Insight Image

ما بعد الحراك.. أي مستقبل ينتظر الجماعة الإسلامية في بنغلاديش؟

22 سبتمبر 2024

ما بعد الحراك.. أي مستقبل ينتظر الجماعة الإسلامية في بنغلاديش؟

22 سبتمبر 2024

عقب رحيل رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى نيودلهي في أعقاب اندلاع احتجاجات واسعة النطاق وأعمال عنف شملت جميع أنحاء البلاد، باتت بنغلاديش تمر بمنحى تاريخي؛ فعلى أثر رحيلها تم حل البرلمان، وأُطلِقَ سراح العديد من المعارضين السياسيين، وفي 8 أغسطس أدى الاقتصادي المخضرم، محمد يونس، اليمين لقيادة الحكومة المؤقتة، وهو أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم، وحاصل على جائزة نوبل للسلام، وُلد عام 1940، وله تجربة في مكافحة الفقر في بلاده، إذ نجح في إنشاء وتأسيس بنك “غرامين” (بنك الفقراء)، الذي يهدف إلى الحد من الفقر من خلال توفير قروض صغيرة للفقراء من دون ضمانات، ثم ترك رئاسة البنك عام 2011 بطلب من البنك المركزي؛ لتجاوزه سن التقاعد (60 عامًا)[1].

وبعد تولي محمد يونس منصبة الجديد، رفع الحظر عن الجماعة الإسلامية- ذراع جماعة الإخوان في بنغلاديش- الذي كان مفروضًا عليها وعلى جناحها الطلابي، ليُلغي بذلك قرار الحظر الذي أصدرته حكومة رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة واجد في 5 أغسطس 2024، بعد 11 عامًا من قرارين قضائيين سابقين قضيا بإلغاء تسجيل حزب الجماعة الإسلامية، وبالتالي منعه من المشاركة في الانتخابات منذ عام 2013. ومؤخرًا تداولت وسائل إعلام مقطع فيديو لرئيس الجماعة الإسلامية، شفيق الرحمن، وهو يبكي فرحًا، وسط مجموعة من الأشخاص، بعد إعادة فتح مقر الجماعة، واحتفالًا برحيل الشيخة حسينة، فيما يُهتف من حوله بشعارات دينية[2].

وتشير العديد من التقارير إلى أن استقالة رئيسة وزراء بنغلادش، الشيخة حسينة واجد، وتركها البلاد، قد منحت الجماعة الإسلامية عودة قوية للساحة مع طموح للمشاركة في السلطة، خاصة وأن الوضع على الأرض قد تحول إلى حالة من التقلب والاستقطاب ضمن حالة انقسام سياسي شديد ومشحونة بالأيديولوجيات المتباينة، وأوضاعها الاقتصادية هشة ومثخنة بالتضخم والبطالة، وظروفها الأمنية الداخلية متفجرة، ولاسيما بعد الاعتداءات المشينة ضد الأقليات الهندوسية والبوذية[3]، حيث إنه عقب سقوط الشيخة حسينة هوجم عدد من المتاجر والمنازل التي يملكها الهندوس، الذين يعتبرهم البعض من أنصارها، إذ يمثل الهندوس قرابة 8%من سكان بنغلاديش. ومنذ فرار حسينة إلى الهند، وصل مئات منهم إلى الحدود الهندية سعيًا للعبور[4]. وهى البيئة التي غالبًا ما تمثل تربة خصبة لنمو وبقاء تنظيمات الإسلام السياسي، وفى مقدمتها الجماعة الإسلامية التي تتمتع بالتنظيم القوي والقدرة على الحشد والتجييش في مناطق متعددة من البلاد، وخاصة أن النهج الإخواني يجيد القفز على الأحدث وقطف ثمار الحراك الجماهيري[5].

وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، التي تمثل جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد قرار الحكومة رفع الحظر المفروض عليها، وما التداعيات المحتملة لذلك على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، في ظل طموحات هذه الجماعة للوصول إلى الحكم؛ لكونها تمتلك بعض مقومات القوة في الوقت الراهن، التي قد تجعلها تتصدر المشهد السياسي في البلاد، مثل قدرتها على حشد الشارع نظرًا لكثافة أعداد عناصرها والموالين لها، مقارنة بالقوى السياسية الأخرى، ووجود مكاتب وفروع لها في العديد من مناطق البلاد وتأثيرها على الأوساط السياسية والاجتماعية والدينية في هذه المناطق.

