Insight Image

حضور فاعل لمكتبه في أمريكا اللاتينية “تريندز” يشارك بكلمة رئيسية في منتدى بريكس السابع للإعلام ومراكز الفكر في ريو دي جانيرو – البرازيل يشدد “تريندز” على دور مراكز الفكر قائلاً: “بريكس+” جسر يربط العقول قبل الأسواق

17 يوليو 2025

حضور فاعل لمكتبه في أمريكا اللاتينية “تريندز” يشارك بكلمة رئيسية في منتدى بريكس السابع للإعلام ومراكز الفكر في ريو دي جانيرو – البرازيل يشدد “تريندز” على دور مراكز الفكر قائلاً: “بريكس+” جسر يربط العقول قبل الأسواق

17 يوليو 2025

شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في منتدى بريكس السابع للإعلام ومراكز الفكر، الذي عُقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، تحت شعار: “بريكس موحّدة: صياغة فصل جديد للجنوب العالمي”، وذلك عبر مكتبه الافتراضي في أمريكا اللاتينية، تأكيداً على حضوره المعرفي الدولي، ودوره المتنامي كمركز بحثي يسعى إلى دعم الحوار والتفاهم المشترك.

استقطب المنتدى أكثر من 250 شخصية مرموقة من مختلف دول العالم، من بينهم كبار المسؤولين الحكوميين، وخبراء الإعلام، وباحثون، ورجال أعمال من دول بريكس وخارجها. وقد ناقش المشاركون ثلاثة محاور رئيسية: تعاون بريكس من أجل تنمية أكبر للجنوب العالمي، وتعزيز “صوت بريكس” لتكريس تأثير الجنوب العالمي، وقوة المجموعة في إعادة تشكيل مستقبل الحوكمة العالمية.

وجاءت مشاركة “تريندز” من خلال كلمة رئيسية ألقاها عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيس ونائب رئيس قطاع البحث العلمي في المركز، بعنوان: “دور مجموعة بريكس+ في تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي من خلال الحوار والتبادل والمعرفة المشتركة”.

في مستهل كلمته، أكد الشحي أن “بريكس+” لا يمثل مجرد تكتل جيوسياسي، بل يعد منصة استراتيجية تسعى إلى بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وتوازناً، لافتاً إلى الأهمية المتزايدة للمجموعة، التي باتت تشكل إحدى أبرز ركائز التوازن الدولي الجديد، في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.

وأوضح أن اقتصادات الجنوب العالمي لم تعد تكتفي بدور المتلقي، بل باتت تقود مسارات جديدة في التنمية والدبلوماسية والنمو، مشدداً على أن “بريكس+” يوفر فضاءً تعاونياً قائماً على الاحترام المتبادل والطموحات المشتركة.

وأشار الشحي إلى أن من أبرز نجاحات “بريكس+” قدرته على تعزيز الحوار السياسي بين دول كانت مهمشة سابقاً في المنتديات الدولية التقليدية، موضحاً أن هذا الحوار لا يقتصر على حل النزاعات أو تنسيق السياسات، بل يتعداه إلى ضمان أن تكون أصوات الجنوب العالمي حاضرة بقوة في صياغة الأجندة العالمية.

كما ركز الشحي على البُعد الاقتصادي، لافتاً إلى أن “بريكس+” يفتح آفاقاً رحبة للتبادل التجاري وربط الأسواق في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، بما في ذلك الشرق الأوسط، مما يُسهم في بناء سلاسل توريد أكثر مرونة وتنوعاً، ويُمكّن دول الجنوب من التفاوض من موقع أقوى.

وأوضح أن “بريكس+” سجل حضوراً بارزاً في مجالات متعددة، من بينها الاستثمار في البنية التحتية، والتعاون في مجال الطاقة المستدامة، مع توقعات بزيادة هذا التأثير مستقبلاً.

وأكد نائب رئيس قطاع البحث العلمي في “تريندز” أن التعاون المستدام لا يمكن أن يقوم دون قاعدة راسخة من المعرفة المشتركة، مشدداً على أن تبادل الخبرات والأفكار يمثل حجر الأساس لأي نموذج تنموي ناجح. وأضاف: “أن التنمية ليست مجرد موارد، بل هي في جوهرها تفكير جماعي وحلول محلية مستمدة من تجارب واقعية وسياقات متنوعة.”

وسلط الضوء على الدور الحيوي لمراكز الفكر في دول “بريكس+”، واصفاً إياها بالبنية التحتية المعرفية للتعاون الجنوبي–الجنوبي، موضحاً أنها لا تكتفي بإنتاج الدراسات، بل تُسهم في بناء فهم ثقافي متبادل، وتمثل منصات استراتيجية للحوار الصريح، والتفكير بعيد المدى، وصياغة السياسات المستندة إلى الأدلة.

ودعا عبدالعزيز الشحي في كلمته إلى تعزيز دور مراكز الفكر من خلال دعم المنصات البحثية المشتركة، وتطوير الإصدارات التعاونية، وإطلاق برامج شبابية تربط قادة الفكر المستقبليين في دول الجنوب، قائلاً: “لنتخيل عالماً تتحرك فيه البيانات والأفكار بحرية تامة، كما تتحرك السلع ورؤوس الأموال. هذا هو الأفق الحقيقي للتعاون المعرفي.”

وفي ختام كلمته، شدد على أن “بريكس+” ليس مجرد تكتل، بل جسر يربط بين القارات والاقتصادات، والأهم من ذلك: بين العقول. وقال: “بدعمنا المتواصل للتعاون السياسي والتجاري والمعرفي، نُسهم في بناء شراكة عميقة مستدامة ومؤثرة.”

تجدر الإشارة إلى أن منتدى بريكس السنوي أُطلق عام 2015 بمبادرة من وكالة أنباء “شينخوا” الصينية، بالتعاون مع شركائها في دول المجموعة، ويُعد اليوم منصة دولية بارزة لتعزيز الصداقة والتعاون وتبادل المعرفة والثقة بين دول “بريكس”. كما يُسهم المنتدى في توحيد الصوت الإعلامي والفكري للجنوب العالمي في مواجهة التحديات العالمية، وفي رسم ملامح مرحلة جديدة من التعاون العابر للقارات.