بعد مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق الإبراهيمي كخطوة تتطلع للتعايش والتسامح ومد جسور التواصل بين شعوب المنطقة، نظّم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالتعاون مع مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والإفريقية في جامعة تل أبيب، ندوة تحت عنوان “الاتفاق الإبراهيمي.. فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة”.
تداول المشاركون في الندوة ثلاثة محاور رئيسة، هي: دور الثقافة في تعزيز قيم التسامح والحوار، ودور الإعلام في دعم السلام والأخوّة الإنسانية، وأفق التعاون في المجالات التنموية والتقنية.
ووجه الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ “مركز تريندز للبحوث والاستشارات”، كلمة في افتتاح الندوة، أكّد فيها أنّ الاتفاق الإبراهيمي فتح آفاقًا جديدة من التعاون في المجالات التنموية والتكنولوجية والثقافية، وستمثّل هذه المكاسب بلا شك حافزًا لمزيد من التعاون والحوار في المستقبل القريب. وأشار إلى أن مشاركة “تريندز” في رحاب جامعة تل أبيب تجسيد واضح لثمار الاتفاق الإبراهيمي الذي رسم ملامح جديدة لمستقبل شرق أوسط أكثر رغبة في تحقيق السلام والاستقرار عبر التعاون والحوار البناء.
ونوّه “العلي” بأن الاتفاق الإبراهيمي، الذي بدأ بتوقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل في سبتمبر 2020 قبل أن يلتحق بها كل من البحرين والسودان والمغرب، واحد من أهم التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ عقود، ليس فقط لأنه يمثل اختراقًا في جدار جمود مسار التسوية السلمية بين الجانبين العربي والإسرائيلي، وإنما أيضًا لأنه يؤسس لعهد جديد من التعاون البناء الذي يستجيب لتطلعات جميع شعوب المنطقة في الأمن والتنمية والازدهار.
من جانبه، أشاد البروفيسور أوزي رابي، مدير مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب، بدور مراكز البحوث في بناء جسر نحو المستقبل لصالح الأجيال المقبلة ولمصلحة كل المنطقة، ونوّه بأهمية العامل التربوي في دعم السلام، وضرورة ما يصفه بـ “تغيير فكري” من خلال الثقافة واحترام الآخرين، من أجل تحقيق التغيير.
وفي كلمته، أشار سعادة السفير محمد آل خاجة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى دولة إسرائيل، إلى أن هناك المئات من الفرص التي تمخضت عنها الاتفاقيات الإبراهيمية. ففي غضون عام واحد فقط، تمكنا من تحقيق نتائج عظيمة في علاقاتنا الثنائية، من خلال أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم موقعة بين دولة الإمارات وإسرائيل، في مجالات الثقافة والصحة والفضاء والعلوم والازدهار الاقتصادي والأمن وتغير المناخ والطاقة المتجددة والتعليم.
وعبر “آل خاجة” عن تطلعه إلى بلوغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين عشرة أضعاف حجمه الراهن في السنوات القادمة. وأكد سعادته أن التعليم هو الذي سيساعد على تنويع اقتصاداتنا والمنافسة في السوق العالمية، والاستعداد بشكل أفضل من أجل المستقبل، مشددًا على أهمية التعاون في مجال التعليم والبحث العلمي بين البلدين.
من جانبها، أشارت الدكتورة ميليت شامير، نائبة رئيس جامعة تل أبيب، إلى أنه بعد الاتفاق الإبراهيمي أصبحت لدينا فرص للشراكة والتعاون مع الإمارات في البحث العلمي، ولاسيما في مجالات المياه والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والأمن السيبراني. مضيفة أنّ لدى الإمارات وإسرائيل تعاونًا في مجال بحوث المياه وكبار السن ومدى إمكانية تطويع التكنولوجيا لخدمة المسنين.
رابط الخبر:
فيديو: