تهدف هذه الدراسة، التي تمثل الجزء الثاني من دراسة سابقة نشرها تريندز في شهر مارس الماضي بعنوان “قراءة في أهم كتب فهم الإرهاب ومكافحته: الجزء الأول” والتي حللت ولخصت كتابين من أهم الكتب المختصة بفهم ومكافحة الإرهاب[1].
وسوف نتناول في هذا الجزء الثاني والأخير أهم الاتجاهات المنهجية والأبستمولوجية التي تسود الأدبيات الأكاديمية حول موضوع فهم الإرهاب ومكافحته وخصوصًا منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي[2]، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، نظرًا للاهتمام المتزايد بدراسة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام[3]، وذلك على كافة الأصعدة البحثية والمجتمعية والأمنية وذلك على المستويات الإقليمية والوطنية والدولية[4].
وبادئ ذي بدأ، يمكننا القول بأنه نادرًا ما تركزت تلك الدراسات بشكل أساسي وعميق على منتجي المعرفة، أي مؤلفي النصوص التأسيسية للإسلاموية[5] أو على الباحثين والمنظّرين الذين يحللون ويشرحون ظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. في الواقع، يقوم مؤلفو النصوص التأسيسية للإسلاموية، فضلًا عن الاتجاه السائد بين الباحثين العاملين في مجال التطرف الإسلاموي، بإضفاء الشرعية أو التبرير أو التقليل من أهمية التطرف الذي يؤدي إلى العنف باسم الإسلام. ولذلك فيمكن اعتبارهم على رأس سلسلة تتكون آخر حلقة فيها من الأشخاص والجماعات المتورطة بشكل مباشر في هذا العنف[6].
على سبيل المثال، تُظهر مراجعة الأدبيات التي استندت إليها تلك الدراسة أن الباحثين الغربيين الذين يعملون في مجال التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام غالبًا ما يستبعدون جماعة الإخوان المسلمين من دراساتهم[7]، على الرغم من أن تلك الجماعة هي أم وأبو الإسلاموية[8]، على الأقل على مستوى التنظير ورؤية للعالم[9].
علاوة على ذلك، تميل الأدبيات الغربية إلى دراسة العنف الجسدي[10] أكثر مما يسمى بالعنف الفكري أو النظري أو الرمزي الذي يشكل، وفقًا لفرضية هذا البحث، المرحلة الأولية والإلزامية لأي انتقال للتطرف إلى العنف الجسدي باسم الإسلام والذي تمارسه الإسلاموية. إن “الإغراء للتطرف المؤدي للعنف” ومقاوليه التنظيريين، سواء من الإسلامويين، أو من بين الباحثين والمنظرين الغربيين (الذين يحاولون إخفاء الأسس المعرفية التي يقوم عليها التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام) يكاد يكون غائبًا تمامًا عن الدراسة والبحث بشكل معمق ونقدي. باختصار، يبدو أن الاتجاه السائد في الأدبيات المتصلة قد تخلى عن[11] فهم أشكال ومضامين التدين التي يمكن أن تؤدي إلى العنف باسم الإسلام[12]، واكتفوا بالسعي إلى فهم الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فقط أو عملية التطرف كمسيرة فردانية.
وفقًا ل BIRNBAUM، “[…] لن نفهم ما هو على المحك مع الإسلاموية أو تطرفها المؤدي للعنف دون أخذ هذا النوع من التدين على محمل الجد”[13]. فالتطرف المؤدي للعنف له مظاهر ثلاثة يمكن تعريفها بها: تبني أيديولوجية يصبح منطقها إطارًا حقيقيًا للحياة والعمل ومعنى وجودي الفرد. والثاني هو الاعتقاد في استخدام وسائل عنيفة لجعل صوت الأيديولوجية مسموعًا وموجودًا على الساحة. والثالث هو الدمج بين الأيديولوجيا والعمل العنيف[14].
في هذا السياق يجب طرح السؤال التالي: هل يمكن اعتبار التحريض على العنف، أو توفير غطاء أيديولوجي، أو ديني، أو نظري يشرعنه أو يبرره أو يقلل من أهميته عملًا عنيفًا في حد ذاته؟ فوفقا لنظريّة أوستين عن “أفعال الكلام” «acts speechs of Theorie»، والتي أسّس لها في كتابه الشهير «How to do Things with Words»، والتي ينظر فيها بأنّ الأفعال السلوكيّة، إنما تنجز بالأقوال التعبيريّة التي عادة ما تسبقها وتمهّد لها.[15] وبالتالي، “سيكون كافيًا لواعظ إسلامي مؤثر أن يقول “هذا مُعادٍ للإسلام أو يشن حربا ضد الإسلام” ليعرض حياة هذا الأخير للخطر”[16]. لا يمكن فهم لماذا وكيف يكون الشخص راديكاليًا إرهابيًا باسم فهمه للدين، دون فهم الأفكار التي تحتوي على بذور العنف، والتي بدونها لا يمكن له أن يرتكب أفعاله تحت الراية الدينية.[17].
وفي هذا السياق، فإن الأدبيات يبدو أنها تسعى أكثر لفهم لماذا وكيف يصبح الشخص متطرفًا ولا تسعى بما يكفي للبحث عن الأفكار التي تحتوي على بذور العنف، والتي بدونها لا يمكن للمتطرفين أن يرتكبوا أفعالهم تحت الراية الدينية. يبدو أيضًا أن الأدبيات تخلت عن فهم كيفية تأثير المقاربات النظرية والمعرفية للباحثين والمنظّرين على ممارساتهم المنهجية وإنتاجهم للمعرفة المتعلقة بظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. من أجل سد هذه الفجوة، ستكشف هذه الدراسة أولًا عن خريطة للمقاربات المعرفية الكامنة وراء المناهج النظرية المختلفة التي تحاول فهم ظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. وخصوصًا تلك التي تنطوي على ما نسميه “تبييض العنف” والتي تسعى لإخفاء الأسس الأيديولوجية للتدين “الإسلاموي” المتطرف والمؤدي إلى العنف باسم الإسلام.
سوف نفصل في السطور القادمة أهم المقاربات الأبستمولوجية والمنهجية لظاهرة التطرف الإسلاموي المؤدي للعنف الموجودة في الأدبيات الأكاديمية حول فهم الإرهاب ومكافحته.
من خلال الأدبيات التي تم الرجوع إليها لإنجاز تلك الدراسة، تم العثور على تسعة وعشرين سؤالًا متكررًا لفهم وتحليل ظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام وهي كالتالي:
- أربعة أسئلة (الثلاثة الأولى منها استشراقية بامتياز)، تدور حول دور الإسلام كدين في عملية التطرف: هل الانتماء إلى الإسلام هو العامل الرئيسي في التطرف باسم هذا الدين ؟ هل هو تطرف للإسلام أم أسلمة للتطرف؟ هل الإسلام كدين يمكن له أن يكون هو الحل لظاهرة التطرف باسم الإسلام أم أنه هو المشكلة؟ هل يوجد إسلام واحد أم أن هناك نسخًا متعددة مختلفة من الإسلام (أنواع متعددة من التدين باسم هذا الدين)؟
- ثلاثة أسئلة أخرى تتعلق بدور الإسلاموية في عملية التطرف الذي يؤدي إلى العنف باسم الإسلام: هل الإسلاموية هي الإسلام؟ هل يمكن أن تكون الإسلاموية معتدلة أم أنها بطبيعتها عنفيه؟
- أربعة أسئلة تركز على دور العوامل غير الدينية في عملية التطرف: ما هي العوامل غير الدينية التي من الممكن أن تدفع للتطرف باسم الإسلام؟ ما هو دور العوامل السياسية الاقتصادية في التطرف؟ ما هي أهمية السياق الاجتماعي في عملية التطرف؟ ما هو دور العامل النفسي في التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام؟
- خمسة أسئلة تتعلق بزاوية دراسة ظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام:
ما هي أولويات دراسة تلك الظاهرة؟ ما الذي يجب دراسته فيها أولًا؟ ما هي الطريقة التي يجب بناء الدراسة على أساسها لفهم أفضل لتلك الظاهرة؟ ما هو الهدف من دراستها؟ ما هي المقاربات والضوابط العلمية الأنسب لدراسة هذه الظاهرة؟
- سبعة أسئلة تركز على تصنيف طبيعة هذا التطرف، وفقًا للمعايير الثلاثة التالية: الشرعية والهيمنة (مدى الانتشار وتأصله) والطبيعية: ما هي التصنيفات المتوافرة للتطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام ؟ هل يؤدي التطرف إلى العنف الفكري والرمزي واللفظي و / أو البدني؟ هل هو عنف جوهراني متأصل أم عارض سياقي؟ هل هو عنف مؤجل أم فوري؟ محلي، إقليمي و / أو دولي؟ هل هو سلاح للضعفاء أم للأقوياء؟ هل هو جريمة سياسية أم جريمة جنائية؟
- سبعة أسئلة أخيرة تبحث عن حلول ومقترحات للتعامل مع هذه الظاهرة: هل يجب تحديث الإسلام لمواجهة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام؟ هل يجب أن نفرق بين الإسلاموية والإسلام كخطوة رئيسية لتفكيك الأسس التي بنيت عليها الإسلاموية المتطرفة؟ كيف نستطيع إزالة التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام من الفراد والجماعات؟ هل سيؤدي تحسين السياق غير الديني (الإدماج والعدالة والإنصاف والديمقراطية والتنمية المستدامة) إلى إنهاء التطرف الذي يؤدي إلى العنف باسم الإسلام؟ فيما تستخدم الدراسات حول التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام تستخدم لفهم أو وصف أو تحليل أو مقارنة أم لإيجاد حلول لتلك الظاهرة؟ ما هي أدوار المجتمع المدني والدول والمجتمع الدولي في مجابهة التطرف العنيف باسم الإسلام؟ كيف يعرف التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام والمصالح المتصلة به؟ هل من الممكن منع التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام؟ هل يمكن للفرد (أو المجموعة المتطرفة) نزع التطرف عن أنفسهم بشكل ذاتي؟
من خلال هذه الأسئلة التسعة والعشرين السائدة في الأدبيات، من الممكن تحديد 10 فئات معرفية رئيسية تدرس وتحلل ظاهرة التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام:
- الفئة الأولى تسعى إلى تحديد أنسب الطرق لفهم أفضل لظاهرة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. وفي هذا الإطار توجد طريقتان متعارضتان: الأولى، مقاربة البنيوية structuraliste التي تركز على مسألة “لماذا يتطرف الشخص” أو على “الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى تطرف الشخص”[18]. والثانية، النهج Processuelle الذي يركز على التطرف كعملية مسيرة فردانية[19] ينظر من خلالها إلى الانخراط في العنف كنتيجة لعملية تنشئة اجتماعية غير غائية تدريجية ومتعددة الأبعاد[20]. المقاربة السائدة في الأدبيات عمودية Vertical إلى حد كبير ومتمحورة حول الفرد. لذلك فهي تستثني غالبًا إمكانية التزام هذا الفرد المسبق بنوع من التدين يمكن له أن يؤدي إلى العنف باسم الإسلام[21].
- فئة معرفية ثانية تسأل عما إذا كانت الإسلاموية معتدلة أم عنيفة. وفي هذا الإطار، يصور بعض الباحثين الإسلاموية على أنها حركة عنيفة بطبيعتها[22]. ويصفها آخرون بأنها حركة معتدلة[23]. كما أن فصيلًا ثالثًا من الباحثين يرى أن التيارين، العنيف والمعتدل، يوجدان في نفس الوقت داخل الإسلاموية، بل وداخل جماعة محدد كجماعة الإخوان المسلمين.[24] بينما يرى فصيل رابع من الباحثين بأن الإسلاميين في طريقهم للتحول إلى الاعتدال، على الرغم من التحديات المتبقية التي تواجههم قبل اعتبارهم معتدلين بشكل كامل[25].
- فئة ثالثة تفضل المقاربة الإثنوغرافية أو المقاربة النوعية القائمة على المقابلات من أجل تحديد ما إذا كان الانتماء الديني أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية هو العامل الأكثر أهمية في عملية التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. وفي هذا الإطار، هناك تفسيران متناقضان في هذه الفئة: 1) تفسير استشراقي، يدعي بأن المسلم يميل إلى أن يصبح أكثر تطرفًا من غيره من أصحاب الديانات الأخرى (“تأثير الإسلام” له الأسبقية على جميع المعايير الأخرى، بما في ذلك العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويصبح العامل الغالب في الإغراء المتطرف[26])؛ 2) في حين أن التفسير الآخر يرى أن معظم المتطرفين لم ينتموا حتى للأصولية الإسلاموية، بل وينحدرون من خلفيات غير إسلاموية بعيدة حتى عن أي نمط من أنماط التدين، خصوصًا المتطرف منه.[27]
-
فئة معرفية رابعة تركز على ماهية العنف وطبيعته. وتقترح ثلاثة معايير تحليلية لفهم طبيعة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام: الشرعية والهيمنة وطبيعة العنف. الباحثون الذين يندرجون في هذه الفئة ينقسمون إلى تيارين: أولئك الذين ينظرون إلى التطرف وإلى العنف باسم الإسلام على أنه “طبيعي – مسيطر عليه – شرعي -“[28]، وأولئك الذين يرون أنه “غير شرعي – مسيطر عليه – مَرَضي”[29].
فئة خامسة تدرس العنف الذي يرتكب باسم الإسلام إما كسلاح للضعفاء أو كسلاح من أسلحة الأقوياء. فبعض الباحثين يعتبره سلاح الضعفاء للذود عن مصالحهم وهوياتهم رغم ضعفهم[30]. ولكن هناك من يعتبره من الباحثين، مثل تشومسكي، سلاحًا للأقوياء قبل كل شيء: “عندما يُزعم العكس، فهذا فقط لأن الأقوياء يتحكمون أيضًا في الأجهزة الأيديولوجية والثقافية التي تسمح لإرهابهم بأن يمرر على أنه من عمل الآخر”[31].
- الفئة المعرفية السادسة تتعلق بمناقشات أجريت بزخم في السياق الأكاديمي الفرنسي أكثر من غيره للسعي لمعرفة ما إذا كان من المناسب الحديث عن تطرف الإسلام أم عن أسلمة التطرف لفهم ظاهرة التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام. يمكن العثور على أربع إجابات محتملة في الأدبيات. الأولى يدافع عنها Gilles Kepel، الذي يجادل بأنه تطرف للإسلام[32]. الثانية يدعمها وينظر لها Olivier Roy[33]، الذي يقول إنه بالأحرى أسلمة للعنف السياسي ونوع من ثورة الأجيال العدمية التي تأتي في شكل سبب أو أزمة وجودية، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي، ويذهب لنفس التفسير Alessandro Orsini عندما يقول إن المجتمع “يمر بتناقضات عميقة، ويوقع الأفراد في قلق وجودي يضرهم للبحث في الأيديولوجيات عن وسيلة لوضع حد لحيرتهم النفسية”[34]. بالنسبة إلى Orsini، يُدفع الإرهابي في المقام الأول بتلبية حاجة روحية وبإعطاء معنى لوجوده. في حين يفترض اتجاه ثالث أنه من المغري الجمع بين المقاربتين لفهم أفضل للتطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام[35]. واتجاه رابع يرى أنه لا يوجد تطرّف في الإسلام ولا أسلمة للتطرف، فالعنف الذي يُعبَّر عنه باسم الإسلام هو بالأحرى “تطرف سياسي”، سبق التطرف الديني قبل أن يغلف الأخير الأول لتمريره وشرعتنه بشكل أكبر.[36]
-
فئة سابعة تسعى لمعرفة أولوية ما يجب دراسته، وفي هذا الصدد، فهم كيف يصبح الفرد متطرفًا هو السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه في تلك الفئة[37]. وفي هذا السياق يوجد الآن نهجان حديثان، يرغبان في تغيير زاوية دراسات التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. الأول يتطلب تجنب تفسير هذا التطرف من حيث الدوافع “للتركيز بدلًا من ذلك على بعض آثاره، وعلى وجه الخصوص إلى مسألة الخوف والرعب منه من خلال تحويل مسألة معرفة سبب ارتكاب الأشخاص للعنف إلى مسألة معرفة سبب شعورنا بهذا الرعب في مواجهة هذا العنف”[38]، وتثير المقاربة الثانية التساؤل عن أسباب وكيفية خروج أو نزع الأفراد والجماعات من التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام[39].
