيض حاكمية الله التي تتجلى في إقامة دولة دينية.[27]
وهذا يعني أن تنظيم شؤون المجتمعات في أي وقت بالاعتماد على العقل كمناط للتكليف أمر مستبعد، وأن البشرية دون معتقدات المودودي وسيد قطب تساوي الجاهلية، كما أن العلاقة بين العبد وربه هي في حقيقتها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أو الرعية والمَلِك. ولا شك أن هذه التفسيرات لا تتفق حتى مع التبجيل الواجب مراعاته لمقام الله تعالى.
خاتمة:
بالنظر إلى العلاقة بين الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية للمودودي في باكستان، يصبح من الواضح أن هاتين الجماعتين تلعبان دورًا مشتركًا ومتكاملًا في خلق الإسلاموية، وخلق الجماعات الإرهابية في شرق العالم وغربه، وربما يكون الفارق الوحيد هو أن إحداهما نشأت في العالم العربي، والأخرى في شبه القارة الهندية، خاصة في باكستان، فضلًا عن حقيقة أن منظري الإخوان المسلمين، بقيادة سيد قطب، تأثروا في كثير من الحالات بـ”أبو الأعلى المودودي .”
وبعد أن انكشفت مخاطر جماعة الإخوان المسلمين كبيئة خصبة لنمو الأفكار الهدامة في المجتمعات العربية، وتوسع نشاطها الإرهابي الفعلي، خاصة خلال ما يعرف بالربيع العربي، اتخذت الدول إجراءات مهمة لمكافحة هذه الجماعة والجماعات التابعة لها. ولكن في مسألة مكافحة الأيديولوجيات الهدامة ومنع انتشار الظاهرة الإرهابية التي تؤدي أفعالها أحيانًا إلى إشعال حروب شاملة، “كما حدث مؤخرًا بين الهند وباكستان”، من الضروري تعريف العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في جنوب آسيا، وخاصة في باكستان وبنغلاديش، كجماعة إسلاموية وجهادية، لأن الجماعة الإسلامية التابعة للمودودي هي نظيرة جماعة الإخوان المسلمين من حيث عموميات الفكر والأسلوب.
وعلى الرغم من ترديد جماعة الإخوان المسلمين شعار (الإسلام هو الحل)، وجماعة المودودي شعار (فرض الشريعة) لتسييس الدين، فإنه لا الجماعة الإسلامية ولا الإخوان المسلمين قدموا خطة لكيفية تنفيذ هذه الشعارات، وتنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لمختلف المجتمعات الإسلامية في العالم.
مع أن المودودي يعتقد أن “نظرية الإسلام السياسية” بحاجة ماسة إلى أن يُكشف عنها الغطاء “وينقشع هذا الظلام الفكري الضارب أطنابه على المجتمع”.[28] إلا أنهم لو سُئلوا عن معنى (الإسلام هو الحل)؟ أو بناءً على أيّ من آراء الفقهاء الكثيرة على اختلاف مذاهبهم تنظّم حياة الناس في المجتمعات المختلفة؟ يتهربون من جوهر المسألة، ويكررون نصوص القرآن الكريم العامة، ذات المعاني والتأويلات الكثيرة، ويتحاشون مناقشة إيجاد حل، حتى لو كان ذلك بناءً على روايتهم الخاصة.
كما اتضح أن الوحدة الفكرية بين الإخوان المسلمين وجماعة المودودي (الهندي – الباکستاني) تقوم على مبدأ تسييس الدين، والوصول إلى السلطة بكل الوسائل، وإقامة حكومة باسم الله ورسوله، ومواصلة حكم الجماعة السردي المسمى بالخلافة. وبالنظر إلى مصادر هذه الوحدة الفكرية بينهما، يتضح تأثر المودودي بالبيئة الاجتماعية والثقافية لشبه القارة الهندية، حيث تهيمن الهندوسية، مما وضعه في حالة نفسية معينة جعلته يصور العديد من المفاهيم القرآنية بروح مجازية، ويفسر المفاهيم الأساسية للقرآن من منظوره، وهي “الله” و”الرب” و”الدين” و”العبادة”، تفسيرًا لا يتفق مع الفهم العام للمسلمين عبر التاريخ، وأهداف الدعوة العامة. كما حاول الإخوان المسلمون، وخاصة بعد قيام الدول الوطنية العربية، استخدام اسم “الخلافة” لإثارة مشاعر المسلمين وتحقيق الهيمنة الأبدية، غير مدركين أن أنماط الحياة السياسية والاجتماعية في كل عصر وزمان لها متطلباتها الخاصة، وأن ما يريده القرآن هو حفظ المصالح العامة للإنسان القائمة على حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض.
