أصدرت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024، مذكراتها بعنوان “الحرية: ذكريات 1954-2021″، حيث تستعرض فيها مسيرتَيها الشخصية والسياسية على مدى سبعة عقود. يتألف الكتاب من نحو 720 صفحة، باللغة الألمانية، وتُرجم إلى أكثر من 30 لغة، وتم إعداده بالتعاون مع مستشارتها السياسية، بيآته باومان، ويقدم نظرة معمقة على حياتها في ألمانيا الشرقية، وصعودها السياسي، بعد سقوط جدار برلين، وفترة توليها منصب المستشارة بين عامي 2005 و2021.
المحاور التي تناولتها المذكرات
في مذكراتها، تسلط أنجيلا ميركل الضوء على نشأتها في ألمانيا الشرقية، حيث عاشت طفولة متأثرة بالنظام الشيوعي، وتحت كنف عائلة متدينة؛ ما أسهم في تشكيل شخصيتها وتطلعاتها نحو الحرية. بعد سقوط جدار برلين، تركت ميركل خلفها عالم الفيزياء، وانخرطت في السياسة، لتبدأ رحلة صعبة في بيئة سياسية يهيمن عليها الرجال. استطاعت الصعود داخل الحزب الديمقراطي المسيحي؛ بفضل ذكائها التحليلي، وقدرتها على المناورة؛ ما مهّد الطريق أمامها لتصبح أحد أبرز القادة العالميين.
تستعرض ميركل فترتها مستشارةً لألمانيا من عام 2005 إلى 2021، متطرقة إلى الأزمات الكبرى التي واجهتها، مثل الأزمة المالية العالمية، حيث عملت على الحفاظ على استقرار منطقة اليورو، وأزمة اللاجئين في 2015، التي قررت فيها فتح الحدود أمام اللاجئين، ملتزمة بقيم إنسانية رغم الانتقادات. كذلك، تناولت علاقتها بالقادة العالميين، مثل فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وقرارها معارضةَ انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في 2008؛ لتجنب صراع عسكري مع روسيا. بعد مغادرتها المنصب، تتحدث ميركل عن تطلعها لحياة هادئة تركز فيها على الأنشطة الثقافية والتعليمية، مؤكدة أن القيادة ليست فقط اتخاذ قرارات، بل أيضًا الحفاظ على التواضع والاستماع للآخرين.
وفيما يلي أبرز المحاور التي تناولتها المذكرات:
أولًا، على المستوى الشخصي
1. صعودها السياسي بعد سقوط جدار برلين
تروي ميركل في مذكراتها كيف بدأت مسيرتها السياسية بعد سقوط جدار برلين عام 1989. قبل هذا الحدث، كانت تعمل عالِمة فيزياء، ولم تكن تخطط للانخراط في السياسة. لكن انهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية فتح أبوابًا جديدة أمامها، حيث قررت الانضمام إلى “الاتحاد الديمقراطي المسيحي”CDU . بفضل دعم المستشار الأسبق هيلموت كول، الذي أطلق عليها لقب “فتاتي الصغيرة”، بدأت ميركل رحلتها السياسية. لكن هذه الرحلة لم تكن خالية من التحديات؛ فلكونها امرأة من ألمانيا الشرقية في حزب يسيطر عليه الرجال من الغرب، كان عليها إثبات نفسها في كل خطوة. تصف ميركل استراتيجيتها بالاعتماد على التحليل والهدوء، قائلة: “لم أكن أتحدث كثيرًا، لكن عندما كنت أفعل، كنت أتأكد من أن كلامي له وزن.” ركزت في البداية على قضيتَي البيئة والأسرة؛ ما ساعدها على بناء سمعة سياسية قوية.
2. التأملات الشخصية لأنجيلا ميركل
تقدم أنجيلا ميركل، في مذكراتها، لمحات نادرة عن جوانب حياتها الشخصية، كاشفةً عن كيفية تحقيقها للتوازن بين العمل والحياة. رغم تبوّئِها أحد أكثر المناصب السياسية أهميةً في البلاد، فقد حرصت على الحفاظ على خصوصيتها وحياتها العائلية، بعيدًا عن الأضواء، معتبرةً أن هذا التوازن كان ضروريًا للحفاظ على تركيزها وإنتاجيتها.
بعد تركها منصب المستشارة، تعبر ميركل عن تطلعها لحياة هادئة بعيدًا عن ضغوط السياسة، تركز فيها على الأنشطة الثقافية والتعليمية، مثل القراءة، وحضور المحاضرات، ودعم المبادرات العلمية؛ ما يعكس شغفها المستمر بالتعلم والاستكشاف. ترى ميركل أن هذه المرحلة فرصة للتأمل والتفرغ لشؤون شخصية أهملتها خلال سنوات حكمها.
ثانيًا، على المستوى الحكم والقيادة
1. فلسفة القيادة لدى أنجيلا ميركل
تسلط أنجيلا ميركل، في مذكراتها، الضوء على فلسفة القيادة، التي تبنتها خلال مسيرتها السياسية الطويلة، حيث تميز أسلوبها بالتواضع والبراغماتية. تجنبت ميركل الاستعراض السياسي، أو اتخاذ مواقف متطرفة؛ بهدف كسب الشعبية. وبدلًا من ذلك، اعتمدت على التحليل العميق لاتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على الحقائق. ترى أن القيادة ليست في رفع الشعارات، وإنما في فهم الواقع بعمق، والعمل على تغييره بخطوات ثابتة. هذا النهج ساعدها على بناء سمعة كقائدة موثوق بها، وقادرة على مواجهة الأزمات بهدوء.
أحد أبرز جوانب قيادتها كان التركيز على بناء التوافق؛ فقد أدركت ميركل أن تحقيق الأهداف السياسية يتطلب التعاون، وإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المختلفة، سواء داخل ألمانيا أو على الساحة الدولية. تجنبت الصدامات الحادة، حتى مع الشخصيات الصعبة، مثل دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، مفضلة الحوار كوسيلة للتوصل إلى حلول تحفظ الاستقرار وتحقق المصالح المشتركة.
اتبعت ميركل مبدأ “لا تشرح، لا تشتكِ”، وهو نهج ساعدها على التركيز على المهام بدلًا من الانشغال بالرد على الانتقادات. رأت أن القائد الفعال هو مَن يتحلى بالصبر، ويعرف متى يتجاهل الضوضاء السياسية. هذا المبدأ جعلها رمزًا للصمود تحت الضغط، حيث كانت قادرة على اتخاذ قرارات صعبة، من دون أن تتأثر بالعواطف أو ردود الفعل الآنية.
تمثل فلسفة ميركل في القيادة نموذجًا ملهمًا لقادة المستقبل، حيث أظهرت أن القيادة الناجحة ليست في السيطرة المطلقة، وإنما في القدرة على الاستماع، وفهم التحديات، والعمل بروح المسؤولية لبناء مستقبل أفضل للجميع.
2. أزمة اللاجئين 2015في عام 2015، واجهت أوروبا إحدى أزمات اللاجئين الكبرى في تاريخها الحديث، وكانت ألمانيا في قلب الحدث. قررت أنجيلا ميركل فتح حدود بلادها لاستقبال أكثر من مليون لاجئ، معظهم من سوريا والعراق وأفغانستان. جاء هذا القرار بعد صور صادمة لمآسي اللاجئين، مثل صورة الطفل السوري الغريق “إيلان كردي”، التي هزّت العالم. تبرر ميركل في مذكراتها قرارها بقولها: “كان من المستحيل بالنسبة لي إغلاق الأبواب أمام أناس يهربون من الموت”. تؤكد أنها اتخذت هذا القرار بناءً على اقتناعات إنسانية وأخلاقية، وترى أن ألمانيا؛ بسبب تاريخها مع الحروب، عليها مسؤولية خاصة تجاه مَن يبحثون عن الأمان.
لكن القرار لم يكن سهلًا؛ فقد واجهت ميركل انتقادات واسعة داخل ألمانيا وخارجها. محليًا، صعَّدت الأحزاب اليمينية، مثل حزب “البديل من أجل ألمانيا”، مستغلةً الأزمة؛ لتعزيز خطابها المعادي للمهاجرين. حتى داخل حزبها، كان هناك انقسام حول القرار. على الصعيد الأوروبي، رفضت بعض الدول، مثل المجر وبولندا، استقبال أي لاجئين. رغم كل هذه الضغوط، تصف ميركل الأزمة بأنها “لحظة فارقة في مسيرتي السياسية”، حيث اختارت التمسك بمبادئها الإنسانية، على الرغم من كل التحديات.
3. العلاقة مع فلاديمير بوتين
في مذكراتها، تقدم ميركل رؤية معمقة للعلاقة التي جمعتها بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، علاقة وصفتها بأنها “معقدة ومملوءة بالتحديات”. تشير ميركل إلى أن بوتين كان دائمًا حريصًا على استعراض قوته ونفوذه، لكنها كانت تسعى للتعامل معه بهدوء وتوازن. تقول: “بوتين يحترم القوة، لكنه أيضًا يفهم لغة الوضوح”. تسرد ميركل تفاصيل محادثات عديدة جمعتهما، منها لقاء في سوتشي خلال أزمة أوكرانيا عام 2014. في هذا اللقاء، أوضح بوتين أن أوكرانيا تمثل “خطًا أحمر” بالنسبة لروسيا؛ ما دفع ميركل إلى محاولة إيجاد حلول دبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع. تعرضت ميركل، رغم جهودها، لانتقادات؛ بسبب عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو تحت قيادتها بعد ضم القرم. تقول: “كنت أعلم أن روسيا لن تتراجع بسهولة، لكن كان علينا الوقوف بحزم للدفاع عن القانون الدولي”. ورغم التوترات، تؤكد ميركل أن الإبقاء على الحوار مع بوتين كان ضرورة استراتيجية، قائلة: “حتى في أصعب اللحظات، لم نغلق قنوات التواصل.”
4. تعاملها مع دونالد ترامب
وصفت ميركل التعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، بأنه “اختبار لصبرها وقدرتها على المناورة”. كان ترامب، بشخصيته الصدامية وسياساته غير التقليدية، يمثل تحديًا لميركل، التي كانت دائمًا تعتمد على التحليل والهدوء في القيادة. تصف ميركل لحظات توتر عديدة، من بينها قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وهو قرار اعتبرته ميركل “ضربة للجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ”. تقول إنها حاولت إقناعه بالبقاء في الاتفاقية، خلال قمة مجموعة السبع، لكنه كان مصممًا على الانسحاب.
لم تقتصر الخلافات على المناخ فقط؛ فقد كانت هناك مواجهات حادة حول التجارة العالمية. فرض ترامب رسومًا على صادرات السيارات الألمانية؛ ما أثار استياء ميركل التي كانت ترى في سياساته “رؤية قصيرة المدى تركز على الربح السريع بدلاً من بناء شراكات طويلة الأمد”. رغم كل ذلك، تؤكد ميركل أنها كانت تحاول دائمًا الحفاظ على علاقة عمل مع ترامب، قائلة: “لم أكن أبحث عن مواجهة، لكني كنت أتمسك بمبادئنا وقيمنا.”
5. موقفها من انضمام أوكرانيا لـ”الناتو”
في قمة بوخارست عام 2008، واجهت ميركل أحد أكثر القرارات تعقيدًا في حياتها السياسية. كان هناك مقترح لضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو، وهو ما عارضته ميركل بشدة. تبرر ميركل هذا القرار بقولها: “كنت أعلم أن روسيا ستعتبر هذا خطوة عدائية، وأنها سترد بطريقة قد تؤدي إلى صراع عسكري”. تعرضت ميركل لضغوط من إدارة جورج بوش الابن، لكنها ظلت متمسكة بموقفها.
تؤكد ميركل أن قرارها كان مدفوعًا بتحليل واقعي للوضع آنذاك، قائلة: “لم يكن الوقت مناسبًا لاتخاذ مثل هذه الخطوة.” لاحقًا، أثبتت الأحداث أن مخاوفها كانت في محلها، حيث ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014؛ ما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة. ترى ميركل أن هذه الأزمة أظهرت أهمية التوازن والحذر في العلاقات الدولية.
6. السياسات المتعلقة بالطاقة والمناخ
تتحدث ميركل، في مذكراتها، باستفاضة عن السياسات المتعلقة بالطاقة والمناخ، التي شكلت جزءًا مهمًا من فترة ولايتها مستشارةً لألمانيا. تعرض ميركل رؤيتها الاستراتيجية التي استندت إلى اعتبارات بيئية واقتصادية وسياسية، مع التركيز على التوازن بين تحقيق أمن الطاقة ومكافحة تغير المناخ. ورغم أن هذه السياسات قوبلت بإشادة واسعة في بعض الأوساط، فإنها أثارت جدلًا كبيرًا، خاصة فيما يتعلق بتداعياتها الطويلة الأمد.
7. رسائل ميركل الرئيسية
تقدم ميركل، في ختام مذكراتها، خلاصة تجربتها السياسية؛ حيث تؤكد أن الحرية كانت دائمًا الدافع الأساسي وراء قراراتها، متأثرة بنشأتها في ألمانيا الشرقية. تقول إن القيادة ليست فقط اتخاذ قرارات حاسمة، بل أيضًا الحفاظ على التواضع والاستماع للآخرين. بالنسبة للعلاقات الدولية، ترى ميركل أن الحوار، حتى مع الخصوم، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار. إن مذكراتها ليست فقط سردًا لحياتها، بل أيضًا شهادة على حقبة مملوءة بالتحديات والفرص.
ثالثًا، إرث أنجيلا ميركل السياسي: بين التقدير والانتقاد
حظِيَ إرث المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل بمزيج من التقدير والانتقاد، حيث خضعت سياساتها لتقييم دقيق على المستويين الداخلي والدولي. داخليًا، واجهت ميركل انتقادات بشأن اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي، الذي اعتبره بعض المحللين نقطة ضعف استراتيجية ظهرت بوضوح خلال الغزو الروسي لأوكرانيا. يرى المنتقدون أن هذه السياسة جعلت ألمانيا عرضة لضغوط موسكو؛ ما ألقى بظلاله على أمن الطاقة في البلاد. ومع ذلك، فإن هذه الانتقادات لا تقلل من الإنجازات الكبيرة التي حققتها على مستوى الداخل الألماني.
تُعد ميركل رمزًا للاستقرار في المشهد السياسي الألماني؛ فقد حافظت، خلال 16 عامًا من قيادتها، على تماسك الاقتصاد الألماني، وسط أزمات عالمية متلاحقة، أبرزها الأزمة المالية العالمية (2008-2010)، وعملت على تعزيز مكانة ألمانيا كأكبر اقتصاد في أوروبا، مع الحفاظ على مستويات عالية من التوظيف والاستقرار المالي.
على الصعيد الاجتماعي، كان تعاملها مع أزمة اللاجئين عام 2015 قرارًا إنسانيًا جريئًا، حيث استقبلت أكثر من مليون لاجئ؛ ما وضع ألمانيا في موقع الريادة الأخلاقية، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية.
دوليًا، حظيت ميركل باحترام واسع كقائدة براغماتية وهادئة؛ فقد لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على تماسك الاتحاد الأوروبي، خلال أزمات متعددة، مثل أزمتَي اليورو وبريكست. أيضًا، أسهمت في تعزيز العلاقات الدولية لألمانيا، سواء عبر الحوار مع روسيا، أو التعاون مع الولايات المتحدة؛ ما جعلها أحد أهم الأصوات الداعية إلى الاستقرار العالمي.
ترك رحيل ميركل عن الساحة السياسية فراغًا كبيرًا، حيث يكافح حزبها(CDU) لإعادة تعريف هويته بعد سنوات من قيادتها المتزنة. لكن إرثها الإيجابي يظل حاضرًا كدليل على قوة القيادة المبنية على التحليل العميق والالتزام بالمبادئ؛ ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في عالم السياسة المعاصر.
الخاتمة
يتجاوز كتاب “الحرية: ذكريات 1954-2021” كونه مجرد مذكرات شخصية لأنجيلا ميركل، فهو شهادة حية على حقبة مفصلية من تاريخ ألمانيا والعالم. يسلّط الكتاب الضوء على التحديات الكبرى، التي واجهتها ميركل خلال مسيرتها السياسية الممتدة، التي تميزت بتعاملها مع أزمات عالمية معقدة، مثل الأزمة المالية العالمية، وأزمة اللاجئين، وتحديات المناخ والطاقة، بالإضافة إلى الصراعات الجيوسياسية مع روسيا والولايات المتحدة. تقدم ميركل، من خلال كتابها، رؤية استثنائية لقائدة لم تكن تسعى للضوء، بل لإيجاد توازن بين المبادئ الأخلاقية والواقع السياسي.
تعكس مذكراتها طريقة قيادتها الفريدة التي اعتمدت على التحليل العميق، وبناء التوافق، وتجنب الصدامات غير الضرورية. تظهر ميركل كشخصية تقود بحكمة وصبر، مع التركيز على بناء مستقبل أفضل لألمانيا وأوروبا. هذه السمات تجعل الكتاب ليس فقط مصدرًا لفهم إرثها السياسي، بل تجعله أيضًا دليلًا قيّمًا للجيل القادم من القادة، الذين يمكنهم الاستفادة من دروس القيادة في زمن التحولات الكبرى.
إلى جانب ذلك، يعكس الكتاب الجانب الإنساني لميركل، حيث تكشف عن تحدياتها الشخصية ورؤيتها للحياة بعد السياسة. يعبر الكتاب عن رؤية عميقة للقيم الإنسانية، مثل أهمية الحوار في العلاقات الدولية، والحفاظ على التواضع في مواجهة السلطة.
يقدم “الحرية: ذكريات 1954-2021” شهادة حية على كيف يمكن للقيادة الهادئة والمسؤولة أن تشكل ملامح عصر حافل بالاضطرابات، ليصبح مصدر إلهام ودراسة للباحثين والسياسيين على حد سواء.