تهدف هذه الورقة إلى تبيان العلاقة بين الجماعة الإسلامية في بنغلاديش وجماعة الإخوان المسلمين، وتعيين مؤشرات ووسائل صعود الجماعة الإسلامية في سياق ما بعد الشيخة حسينة، واستشراف مستقبل الجماعة الإسلامية.

أولًا: الجماعة الوجه الآخر للإخوان المسلمين في بنغلاديش

انبثقت الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، والتي تعد من أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، وظلت لعقود حليفًا رئيسيًّا لحزب المعارضة الرئيسي لحسينة، (حزب بنغلاديش الوطني)، عن الجماعة الإسلامية في باكستان، التي أسسها أبو الأعلى المودودي مطلع الأربعينيات من القرن العشرين، قبل انفصال الهند عن باكستان، ولم تؤيد الجماعة حرب استقلال بنغلاديش عن باكستان عام 1971 حفاظًا على باكستان وكيانها الإسلامي، حيث إنه ليس سرًا أن الحزب كان جادًا في الحفاظ على باكستان موحدة، وحاولوا إقناع جميع الأطراف الأخرى بالانضمام إلى الحوار والمصالحة بدلًا من الحرب، ومع ذلك وبرغم تدهور الوضع ومعه وُجِّهَتْ اتهامات لقادة الجماعة الإسلامية بارتكاب جرائم حرب، فقد وقع الاقتتال الداخلي، وشهدت البلاد الفظائع والجرائم ضد الإنسانية. وبعد 9 أشهر من الحرب الدامية، حصلت منطقة باكستان الشرقية على استقلالها عن باكستان الغربية في 16 ديسمبر 1971، وعقب انفصال بنغلاديش (باكستان الشرقية) عن باكستان، انتُخِب الشيخ غلام أعظم أول أمير للجماعة في البلاد، وتولى بعده الشيخ مطيع الرحمن نظامي[6].

 وبالنظر إلى منهجية الجماعة الإسلامية، نجدها بمثابة أحد أوجه جماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في العديد من المناطق حول العالم- والتي تحمل أيضًا مسمّى “الجماعة الإسلامية” على غرار الجماعة الإسلامية في لبنان أو باكستان- خاصة فيما يتعلق بالعمل السياسي واستخدام الآليات الديمقراطية مثل الانتخابات وتأسيس الأحزاب للوصول إلى السلطة في البلاد، حيث تسير الجماعة على نفس نهج جماعة الإخوان المصرية- الجماعة الأم- وفروعها المختلفة، فيما يتعلق بالمشاركة السياسية والعمل السياسي مثل العمل الحزبي والبرلماني والنقابي؛ وذلك من أجل تكريس وجودها داخل مؤسسات الدولة من ناحية، والتحوّل إلى قوة سياسية يمكن من خلالها القفز على السلطة في البلاد. وفى هذا السياق تشير أدبيات الجماعة الإسلامية إلى ضرورة خوض الانتخابات وإعداد الناخبين لانتخاب نوابهم وممثليهم من الصالحين، وذلك في إطار إصلاح نظام الحكم عبر العمل على إصلاح قوانين البلاد لتعتمد على الشريعة الإسلامية بدلًا من القوانين غير الإسلامية[7].

وعلى غرار جماعة الإخوان المسلمين الأم، وضعت الجماعة الإسلامية عددًا من القواعد والأطر التنظيمية لضبط حركة أفرادها طبقًا لمنهجها الفكري، وذلك بعد الانتهاء من عمليات الاستقطاب والتجنيد؛ ومنها ملء الاستمارة من عضو مشارك، وحضور بانتظام في الاجتماع الأسبوعي للحصول على المعرفة الإسلامية- طبقا للمنهج التعليمي والتربوي- كما تزعم الجماعة أنه من أجل أن تكون عضوًا فعّالًا في الجماعة؛ يجب أن تكون على قدر عالٍ من الثقافة الفكرية والشرعية[8]، وخاصة أن لديها نظامًا داخليًّا يحدد الواجبات التي تقع على الأفراد، ويجب أن يلتزموا بها، كما يحدد آليات حضور الاجتماعات الأسبوعية أو الشهرية والمشاركة في الفعاليات المختلفة، فضلًا عن البرامج التربوية التي يجب أن يخضع لها كل فرد.

 ومن الناحية التنظيمية والهيراركية تنتخب الجماعة أميرًا بالانتخاب المباشر من بين عدد من المرشحين، وللجماعة مجلس شورى مركزي لمساعدة الأمير، وعلى الأمير أن يقوم بواجباته وينفذ أحكامه دائمًا بالشورى، ويعيّن الأمير قيِّمًا للجماعة، ويقابل موقع أمين السر العام في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الأمير أن يعيّن القيّم من أعضاء الجماعة بمشورة مجلس الشورى[9]، وذلك لتسيير أوضاع الجماعة من النواحي التنظيمية والحركية والسياسية، وخاصة أنها تمتلك وتدير العديد من المؤسسات، ومنها: جمعية العمال، وجمعية الفلاحين، وجمعية التربية الإسلامية، ومطبوعة يومية، وأخرى أسبوعية، وثالثة شهرية، فضلًا عن إدارة العديد من المدارس وثلاث جامعات حكومية تحظى بحضور إسلامي قوي في أوساط الطلاب.

ومن المؤشرات التي قد تؤكد الترابط التنظيمي والحركي بين الجماعة الإسلامية في بنغلاديش وبين جماعة الإخوان المسلمين، أن الأخيرة كانت قد أعربت في بيان لها في مارس 2013، عن إدانتها ورفضها محاكمة عدد من القيادات البارزة في صفوف الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، ووصفتها الجماعة وقتها بـ”المحاكمات الظالمة والجائرة التي يتعرض لها سبعة من قادة الجماعة الإسلامية في بنغلاديش أمام محاكم استثنائية وبتهم سياسية وليست جنائية”. وذكرت الجماعة في بيانها “أنها تطالب جميع الدول، وخاصة الدول الإسلامية والمؤسسات والهيئات الدولية بضرورة ممارسة كافة الضغوط الواجبة للتصدي لهذه المحاكمة، ورفع الظلم عن المعتقلين السياسيين في بنغلاديش، وممارسة الضغوط الواجبة سياسيًّا وأخلاقيًّا لوقف هذه المأساة الإنسانية[10].

يمكن القول إن المؤشرات الفكرية والحركة والتنظيمية السابقة تدل على أن الجماعة الإسلامية في بنغلاديش هي أحد أوجه جماعة الإخوان المسلمين المنتشرة حول العالم، والتي تحمل مسمى “الجماعة الإسلامية”، وهو الاسم الذي غالبًا ما تطلقه جماعة الإخوان على التنظيمات الموالية لها، على غرار الجماعة الإسلامية في لبنان، والتي تعد واحدة من القوى السياسية الرئيسية في البلاد، وأسسها عام 1956 فيصل مولوي وفتحي يكن، الذي كان متأثرًا بفكر جماعة الإخوان المسلمين ورموزها في سوريا ومصر، وأعلنت أن هدفها هو “حماية القيم والفرد في المجتمع الإسلامي”، ويُعرف عنها أنها تشكل جزءًا من مدرسة الإخوان المسلمين، حتى قيل إنها الفرع اللبناني عنها[11].

وبما أن مطلب الوصول للحكم وإقامة “الدولة الإسلامية” يظل يمثل الركن الأساسي في أفكار جميع حركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، باعتباره الضمانة الوحيدة لتطبيق حكم الله القائم على الشريعة الإسلامية، وكذلك لكونه نقطة الانطلاق نحو استعادة “الخلافة الإسلامية” التي ستقود بدورها لسيطرة المسلمين على كل أرجاء المعمورة أو ما سمّاه المرشد المؤسس، حسن البنا، “أستاذية العالم”[12]؛ فإنه من المتوقع أن تسعى الجماعة الإسلامية في بنغلاديش باعتبارها- ذراع الإخوان في البلاد- إلى الوصول إلى الحكم خلال الفترة القادمة، أو على الأقل تصدرها المشهد السياسي في البلاد، وذلك بالنظر إلى وجود مجموعة من العوامل التي تشجع الجماعة على تحقيق هذا الهدف، في ظل الأوضاع السياسية الهشة التي تمر بها البلاد، بعد رحيل حسينة واجد، وتعهُّد رئيس الوزراء الجديد محمد يونس، بأنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان “تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في الأشهر المقبلة”[13].