[1] بدر رجب السيد، ياسر محمود البتانوني، “رؤية سيد قطب للجهاد وأثرها على خوارج العصر”. مجلة بحوث کلية الآداب. جامعة المنوفية 36141.3 (2025). على الرابط: https://short-link.me/18iIA
[2] “أبو الأعلى المودودي: الرئة الخبيثة التي يتنفس منها الإخوان”، صحيفة الرياض، 7 يناير 2018، على الرابط:
[3] أبو الأعلى المودودي، اصطلاحات چهارگانه در قرآن، ترجمة سامان یوسفي نژاد، الطبعة الرقمية الأولى، كتابخانه قلم، تم الوصول إليه في 27 مايو 2025، على الرابط:
[4] أبو الأعلى المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن، أرشيف الإنترنت، على الرابط:
[5] أبو الأعلى المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن، صفحة 93، على الرابط:
[6] المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن، ص 93، على الرابط:
[7] الندوي، أبو الحسن علي الحسني. التفسير السياسي للإسلام. تحقيق عبد الحق التركماني. بيروت: دار البشائر الإسلامية، 2014. ص 68، على الرابط: https://2u.pw/QdA6e
[8] سيد قطب، معالم في الطريق (دار الشروق، 2012)، ص50، على الرابط:
[9] الندوي، التفسير السياسي للإسلام، ص 79، على الرابط:
https://short-link.me/1dzL9
[10] مولوي رحیمي، “تفسیر سیاسي إسلام: نقد أبو الحسن ندوي بر إسلام-شناسیي أبو الأعلی مودودي”، مدونة شهرستان خواف، تم الوصول إليه في 27 مايو 2025، على الرابط:
https://goo.su/umWX67n
[11] أبو الأعلى المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن (Internet Archive)، تم تحميله في 24 مارس 2018، على الرابط:
[12] أبو الأعلى المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن، ص 130، أرشيف الإنترنت، تم الوصول إليه في 27 مايو 2025، على الرابط:
[13] أبو الأعلى المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن (Internet Archive)، ص 129، تم الوصول إليه في 4 سبتمبر 2025، على الرابط: https://goo.su/RpnW7
[14] سيد قطب، في ظلال القرآن، الجزء 4، ص. 1938، على الرابط:
[15] السيد، بدر رجب، والبتانوني، ياسر محمود. “رؤية سيد قطب للجهاد وأثرها على الخوارج المعاصرين”. مجلة بحوث كلية الآداب – جامعة المنوفية، العدد 17، 2025. على الرابط:
[16] أبو الأعلى المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن (Internet Archive)، ص. 125، تم الوصول إليه في 4 سبتمبر 2025، على الرابط:
[17] ابن تيمية، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، ويكي مصدر، تم الوصول إليه في 27 مايو 2025،
https://goo.su/p0LhIb
[18] سيد قطب، معالم في الطريق، فولة بوك، تم الوصول إليه في 27 مايو 2025،
https://goo.su/YgFwjt
[19] يوسف عمر يوسف، “مجتمعات اليوم.. هل هي مجتمعات جاهلية؟!”، الجزيرة نت، 12 يوليو 2018، على الرابط:
[20] أبو الأعلى المودودي، الخلافة والملك (Internet Archive)، ص. 33، تم الوصول إليه في 4 سبتمبر 2025، على الرابط:
[21]أبو الأعلى المودودي، الإسلام والجاهلية، (مؤسسة الرسالة: بيروت، 1982) ص، 15 على الرابط:
[22] أبو الأعلى المودودي، الخلافة والملك (الطبعة الأولى، دار القلم، 1978)، ص.17. على الرابط:
[23] المودودي، الخلافة والملك، ص. [19]
[24] المودودي، المصطلحات الأربعة في القرآن، ص. 23، ص. 29على الرابط:
[25] ربيع الجزولي، “النقد الإسلامي للإسلام السياسي: الندوي ينسف حاكمية المودودي وسيد قطب”، مرايانا (Marayana)، نشرت في 27 نوفمبر 2023 (مُحدَّث: 25 نوفمبر 2023)، متصفح في [عنوان URL] على الرابط:
https://short-link.me/1d8N9
[26] سيد قطب، في ظلال القرآن، تفسير سورة يوسف، الآية 40، صفحة 240، نقلًا عن موقع “القرآن – تفسير” (quran-tafsir.net/qotb/sura12-aya40.html). على الرابط:
[27] خرمشاد، محمدباقر، علمالهدی، and سید محمد حسین. “بررسی تطبیقی آراء سیاسی ابوالعلی مودودی و سید قطب.” جامعه شناسی سیاسی ایران 13, no. 4 (2021): 429-454.
[28] أبو الأعلى المودودي، نظرية الإسلام السياسية، عبر الإنترنت، صفحة مقدمة الكتاب ص، 6، على الرابط: