تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، فلم تعد تقتصر على كونها نافذة للتواصل بين الأفراد، وإنما باتت تشكل أهم أدوات التأثير في صناعة الرأي العام وتشكيله وتنشئة الشباب وتثقيفه سياسياً، بل وينظر إليها البعض على أنها يمكن أن تقود حركة التغيير في العالم العربي. لكنها في المقابل باتت منصة مثالية للجماعات المتطرفة والإرهابية لنشر أفكارها الهدامة وتجنيد النشء والشباب وغسل أدمغتهم، وهذا يثير بدوره مجموعة من التساؤلات المهمة منها: ما هي طبيعة العوامل التي تعزز دور وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي طبيعة تأثيرها في صناعة الرأي العام وتشكيله؟ وكيف تؤثر في عملية تشكيل الوعي لدى الشباب وتعزز مشاركته في الحياة السياسية؟ وما هي التحديات التي تطرحها بالنسبة لأمن الدول العربية واستقرارها؟ وكيف يمكن إعادة تنظيم هذه المنصات وضبطها؟
العوامل الرئيسية وراء تزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
لا شك في أن تنامي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية والعالم لم يأت من فراغ، وإنما كان نتيجة مجموعة من العوامل والاعتبارات، لعل أهمها:
التزايد المستمر في أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي يتضح بجلاء عند مقارنة هذه الأعداد خلال السنوات القليلة الماضية، ففي العام 2017، كان أقل من 2.5 مليار شخص على وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، بينما وصل هذا العدد في عام 2019 إلى 3.5 مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم، بما يعادل حوالي 45% من إجمالي عدد سكان العالم[1].
وفي ما يتعلق بالعالم العربي وحسب التقرير الصادر عن مؤسسة هوتسويت الكندية عن العالم الرقمي للعام 2019، فقد وصل عدد مستخدمي مواقع التواصل 136.1 مليون شخص أي نحو 53% من عدد سكان الدول العربية؛ الأمر الآخر الذي لفت إليه التقرير أن الدول العربية تتفوق على الدول المتقدمة في مدة استخدام الإنترنت بأكثر من ساعة ونصف يومياً على الأقل، وذلك بالنسبة للفئة العمرية من(16-64) عاما، إذ أن متوسط مدة تصفح المستخدم في السعودية على سبيل المثال بلغ أربع ساعات و14 دقيقة؛ وفي مصر بلغ ثلاث ساعات و55 دقيقة؛ وفي الإمارات وصل إلى ثلاث ساعات و53 دقيقة؛ أما في المغرب فتبلغ المدة ثلاث ساعات و31 دقيقة.
وهذه الأرقام كلها تفوق المتوسط العالمي المحدد بثلاث ساعات و22 دقيقة[2]؛ ويشير هذا إلى تعاظم أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الدول العربية، وأنها باتت أحد أنماط الحياة العامة في الحياة المعاصرة، وباتت ضمن آليات التسويق الاجتماعي والسياسي التي يتم توظيفها في العديد من المجالات.
القدرة على التأثير في الرأي العام إذ تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأفكار والآراء المتعلقة بقضية معينة لعدد كبير من الأشخاص في مناطق مختلفة من العالم، وتتيح بذلك المجال لبلورة رأي عام دولي مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة[3]، غير أنها في المقابل قد تقع في فخ التضليل الإعلامي والتأثير السلبي في الرأي العام، حينما يتم توظيفها بهدف تغيير قناعات أفراد المجتمع في دولة ما في اتجاه معين، وخاصة أثناء الانتخابات أو التصويت على قضايا مصيرية ترتبط بمستقبل هذه الدولة.
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي نقلة نوعية في عالم الإعلام الرقمي فقد جعلت من العالم قرية متواصلة، خاصة أنها تسمح بإنشاء المحتــوى الإلكتروني وتبــادله (نصــوص، صــور، فيدبوهات، إلخ…)” عبر الإنترنت، وتتيح نافذة مهمة للتفاعل بين الأفراد[4]، ولهذا يصفها البعض بأنها تشكل “إعلام العولمة” الذي لا يلتزم بالحدود الوطنية للدول، وإنما يطرح حدوداً افتراضية غير مرئية، ترسمها شبكات اتصالية معلوماتية على أسس سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية، لتقديم عالم من دون دولة ومن دون أمة ومن دون وطن[5]، وهذا ما جعل هذا الإعلام أكثر تأثيراً في سلوك الأفراد، وفي تكوين اتجاهاتهم وتعديلها، وتشكيل أفكارهم وتوليدها[6]. كما يتسم هذا الإعلام “المعولم” كذلك بخاصية المجانية، فلا تحتاج الدعوة إلى نشاط معين في الفيسبوك إلى إمكانات مادية، فيكفي الاشتراك في الموقع، وبالتالي تأسيس مجموعة أو عدة مجموعات تتبنى مبادئ أو أفكار بعينها[7].
التفاعل المكثف الذي تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي من خلال خصائص تفاعلية عالية جدًا في مدى زمني قصير، وتعمل على إنشاء حوارات جماعية تضم أعدادا كبيرة من المشاركين، فضلاً عن أنها تعطي القوة لأي فرد من الجمهور ليصبح وسيلة إعلامية مستقلة بحد ذاته. كما تتيح تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي إمكانيات واسعة للاستقطاب والتعبئة والحشد على غرار ما حدث إبان ما يسمى “أحداث الربيع العربي”، حينما قامت بدور حيوي في التعبئة السياسية عبر الدعوة للمظاهرات والاحتجاجات ونشر الأخبار والفيديوهات، والتعبير عن الرأي، والنقاش السياسي المحرر من رقابة السلطة على وسائل الإعلام التقليدية.
باتت وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم الفاعلين الدوليين، فلم يعد تأثيرها يقتصر على النظام الداخلي في دولة ما، وإنما يمتد إلى مجال العلاقات الدولية، وباتت تلعب دوراً في التفاعلات السياسية الدولية[8]. ولهذا يمكن اعتبارها أحد الفاعلين من غير الدول التي تمتلك القدرة على التأثير في تطورات الأحداث الإقليمية والعالمية، ولعل ما أثير عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016 يُعد أحد تجليات التأثير الذي يمكن أن تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، حينما قامت شركة “كامبريدج أناليتيكا” باستغلال بيانات 50 مليون مستخدم لموقع “فيسبوك” لصالح شركات روسية لغرض التأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية[9]. ورغم أن موقع “فيسبوك” اعتذر عن هذه الواقعة، إلا أنها تظل تثير التساؤلات حول مدى التزام مواقع التواصل الاجتماعي بحماية بيان مستخدميها وضمان سريتها وعدم توظيفها بشكل سئ من جانب بعض الشركات أو الدول للتأثير في أحداث دول أخرى.
كما كشفت تقارير فرنسية عن تعاون شركة “كامبريدج أناليتيكا” مع شركة “إجريجت آي كيو” الكندية في التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ساعدت الشركتان تيار الانفصال في الفوز بالاستفتاء الذي حُسم بأقل من 2% من الأصوات[10]. كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بدور مهم في ما يسمى “أحداث الربيع العربي” التي اندلعت منذ نهاية العام 2010 في تونس وانتقلت إلى مصر ثم ليبيا واليمن، سواء من خلال التنسيق بين الشباب لتنظيم حركة المظاهرات والاحتجاجات، أو من خلال التحريض ضد الحكومات والدعوة إلى الإطاحة بها باستخدام شعارات تجذب الجماهير[11].
تشكل هذه مجموعة أمثلة واضحة للكيفية التي يمكن أن تؤثر بها وسائل التواصل الاجتماعي في مسارات الأحداث إقليمياً ودولياً، صحيح أنها لم تكن المتغير الحاسم في ذلك، لكنها أسهمت بشكل أو بآخر في النتائج النهائية لهذه الأحداث الثلاث (انتخابات الرئاسة الأمريكية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أحداث الربيع العربي)، وهذا يؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت أهم الفاعلين المؤثرين في التطورات التي يشهدها العالم الآن وفي المستقبل في مختلف المجالات[12].
وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في صناعة الرأي العام وتشكيله
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً فاعلاً في صناعة الرأي العام وتشكيله، حيث تسهم في ترويج الأفكار التي تعتنقها النخبة في المجتمع، لتصبح ذات قيمة اجتماعية معترف بها، وتحظى بالانتشار بين الأشخاص العاديين، ومن ثم التأثير على سلوكهم وفي تشكيل توجهاتهم إزاء قضايا بعينها؛ وهذا الدور وفقاً لنظرية التسويق الاجتماعي يتشابه إلى حد كبير مع حملات التسويق التي تستهدف الترويج لسلعة معينة وإقناع المستهلكين بها.
وهذا التأثير يرجع بالأساس إلى ما تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام الجديد بوجه عام، من قدرة على التأثير الكمي من خلال التكرار، حيث تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم رسائل إعلامية متشابهة ومتكررة حول قضية ما، بحيث يؤدي هذا العرض التراكمي إلى اقتناع أفراد المجتمع بها على المدى البعيد [13]. وعلى أية حال، فإن وسائل التواصل الاجتماعي باتت شريك رئيسي في صناعة الرأي العام من خلال العديد من الأدوار:
التأثير في الوعي حيث يمكن لنخبة من المفكرين والمثقفين ترويج أفكارهم من خلال شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي، والعمل على تشكيل وعي المستخدمين عن طريق الحملات الإعلامية التي تستهدف تكثيف المعرفة لتعديل السلوك بزيادة المعلومات المرسلة للتأثير عليهم، وتشكيل وعيهم تجاه القضايا المختلفة[14]. وبالفعل فقد أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في بروز قادة رأي مؤثرين في العالم العربي لهم منابرهم الإعلامية التي تحظى بالمتابعة من ملايين المستخدمين في العالم العربي، وبإمكان هؤلاء التأثير في متابعيهم بدرجة أو بأخرى في ما يتعلق بالقضايا المثارة.
تنامي دور الفرد في التأثير على الرأي العام من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي أصبح من خلالها الفرد يلعب دوراً مهماً في نقل الأخبار وصناعتها وتحريرها، فضلاً عن التأثير في تكوين القناعات حول بعض القضايا. وأسهمت هذه الوسائل في ظهور ما يطلق عليه “صحافة المواطن”، التي تتيح لأي فرد أن يمتلك حساباً على موقع التواصل الاجتماعي، ولديه قدر من المهارات والمعرفة أن يصيغ مواد خبرية، تقارير أو مقالات أو تحقيقات تعبر عن وجهة نظره إزاء مختلف القضايا، لكن المشكلة هنا أن هذا النوع من الصحافة يفتقر أحياناً إلى الدقة والمصداقية، حينما يقوم الفرد بالمزج بين رأيه وبين الخبر أو الحدث الذي ينشره على صفحته الخاصة أو يرسله إلى وسائل الإعلام الأخرى، سواء كانت تقليدية أو إلكترونية[15]. وتطورت صحافة المواطن مع إقبال المواطنين على الإعلام البديل من أجل التعبير بحريّة عن أوضاعهم بعد أن احتكرت بعض الحكومات ورجال الأعمال في العالم العربي وسائل الإعلام التقليديّة[16]. وأهم ما يميز الصحفي المواطن هو عدم خضوعه للقيود التي تفرضها عليه المؤسسات الإعلامية التقليدية، حيث يتمتع بحرية كبيرة في الفضاء الرقمي ومن الصعب السيطرة عليه أو التأثير في توجهاته، وهذا شكل تحدياً سياسياً للسلطات السياسية عبر منازعتها في امتلاك وسائل الإعلام، والرد عليها حين تستخدم هذه الوسائل في التعبئة والحشد وتبرير السياسات القائمة وتزييف الوعي، بل وأكثر من ذلك فإن هذه النوعية من الصحافة أصبحت تقوم بدور رقابي على أداء الحكومات وكشف مظاهر الفساد المستشري في بعض القطاعات[17].
كما ظهر تأثير دور الفرد في تشكيل الرأي العام من خلال ما يسمى”المدونات الإلكترونية”، التي تمثل نافذة مهمة تتيح نشــر المعلومات في كافة مجالات المعرفة البشرية، ويتم التعرف من خلالها على الرأي والرأي الآخر[18]. ولعل ما يضاعف من أهمية المدونات في التأثير على الرأي العام هو تزايد أعدادها بدرجة كبيرة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 409 ملايين شخص يشاهدون أكثر من عشرين مليار صفحة تدوين شهريا، وأن المستخدمين ينشرون 70 مليون منشور جديد و77 مليون تعليق جديد كل شهر، وتشير إحصائية أخرى إلى أنه من بين 1.7 مليار موقع في العالم، هناك حوالي 500 مليون مدونة[19]، وهذا إنما يشير بوضوح إلى أن تأثير المدونات قد لا يقل أهمية عن وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية – فيسبوك وتويتر– في التأثير على الرأي العام، خاصة أنها تعد من أفضل مصادر المعلومات حول مجمل القضايا التي تهم الأشخاص في المجالات كافة، الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن المدونات، ووسائل التواصل الاجتماعي بوجه عام، أثرت بدرجة كبيرة في الرأي العام، سواء بشكل مباشر من خلال متابعيها، أو بشكل غير مباشر من خلال تأثيرها في وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، خاصة بالنظر لما تتمتع به من سرعة في الاستجابة للأحداث ومن قدرة على الانتشار بشكل كبير[20]، بل أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تقوم بدور فاعل في تشكيل رأي عام دولي موحد تجاه قضايا بعينها نتيجة التفاعل بين مستخدميها الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة، لكنهم يؤمنون بمنظومة مشتركة من القيم، ولعل المثال الواضح على ذلك التأثير الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام الدولي تجاه الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا في مارس من العام 2019، وتوصيفه باعتباره عملاً إرهابياً، وأجبرت شركتي فيسبوك وتويتر على إزالة المحتوى الرقمي الذي يحض على الكراهية ويحرض على العنف ضد المسلمين في الدول الأوروبية.
- عامل مساعد في حركة التغيير حيث لم يقتصر دور وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل توجهات الأشخاص تجاه قضايا بعينها، وإنما تطور هذا الدور إلى دفع حركة التغيير في بعض الدول، ولعل أحداث ما يسمى “الربيع العربي” كانت كاشفة لهذا الدور، فالدعوة إلى المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها العديد من الدول العربية منذ نهاية عام 2010 كانت تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة “فيسبوك” و”تويتر”، وكذلك من خلال المدونات التي كان لها دور كبير في كشف العديد من أوجه الخلل ومظاهر القصور في أداء بعض الحكومات العربية، وخاصة قضايا الفساد السياسي وغياب الشفافية والعدالة الاجتماعية، والتي شكلت في جوهرها أحد العوامل التي دفعت الشباب في هذه الدول إلى التظاهر والدعوة إلى تغيير الأنظمة، احتجاجاً على هذه الأوضاع والمطالبة بتغييرها من وجهة نظرهم[21].
وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في التنشئة الاجتماعية
يتفق كثير من باحثين علم الاجتماع السياسي على أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بدرجة كبيرة في التنشئة الاجتماعية والسياسية، وخاصة على النشء والشباب الأكثر استخداماً لها، وإن كان ثمة خلاف بينهم حول طبيعة هذا التأثير، ففي الوقت الذي يصف فيه البعض هذا التأثير بالإيجابي، استناداً إلى أنه يمكن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لبث القيم الإيجابية كالولاء والانتماء والمشاركة الفاعلة في بناء الأوطان وتنميتها؛ يعارض آخرون ذلك، من منطلق أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تراجع الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الأصيلة كالأسرة التي لم تعد مخزن للقيم بعد أن استولت وسائل التواصل الاجتماعي على عقول النشء والشباب إلى درجة الإدمان، وبدأت تهدد كثيرا من القيم التي كانت تحرص عليها الأسرة، بعد أن أصبح الشباب خاضغين لقيم العالم الافتراضي التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة[22].
لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل المصدر الرئيسي لتنشئة النشء والشباب، وهذا لا شك قد يؤدي على المدى البعيد إلى انحسار الثقافة التقليدية الأصيلة وتراجعها لصالح هذه الثقافة المعولمة التي تروج لمنظومة مختلفة من القيم والعادات[23]. والخطورة في ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤصل لفكرة ارتباط الإنسان، لا بالدولة القومية والمجتمع الوطني، بل بالعالم أجمع، وتعزز من فكرة الخروج من المجتمع الضيق المحدود إلى العالم الكوني، مع ما يعنيه ذلك من ذوبان الهوية والشخصية الوطنية في قالب هوية وشخصية عالمية يفقد فيها الفرد جذوره ويتخلى عن ولائه وانتمائه[24].
وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في التثقيف والمشاركة السياسية
تشير العديد من الدراسات إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تسهم بدور كبير في التثقيف السياسي، من خلال ما تتيحه من محتوى رقمي متنوع يتناول مختلف النظريات والأفكار والأيديلوجيات السياسية [25]. وتعد فئة الشباب الأكثر تأثراً بهذا المحتوى، بحكم ما يتمتعون به من سمات تجعلهم أكثر انفتاحاً على الثقافات العالمية والتجارب السياسية في الحكم لمختلف دول العالم. ويكشف هذا بوضوح أن وسائل التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة تمثل نافذة مهمة للتثقيف السياسي وزيادة الوعي بأهمية المشاركة السياسية، إذ أن المشاركات المتعددة للمحتوى الذي تنشره صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من شأنه أن ينمي المعرفة السياسية والمساهمة في التنشئة السياسية للنشء والشباب[26]. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يدفعهم، إلى المشاركة في العمل السياسي، خاصة في ظل تنامي دور الشباب في السياسة العالمية، إذ أن كثيراً من القيادات والمسؤولين السياسيين في العالم ينتمون إلى جيل الشباب.
كما أتاحت، في الوقت ذاته، وسائل التواصل الاجتماعي للشباب فرصاً عديدة للتعبير عن مواقفهم تجاه مختلف القضايا المحلية والعربية والدولية، وهناك من يذهب إلى أنها لم تعد مواقع للمعلومات السياسية فقط، بل تحولت إلى آليات للتدريب على ممارسة العمل السياسي[27]، وليس أدل على ذلك من أن وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت خلال السنوات الماضية نخبة جديدة من الشباب العرب يتابعهم الملايين، ويمتلكون القدرة على التأثير والإقناع .
وسائل التواصل الاجتماعي: أدوار شائكة
في الوقت الذي تلعب فيه وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الأدوار الإيجابية، سواء في ما يتعلق بتنمية الوعي والتأثير في الرأي العام والدفاع عن قضايا الحريات العامة، إلا أنها في المقابل يساء توظيفها بصورة تهدد الأمن والسلم في الدول العربية، خاصة أنها لا تخضع لأطر أو قوانين تضبط المحتوى الذي يتم نشره عليها، بل أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة تساعد التنظيمات المتطرفة في نشر الأفكار الهدامة والتحريض على العنف والكراهية، وفي نشر الشائعات وإثارة الفوضى والإضطراب، وهذا ما يمكن أن يطلق عليه الأدوار الشائكة والخطيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:
تضليل الرأي العام: مع أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم بدور رئيسي في صناعة الرأي العام وتشكيله، إلا أنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى منصات للتضليل الإعلامي، وتوجيه الرأي العام في بعض الدول بشكل معين يخدم مصالح دول أو جماعات بعينها، بعيداً عن الحقيقة.
التضليل الإعلامي لا يتوقف عند هذا الحد بل يكون أيضا من خلال حسابات وهمية خارجية، لكنها تتبنى مواقف بعينها للتأثير في الرأي العام داخل دولة محددة[28]. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي، حسب دراسة صدرت عن جامعة أوكسفورد في يونيو عام 2017 تحولت إلى أدوات في أيدي بعض الحكومات للتأثير في مضامين الرأي العام في الداخل[29]؛ ومن أمثلة التضليل الإعلامي ما يحدث أثناء الانتخابات حين يتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في إطلاق شائعات وأخبار تحاول إما صرف الانتباه عن الاستحقاق الانتخابي برمته، أو التأثير على صورة أحد الأطراف لتحقيق مصالح أطراف أخرى[30].
توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التطرف والترويج لخطاب الكراهية فغالباً ما تلجأ الجماعات الإرهابية إلى منصات ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها المتطرفة، لأنها تجد فيها وسيلة رخيصة نسبياً وملائمة وآمنة لإيصال رسائلها، فضلاً عمّا تتيحه من وسائط متعددة مثل الصور والفيديوهات والمقاطع المسجلة[31]. ولعل ما يساعد التنظيمات المتطرفة والإرهابية أيضاً في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يطلق عليه “البشر المتنكرون” الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، لكنهم في الأصل تابعون لتنظيمات متطرفة ويروجون لأفكارها الهدامة والتخريبية، وهؤلاء البشر المتنكرون أو “أصحاب الحسابات الوهمية” على مواقع التواصل الاجتماعي باتوا يشكلون خطراً متفاقماً، خاصة أنهم يوظفون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يضر بالأمن الوطني للدول والمجتمعات من خلال بث الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة التي تضر بمصالح هذه الدول، وإثارة الفوضى فيها[32].
ويعتبر “تويتر” أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق بين التنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، وهو ما تستفيد منه تلك الجماعات في التجنيد والتنسيق والتخطيط لعملياتها الإرهابية[33]. باتت وسائل التواصل الاجتماعي مع انهيار تنظيم “داعش” في العراق وسوريا عام 2018 تشكل أحد مقومات بقاء التنظيم، حيث يعتمد على تجنيد أنصار جدد من خلال ما ينشره من محتويات رقمية متنوعة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي؛ وهي الاستراتيجية التي يطلق عليها الباحثون استراتيجية “مضاعفة القوة”، عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ لجعل التنظيم يبدو أكثر قوة مما هو عليه، وإيهام أنصاره بأنه ما يزال قادراً على الحشد والتعبئة[34].
نشر الشائعات الهدامة تمثل واحدة من المخاطر الناجمة عن سوء توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تمثل المصدر الرئيسي للعديد من الشائعات، خاصة مع تنامي ظاهرة الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، فضلاً عما تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي من سهولة وسرعة في نشر وتداول المعلومات والأخبار عليه ، وذلك لعدم وجود رقيب أو قواعد وأسس للنشر على تلك المواقع[35].
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتداولها بشكل فائق السرعة بفعل خصائص والبث الفوري والتداول الجماعي التي تتمتع بها، فضلاً عن توافر أدوات تزييف الصور وفبركة الفيديوهات، والتي تضفي بدورها حبكة محكمة على محتوى الشائعات تساعد في انتشارها[36]، ويكفي الإشارة هنا إلى أن مصر تعرضت إلى أكثر من 21 ألف إشاعة خلال العام 2019 تستهدف نشر البلبة والإحباط، وتدمير المجتمع من الداخل[37]. كما انتشرت العديد من الشائعات في الأشهر القليلة الماضية، عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الإساءة إلى رموز وقيادات سياسية في العديد من الدول العربية. كما تعرضت دولة الإمارات في شهر ديسمبر الماضي إلى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة منتجاتها بزعم “ضعف جودتها”، في محاولة لهز اقتصادها الوطني.