ثانيًا: مؤشرات ووسائل صعود الجماعة الإسلامية

من الواضح أن استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد شكلت فرصة ثمينة للجماعة الإسلامية التي تطمح منذ تأسيسها إلى المشاركة في السلطة والصعود السياسي خلال الفترة القادمة، وذلك بالنظر إلى وجود مجموعة من المحفزات التي تشجعها على تكريس نفوذها في البلاد، ومن ثم إمكانية القفز على السلطة، ويمكن تحديد أبرز تلك المحفزات في النقاط التالية:

  • القدرة على استغلال الحراك: شكل قرار الحكومة البنغلادشية الجديدة، بقيادة محمد يونس، رفع الحظر الذي كان مفروضًا على النشاطات السياسية لحزب الجماعة الإسلامية وجناحها الطلابي، دَفعة قوية للجماعة للعودة إلى الساحة في البلاد بصورة قوية، وخاصة أنها تمتلك تنظيمًا جيدًا وكوادر بشرية متعددة وقادرة على الحشد والتجييش، من خلال استخدام الشعارات الدينية التي غالبًا ما تلقى رواجًا في الشارع وقبولًا واسعًا في المجتمعات الإسلامية، ولاسيما عند مقارنتها بالشعارات الليبيرالية واليسارية وغيرها من التوجهات السياسية؛ ما يجعل لديها القدرة على القفز على الحراك الشعبي الذي شهدته البلاد، وتصدُّر المشهد بالنيابة عن المشاركين فيه، وخاصة أن الجماعات الموالية للإخوان المسلمين تجيد- غالبًا- استخدام الشعارات الواسعة الفضفاضة التي تستقطب شرائح كبيرة من المجتمع، وربما هذا ما كشف عنه أمير الجماعة شفيق الرحمن خلال مؤتمر صحفي، بأن الجماعة ملتزمة بحماية القيم العليا للإسلام والوطنية، وأنهم لم يسعوا للانقسامات بين المواطنين من أتباع مختلف الديانات الأربعة، وهي الإسلام والمسيحية والبوذية والهندوسية، لأن ذلك يضعف بنية البلاد من الداخل، مشيرًا إلى أن جماعته حزب وحركة سلمية وديمقراطية، وأن أعضاء حزبه شاركوا في حماية دور العبادة للأقليات، دون النظر إلى تقسيم المواطنين إلى أقلية وأكثرية[14].
  • القدرة على الحشد والتجييش: تنشط الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، إذ إن الإسلام هو دين غالبية السكان في بنغلاديش، حيث يبلغ عددهم تقريبا 145 مليون وثلاثمئة ألف، وهو رابع أكبر عدد سكان مسلم في العالم؛ مما يشكل 89.6% من مجموع السكان في عام 2009[15]، وهو ما جعل التغيير السياسي الحاصل في بنغلاديش يعيد الحديث مجددًا عن الجماعة ككيان إسلاموي وسياسي لعب- ولايزال- دورًا رئيسيًّا في توجيه دفة الأحداث في البلاد، نظرًا لأنها تمتلك أكثر من 150 فرعًا منتشرًا في معظم مدن بنغلاديش وقراها، ولكل فرع منها أمير محلي ومجلس للشورى ومكتبة لتوزيع كتب الدعوة ومؤسسة مالية (بيت المال)، كما أن لها أكثر من 8 ملايين عضو مؤيد، وأكثر من 40 ألف عضو عامل، وتمتلك العديد من المؤسسات وتديرها؛ ومنها: جمعية العمال، وجمعية الفلاحين، وجمعية التربية الإسلامية، ومطبوعة يومية، وأخرى أسبوعية، وثالثة شهرية، فضلًا عن إدارة العديد من المدارس، ويسجل طلابها حضورًا قويًّا في 3 جامعات حكومية[16]. وهو ما يجعل لدى الجماعة عدة أوراق مهمة تكرس بها وجودها في الفترة الراهنة، ومنها قدرتها على حشد الشارع نتيجة لوجود كثير من الموالين لها، إضافة إلى قوة الجناح الطلابي التابع لها والذي كان له دور في الاحتجاجات الأخيرة التي دفعت حكومة الشيخة حسينة للاستقالة، فضلًا عن التأثير القوى للجماعة على الأوساط السياسية والاجتماعية والدينية في المناطق التي تنشط بها[17].
  • الهشاشة السياسية في البلاد: ترك الانهيار المفاجئ لحكومة الشيخة حسينة بعد 15 عامًا من وجودها في السلطة، فراغًا خطرًا في بنغلاديش، ووضعًا هشًّا للغاية من الناحية السياسية، وهو ما يجعل الحكومة المؤقتة تواجه صعوبات حقيقية في التعامل مع طموحات الجماعة الإسلامية، وأذرعها المختلفة، وفى مقدمتها اتحاد الطلاب الإسلامي، وكذا تطلعات الحزب الوطني وزعيمته خالدة ضياء، كما أنها ستواجه صعوبات وتحديات كبيرة في مواجهة نفوذ حزب رابطة عوامي في مؤسسات الدولة، وخاصة أن رئيس الوزراء لا يتمتع بأيّ قاعدة حزبية، أو نفوذ في دوائر الحكم، مما قد يجعله لقمة سائغة أمام الجماعة الإسلامية التي تسعى لبناء تحالفات ظرفية مؤقتة، تتمكن من خلالها من العودة بقوة إلى المشهد السياسي،[18]. هذا إضافة إلى أن احتمالية تفجُّر أعمال عنف في البلاد قد تخلق حالة من الانفلات الأمني في بنغلاديش، وتمثل بيئة مواتية لتصاعد نشاط التنظيمات الإسلاموية، ولاسيما أنه بعد استقالة الشيخة حسينة، أظهرت مجموعة من المشاهد قيام محتجين بتنفيذ هجمات على مبانٍ حكومية وحَرْق مقارّ الحزب الحاكم وتدمير أصول الدولة والممتلكات العامة؛ وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول حدود الفوضى وغياب النظام الذي يُمكِن أن يُصاحِبَ المرحلة الانتقالية، في ضوء حالة الاستقطاب السياسي، وربما الرغبة في الانتقام السياسي من أنصار النظام السابق من قوى أخرى، وخاصة من تيارات الإسلام السياسي[19].
  • القدرة على عقد تحالفات سياسية: من المحفزات المهمة التي ترفع الأسهم السياسية للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، خلال الفترة المقبلة، هي قدرتها على عقد التحالفات السياسية، ولاسيما أن الجماعة كانت ضمن الائتلاف الذي حكم البلاد من عام 2001 إلى عام 2006. ثم مُنعت من المشاركة في الانتخابات، اعتبارًا من عام 2012، بعد 3 سنوات من عودة حسينة إلى السلطة[20]، وبرغم تهميش دوره السياسي بعد تلك الفترة، استمر حزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش بشكل خفي في التأثير على السياسة والمسارات المحلية. وفي سياق انتخابات عام 2024، ظل حزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش محظورًا رسميًّا، لكنه كان يواصل ممارسة النفوذ من خلال الانتماءات والتنسيق مع الأحزاب الأخرى، مما يُظهر التعقيد الدائم لدوره في المشهد السياسي في بنغلاديش[21]، ويرجح العديد من المراقبين أن يفوز الحزب الوطني الذي تتزعمه خالدة ضياء الدين، إذا جرت الانتخابات خلال الأشهر المقبلة بأغلبية ساحقة، وهو متحالف مع الجماعة الإسلامية، ما سيعكس حضور هذه الجماعة في المشهد السياسي. وفى المقابل، يعتقد عدد آخر من المراقبين أنه، برغم أن الأمور هذه الأيام تسير لصالح الجماعة الإسلامية، من المرجح ألا يتمكن حزب الجماعة من تحقيق الكثير في الانتخابات؛ نظرًا لأن الشعب البنغالي بات “يتمتع بوعي عالٍ، ومسؤولية كبيرة تجاه وطنه؛ ما يعزز احتمال عدم وصول القوى الإسلامية إلى السلطة[22].

ثالثًا: مستقبل الجماعة الإسلامية في بنغلاديش

منحت التطورات السياسية الأخيرة في بنغلاديش الجماعة الإسلامية وعموم التنظيمات المتطرفة فرصة مناسبة لإعادة نشاطها إلى الساحة في البلاد، وذلك بعد أن حظرها نظام الشيخة حسينة، وعقب الإعلان عن فرار الأخيرة افتتح حزب الجماعة الإسلامية مكتبه في دكا، بعد أكثر من عقد من الزمان من الإغلاق، ووصل الأمر إلى إصدار الحكومة المؤقتة الجديدة برئاسة محمد يونس قرارًا يرفع الحظر عن الجماعة، إضافة إلى إطلاق سراح بعض الموالين للجماعة[23].

فمنذ بدء الاحتجاجات في يوليو الماضي، تنفست الجماعة الإسلامية الصّعداء مع إحرازها المكاسب التالية: إطلاق سراح المعتقلين منها، ومنهم نائب أمير الجماعة وعضو البرلمان السابق سيد عبدالله، والأمين العام للجماعة ميا غلام باروار، والمحامي أحمد قاسم علي، نجل زعيم الجماعة الإسلامية الأسبق مير قاسم، كما أعلنت الجماعة عودة العميد عبدالله أمان عزمي، نجل أمير الجماعة الأسبق غلام عزام، إلى الخدمة في الجيش البنغالي، وكانت الحكومة قد فصلته سابقًا، هذا بالإضافة إلى الإفراج عن خالدة ضياء الرحمن من السجن، وهي رئيسة الحزب الوطني البنغلاديشي، الذي ترتبط الجماعة معه بتحالفات[24].

تشير تحركات الجماعة إلى أنها متجهة لمحاولة إنجاز مكتسبات سياسية، ومن هذه التحركات محاولة طمأنة الرأي العام المحلي والخارجي والقوى السياسية في البلاد وإظهار أن الجماعة تتمتع بمرونة وقدرة على التعامل مع كافة الفئات والطوائف في البلاد. وفي مؤتمر صحفي عقده في 6 أغسطس، أكد أمير الجماعة، شفيق الرحمن، استعدادها للتعاون الكامل مع الإدارة الجديدة، داعيًا المغتربين إلى إعادة إرسال تحويلاتهم المالية إلى البلاد، التي توقفت خلال الاحتجاجات[25]، وذلك في محاولة من الجماعة لإظهار حرصها على المصالح العليا للشعب، كما أكد في تصريحات أخرى على أهمية تعزيز العلاقات بين بنغلاديش والهند، وذلك خلال اجتماع مع ممثلي جمعية مراسلي وسائل الإعلام الهندية في بنغلاديش، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن الجماعة الإسلامية ملتزمة بالسلام والديمقراطية، وأن الحزب لم يتورط قط في أنشطة تخريبية، مضيفًا “إذا ثبت تورُّط أيٍّ من أعضائنا في الإرهاب، فسوف نعتذر للأمة، ونضمن محاكمتهم بالقانون”[26].

ومع النشاط الكبير الذي تقوم به الجماعة الإسلامية حاليًا، مستغلة الأوضاع الحالية في بنغلاديش، من المتوقع أن تسرع الجماعة في إعادة تنظيم صفوفها، من خلال إعادة فتح جميع مقارّها، والتوسع في الاستقطاب والتجنيد خلال المرحلة القادمة، وحشد وتجييش الشارع، ورفع الشعارات الدينية الجذابة لتحقيقِ بعض المكاسب في الساحةِ السياسية، ولاسيما بعد إطلاق سراح معتقليها وقادتها البارزين وتمدد جناحها الطلابي؛ وهو ما يعني إمكانية تصدُّر الجماعة للمشهد السياسي في البلاد خلال الفترة القادمة، وخاصة أنه من المتوقع أن يُشكِّل انعدام الثقة بالأجهزة الأمنية والقضاء والخدمة المدنية عقبة كبيرة أمام تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في بنغلاديش على المدى القصير؛ ما قد يمثل فرصة مواتية أمام الجماعة الإسلامية للتمدد والانتشار لتكريس حضورها في الساحة، وهو ما قد يفتح الباب أمام حالة من العنف الديني والطائفي في البلاد، نظرًا لأن تصدُّر أي تنظيم إخواني للمشهد في دولة مّا غالبًا ما يتبعه تصاعد في نشاط التنظيمات المتطرفة الأخرى، على غرار ما حدث في العديد من الدول، مثل تونس ومصر وليبيا واليمن، في أعقاب الانتفاضات الجماهيرية في عام 2011.

الخاتمة

يمكن القول إن الأوضاع الحالية في بنغلاديش، بعد الإطاحة بالشيخة حسينة واجد، وما أسفرت عنه من أوضاع سياسية هشة في البلاد، تمثل فرصة ذهبية للجماعة الإسلامية للصعود خلال الفترة القادمة؛ بالنظر لما تتمتع به من تنظيم جيد لأعداد غفيرة من الأفراد وانتشار واسع على الأرض، إضافة إلى قدرتها على الحشد والتجييش، في الوقت الذي تعاني فيه معظم القوى السياسية الأخرى من التراجع والانحسار؛ بسبب سياسات رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة واجد، التي عملت على إضعاف القوى السياسية المناوئة لها؛ وهو ما يعني أن الأرض معبَّدة أمام الجماعة للعودة إلى الساحة بقوة. لكن، في المقابل من المرجح أن تلك العودة يقابلها تصاعد في أنشطة التنظيمات المتطرفة الأخرى؛ وذلك لأن الصعود الإخواني في أي دولة غالبًا ما يرافقه صعود جهادي وتكفيري، ولاسيما أن الأوضاع في الدول المحيطة ببنغلاديش تساعد على بروز تلك التنظيمات خلال الفترة القادمة؛ مثل تصاعد الخطابات المتطرفة الهندية ضد المسلمين، والتهجير الجماعي والقسري للروهينجا من ميانمار، وهو ما قد يخلق بيئة مواتية لانتشار الأفكار المتطرفة في بنغلاديش على نحو يجعلها مهيئة لاستقبال التنظيمات العابرة للحدود؛ ما يهدد بموجة جديدة من الإرهاب.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستلاقي الجماعة الإسلامية في بنغلاديش نفس مصير جماعة الإخوان في الدول التي مسها ضرُّ ما يسمى “الربيع العربي” أم أنها ستتعلم الدروس لتنجو من هذا المصير؟ الإجابة للبعض محتومة؛ فالجماعات الإسلامية لم تخيب حتى الآن من يقول عنها إنها تتذكر كل شيء ولا تتعلم أيَّ شيء. فالأيديولوجية المغلقة التي تدّعي أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وأنها الممثل الوحيد للدّين مكتوبٌ على شفرتها الجينية الفشل والأفول.


[1] محمد يونس مؤسس “بنك الفقراء” ورئيس حكومة بنغلاديش المؤقتة، موقع الجزيرة نت، بتاريخ 8 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/3/17/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A

[2] أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش د. شفيق الرحمن يبكي فرحًا بعد إعادة فتح مكاتب الجماعة بعد فرار رئيسة الوزراء حسينة من البلاد، موقع بوابة صيد، بتاريخ 6 أغسطس 2024، على الرابط: https://saidagate.com/Article/Details/2196?utm_campaign=nabdapp.com&utm_medium=referral&utm_source=nabdapp.com&ocid=Nabd_App

[3] عبدالله المدني، بنغلاديش.. أسئلة ما بعد التغيير الكثيرة، موقع البيان، بتاريخ 27 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.albayan.ae/opinions/articles/2024-08-27-1.4924571

[4] حكومة بنغلاديش الجديدة تتعهد بمعالجة الهجمات ضد الأقليات، موقع الجزيرة نت، بتاريخ 11 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/8/11/%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A9

[5] سامح إسماعيل، عودة إخوان بنغلاديش من بوابة الصراع بين مؤسسات الدولة، موقع حفريات، بتاريخ 22 يوليو 2024، على الرابط: https://hafryat.com/ar/blog/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9

[6] بعد الإطاحة بالشيخة حسينة.. بنغلاديش ترفع الحظر عن الجماعة الإسلامية، موقع الجزيرة نت، بتاريخ 24 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.aljazeeramubasher.net/news/politics/2024/8/28/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4

[7] الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، موقع الجزيرة نت، بتاريخ 24 مايو 2016، على الرابط: https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2016/5/24/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4

[8] الجماعة الإسلامية في بنجلاديش.. تاريخ من الصدام مع السلطة، موقع بوابة الحركات الإسلامية، بتاريخ 23 أكتوبر 2023، على الرابط: https://www.islamist-movements.com/3403

[9] الجماعة الإسلامية في بنغلاديش عقود من الإنجاز والاستهداف، موقع البوصلة، بتاريخ 20 أغسطس 2024، على الرابط: https://albosala.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF-%D9%85%D9%86/

[10] «الإخوان» تستنكر المحاكمات الاستثنائية لسبعة إسلاميين في بنجلاديش، موقع الشروق، بتاريخ 7 فبراير 2013، على الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=07022013&id=478ada24-64c2-4d13-94f8-9dcf11e107c4

[11] الجماعة الإسلامية في لبنان.. من جماعة إغاثية إلى حركة مقاومة ضد إسرائيل، موقع الجزيرة نت، بتاريخ 11 مايو 2024، على الرابط: https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/5/11/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9

[12] بابكر فيصل، الإخوان المسلمون وفقه الدولة: الريسوني يصادم حسن البنا (1)، موقع الحرة، بتاريخ 15 مايو 2019، على الرابط: https://www.alhurra.com/different-angle/2019/05/15/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%81%D9%82%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7-1

[13] بنغلادش: محمد يونس يؤدي اليمين الدستورية لرئاسة حكومة مؤقتة بعد أسابيع من احتجاجات دامية، موقع فرانس 24، بتاريخ 8 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.france24.com/ar/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/20240808-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%B4-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%83%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AA%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9

[14] الجماعة الإسلامية في بنغلاديش تهنئ بالتحرر من الدكتاتورية وتدعو لحماية أبناء الديانات الأخرى، موقع البوصلة، بتاريخ 6 أغسطس 2024، على الرابط: https://albosala.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D8%AA%D9%87%D9%86%D8%A6-%D8%A8%D8%A7/

[15] أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية الدكتور شفيق الرحمن.. سيرة وأطروحات، موقع عربي21، بتاريخ 22 أغسطس 2024، على الرابط: https://arabi21.com/story/1620078/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%B4%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA

[16] بعد الإطاحة بالشيخة حسينة.. بنغلاديش ترفع الحظر عن الجماعة الإسلامية، موقع الجزيرة نت، بتاريخ 28 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.aljazeeramubasher.net/news/politics/2024/8/28/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4

[17] حسن خليل، هل يظفر الإخوان بحكم بنغلاديش من بوابة المصالح الأمريكية؟، موقع حفريات، بتاريخ 27 أغسطس 2024، على الرابط: https://hafryat.com/ar/blog/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B8%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9%D8%9F

[18] سامح إسماعيل، بين تطلعات الإخوان وطموحات الوجوه القديمة… من يحكم بنغلاديش؟، موقع حفريات، بتاريخ 14 أغسطس 2024، على الرابط: https://hafryat.com/ar/blog/%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%88%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D8%9F

[19] ما بعد الشيخة حسينة.. وقائع وتداعيات سقوط “المرأة الحديدية” في بنغلاديش، موقع هيسبريس، بتاريخ 10 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.hespress.com/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%82-1413682.html

[20] بنغلاديش ترفع الحظر عن حزب «الجماعة الإسلامية»، موقع صحيفة الشرق الأوسط، بتاريخ 28 أغسطس 2024، على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5055429-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9

[21] الجماعة الإسلامية في بنغلاديش: التحولات المختلفة ومحاولات العودة، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 30 أغسطس 2024، على الرابط: https://icss.ae/articles/view/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9

[22] بنغلادش.. كيف أعاد رحيل حسينة الجماعة الإسلامية إلى المشهد؟، موقع سكاي نيوز عربية، بتاريخ 8 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.skynewsarabia.com/world/1734272-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%B4-%D8%A7%D9%94%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%9F

[23] الجماعة الإسلامية في بنغلاديش: التحولات المختلفة ومحاولات العودة- مرجع سابق.

[24] بنغلادش.. كيف أعاد رحيل حسينة الجماعة الإسلامية إلى المشهد؟ موقع سكاي نيوز عربية، بتاريخ 8 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.skynewsarabia.com/world/1734272-%D8%A8%D9%86%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%B4-%D8%A7%D9%94%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%9F

[25] الجماعة الإسلامية في بنغلاديش: التحولات المختلفة ومحاولات العودة، مرجع سابق

[26] أمير الجماعة الإسلامية: بنغلاديش تريد علاقات متناغمة مع الهند، موقع دي وايس، بتاريخ 29 أغسطس 2024، على الرابط: https://www.arabic.awazthevoice.in/world-news/bangladesh-wants-harmonious-ties-with-india-jamaat-e-islami-chief-986.html

المواضيع ذات الصلة