في الفئة المعرفية الثامنة، يفترض الباحثون علاقة الإسلام بالعنف، إما على أنها “مشكلة في حد ذاتها”[40]، أو “كحل بحد ذاته”[41].
- الفئة التاسعة معنية بالعلاقة بين الديني والسياسي وتأثيرها على عملية التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام. فيرى بعض المختصين أن التعبئة والعنف باسم الإسلام يستندان أساسًا إلى دوافع سياسية[42]. عندئذ يكون للسياسي الأسبقية على الديني في التجييش والتحريض على العنف. وعلى العكس من ذلك، يفترض باحثون آخرون [43] أن الدين له الأسبقية على السياسة وأن العنف المرتكب باسم الدين ليس عنفًا سياسيًا. وهناك اتجاه ثالث ينص على أن التطرف الذي يؤدي إلى العنف باسم الإسلام يقع بالتأكيد على مفترق طرق بين السياسي والديني.[44]
- الفئة المعرفية العاشرة تركز على إيجاد حلول لمشكلة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. في هذه الفئة، يصر تيار أول على حقيقة أن إدماج الإسلاميين في المجتمعات وإشراكهم في الحكم سيؤدي بهم إلى الاعتدال وأن استبعادهم أو إقصاءهم لن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف. ففي النظام التعددي، سيؤدي دمج الإسلاميين بلا شك إلى اعتدالهم[45]، في حين أن استبعادهم من اللعبة السياسية من شأنه أن يسهم في تطرفهم[46]. وهناك تيار ثانٍ يشكك في عملية نزع التطرف عن الإسلاميين عن طريق إدماجهم، لأن الإسلاموية هي حركة عنيفة بطبيعتها، وأن هذا العنف سيظهر على الرغم من الإدماج، وغالبًا ما يتم ذكر مثال الرئيس المصري الراحل السادات (1918-1981)، الذي اغتيل على أيدي إسلاميين أطلق سراحهم ومنحهم الحريات السياسية.[47]
الخاتمة
من الضروري أن نبدأ في التفكير في الخطوط الرئيسية لمقاربة معرفية أكثر وعيًا وفهمًا لطبيعة التطرف المؤدي إلى العنف باسم الإسلام. وفي هذا السياق تقترح تلك الدراسة عمل دراسات لاحقة للتنظير لمقاربات تهدف إلى فهم لماذا وكيف يصبح الشخص متطرفًا ويرتكب العنف باسم الإسلام، كما تسعى، في الوقت نفسه، إلى مراعاة السياق وتحديد الأفكار التي تبرر العنف أو تنظّر له أو تدفع له، وهي أفكار لا يمكن للمتطرفين أن يرتكبوا أفعالهم تحت راية نمط تديّنهم بدونها. وبالتالي، فإن النهج يجب أن يكون عموديًا (دراسة المتطرف) وأفقيًا (دراسة السياق المجتمعي والسياسي والاقتصادي، إضافة إلى دراسة الأيديولوجية التي ينتمي لها المتطرف أو الذي قد مورس العنف تحت مظلتها الفكرية).
كما أن اتّباع مقاربة نقديّة ومتعدّدة التخصّصات تربط بين عوامل التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنصوص المؤسِّسة والمسوِّغة للعنف. وإعطاء كل العوامل وزنها النسبي هو أمر ضروريّ لفهمٍ أفضل لظاهرة التطرّف التي تؤدّي إلى العنف – كذبًا – باسم الإسلام، دون الوقوع في فخ تبييض العنف[48].
[1] قسم الإسلام السياسي، تريندز للبحوث والاستشارات، قراءة في أهم كتب فهم الإرهاب ومكافحته: الجزء الأول، 14 مارس 2024،
[2] وبشكل أكثر تحديدًا، من الثورة الإيرانية واستيلاء الأصوليين الإسلاميين بزعامة جهيمان العتيبي على المسجد الحرام في نوفمبر 1979.
[3] التطرف باسم الدين هو شكل من أشكال التطرف المرتبط بالقراءة السياسية للدين والدفاع، من خلال العمل العنيف، عن الهوية الدينية التي يُنظر إليها على أنها تتعرض للهجوم (النزاعات الدولية، والسياسة الخارجية، والمناقشات المجتمعية، نمط الحكم، مصدر الشرعية والقانون، وما إلى ذلك). يمكن أن تجد جذور هذا التطرف العنيف في جميع الأديان.
Centre de prévention de la radicalisation menant à la violence (CPRMV), Types de radicalisation, https://info-radical.org/fr/types-de-radicalisation/
[4] انظر على سبيل المثال:
Gilles BIBEAU, Le terrorisme, piège pour la pensée. Essai sur la violence dans l’humain, Montréal, Éditions Mémoire d’encrier, 2015, 242 p.; Leyla DAKHLI, « L’islamologie est un sport de combat. De Gilles Kepel à Olivier Roy, l’univers impitoyable des experts de l’islam », Revue du Crieur, La Découverte, vol. 3, no. 1, 2016, p. 4-17, [En ligne], http://www.revueducrieur.fr/index.html ; Richard JACKSON, « The Study of Terrorism after 11 September 2001: Problems, Challenges and Future Developments », Political Studies Review, vol. 7, no. 2, 2009, p. 171-184; Magnus RANSTORP (dir.), Mapping Terrorism Research: State of the Art, Gaps and Future Directions, Londres, Routledge, 2006, 354; Andrew SILKE (dir.), Research on Terrorism: Trends, Achievements & Failures, Londres/Portland, Frank Cass, 2004, 240 p.
[5] يعتبر هذا البحث الإسلاموية “[…] الانتقال بالدين من نظام روحي إلى نظام للاحتجاج السياسي […]. فالإسلاموية تستغل المشاكل السياسية والاقتصادية والمجتمعية وما إلى ذلك من خلال احتكار قيم الدين الإسلامي المتصلة بالعدالة والمساواة لصالحها وشحن المخيال الشعبي بأنها الهوية الإسلامية الصحيحة. فتحويل الهوية الإسلامية إلى أيديولوجية دينية تعمل أساسًا كاستراتيجية لإضفاء الشرعية السياسية، أو العكس، لنزع الشرعية السياسية. وهكذا يتم استخدام الإسلام لأغراض سياسية […].
Abderrahim LAMCHICHI, Islam, islamisme et modernité, Paris, L’Harmattan, 1994, 272 p, p. 32.
[6] هذه الدراسة تعتمد بشكل شبه كامل على دراسة نشرت للدكتور وائل صالح باللغة الفرنسية عام 2019 بمجلة السياسات التطبيقية التي تصدرها جامعة شيربروك الكندية. انظر:
Wael Saleh, Les études de la radicalisation menant à la violence au nom de l’islam : cartographier les acteurs théoriques pour mieux comprendre les enjeux épistémologiques et éthiques, Cahiers de recherche en politique appliquée, Vol. VII, Numéro 2, Automne 2019.
وذلك قبل أن ينشر ملخصها باللغة العربية في سلسلة اتجاهات الإسلام السياسي التي يصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بعنوان “خريطة المقاربات الأكاديمية الغربية لظاهرة التطرف الإسلاموي المؤدي للعنف: تحليل نقدي” وذلك في عدد شهر مارس 2023. https://vu.fr/JJmFu
[7] في الأدبيات، لا يوجد اجماع بين الباحثين على اعتدال الجماعة أو علاقتها بإضفاء الشرعية على العنف باسم الإسلام وذلك على الرغم من أن العديد من القيادات الأكثر تأثيرًا في القاعدة وداعش (مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي) كانوا ينتمون سابقًا إلى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين. انظر: يوسف القرضاوي، “البغدادي كان عضوا في الإخوان المسلمين”، العربية، 14 أكتوبر 2014، [أونلاين]، https://bit.ly/3TxxiVT
[8] “الإسلامية ليست فقط رؤية واحدة رغم مساراتها المتعددة، ولكنها أيضًا تتشارك في سمات أساسية للتطرف الديني مع الحركات الأصولية من الأديان الأخرى(…)؛ “فعلى الرغم من التنوع الكبير لأشكال التعبير والجذور الاجتماعية والثقافية بينها، إلا أنه يمكن إجمال هذه السمات فيما يلي: الخطاب العدواني بشكل عام الذي يرتكز بالأساس على نظريات المؤامرات تجاه الحداثة، والعودة إلى الدين في جميع جوانب الحياة باعتباره الطريقة الوحيدة الصالحة للتغلب على العلل المصاحبة للحداثة، والتمترس على مسألة الهوية، والقدرة على التجييش الشعبوي لإقامة نظام سياسي واجتماعي بديل وفرضه”
وائل صالح، الإسلاموية: رؤية واحدة.. مسارات متعددة ومصير واحد، تريندز للبحوث، 6 أبريل 2022،
https://trendsresearch.org/ar/insight/islamism-one-vision-multiple-paths-one-destiny/
[9] انظر:
Gilles KEPEL, Le prophète et le pharaon. Les mouvements islamistes dans l’Égypte contemporain, Paris, La Découverte, 1984, 245 p.
[10] انظر على سبيل المثال:
Gérard CHALIAND et Arnaud BLIN, Histoire du Terrorisme : De l’Antiquité à Daech, Paris, Fayard/Pluriel, 2016, 864 p.; Mathieu GUIDÈRE, Atlas du terrorisme islamiste, Paris, Autrement, 2017, 98 p.; Farhad KHOSROKHAVAR, Radicalisation, Paris, Éditions de la Maison des sciences de l’homme, 2014, 192 p.; Paul LANDAU, Pour Allah jusqu’à la mort : Enquête sur les convertis à l’islam radical, Paris, Éditions du Rocher, 2008, 297 p.
[11] يمكن اعتبار هذا التخلي عن التناول على أنه “تبييض للعنف”، وهو مفهوم سيتم شرحه بالتفصيل في القسم الثاني من هذه الدراسة.
[12] الممارسة الدينية أو التدين بالعربية. وهو ليس مرادفًا للدين. الدين إلهي بينما التدين هو تنوع في المفاهيم البشرية لدين. الدين هو جوهر الإيمان بينما التدين ينتج من جهود التفسير. ويمكن أن تؤدي أنواع التدين إلى أشكال تتفق مع روح الدين أو أشكال تتلاعب بالدين وتتعارض مع أهدافه السامية.
انظر يوسف زيدان، متاهات الوهم، مدينة نصر، القاهرة، دار الشروق، 2013، ص 7.
[13] Jean BIRNBAUM, Un silence religieux. La gauche face au djihadisme, Paris, Seuil, 2016, 240 p. Cité dans Alain CAILLÉ et al., « Présentation », Revue du MAUSS, vol. 49, no. 1, 2017, p. 5-26, [En ligne], https://www.cairn.info/revue-du-mauss-2017-1-page-5.htm#no5 .
[14] Centre de prévention de la radicalisation menant à la violence de Montréal (CPRMV), Mieux comprendre le phénomène de la radicalisation menant à la violence, 2016, [En ligne],
https://info-radical.org/wp-content/uploads/2016/08/GUIDE_INFORMATION_INTERVENANTS_CPRMV.pdf .
[15] John L. AUSTIN, How to Do Things with Words, Oxford, Clarendon Press, 1975, 192 p.
[16] وائل صالح، لماذا تتعاطف دوائر عديدة في الأكاديميا الغربية مع الإسلاموية؟، – عندما يبرر فريق من باحثي الأكاديميا الغربية العنف الذي تمارسه الإسلامويّة، مؤمنون بلا حدود، 18 يناير 2021، https://bit.ly/3GgGNWw
[17] على سبيل المثال، في عام 1992، قُتل الكاتب المصري فرج فودة على يد متطرفين إسلاميين بعد اتهامه بالكفر من قبل مجلس العلماء.
[18] Isabelle SOMMIER, « Engagement radical, désengagement et déradicalisation. Continuum et lignes de fractures », Lien Social et Politiques, no. 68, 2012, p. 15-35.
[19] في هذه الأدبيات الأكاديمية، غالبًا ما يكون التركيز على الأفراد الذين يقومون مباشرة بأعمال عنف من خلال دراسة مسيرتهم كأفراد أكثر من كونهم أفرادًا ينتمون لجماعات لها أفكارها التأسيسية، انظر على سبيل المثال:
Mark SEDGWICK, « The Concept of Radicalization as a Source of Confusion », Terrorism and Political Violence, vol. 22, no. 4, 2010, p. 479–494; et SOMMIER, « Engagement radical, désengagement et déradicalisation. Continuum et lignes de fractures »). Or, les approches processuelles cherchent à dépasser ces biais (voir, par exemple : Martha CRENSHAW, « The Logic of Terrorism: Terrorist Behaviour as a Product of Strategic Choice », Origins of Terrorism: Psychologies, Ideologies, Theologies, States of Mind, Washington (DC), Woodrow Wilson Centre Press, 1998, p. 7-24; David LAKE, « Rational Extremism: Understanding Terrorism in the Twenty-first Century », International Organization, vol. 56, no. 1, 2002, p. 15-29; Andrew KYDD et Barbara WALTER, « The Strategies of Terrorism », International Security, vol. 31, no. 1, 2006, p. 49-80; Max ABRAHAMS, « What Terrorists Really Want: Terrorist Motives and Couterterrorism Strategy », International Security, vol. 32, no. 4, 2008, p. 78-105). Elles envisagent l’engagement dans une violence comme le résultat d’un processus de socialisation graduel, multidimensionnel et non téléologique (voir : Andrew SILKE, « Becoming a Terrorist », Terrorists, Victims and Society: Psychological Perspectives on Terrorism and its Consequences, Chichester, John WILEY, 2003, p. 29-53; John HORGAN, « The Social and Psychological Characteristics of Terrorism and Terrorists », Root Causes of Terrorism: Myths, Realities and Ways Forward, Londres, Routledge, 2005, 288 p., p. 44-53; et Daniela PISOIU, Islamist Radicalisation in Europe. An Occupational Change Process, Londres, Routledge, 2011, 216 p.).
[20] انظر على سبيل المثال:
PISOIU, Islamist Radicalisation in Europe. An Occupational Change Process.
[21] يمكن تفسير ذلك جزئيًا من خلال حقيقة أن تحديد العوامل السياقية الكلية (البيئة الثقافية والاجتماعية) أكثر صعوبة وأن إثبات ارتباطها بظاهرة العنف المرتكب باسم الإسلام هو أكثر صعوبة. انظر على سبيل المثال.
Nicolas CAMPELO et al., « Who Are the European Youths Willing to Engage in Radicalisation? A Multidisciplinary Review of their Psychological and Social Profiles », European Psychiatry, vol. 52, 2018, p. 1-14.
[22] انظر على سبيل المثال:
KEPEL, Le prophète et le pharaon. Les mouvements islamistes dans l’Égypte contemporain; et LAMCHICHI, Islam, islamisme et modernité.
[23] انظر على سبيل المثال:
Sana ABED-KOTOB, « The Accommodationists Speak: Goals and Strategies of the Muslim Brotherhood of Egypt », International Journal of Middle East Studies, vol. 127, no. 3, 1995, p. 321-339; François BURGAT, L’Islamisme en face, Paris, La Découverte, 2002, 350 p.; John CALVERT, Sayyid Qutb and the Origins of Radical Islamism, New York, Columbia University Press, 2010, 256 p.; Kinza KHAN, « The Muslim Brotherhood and its Evolving View on Democratic Participation », Kulna Academic Journal for the Middle East Studies, 2011, [En ligne], https://kulna.wordpress.com/2011/03/14/the-muslim-brotherhood-and-its-evolving-view-on-democratic-participation/; Kevin KOEHLER and Jana WARKOTSCH, « Egypt and North Africa: Political Islam and Regional Instability », Writenet, 2009, [En ligne], http://www.unhcr.org/refworld/pdfid/4a9793a32.pdf; et Adnan MUSALLAM, From Secularism to Jihad: Sayyid Qutb and the Foundations of Radical Islamism, Londres, Praeger, 2005, 280 p
[24] انظر على سبيل المثال:
Sylvain BESSON, La conquête de l’Occident. Le projet secret des islamistes, France, Seuil, 2005, 226 p.; ‘Abd Allā Fahd AL-NAFÏSÏ et al., Lʼavenir des mouvements islamiques : une vision autocritique (al-Naqd al-dhātī lil-hạ rakah al-Islāmīyah: ruʼyah mustaqbalīyah), al-Qāhirah, Maktabat al-Shurūq al-Dawlīyah, 1989, 416 p.; Marc LYNCH, « The Brotherhood’s Dilemma », Middle East Briefs, no. 25, Waltham, Crown Center for Middle East Studies, 2008, 12 p.; Houssam TAMMAM, Les mutations des Frères musulmans (Tahawoulat al-ikhwan al muslmûn), Le Caire, Éditions Maktabat Madbûly, 2010, 168 p.; et Barbara H. E. ZOLLNER, The Muslim Brotherhood: Hasan al-Hudaybi and Ideology, Londres, Routledge, 2009, p. 213.
[25] انظر على سبيل المثال:
Burham GHALIOUN, Islam et politique la modernité trahie, Paris, Édition La découverte, 1997, 253 p.; Noah FELDMAN, The Fall and Rise of the Islamic State, Princeton, Princeton University Press, 2008, 200 p.; Jean-Noël FERRIÉ, L’Égypte entre démocratie et islamisme. Le système Moubarak à l’heure de la succession, Paris, Éditions Autrement, 2008, 124 p.; Nathan J. BROWN, Amr HAMZAWY et Marina OTTOWY, « Islamist Movements and the Democratic Process in the Arab World: Exploring the Gray Zones », Carnegie Papers, no. 67, 2004, p. 1-19, [En ligne], http://www.carnegieendowment.org/files/cp_67_grayzones_final.pdf ; Samir AMGHAR et Khadiyatoulah FALL, « Quitter la violence islamique. Retour sur le phénomène de désaffiliation djihadiste », Revue du MAUSS, vol. 49, no. 1, 2017, p. 115-133, doi : 10.3917/rdm.049.0115.
[26] انظر على سبيل المثال:
Olivier GALLAND et Anne MUXEL, La tentation radicale. Enquête auprès des lycéens, Paris, Presses Universitaires de France, 2018, 460 p.
[27] انظر على سبيل المثال:
Dounia BOUZAR, Français radicalisés : Enquête : ce que révèle l’accompagnement de 1000 jeunes et de leurs familles, Paris, Éditions de l’Atelier, 2018, 302 p.; et Farhad KHOSROKHAVAR, Le nouveau jihad en Occident, Paris, Robert Laffont, 2018, 589 p.
[28] انظر على سبيل المثال:
François BURGAT, Comprendre l’islam politique : une trajectoire de recherche sur l’altérité islamiste, 1973-2016, Paris, La Découverte, 2016, 310 p. 25 Voir par exemple Dominique BAILLET, « Islam, islamisme et terrorisme », Sud/Nord, vol. 16, no. 1, 2002, p. 53-72, doi : 10.3917/sn.016.0053.
[29] انظر على سبيل المثال:
Dominique BAILLET, « Islam, islamisme et terrorisme », Sud/Nord, vol. 16, no. 1, 2002, p. 53-72, doi : 10.3917/sn.016.0053.
[30] انظر على سبيل المثال:
Jacques VERGÈS, « Interview Jacques Vergès : Le terrorisme est l’arme des faibles », Corse Matin, propos recueillis par Franck Leclerc, 11 octobre 2009, [En ligne], https://www.corsematin.com/articles/interview-jacques-verges-le-terrorisme-est-larme-des-faibles-5090 .
[31] انظر على سبيل المثال:
Noam CHOMSKY, « Les États-Unis entre hyperpuissance et hyperhégémonie, Terrorisme, l’arme des puissants », Le Monde diplomatique, décembre 2001, p. 10-11.
[32] انظر على سبيل المثال:
Dakhli, L. (2016). L’islamologie est un sport de combat: De Gilles Kepel à Olivier Roy, l’univers impitoyable des experts de l’islam. Revue du Crieur, 3, 4-17. https://doi.org/10.3917/crieu.003.0004
[33] Olivier ROY, « Il faut distinguer violence politique et violence religieuse », Chronik, 17 novembre 2017, [En ligne], https://chronik.fr/olivier-roy-html.html .
[34] ORSINI Alessandro, « La radicalisation des terroristes de vocation », Commentaire, 2016/4 (Numéro 156), p. 783-790. DOI : 10.3917/comm.156.0783. URL : https://www.cairn.info/revue-commentaire-2016-4-page-783.htm
[35] Marie-Anne VALFORT, « Radicalisation de l’islam et islamisation de la radicalité sont des phénomènes complémentaires », Le Monde, 1 er juin 2018, [En ligne], https://www.lemonde.fr/emploi/article/2018/06/01/radicalisation-de-l-islam-et-l-islamisation-de-la-radicalite-sont-des-phenomenes-complementaires_5308017_1698637.html .
[36] انظر على سبيل المثال:
BURGAT, « La violence dite islamique ne vient pas de l’islam », Mediapart, 10 octobre 2016, [En ligne], https://www.youtube.com/watch?v=ebV2w4HiHE .
[37] انظر على سبيل المثال:
KHOSROKHAVAR, Farhad, Radicalisation, MSH PARIS, 2014.
[38] انظر على سبيل المثال:
Marc Antoine BERTHOD, « Penser la terreur, l’horrible et la mort: entretien avec Talal Asad », Ethnographiques.org, no. 13, 2007, [En ligne], https://www.ethnographiques.org/2007/Berthod.
[39] انظر على سبيل المثال:
Samir AMGHAR et Khadiyatoulah FALL, « Quitter la violence islamique. Retour sur le phénomène de désaffiliation djihadiste », Revue du MAUSS, vol. 49, no. 1, 2017, p. 115-133, doi : 10.3917/rdm.049.0115
[40] انظر على سبيل المثال:
Hamed ABDEL-SAMAD, Le fascisme islamique : une analyse, Paris, Grasset, 2017, 304 p.
[41] انظر على سبيل المثال:
Abdelali MAMOUN, L’islam contre le radicalisme. Manuel de contre-offensive, Paris, Les éditions du Cerf, 2017, 223 p.
[42] انظر على سبيل المثال
Jürgen HABERMAS, « Le djihadisme, une forme moderne de réaction au déracinement », propos recueillis par Nicolas Weill, Le monde, 19 novembre 2015, [En ligne], https://www.lemonde.fr/idees/article/2015/11/21/jurgen-habermas-le-djihadisme-une-forme-moderne-de-reaction-au-deracinement_4814921_3232.html .
[43] انظر على سبيل المثال:
Mircea ELIADE, Le sacré et le profane, Paris, Gallimard, 1957, 185 p.; et
Jean-Pierre CASTEL, « Non, la violence monothéiste n’est pas qu’une violence politique », Connexions, vol. 108, no. 2, 2017, p. 153-170, doi : 10.3917/cnx.108.0153.
[44] انظر على سبيل المثال:
Haoues SENIGUER, « Une terreur sacrée? La violence à l’heure des crises du Moyen-Orient », Confluences Méditerranée, vol. 94, no. 3, 2015, p. 63-80, doi : 10.3917/come.094.0063.
[45] انظر على سبيل المثال:
Jillian SCHWEDLER, « Can Islamists Become Moderates? Rethinking the Inclusion-Moderation Hypothesis », World Politics, vol. 63, no. 2, 2011, p. 347-376, doi : 10.1017/S0043887111000050; Eva WEGNER et Miquel PELLICER, « Islamist Moderation without Democratization: The Coming of Age of the Moroccan Party of Justice and Development », Democratization, vol. 16, no. 1, 2009, p. 157-175, doi : 10.1080/13510340802575890.
[46] انظر على سبيل المثال:
Mohammed HAFEZ, Why Muslims Rebel: Repression and Resistance in the Islamic World, Londres, Lynne Rienner Publishers, 2003, 253 p.; et Quintan WIKTOROWICZ (dir.), Islamic Activism. A Social Movement Theory, Bloomington, Indiana University Press, 2004, 328 p.
[47] Wael SALEH et Patrice BRODEUR, L’islam politique à l’ère du post-printemps arabe. Sommes-nous entrés dans l’ère du nécro-islamisme? Paris, L’Harmattan, 2017, 244 p.
[48] المرجع السابق.