ولعل أحدث مثال على كيفية توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات، هو أزمة فيروس كورونا(كوفيد-19)، حيث انتشرت على هذه المواقع معلومات مغلوطة حول أعداد المصابين بالفيروس في بعض الدول العربية ليس فقط للتشكيك في منظومتها الصحية والوقائية، وإنما أيضاً لإظهارها عجزها واضعفها أمام شعبها، واتهامها بغياب الشفافية وعدم المصداقية أمام المجتمع الدولي. واستغلت، في هذا السياق، أيضاً جماعة الإخوان المسلمين وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات التي تستهدف إثارة حالة من الهلع بين المواطنين في مصر والإساءة إلى الحكومة، وانتقاد طريقتها في مواجهة الفيروس احتوائه[38].
التحريض على الفوضى وإثارة الاضطرابات: مع التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبحت ضمن أهم الأدوات التي يتم توظيفها في التحريض على الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في العديد من الدول العربية. وتشير إحدى الدراسات الغربية [39] إلى أنه لولا وسائل التواصل الاجتماعي لما كان ما يعرف بـ”أحداث الربيع العربي” التي شهدتها بعض الدول منذ نهاية العام 2010، أن تنطلق وتمتد من دولة إلى أخرى، فما حصل من اضطرابات في هذه الدول كان نتيجة الحشد والتعبئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت التليفزيوني، والإعلام الإلكتروني بوجه عام الذي قاد عملية الحشد والتظاهر ضد النظم الحاكمة في هذه الدول[40]، فقد أظهرت هذه الأحداث أن وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك باتت تقوم بالحشد للمظاهرات المليونية، وبعمليات التوعية والحشد عن طريق المجموعات والصفحات والتعليقات والدعوات، والتحريض على إسقاط الأنظمة عبر البيانات المنشورة على الإنترنت، والتي تحظى بمتابعة الآلاف في دقائق معدودة.
بل إن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تمثل أهم الأدوات التي يتم توظيفها في إدارة الصراعات والأزمات الدولية، سواء من خلال بث الإشاعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي يمكن أن تزلزل اقتصادات دول كبيرة، كالإشاعات التي تروج حول شركات عابرة للقارات فتؤدي تلك الإشاعات لتدهور أسهمها في البورصة، أو من خلال نقل أخبار بعينها عبر مواقع تجسس، أو مواقع ناقلة لمعلومات سرية مثل “ويكليكس” لإثارة الخلافات بين الدول، أو تكريس الانقسامات داخل الدول ومؤسسات الحكم فيها. ولهذا فإن من يمتلك آليات توظيف وسائل التواصل الاجتماعي يكون أكثر قدرة على تحقيق أهدافه والتأثير في سلوك الفاعلين الآخرين[41].
ضبط دور وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي
إذا كانت كل نظريات الاتصال والإعلام الحديثة تجمع على تنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع الثورة الرقمية التي يعيشها عالم اليوم، فإن من المهم والضروري العمل على تعظيم الاستفادة من الفرص التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها أهم أدوات التنشئة السياسية وتشكيل الوعي لدى النشء والشباب، وفي الوقت ذاته ضرورة ضبطها وتنظيمها بحيث لا تتحول إلى منصات لنشر الفكر المتطرف والعنيف أو نشر الشائعات التي تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، وهناك العديد من المقترحات التي يمكن أن تسهم في ذلك، لعل أبرزها:
تدريب النشء والشباب في الدول العربية على كيفية الاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي من خلال دورات متخصصة يشرف عليها الخبراء والمتخصصون، وتنمية الوعي لديهم بخطورة الفكر الذي تبثه الجماعات المتطرفة والإرهابية على هذه المواقع.
التصدي للشائعات التي مصدرها وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تطبيق العقوبات على مروجيها، خاصة أن هذه الوسائل تعد النافذة المثالية لإطلاق الشائعات التي تستهدف الأفراد والدول على حد سواء. وإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً فاعلاً في هذا الانتشار الكبير للشائعات والأكاذيب، فإنها أيضاً وفرت الحلول لمكافحة تلك الأكاذيب ومحاصرتها، فقد نشر موقع “فيسبوك” ورقة باسم عمليات المعلومات في أبريل 2017 تضمنت تطوير خوارزميات قادرة على رصد الحملات المنظمة الهادفة لنشر الشائعات عبر رصد هذا النوع من السلوك الممنهج لنشر أخبار بعينها، وهي خوارزميات قادرة على منع الحسابات الوهمية، ورصد نشر الحساب للخبر ذاته بشكل متكرر، أو قيامه بإرسال مراسلات بشكل مشبوه[42]. وهناك أيضاً آلية التعقب الرقمي، والتي لا تكتفي برصد الشائعات فقط، ولكنها تعمل على تتبع انتشارها، وتعقب مصدرها، والتحقق من عناصرها بشكل فوري ومنظم، ومن أبرز أمثلتها موقع “Emergent“، وهو جزء من مشروع بحثي تابع لمركز “تو للصحافة الرقمية” بجامعة كولومبيا، ويقوم الموقع بوضع لافتات على الشائعة، بحيث يوضح كونها شائعة أو معلومة صحيحة أو غير مؤكدة بعد، وبالضغط عليها يوضح مصدرها وحجم انتشارها وغيرها من المعلومات[43].
توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في التصدي للأيديولوجيات المتطرفة والأفكار الهدامة التي تستهدف النشء والشباب، وهناك العديد من التجارب المهمة التي يمكن الاستفادة منها في هذا الشأن، كتجربة “مركز صواب”، الذي تم تأسيسه بالتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015، بهدف التصدي للأفكار المغلوطة وتصويبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة لأُولئك الذين يرفضون الأفكار المتطرفة والأعمال الإرهابية ويقفون ضد الأفكار المنحرفة التي يروجها أتباع الضلال.
[1]– Maryam Mohsin, Social Media Statistics You Need to Know in 2020, oberlo, 7 Nov 2019, https://bit.ly/3d5W2AI
[2]– Digital 2020, A comprehensive look at the state of the internet, mobile devices, social media, and ecommerce, Hootsuite, https://bit.ly/33EOGjs
[3]– إبراهيم العبيدي ، سلبيات وإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، موقع موضوع،٢٥ فبراير ٢٠٢٠ من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2IWGO3c
[4]– AmbadyN.and (Others) : On Judging and Being Judged Accurately in Zero Acquaintance Situations,Journal of Personality and Social Psychology,(Washington, DC :American Psychology Association,1995)pp 69-70
[5]– أمجد عرار، الإعلام في زمن العولمة، صحيفة البيان(دبي)، 19 مارس 2015
[6]– معتصم مهدي أبوشتال، دور برامج الإعلام في تنمية الوعي الأمني ومكافحة الإرهاب المعوقات والتحديات( جامعة نايف العربية للعلومالأمنية ،الرياض، 25 يونيو 2012 ) ، ص 15 .
[7]– د. خالد حربي، الإعلام الجديد.. تحدي القيم، المجلة العربية، 14 أغسطس 2015، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2QqFAkH
[8]– ســـنان صلاح رشيد الصالحي ، دور مواقع التواصل الاجتماعي في السياسة الدولية، مجلة اتجاهات سياسية – العدد الأول ديسمبر 2017، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3941jpd
[9]– Revealed: 50 million Facebook profiles harvested for Cambridge Analytica in major data breach, the guardian, https://bit.ly/2QtDb90
[10]– شركة “كامبريدج اناليتيكا” لعبت “دورا حاسما” في بريكست (مسرّب معلومات)، موقع فرانس 24، 27 مارس 2018، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3dcjn3N
[11]– Harlow،Summer, It Was a “Facebook Revolution”: Exploring the Meme-Like Spread of Narratives During the Egyptian Protests”. Revista De Communicacion, 2013, Vol. 12, pp 59-82
[12]– Alejandra Guzmanm, 6ways social media is changing the world, World Economic Forum, 07 Apr 2016, https://bit.ly/2IXZH5A
[13]– ازدهار معتوق، مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام، مجلة الوحدة الإسلامية،(لبنان)، السنة السادسة عشر ، العدد (181)، يناير 2017 ، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3b5LbFc
[14]– معتصم بابكر مصطفى، أيديولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي وتشكيل الرأي العام(الخرطوم، مركز التنوير، 2014)، الطلعة الأولى، ص ص 191-192.
[15]– للمزيد من التفاصيل حول مفهوم صحافة المواطن، يمكن الرجوع إلى: جمال عز الديني، لينة ملكاوي، صحافة المواطن: هل لها آثار سلبية على واقع الصحافة؟ موقع الحرة، 12 نوفمبر، 2013، من خلال الرابط التالي: https://arbne.ws/2TXOb0n
[16]– نهى بلعيد، الإعلام الجديد والتغيير السياسيّ في زمن الثورات العربيّة، مرصد الصحافة العربية،29 يوليو، 2016، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2xI5WYY
[17]– عمار علي حسن، الإعلام الجديد والتغير الاجتماعي، صحيفة الاتحاد (أبوظبي)، 20 ديسمبر 2018، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/3d8fVHo
[18]– للمزيد من التفاصيل عن دور المدونات في تشكيل الرأي العام، يمكن الرجوع إلى: فتحي حسين عامر، الرأي العام الالكتروني،( القاهرة، دار النشر للجامعات، 2012 )، الطبعة الأولى، ص ص 164-165
[19]– كرم نعمة، الأفكار في المدونات وإن طغى فيسبوك وتويتر، موقع ميدل إيست أون لاين، 21 أكتوبر 2019، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2QpwKUC
[20]– للمزيد من التفاصيل عن دور المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، يمكن الرجوع إلى:
Donald K. Wright & Michelle D. Hinson, How Blogs and Social Media are Changing Public Relations and the Way it is Practiced, Public Relations Journal Vol. 2, No. 2, Spring 2008, https://bit.ly/3dea2sn
[21]– نهى بلعيد، مصدر سبق ذكره.
