شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أعمال المنتدى السابع للحوار الألماني العربي الخليجي حول الأمن والتعاون، الذي نظمته مؤسسة كونراد أديناور بالتعاون مع جمعية الصداقة العربية الألمانية في العاصمة الألمانية برلين.
مثّل “تريندز” في المنتدى كلٌّ من الباحث الرئيسي محمد الظهوري، مدير إدارة السياسات المتقدمة، والباحث عيسى المناعي المتخصص في الذكاء الاصطناعي. وقد جاءت المشاركة ضمن جلستين رئيسيتين ناقشتا قضايا الأمن الإقليمي والدولي وآفاق التعاون بين دول الخليج وألمانيا.
واقع النظام الدولي
في الجلسة التي شارك فيها محمد الظهوري، والتي حملت عنوان “بناء مستقبل مستدام للعلاقات الأمنية الخليجية الألمانية”، إلى جانب صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وكلٍّ من فيليب دينستبير، المدير الإقليمي لبرنامج دول الخليج بمؤسسة كونراد أديناور، وسعد الطامي، رئيس منظمة الديوان، تطرّق الظهوري في مداخلته إلى واقع النظام الدولي الراهن، متسائلاً عما إذا كان لا يزال متعدد الأقطاب أو أصبح أحادي القطبية.
وأكد أن الشواهد تدل على استمرار النظام الدولي تحت الهيمنة الأمريكية. وأوضح أن المستجدات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما التوترات بين إيران وإسرائيل والدور الأمريكي، تُبرز هذا الواقع بوضوح، حيث تواصل واشنطن قيادة النظام الدولي دون وجود قوة دولية قادرة على تغيير سياساتها أو الضغط عليها.
كما تناول الظهوري أهمية العلاقات الأمنية بين ألمانيا ودول الخليج، مشيراً إلى الروابط التاريخية والاقتصادية التي تجمع الجانبين، وقدم عدداً من المقترحات لتعزيز هذه العلاقات مستقبلاً، من بينها الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وتأسيس المبادرات لضمان استدامة المشاريع وقابليتها للتنفيذ. كما شدد على أهمية الشراكة الخليجية الأمريكية، وحرص دول الخليج على تجنب النزاعات في المنطقة، مؤكداً أن أي مساس بأمن دولة خليجية، مثل الهجوم على قطر، أمر مرفوض تماماً.
الذكاء الاصطناعي والعلاقات الدولية
أما في الجلسة الثانية، فقد تناول الباحث عيسى المناعي موضوع أهمية الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، مؤكداً دوره المتنامي في تعزيز العلاقات الدولية ودعم جهود مراكز البحوث. ودعا إلى ضرورة الاستثمار في تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسياً في دعم العلاقات والشراكات الدولية.
فرص التعاون
وعلى هامش المنتدى، التقى وفد “تريندز” بعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والدكتور أوتو فيسهوي، رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية، ولويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، وبيورن هينريشس، المدير التنفيذي في جمعية الصداقة العربية الألمانية، وأورس أونكوف، مستشار المكتب الافتراضي لمكتب تريندز للبحوث والاستشارات في ألمانيا والمدير الإداري الاتحادي للجمعية الاتحادية للتنمية الاقتصادية والتجارة الخارجية، وفيليب دينستبير، المدير الإقليمي لبرنامج دول الخليج بمؤسسة كونراد أديناور، والدكتور مصطفى أديب، سفير جمهورية لبنان وعميد السلك الدبلوماسي العربي بألمانيا، ويان سانت بيير، الرئيس التنفيذي ومستشار مكافحة الإرهاب في مجموعة الأمن الحديثة، ودانيال تن برينكي، رئيس الجمعية الفيدرالية الألمانية لاستشارات الهجرة ودعم التجارة الخارجية، والأستاذ سعد الطامي، رئيس منظمة الديوان، والأستاذ عبدالله الملا، صانع المحتوى والإعلامي.
وتناولت هذه اللقاءات الموضوعات المطروحة في جلسات الحوار، إضافة إلى بحث سبل تعزيز دور البحث العلمي في دعم الاستقرار، واستكشاف فرص التعاون المشترك بين المراكز البحثية والمؤسسات ذات الصلة في دول الخليج وألمانيا والاتحاد الأوروبي.