[22]– للمزيد من التفاصيل حول هذا الجانب، يمكن الرجوع إلى: فهيمة بن عثمان، دور مواقع التواصل الإجتماعي في تغيير القيم الأسرية: الفايس بوك أنموذجا، مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد(47)، ص 99
[23]– إبراهيم يحياوي، الآثار الثقافية (القيمية والسلوكية) للإعلام الجديد على المستخدمين ، مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد (50) ، الجزائر، 5 مارس 2019 ، متاحة على الرابط التالي: https://bit.ly/3dbMB2z
[24]– د. خالد حربي، مصدر سبق ذكره
[25] – Anthony Downey (editor), Uncommon Grounds: New Media and Critical Practices in North Africa and the Middle East (London, I.B.Tauris, December 2014) pp 256.
[26]– Daniel Halpern, Sebastián Valenzuela, James E. Katz, We Face, I Tweet: How Different Social Media Influence Political Participation through Collective and Internal Efficacy, Journal of Computer-Mediated Communication, Volume 22, Issue 6, 1 November 2017, Pages 320–336, https://bit.ly/2U2YBMt
[27]– Segaard, S. B. ,Perceptions of Social Media: A Joint Arena for Voters and Politicians? Carlsson Ed. NORDICOM Review; Oct 2015, Vol. 36 Issue 2, p66-78.
[28]– محمد علي صالح ، عندما تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات تضليل إعلامي، صحيفة الشرق الأوسط(لندن)، رقم العدد (14188)، 2 أكتوبر 2017.
[29]– للاطلاع على نتائج هذه الدراسة، يمكن الرجوع إلى:
Ilona Turtola, How do social media build the professional identity of journalists?, University of Oxford , June 2017, https://bit.ly/33ziRZ6
[30]– كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في الاستحقاقات الانتخابية؟، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة(أبوظبي)،18 مايو، 2017، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2QxmI3s
[31]– Philip Seib and Dana M. Janbek, Global Terrorism and New Media: The Post-Al Qaeda Generation, (New York: Routledge, 2011), p. 44
[32]– الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مجلة الشاهد(الكويت)، 19 سبتمبر 2019، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/33duUtM
[33]– Geoff Dean, Peter Bell, Jack Newan, The Dark Side of Social Media: Review of Online Terrorism, Pakistan Journal of Criminology, Vol. 3, No. 4, April – July 2012, pp 194 – 195.
[34]– Thomas Elkjer Nissen, Terror.com – IS’s Social Media Warfare in Syria and Iraq, Contemporary Conflicts : Military Studies Magazine, Issue 2, Volume 2 (Denmark: Royal Danish Defence College, September 2014).
[35]– فاطمة الزهراء محمد عبد الوهاب، التعرض لشبكات التواصل الاجتماعى وانعكاسها على نشر الشائعات لدى الشباب الجامعى، ( دراسة ميدانية )، كلية الآداب قسم الاعلام ، جامعة جنوب الوادى بقنـا، على الرابط التالي: https://bit.ly/2WIqBnm
[36]– د. فاطمة الزهراء عبدالفتاح، “التشارك الإلكتروني:آليات مكافحة الشائعات في الفضاء السيبراني”، مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، ابوظبي، 29 مايو 2017، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2o5KiJg
[37]– د فتحي حسين، مواجهة الشائعات المغرضة في “التواصل الاجتماعي”، البوابة نيوز، (القاهرة)، 20 سبتمبر 2019 من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2QxK5tK
[38]– صبري عبد الحفيظ ، جماعة “الإخوان” تلجأ إلى كورونا لإسقاط النظام المصري!، موقع إيلاف الإلكتروني، 17 مارس 2020، من خلال الرابط التالي: https://bit.ly/2vHxeOE
[39]– Anthony Downey, op. cit
[40]– أحمد عبد الحميد حسين،(محرروآخرون)، يوميات الثورة المصرية،مركز الجزيرة للدراسات،الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، الطبعةالأولى، 2011 ،ص 4
[41]– للمزيد من التفاصيل حول دور الإعلام الإلكتروني في الصراعات الدولية، يمكن الرجوع إلى: إيهاب خليفة، القوة الإلكترونية وأبعاد التحول في خصائص القوة، ،سلسلة أوراق،مكتبة إسكندرية،الإسكندرية، العدد رقم (12) ، 2014 ، ص 7
[42]– د. فاطمة الزهراء عبدالفتاح، “التشارك الإلكتروني، مصدر سبق ذكره
[43– لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا المشروع يمكن الرجوع إلى:
Karyne Levy ,Emergent debunks internet rumors in real time, October 14, 2014,https://bit.ly/2o5Ym5w